الأربعاء 27 نوفمبر 2024

سجينه جبل العامري

انت في الصفحة 18 من 56 صفحات

موقع أيام نيوز

الكلمات من شفتيها دون ملامح
حسبي الله ونعم الوكيل فيكم
الإبن لا يعلم ما أثر دعوة كهذه تخرج من
قلب أم مفتور على حياتها الضائعة بينهم قلب ېحترق بالنيران الملتهبة لأجل ذالك العطاء الوفير والمستمر الذي يخرج منها إليهم دون أي مقابل فقط لأنهم أبنهائها وهي والدتهم..
شعور بالضيق والحسړة أحتل كيانها وهي تجلس وحيدة تفقد أبنائها وكأنها لم تنجبهم من الأساس..
أتى على خلدها ولدها الآخر الذي تغرب بعيدا عنها وترك زوجته وأولاده معها فقد أحسن إليها فوجدت نفسها تتمتم بنفس الخفوت
ربنا يديك ويرضيك ويوقفلك ولاد الحلال يابني
هذه الدعوة أيضا لا تدري ما السر بها لتجعل السعادة تحل عليك من كل جانب وتأتي بالرزق الوفير والمستمر إنها دعوة من قلب أم بات مجبورا من ولدها ففتحت له أبواب السماء تستقبل دعوتها بصدر رحب لتكون دعوة واجبة التنفيذ..
شتان بين هذا وذاك ولكن أنت الوحيد الذي يقرر ما الذي تريده من شفتاي والدتك دعوة تدوم العمر بأكمله بالحياة والرضا والصلاح أو دعوة تقضي على حياتك ومماتك أيضا تقابل بها ربك وتكن سبب كافي غير كافة ذنوبك لتمنعك من رائحة الجنة..
منذ أن أتت إلى هنا وهي تراه ذلك الحيوان الذي لا يرتضي أبدا يفعل ما يشاء وما يحلو له حتى ولو كان على حساب الجميع لا يهمه الأمر..
اغتال ما بها عنوة اعتقادا أنه حقه ويحل له هدد وق تل وفعل أشياء لم تراها بحياتها قط..
ولكن أيعقل أنه يجرح ويداوي ېقتل ويحيي في الآونة الأخيرة تأقلمت بنسبة واحد بالمئة أنها أصبحت زوجته سجينة هذا القصر معه ومع عائلته بدأت ترى به أشياء لم تعتقد أنها به تكذب نفسها وتقول أن كل هذا خيال أو اعتقاد من رأسها الذي لا يكف عن التفكير..
رأته وهو رجل حكيم بين أهل الجزيرة يحكم بالعدل حقا أهو هذا الرجل العادل بينهم أم القاټل الذي يعرض حياتهم للخطړ يالا التناقض والسخرية حقا لم تعد تعلم هو أي شخص بينهم..
رأته يقترب من طفلتها بحب وحنان لا يليق به ولكنه حاول يتودد إليها بابتسامات وألعاب وطعام تحبه..
يحاول أن يكون الأقرب إليها وهي ترى ذلك.. ترى ما الذي ينوي فعله هل يريد أن يجعل الطفلة تحبه هو وعائلته حتى إذا قت لها لا تكون تربيتها صعبة أو يريد أن يأخذها منها..
في هذه الفترة الصغيرة جعلها بدلا من أن تناديه بعمي أن تقول بابا جبل ما الذي يريد أن يتوصل إليه هذا الجبل الصلب..
تابعته بأعين لا تعلم أهو ذلك الحق أو الباطل يأتي بذكراها وجهه الشرس وهو يق تل دون رحمة وتناقضه ذكرى أخرى وهو يحكم بالعدل والحكمة أي شخص منهم هو الحقيقي هذا الجبل
يأخذ منها الهاتف منذ ذلك اليوم المشؤوم لا تستطيع أن تفعل أي شيء ويبدو أنها بدأت في التأقلم على الحياة هنا.. ولكن الحقيقة أنها حياة مريبة وتتسم بالغموض أثارت فضولها أكثر أن تبقى وتعلم الحقيقة خلف كل شيء يحدث ربما يحدث التغير على يدها كما قامت بتهديده..
استمعت إلى صړخة طفلتها الفرحة وهي ترمي بالكرة بعيدا لتتخطى جبل الذي كان يلعب معها
كسبتك.. كسبتك يا بابا جبل
وقف متذمرا يشير إليها بحزم قائلا
لأ لأ أنتي كده بتغشي أنتي خليتي عاصم يرفعك وحدفتيها
عارضته وهي تقترب من عاصم تصيح قائلة بنبرة طفولية للغاية
لأ مش بغش أنا هخلي عاصم معايا في الفريق.. أنت طويل أوي وبتكسبني هو هيساعدني أكسبك
نظر إليها واحبطها عندما قال بجدية شديدة
عاصم مش هيوافق
أمسكت بيد عاصم ورفعت رأسها تنظر إليه نظرة طفولية بريئة تتودد إليه بها كالقطة وهتفت بصوت رقيق
لأ هيوافق إحنا صحاب.. مش كده
حملها عاصم فجأة بين يده يرفعها للأعلى قائلا بصوت عالي
آه طبعا صحاب وهرفعك علشان تكسبيه
ابتسمت الصغيرة تنظر إلى الآخر بسعادة قائلة
أهو يا بابا جبل
أمسك جبل بالكرة وأقترب قائلا بابتسامة
ماشي بس من غير غش
أومأت إليه برأسها
ماشي
ألقى الكرة مرة والأخرى وهي لا تستطيع أن تتابع رميته لها فصاحت بعصبية غاضبة منه
ايه ده أنت اللي بتغش كده
رآها جبل وأبصر نظرتها له مع صوتها الذي حاولت جعله غاضبا فلم يتمالك نفسه هو و عاصم يسألها بمرح
أنا عملت ايه بس
قالت
بتذمر وضيق
بترفع نفسك أوي وترمي الكرة
أجابها مبتسما
كل واحد وشطارته أنتي مش عارفه تصدي
اعترضت قائلة بانزعاج وهي تطلب من عاصم أن يتركها
لأ ده غش مش هلعب.. نزلني يا عاصم
تركها تهبط إلى الأرضية فأبتعدت عنهم ذهب جبل خلفها يناديها
استني بس غش ايه تعالي
لم تجيبه فأمسك بيدها وهبط إلى الأرضية ليكون في مستواها محاولا التحدث معها
استني هنتفق
وقف معها قليلا يتهامسون سويا يبدو أنه استطاع أن يجعلها تسعد أكثر من السابق ينسيها ما حدث منذ قليل عندما عانقته بقوة وابتسمت بسعادة..
منذ لحظات و إسراء تقف جوار زينة في الشرفة تتابع ما كان يحدث تنظر إليهم بعيون تشع بالحب والشوق..
عيناها تتابع ذلك الشاب فارع الطول الذي يبتلعها كلما وقفت أمامه.. مشاعرها تجاهه أصبحت متخبطة أكثر وأكثر ففي الآونة الأخيرة بدأت تفهم أشياء تحاول أن تكذبها بخصوص مشاعرها تجاهه..
وجدته
ينظر إليها وقد كان هو

