خيوط العنكبوت ج1
مرور ساعتين كانت تصف السيارة بحي مصر الجديدة حيث تقطن عمة زوجته
طلب من السائق انتظارهم فسوف يعودو معه ثانيا إلى المنصورة
كانت الساعة السادسة مساء عندما وقفوا امام باب المنزل يدقون جرسه
فتحت لهم السيدة المرافقة لعمتها استقبلتهم بوجه بشوش فهي على علم مسبق بقدومهم رحبت بهم وطلبت منهم الدخول
يا الف مرحب نورتونا يا دلال
احتضنتها بلهفة واشتياق واستمر العناق لحظات كل منهما مشتاق لأحضان الآخر
وبعد
أن ابتعدت عن أحضانها صافحت زوجها بود وأشارت إلى حياة أن تستقبلها داخل أحضانها قائلة
والقمراية بتاعتنا مافيش حضڼ لعمتو
اقتربت منها بحب فقد شعرت بحنانها منذ الوهلة الأولى قبلت وجنتيها وعانقتها بعاطفتها الحنونة ثم جلست وضمت حياة خلف ذراعها ونظرت إلى السيدة ثريا قائلة
هتف فاروق باعتراض
لا مافيش داعي والله أحنا اتغدينا قبل ما نطلع من المنصورة
شهقت سناء بحزن
معقول يا ابو حياة مش عاوز ناكل مع بعض ولا إيه لا أنا كده هزعل
ابتسم لها بود وقال
مانقدرش على زعلك يا ست الكل بس والله عشان البنات مش عاوزين نتأخر عليهم ومعانا سواق منتظرنا كمان أحنا مطمنين على حياة معاكي
دي في عنية الغالية بنت الغالية وأن كان على السواق ثريا هتبعتله غداه وأنتم هتفضلوا هنا للصبح أنا ماشبعتش من بنت أخويا لسه
هتفت دلال بحب
ڠصب عننا والله يا عمتو مانقدرش نبات هنا ونسيب البنات هناك لوحدهم وبعدين يا جميل اطمني كلها أسبوعين بس بالكتير وتلاقينا كلنا هنا جنبك وتحت امرك
جلسوا لتناول الطعام حول المائدة وهتفت دلال بتسأل
رقية عاملة أيه يا عمتو هي مش ناوية تنزل ولا ايه هتفضل متغربة كده
تنهدت بحزن ثم قالت
تقريبا كده الغربة عجبتها ومش هتنزل غير تحضر دفنتي
بعد الشړ عنك يا قلبي معلش اعذريها ماحدش عارف ظروفها بس ماتقلقيش مسيرها ترجع لبلدها وتستقر فيها
هقول ايه ربنا يعين كل واحد على حاله
بعد مرور ساعتين قرر العودة إلى بلدتهم وودعو ابنتهم ولم تنسى دلال
من وصاياها لابنتها أن تهتم بصحتها وبعملها وودعتها بالدموع الحاړقة
بناتها منذ ولادتهم تركتها بقلب
منفطر يرفض الابتعاد ولكن ليس بيدها فعل شيء فهذا مستقبل ابنتها
اصطحبت سناء حياة لغرفتها التي رتبتها من أجلها ثم تركتها تنام فقد كانت متعبة أثر ساعات السفر التي قضتها بالسيارة
وغدا لديها عمل باكر يجب أن تذهب إليه
بدلت ملابسها بمنامة قطيفة شتوية من اللون الفيروزي واستلقت بالفراش واغمضت عيناها لتذهب في النوم بعد عدة ثواني
عاد سليم متعب من عمله وقبل أن يدلف لداخل الڤيلا وجد نفسه يتوجه إلى حوض الزهور الذي زرعه شقيقه بنفسه تابع نمو الأزهار بنظرات فاحصة ليتفاجئ ببعض الورود ذابلة يبدو بأنهم يشتاقون لليد التي كانت ترويهم كل صباح تنهد بضيق ثم سحب مقعده ليصل إلى رشاش المياه فتح المحبس والتقط الرشاش بيده ثم بدء في ري الازهار بعناية وبعد أن أنتهى من مهمته أغلق المحبس ودلف لداخل الفيلا
جحظت عيناه پصدمة عندما وجد شاكر البدرواي في انتظاره يجلس بالصالون مع والدته
هتفت خديجة بجدية
تعالى يا سليم عمك شاكر منتظرك من بدري
زفر بضيق بعد
أن فاق من صډمته وهتف مرحبا به بفتور
أهلا وسهلا يا شاكر بيه ثم استرسل حديثه قائلا
لو كنت أعرف أن حضرتك منتظرني أكيد ماكنتش اتاخرت عليك
هتف شاكر ببرود
محتاج اتكلم معاك على إنفراد ده بعد إذن الهانم
ضيق جبينه ونظر إلى والدته قائلا
افتكر والدتي لازم تكون موجودة بم أن حضرتك جاي تتكلم في طلاق حفيدتك من اخويا بس أعتقد غايب عنك أن القرار في ايد أسر مش في أيدينا
أبتسم بمكر وقال
مين قال إن
جاي اتكلم في طلاق لا خالص أنا جاي اتكلم في أمر تاني وأفضل أن والدتك ماتكونش موجودة لأن الكلام اللي هقوله صعب الهانم تستوعبه
نظرت خديجة لابنها بقلق طمئنها بنظرة عيناه الحانية
هتفت بتوجس
خير أسر فيه حاجة ومش عاوزني أعرف
الكلام اللي هقوله صعب أسر يعرفه ولو وصله الكلام ده أكيد مش هيكون بخير خالص
هتف سليم منفعلا
وضح كلامك واتكلم دغري مابحبش اللف والدوران
زفر انفاسه بهدوء ثم قال
الحړب اللي عملتها عليه لازم تنتهي وحالا وإلا
قاطعة باستهزاء
وإلا ايه يا شاكر بيه سليم السعدني مابيتهددش ولا بيتجبر ينفذ أوامر
نهض واقفا ونظر له پغضب
أسر لو عرف أنك سبب ټدمير حياته الزوجية مش هيسكت لو وصله بس
خبر أنك ورا إصرار نور على الإنفصال منه بسببك أنت مش بسبب حد تاني
اكيد هيكرهك ده غير أن حالته الصحية هتدهور وهيفقد الثقة فيك وفي كل اللي حواليه
ثم القي نظرة أخيرة على والدته وقال
عقلي إبنك يا هانم بلاش يلاعبني بأسلوبه ده عشان اللي هيتحرق بناره
هو أخوه مش أنا
ثم سار بخطوات واسعة مبتعدا عن الڤيلا واستقل سيارته عائدا إلي فيلته
يبتسم بانتصار فقد