الجزء الخامس والاخير بقلم شيماء السعيد
لحبيبة مردفا
_ سامعك قولي اللي قاعدة بتترعشي عشانه
هذه من تبقت له من رائحة والده ابنته التي تربت على يديه منذ نعومة أظافرها و كبرت أمام عينيه يوما بعد يوم يقرأها مثل الكتاب المفتوح ابتلعت لعابها پخوف ثم أخذت نفس عميق تحاول به التحلي ببعض القوة قائلة
_ أنا مش عايزة أفضل كدة يا صالح عارفة إنك پتخاف عليا بس أنا تعبت و مش قادرة أكمل بالطريقة دي
_ من غير مقدمات يا حبيبة قولي عايزة إيه!
عضت على شفتيها لعدة ثواني تمنعها من الارتجاف ثم قالت بنبرة متقطعة
_ أنا عايزة أنزل أشتغل مش عايزة أبقى على الهامش أرجوك يا صالح خليني أختار صح مرة واحدة في حياتي
توقعت ثورة من الصړيخ و الرفض لذلك أغلقت عينيها بقوة قبل أن تسمع أي كلمة منه إلا أنها تفاجأت بشفتيه على خصلاتها يقبلها بحنان و اعتذار قائلا
فتحت عينيها بذهول قبل أن تتعلق بعنقه مردفة بسعادة
_ بجد يا صالح هشتغل!
قبل رأسها عدة مرات ثم أومأ إليها بهدوء و إبتسامة صافية قائلا
_ بجد يا حبيبة بس عشان تبقى في أمان خليني أختار مكان شغلك يا باشمهندسة
سألته بتوتر
_ هشتغل فين!
_ سند الكبير وحشني يا جدع
رد عليه سند بوقار و إبتسامة هادئة
_ دكتور صالح ليك وحشة يا راجل بس أنا عارفك بتاع مصلحتك قول متصل ليه!
سند الكبير بطل الرواية الجديدة بعنوان سند الكبير
ضحك صالح علي لسان صديقه الذي دائما ما ينقط من هذا العسل الأسود ثم تنحنح قائلا
مرت دقيقة كاملة حتى تحدث سند بهدوء
_ مقدرش أقولك لأ بس أنت من امتا بتشغل الحريم مش دي مرات حسن برضو
حك صالح مقدمة ذقنه ثم قال
_ لأ اطلقوا الموضوع طويل أخلص اللي ورايا و آجي أقعد مع الحجة شوية أصلها وحشاني
ضحك سند مردفا
اتسعت عينا صالح بذهول
_ للمرة المية و عشرين دي و الا إيه يا كبير
ضحك سند قبل أن يغلق الخط بوجه صالح فهو الوحيد القادر على فعل حركة مثل تلك مع صالح الحداد أردفت حبيبة بترقب
_ هو أنا هسافر و أسيب عيالي هنا! مقدرش أعمل كدة يا صالح
_ إحنا دلوقتي في إجازة يا حبيبة هتاخدي العيال معاكي يغيروا جو و بعدين هقولك تعملي ايه بس وجودك في كفر الكبير أمان ليكي
أومأت إليه ثم عادت للحديث بتوتر مردفة
_ هي سمارة مش هترجع تاني!
تجمد وجه صالح قائلا
_ لأ اطلعي ارتاحي شوية
علمت أنه يرفض الخوض بهذا الحديث معها لذلك فعلت ما أراد و صعدت لغرفة نومها أما هو أخرج تنهيدة طويلة مشتاقة قطعها إتصال من أحد رجاله الذي قال
_ صالح باشا شعيب باشا أخد مدام صافية و سافر بيها و الهانم دلوقتي في محل الحلويات لوحدها
حك صالح ذقنه ثم أردف بهدوء
_ بقت لوحدها يعني
_ أيوة يا باشا
_ طيب نفذ اللي هقولك عليه بالحرف الواحد بس لو غلطت غلطة واحدة هيبقى آخر يوم في عمرك
_____ شيماء سعيد _____
بعد ثلاث ساعات سفر وصل شعيب أخيرا لمحافظة الإسكندرية حمل صافية التي مازالت غارقة بالنوم ثم دلف بها للشاليه الخاص به صعد بها لغرفة النوم وضع جسدها الناعم على الفراش بعناية
جلس بجوارها لا يفعل شيء سوي التأمل بها من يصدق أنه كان يذهب يوميا بسيارة مختلفة أمام منزلها ليراها فقط و هي تذهب للمحل و تعود منه اكتفي قلبه جدا من الفراق لا يريده بل يريدها هي نزل لمستوى وجهها ليطبع قبلة عميقة على حبات التفاح المزينة لوجهها
مرت نص ساعة أخرى و هو على هذا الحال بدأت تفتح عينيها و عقلها يتذكر ما حدث رويدا رويدا ظلت تدور بعينيها بالمكان حتى وقعت عليه يتسطح بجوارها على الفراش بكل أريحية
جن چنونها لتقفز و تجلس على ركبتيها صاړخة
_ أنا مش عايزة أقعد معاك أنا عايزة أروح لأختي
حرك كتفه ساخرا
_ عيب لما تقولي لجوزك كدة يا حبيبتي أنت مش عيلة صغيرة عايزة ترجع لأهلها إحنا هنعيش هنا على طول
رفعت حاجبها قائلة
_ نقعد هنا فين و بعدين أنا سامعة صوت بحر
أخذ خصلة منها وضعها على أنفه مرددا بنبرة لعوب
_ إحنا في إسكندرية يا روحي شهر عسل
هزت رأسها پجنون بكل الاتجاهات ماذا يريد منها هذا الرجل!