الآخر يحاكيها بعينيه يهتف إليها بمنتهى الشوق واللوعة يقول متى اللقاء والاعتراف بالعشق المكنون داخل قلبيهما..
سمائها أزهرت باللون الأزرق المخالط الأبيض ووجدت السحاب تتموج بها كموج البحر وعينيها الزرقاء تماثلها تتشابه معها تدق الطبول في القلب معبرة عن قدوم حياة أخرى جميلة ستنعم فيها بالغرام ولهفة الاشتياق..
اطالت النظر إلى عينيه وهو بالمثل فنظرت إليها زينة باستغراب كلي ودهشة صاړخة بأن لا يحدث ما في رأسها..
أعادت النظر إليه وإليها مرة بعد الأخرى ولم تفهم ما الذي يحدث بينهم تبتسم بهدوء وخجل وهو ينظر إليها بقوة غير خجل مما يفعله مغيبين عن الواقع تماما هم الاثنين..
نغزتها في ذراعها فجأة تنظر إليها بعبث فصاحت الأخرى خجلة من شقيقتها قائلة بتوتر
سرحت
أردفت زينة بقوة وحزم قائلة
أبعدي عن أي حد هنا.. فاهمه ملكيش دعوة بحد يا إسراء لا في القصر ولا الجزيرة دي
أومأت إليها الأخرى برأسها بهدوء ثم تركتها ودلفت إلى الداخل..
تابعت زينة جبل الذي يحمل ابنة شقيقه يتسامر معها في الحديث بهدوء وابتسامة وهي تماثله وعقلها مازال يعمل في كل إتجاه وطوال الوقت يفكر في كثير من الأمور إلى أن قاربت على الجنون..
أرسلت السيدة ليالي مرسال إلى جبل العامري بما حدث بينها وبين زوجة ولدها ووالدتها فحدد موعد للجلوس في جلسة عرفية يحكم فيها بينهم بعد أن يقص عليه كل منهم ما حدث وقد حان وقتها..
استمع إلى الطرفين والذي لم يتجرأ أحد منهم على الكذب فنظر إليهم بهدوء وجدية فأضافت السيدة ليالي
اللي خلاها تمشي يا جبل بيه وأنا طالعه سطح بيتي عديت على شقتها.. الباب كان مفتوح تو ما شافتني راحت قفلاه في وشي بآخر ما فيها كل اللي قولته أنا حسبي الله ونعم الوكيل العيب مش عليكي العيب على اللي قانيكي
أكملت بعد أن أزالت بوشاحها دمعة خائڼة هبطت على وجنتها
أنا قولت كده من غلبي يا جبل بيه من غلبي دي داري.. داري أنا ويتعمل فيا كده أنا اللي كبرت وعلمت وجوزت وفي الآخر يتعمل معايا كده من عيله
لم تتجرأ الأخرى على الكذب قالت كل ما فعلته منذ البداية هي ووالدتها فظهر كوضوح الشمس من الظالم ومن المظلوم..
نظر إليها بجدية شديدة وأردف بحزم قائلا
امسحي دموعك يا حجة ليالي أنتي قولتي أنها دارك واللي هيقعد فيها اللي أنتي هتطلبيه أما دلوقتي كل واحد لازم يتحاسب
أشارت له بيدها ترفض حديثه بطيبة قلب قائلة
لا يا جبل بيه أنا مسامحة في حقي دي مهما كانت أم عيال ابني أنا مسامحة
سألها بعقلانية ونظرته نحوها حنونه مشعة بالحب لامرأة عجوز أكل من عمرها الشيب والسنوات
ايه اللي يرضيكي
أشارت بأصابع يدها الأربعة أن تبتعد عنها وهي تقول بحړقة
جوزها مسافر 
أردفت فتحية بجدية تنفذ أمره
حقك عليا يما أنا غلطانه
ومن خلفها والدتها الذي تحدثت ببغض قائلة
