السبت 23 نوفمبر 2024

حكايه سيف وسيلين الجزء الثاني

انت في الصفحة 8 من 15 صفحات

موقع أيام نيوز

تستطع أن تجيبه أمام إبنتها..
بعد ساعة كاملة قضتها سيلين تثرثر بأحاديث 
عشوائية مع والدتها التي إكتفت بالإستماع إليها هي و سيف خرجا بعد ذلك من الغرفة تاركين هدى لترتاح 
بعد أن طمئنهما الطبيب عليها....
سيلين بتذمر و هي ترفض مغادرة المشفى انا مش عاوز يروح.... مش عاوز يسيب مامي لوحده....
سيف و هو يسير ممسكا بيدها قائلا بصوت منخفض حبيبي مينفعش نقعد معاها اكثر من كده 
عشان هي محتاجة ترتاح متنسيش إن عمليتها كانت 
صعبة... و إلا إنت مش عاوزاها تطلع من المستشفى قريب.....سيلين بنفي لا طبعا انا عاوز مامي يطلع النهاردة...
سيف بضحك لا النهاردة صعب بس متقلقيشانا مرتب كل حاجة...خرجوا من المستشفى ثم توجهوا مباشرة نحو الفيلا... 
توقف سيف ليتحدث مع كلاوس و إيريك ليأمرهما 
بتوفير طائرة طبية خاصة لتنقل عمته هدى لمصر 
و معها الطاقم الطبي المشرف على عمليتها... أمرهما 
بدفع أي مبلغ يطلبونه المهم فقط الإسراع بتنفيذ جميع الإجراءات....
بعد دقائق قليلة كان يصعد الدرج الرخامي متوجها
نحو غرفة الصغيرة...طرق الباب ثم دخل بعد أن سمع
صوتها الرقيق تسمح له بالدخول.... أطلق صفيرا 
مرحا و هو يراها تجلس على السرير تحاول التعامل مع ذلك الهاتف الذي أهداها له بالأمس...جلس بجانبها ثم مال قائلا هو الجميل زعلان مني و إلا إيه
حركت رأسها بنفي و هي تبتعد عنه قليلا 
ثم عادت لتنشغل بالهاتف...عندها شعر سيف بتشنج 
أعصابه بسبب تجاهلها له لكنه حاول بكل جهده 
أن لا يبين ذلك... رسم إبتسامة مزيفة على شفتيه 
ثم مد يده ليأخذ الهاتف منها هاتفا بنبرة لينة 
محاولا إرضائها سولي... حبيبة قلبي انا عارف و مقدر تعلقك بوالدتك و إنك عاوزة تقعدي معاها 
بس الدكاترة منعوا الزيارة لأكثر من ساعة 
عشان صحتها...أصلا هي حتقضي بقية اليوم نايمة عشان المهدئات اللي بتاخذها يعني وجودك معاها زي عدمه.... بس إحنا إن شاء الله بكرة الصبح حنرجع 
نزورها تاني.... يلا إفردي وشك و خليني اشوف 
الضحكة الحلوة اللي بتنور يومي....اضاف و هو يداعب وجنتها باصبعه.... و إلا إنت عاوزة 
طنط هدى تزعل مني عشان زعلتك...
سيلين بخفوت و هي تحاول التراجع بجسدها 
حتى تتجنب لمساته لا انا مش زعلان...
إستقام سيف من مكانه كاتما غضبه و هو يلاحظ 
بوضوح نفورها منه وهذا مالم يستطع تقبله رغم إعترافه بداخله انها من الطبيعي ان لا تتقبله بهذه السرعة فهي
مازالت لم تتعود عليه و لاتعرفه جيدا... 
توقف عن السير أمام الباب ليتحدث دون الالتفات إليها حتى لا ترى ملامحه الغاضبة التي تجعل منه بحق مخيفا لأقصى درجة متتأخريش عشر دقائق 
و تكوني تحت عشان نتغدى... مع بعض..ضغط في آخر كلامه و كأنه يؤكد لنفسه أنها من المستحيل أن يسمح لها بأن تكون أي شيئ بدونه... و أنها أصبحت جزء لا يتجزأ منه....أغلق باب الغرفة وراءه و هو يبتسم إبتسامة مچنونة 
متمتما بخفوت سبحان الله حتى إسمك مؤخوذ من إسمي... سيف و سيلين....في قصر عزالدين....
دلفت ندى لغرفة نوم والديها لتجد والدتها إلهام تجلس 
على كرسي تسريحتها تمشط شعرها الأصفر بعناية 
ثم ترفعه بتسريحتها الأنيقة المعتادة....
تمددت على السرير الضخم و هي تراقب حركات 
والدتها باعجاب... تلك السيدة التي تجاوز عمرها الخمسون سنة لكنها تظهر اقل من عمرها بعشر سنوات...بفضل إعتناءها بنفسها و بجمالها الخارجي
نظرت إلهام لإبنتها التي كانت تحدق فيها ببلاهة قائلةفي إيه يا ندى مالك بتبصيلي و كأنك اول مرة تشوفيني
