شاهين
ضحكات زوجها الساخرة قبل أن يهتف بلهجته الآمرة التي لا تفارقه أهو سمعتيها بنفسك يا ماما هي عندها دراسة و انا عندي شغل مش فاضيين للكلام الفارغ داه
وضع هاتفه في جيب سترته ثم إعتدل واقفا و هو يكمل كملي فطارك و تعالي على المكتب عاوزك في حاجة مهمة
تأففت ثريا بضيق من بروده لتتمتم معلش يا بنتي بكره حيروق و حيرجع في قراره كملي فطارك تلاقيكي مأكلتيش حاجة من إمبارح الصبح
ثريا بنظرات عطوفة إذنك معاكي يا حبيبتي راقبتها و هي تتحرك ببطئ نحو المكتب و لم تخفى عنها نظراتها الخائڤة التي تحاول إخفائها بابتساماتها المزيفة لتحدث نفسها متسائلةيا ترى عملت إيه البنت دي في دنيتها علشان توقع في إيد إبني انا السبب انا اللي خليتها تشتغل هنا كان لازم أمشيها من يومها انا إزاي عملت كده ربنا يهديك يا شاهين يحنن قلبك عليها دي باين عليها غلبانة و مش حمل اللي بيعمله فيها
في المكتب
دخلت كاميليا لتجد شاهين يجلس بشموخ وراء مكتبه الفاخر و هو يتابع بعض الأعمال بواسطة حاسوبه المحمول
أشار لها بأن تجلس على الكرسي المقابل للمكتب أخفت إستغرابها لأنه لم يطلب منها الجلوس تحت قدميه كعادته و هي تتذكر كلام هبة عندما أخبرتها بإمكانية تغيير معاملته لها بعد أن أصبحت زوجته
ظلت صامتة ليسترسل في حديثه طيب انا جبتك هنا عشان أقلك على شوية حاجات ياريت تنفذيهم بالحرف الواحد علشان حياتنا تستمر بهدوء و مين غير مشاكل و مش عايز افكرك انا حعمل إيه لو خالفتي أوامري
أول حاجة ممنوع تخرجي من الفيلا لأي سبب من الأسباب لا تقوليلي صاحبتي و لا عيلتي و لا أي حد أي حاجة انت عايزاها قوليلي و انا حجيبهالك لحد عندك ثانيا فادي تهتمي كويس و مش عاوزه يزعل لأي سبب و انت فاهماني طبعا ثالثا تلفونك
انا حسيبهولك تتكلمي بيه براحتك بس مش عاوز اشوف فيه رقم غريب
قاطعها بصوته القوي الذي أثار خۏفها مرة أخرى قائلا بنبرة لا تحتمل النقاش قلتلك مفيش خروج من الفيلا لأي سبب انا إديتك عشرة مليون جنيه متهيألي مبلغ زي داه حيخليكي
تنسي الجامعة و الدراسة كلها
كاميليا باستعطاف ارجوك انا حنفذ كل اللي انت عاوزه
رمى شاهين القلم على المكتب ثم مرر يديه على وجهه كاتما غضبه الذي بدأ يتصاعد بسبب عنادها لتقرر كاميليا السكوت و تأجيل حديثها في هذا الموضوع تجنبا لثورة أخرى من ثورات غضبه لتهتف بصعوبة حاضر انا حعمل كل اللي بتقول عليه بس بلاش تزعل
رمقها الاخر بعدم رضا قبل أن يقول ببرود لعلمك دي آخر مرة و دلوقتي تعالي انتفض جسدها و ازدردت ريقها بصعوبها قبل أن تتحرك نحوه بخطوات بطيئة ليزفر الاخر بملل و ېصرخ بوجهها ساعة عشان تيجي
توقفت مكانها من الړعب و هي تنكس رأسها و قد تسارعت دقات قلبها من الخۏف و هي تتذكر
ماحصل معها البارحة لم تعي بعدها كيف طارت من مكانها
رفعت عيناها لتنظر له پخوف كقطة مذعورة في حضرة أسد شرس ملامح وجهها الطفولية ببشرة بيضاء نقية تذكره بطفله فادي و عينان زرقاوان ذات نظرات بريئة و جسدها الصغير
لم يستطع شاهين السيطرة على نفسه لينحني برأسه لا إراديا بدا كالمغيب و هو يتمتم بخفوت مش قادر أكتفي منك يا كاميليا انت عملتي فيا إيه
كان يعتصرها حرفيا بين يديه بينما ظلت كاميليا مستسلمة و تدعو في سرها ان يتركها لم تكن تستطيع التحدث مخافة ان تثير غضبه أكثر
لم تشعر بكل هذا الضعف في حياتها كل ما تستطيع فعله هو الاستسلام و البكاء و تحمل الألم مرة أخرى إنعدمت الرؤية امامها
بسبب دموعها التي إنهمرت كشلال
بشدة بسبب المشاعر المختلطة التي سيطرت على جسده
لحظات مرت قبل أن يسيطر على نفسه و يعود لطبيعته من جديد و كطفلة صغيرة مما أثار دهشتها خاصة بعد أن سمعته يقول روحي كملي فطارك انا عارف انك مكلتيش و بعدها إطلعي نامي جسمك لسه تعبان
بينما بقى شاهين مكانه و هو ينظر إلى أثرها و يبتسم بشرود و قد أحس أخيرا بدقات قلبه المتجر تعود رويدا رويدا إلى الحياة على يد هذه الطفلة