حقك عليا يا حجة ليالي مصارين البطن بتتعارك ياختي
تابعها جبل وتفوه بالكلمات بجدية تامة لا تسمح بعدها بالنقاش يملي عليها ما الذي ستفعله
جوزك النطع ده يدورلك على بيت بره تسكني فيه متقعديش عند اهلك معاكي مهلة يومين اتنين بس وعفشك يطلع من عند الحجة ليالي خلينا نشوف هيصرف عليكي وعلى ايجار البيت إزاي ولما يتعلم يحترم أمه يجيلي
تحولت ملامحها إلى أخرى منزعجة وقالت بضيق
بس يا جبل بيه أنت عارف البير وغطاه
صړخ بها بقسۏة وعڼف
يبقى كنتي تحترمي نفسك
نظر إلى والدها وشقيقيها الشابان هتف بغلظة وشدة مهددا إياهم
المرة دي أنا مش هعمل حاجه علشان خاطر الحجة
ليالي إنما المرة الجاية انتوا عارفين اللي هيحصل.. ربي مراتك وبنتك وإلا هربيهم أنا
أومأ إليه والدها يجيب بتأكيد على حديثه لأنه يعلم أن هذا ليس ټهديد فقط بل واجب الفعل مع وقف التنفيذ
حاضر يا جبل بيه حاضر
أكمل بنفس الغلظة التي تحدث بها
بكرة الصبح الكل عند دار الحجة ليالي تحقوا نفسكم ليها قدام الكل زي ما بهدلتوها قدام الكل
مرة أخرى يؤكد حديثه پخوف راهبا ما يستطيع فعله بهم
ماشي كلامك يا جبل بيه
أشار إليهم بيده ليبتعدوا عن هنا قائلا بصرامة
أمشوا..
صړخ على أحد الحراس الذي فتح البوابة ليتقدم منه فقال بجدية
مسعود وصل الحجة ليالي لحد دارها
أبتعدت عنه المرأة وهي تصيح بصوت عال تردد بالدعاء إليه
ربنا يخليك يا جبل بيه.. يا ناصر الغلابة ربنا يديك الصحة ويرزقك بالذرية الصالحة
وقف عند آخر دعوة قالتها هل سيأتي
يوم من الأيام ويكن له طفل من صلبه يحمل اسمه يكن ولده يربيه كما يشاء على الخير والحب!..
لم يأتي على خلده أحد سواها فرفع بصره للأعلى لأنه كان يعلم أنها تقف تطلع إليه وتراه وهو يتحدث معهم تستمع إلى مشكلات أهل الجزيرة كما كل مرة..
توترت للغاية عندما تقابلت أعينهم وأدركت بما يفكر أطال النظر إليها ودون دراية منها استمرت بالنظر إلى عيناه كما يفعل يحدث نفسه بأن هناك شيء غريب يحدث له.. لما فكر بها هي عندما أراد الإجابة على سؤاله
ولما هي تابعت النظر إليه هكذا بهذا الشغف وكأنها تحبه
في الأساس هي تقف تفكر أهذا هو الشړ أو الخير!..
حقا لم تعد تستطيع أن تفرق بين شخصياته الغريبة إحداهما ېقتل والآخر يحيي لم تعد تستطيع فهم أهو شخص واحد لديه فصام الشخصة أو شخصين مختلفين للغاية!
بعد مرور يومين
دلف إلى الشرفة ليقف جوارها نظر إليها بهدوء وتساءل
بتعملي ايه
سخرت منه تنظر إلى البعيد قائلة بتهكم
بشم هوا.. أصل هوا الاوضه يخنق
ابتسم باتساع فهو يفهم أنها تقصده فتابع في اغاظتها قائلا
ماشي شمي هوا براحتك
أردفت بجدية واستدارت تنظر إليه
أنا عايزة اروح الصيدلية اشتري كام حاجه ده لو
17  18  19 

انت في الصفحة 18 من 56 صفحات