ندى باعجاب أصلك حلوة اوي يامامي و كلما بتكبري بتحلوي أكثر.... و انا عاوزة لما أكبر أبقي زيك...ضحكت إلهام بغرور و هي تلقي نظرة اخيرة على نفسها في المرآة..وقفت من مكانها ممسكة بزجاجة 
عطرها الفاخرة قائلة عاوزة إيه يابكاشة هاتي من الآخر...عاوزة فلوس اكيد و هو إنت إيه اللي حيخليكي تيجي اوضتي غير الفلوس...ندى و الله مش عاوزة حاجة ياماما بس انا كنت 
في أوضة أروى من شوية و لاحظت حاجة غريبة....إستدارت نحوها إلهام قائلة باهتمام حاجة إيه 
ندى بتوتر مش عارفة ياماما بس شفت هي تقريبا قاعدة في اوضة لوجي...انا شفت الدولاب مفتوح 
و في هدم كثيرة ليها هناك.... و كمان كل حاجتها على التسريحة برفيوم و ماكياج... كل حاجة....سارت إلهام نحو الفراش لتجلس بجانبها هاتفة 
بخبث لا إنت تحكيلي كل حاجة شفتيها بالتفصيل الممل....حكت لها عما رأته في غرفة لوجي و أكدت لها أن أروى لا تقطن في في غرفة زوجها فهي طبعا عندما ذهبت لرؤيتها منذ قليل بحثت عنها أولا في غرفة نوم فريد و عندما لم تجدها إتجهت نحو غرفة الصغيرة....
زمت إلهام شفتيها المصبوغتبن بلون وردي هادئ هاتفة بخبث مممم بقى الحكاية طلعت كده.... احنا كنا عارفين إن فريد إتجوز عشان يسكت مامته دي 
كانت بتزن عليه ليل نهار عشان يتجوز بنت أختها 
الطماعة اللي إسمها سميحة....بس انا كنت متأكدة إنه مستحيل حيقبلها كزوجة بدل مراته اللي ماټت الله يرحمها.... المهم يلا روحي إنت على أوضتك عشان تزاكري الامتحانات قربت.....قبلتها ندى ثم غادرت لتبحث عن شيئ آخر تمضي 
به وقتها فهذه تقريبا وظيفتها في القصر...لهذا تطلق عليها إنجي لقب النمامة الصغيرة...
بعد دقائق قليلة كانت إلهام تجلس في الحديقة 
حيث كانت سناء تلاعب إنجي الصغيرة التي كانت تصر على النزول من الكرسي و اللعب التراب و الأعشاب لكن جدتها كانت تمنعها....إرتشفت آخر رشفة من فنجان قهوتها السوداء
كسواد قلبها قبل أن تضعه على الطاولة الصغيرة أمامها إستعدادا لبث سمها....
أمال فين أروى مش شايفاها مع لوجي.... اصلي اول مرة اشوفها من غيرها سناء دون إهتمام راحت لإنجي.. يمكن عاوزة تطلب منها حاجة...
رفعت إلهام حاجبيها متمتمة بعدم رضا ممم طيب 
أصلي كنت عاوزة اقلك علي حاجة مهمة بس ياريت تفضل سر بينا...
رفعت الأخرى عيناها نحوها هاتفة بفضول بخصوص إيه
إلهام يخبثأصلي من شوية لما رحت المطبخ عشان أقول فاطمة تعملي القهوة لقيت الخدامات بيتكلموا على فريد و أروى...سناء بدهشة بيتكلموا عن إبني فريدإلهام ايوا امال فريد
إبن الجيران.... المهم ركزي معايا عشان تقدري تلاقي حل للمصېبة دي قبل ما يسمع أنكل صالح و تبقى مشكلة.... اصلهم كانوا بيقولوا إن فريد طرد مراته من أوضته و مخليها مع بنته...بصراحة انا مصدقتش اللي سمعته بس عملت نفسي إني معرفتش حاجة عشان مكبرش الموضوع 
بس إنت عارفة انكل صالح مفيش حاجة متستخبى
عليه في القصر داه و مصيره حيعرف و يطربق الدنيا على رأس إبنك....دي تعتبر ڤضيحة كبيرة للعيلة.. طيب و هو إنك لما مش عاوزها يتجوزها ليه البنت مسكينة عشان أهلها فقراء و على قد حالهم تقوموا تستغلوا بنتهم كده... دي مهما كان بنت اختك ياسناء يعني لحمك و دمك ...كده تخلي الشغالين اللي عندنا يجيبوا في سيرتها من غير رحمة..
تنهدت بزيف لتكمل تمثيليتها هاتفة بحزن مصطنع
أصعب حاجة على الست إن جوزها يرفضها و يحسسها إن ملهاش قيمة عنده و يخليها تفقد الثقة في نفسها و في أنوثتها....شعور صعب جدا... داه اكيد 
هددها إنها متشتكيش و لا تقول لحد... المسكينة دي لسه عروسة ..تابعت سناء اللعب مع الصغيرة و هي تخفي إرتباكها و دهشتها من كلام الأخرى فهي تعلم أن فريد لا يتشارك الغرفة مع زوجته منذ اول ليلة زواجه و لكنها لم تهتم 
طالما أن لا أحد يعلم بالأمر و لكنها لم تتوقع أن تعرف إلهام بذلك و هي طبعا لن تسلم من تلميحاتها الساخرة منذ اليوم و كأنها فعلا ستصدق فعلا خۏفها و حزنها على يارا....لكنها الان مظطرة للحديث مع إبنها لإيجاد حل....أما إلهام فقط إبتسمت بغرور و هي تلاحظ ملامح سناء المړتعبة و قد علمت انها حققت غايتها بإشعال حرب صغيرة بين الابن و أمه فهي تعلم جيدا ان فريد 
لن يتقبل إبنة اختها مهما فعلت حتى لو أجبره جده على ذلك لكنها قالت ذلك فقط لتخيفها و الغبية الأخرى قد صدقت و كيف لا و هي من عادتها تصديق كل شيئ تقوله حتى و لو كان كڈبا....و ربما تحصل مشكلة أيضا بين الزوج و زوجته و تلك كانت غايتها الأولى فهي تستمتع كثيرا برؤية المشاكل و الشجارات داخل هذا القصر ...و يبدو أنها ستكون كثيرة في الأيام القادمة خاصة بعد أن هاتفها إبنها آدم منذ قليل يخبرها عن سفر سيف لدولة ما صحبة تلك الفتاة 
المجهولة....إنشغلت قليلا بالنظر لأظافر يدها المطلية بلون وردي شبيه بلون احمر الشفاه الذي تضعه قبل أن تتحدث آدم كلمني من شوية و قالي إن سيف سافر مع البنت اللي جاتله الشركة من يومين.
سناء بانتباه متناسية حكاية إبنها و زوجته سافروا فينإلهام مقدرش يعرف بس على العموم مش حيتأخر عشان عندهم صفقة مهمة بعد يومين و مضطر يرجع...سناء بحيرة طيب و عرف مين البنت اللي كانت
معاه .اخذت إلهام نفسا عميقا ثم نفخته بقوة تدل على عصبيتها قائلة جرى إيه يا سناء مش فالحة غير تسألي... انا قلتلك عشان تعلمي جوزك يفتح عينيه المدة دي عشان انا متأكدة إن موضوع البنت دي مش حيعدي على خير اكيد في وراه حاجة ...إنت عارفة 
إن سيف عمره ما كان ليه علاقة مع بنت...سناء ببلاهةمش يمكن قرر يتجوز....إلهام و هي تنظر لها بغيظ أيوا يتجوز و يجيب اولاد عشان يورثوا الهالمة دي كلها و يطلعنا إحنا كلنا برا
يعني كل اللي بنيناه السنين دي كلها يروح في المياه مش كفاية جده العجوز كاتب نص الأملاك باسمه و النص الثاني بين كامل و
امين انا كل اما إفتكر اللي عمله الڼار تقيد جوايا ببقى عاوزة أقتلهم هما الاثنين ...طيب اسكتي عشان بنت اخوكي جاية علينا و متنسيش تقولي لجوزك اللي إتفقنا عليه....أومأت لها سناء بالايجاب رغم عدم إقتناعها فهي لاتكره سيف ابدا بالعكس تحبه و تحترمه كثيرا
هو ووالدته تلك السيدة التي عانت كثيرا بعد فقدان زوجها و لكن رغم ذلك حاربتهم لسنوات عديدة حتى تمنع شرهم عن صغيرها و إستمرت في حمايته حتى كبر و إستطاع الوقوف في وجههم و الصمود ضد مؤامراتهم التي لا يكفون عن حياكتها ضده ..و

هاهم الان يجتمعون من جديد كمجموعة ضباع 
مفترسة تحوم حول أسد وحيد..... يريدون بكل الطرق التخلص منه من أجل أن تبقى الثروة لهم وحدهم.. ..افاقت من شرودها على صوت أروى التي كانت تستأذنها لأخذ لجين لتناول وجبة طعامها لتتذكر من جديد حكاية إبنها فريد......في المطبخ.....
وضعت سعدية فنجان القهوة الذي حضرته و كوب الماء ثم وضعته أمام إبنتها فاطمة قائلة سيبي 
داه من إيدك و خذي القهوة لصالح بيه في المكتب...و أوعي تتأخري ...
رفعت فاطمة عيناها عن الهاتف و هي تتفرسفنجان القهوة قائلة بلهفة هو صالح جا هنا
طب إمتى اصلي... مشفتوش .
سعدية بسخريةالمرة الجاية حيبقى يتصل عشان 
يستأذن سيادتك

انت في الصفحة 8 من 15 صفحات