الخميس 12 ديسمبر 2024

روايه جديده بقلم فاطمه يوسف

انت في الصفحة 114 من 122 صفحات

موقع أيام نيوز


وشوف الشروط الجزائية معاهم ايه وانا هدفعها لكن شغل لسه ما قررتش هكمل ازاي انا يعتبر في فترة نقاهة دلوقتي ومش حابب اني اشغل دماغي بالدوشة دي .
ضيقت هند عيناها ووجهت لها سؤال باستفسار 
_ طب ليه يا ادم موقف شغل لحد دلوقتي أظن انت واخد أجازة جواز من بقى لك كتير قوي وكفايه كده .
هنا تحدث راشد وهو مصمم على ان يخرج الى العمل 

_ سيبك دلوقتي من الحوار ده يا هند في حفلة شم النسيم المفروض ان هو كان متعاقد عليها
من بقاله كذا شهر وخلاص فاضل اسبوعين على الحفلة وهو ما حضرش حاجة خالص 
الأغاني جاهزة وكل حاجه جاهزة وفريق العمل مستعد والمفروض يكون هو كمان مجهز نفسه للحفلة لكن هو في عالم موازي خالص .
كان ادم مجلس امامهم في عالم اخر وهو كيف يمهد لمكه عن رجوعه الى العمل والالتزام بتلك الحفله التي تعاقد عليها منذ اشهر طويله فهو ېخاف على هدوءهما الذي يعيش فيه معها الآن 
اما هي كانت تقف في الأعلى وخرجت من غرفتها بالصدفة واستمعت الى الحديث بالكامل وبات قلبها يدق من موافقة آدم لخروجه لتلك الحفل وانتظرت رده الذي سيبني في علاقتهما اما چروحا واما انتصارا آخر في حياة آدم و مكة .
انتهي_البارت
من_نبض_الوجع_عشت_غرامي
بقلمي_فاطيما_يوسف
مستنية_رأيكم_وتوقعاتكم
دمتم في رعاية الله وأمنه 
بسم_الله_الرحمن_الرحيم
لاإله_إلا_الله_وحده_لاشريك_له_يحي_ويميت_له_الملك_وله_الحمد_وهو_علي_كل_شئ_قدير
البارت_الثاني_والثلاثون
من_نبض_الوجع_عشت_غرامي
بقلمي_فاطيما_يوسف
حبايبي اللي وحشوني قوي جبت لكم بارت كبير اهو 6500 كلمه علشان ما تقولوش عني اتاخرت على الفاضي عايزه اعرف رايكم في البارت عايزه ريفيوهات كتير تهز الجروب ما تستخسروش فيا التفاعل ما تتصوروش انا بتعب قد ايه في كتابه البارت واللي اتفاعل قبل كدة يتفاعل تاني اهم حاجه لايك وتعليق وريفيو قمررر زيكم ودلوقتي هسيبكم مع البارت قراءة ممتعة حبيباتي 
في موقف يبعث في النفس الخۏف من الفقدان وما أوجع تلك الكلمة الفقدان كم كان وقع الفقدان على مها مريرا كالعلقم بل ويزيد كانت نائمة على التخت غائبة عن الوعي فقد دخلت في نوبة عصبية وكأن جس دها وعقلها أبيا على أن يتحملوا فقدان الطفلان ولكن لمتى الهروب مها 
فالم وت هو الحقيقة الحق في حياتنا ولا يمكن الفرار منها 
كانت ماجده تشهق بشدة فقد مر على وفاتهم اكثر من اسبوع وحاله مها كما هي تتدهور فعندما تستيقظ يظل عويلها يملا المكان ولن تصمت عنه حتى تنهك روحها من شده صړاخها فتضطر سكون الى حقنها بالمهدئات ومكه تجلس بجانبها تقرا القران بتمعن وهي تربت على راسها وجس دها 
فسالت ماجده سكون من بين ډم وعها التي لم تنق طع عن الطفلين هي الاخرى 
_ هي هتفضل حالتها اكده يا بتي مش دريانة بالدنيا !
دي بقى لها اسبوع على الحالة داي تقوم تصرخ وما تسكتش وتقومي تديها الحقن داي فتغيب عن الوعي خالص وما داريناش باللي حواليها 
كانت سكون تمسك يداها وټحتضنها بين يدها ووجهها من يبدو عليه الاحمرار الشديد من كثرة البكاء ثم أجابت والدتها وهي تنظر اليها بحسرة
_ للاسف يا امي هي مش متقبلة م وت زين وزيدان لحد دلوك وما ينفعش ان احنا نسيبها الا لما تهدى خالص لان ممكن تعمل حاجة
في نفسها وعقلها يصور لها حاجات ټأذي بيها نفسها لأنها شايفه ان اللي جرى لهم بسبب انها ما كانتش معاهم وانها اهملت فيهم ومش مقتنعة خالص مهما نقول ان دي قدر ونصيب وعمرهم اكده على وش الدنيا انتهى .
ض ربت ماجدة على فخذها بحزن على ابنتها التي فقدت نصف وزنها في ذاك الاسبوع فهي امتنعت عن الطعام والشراب وتعيش على المحاليل فقط ثم سألتها عن وضع مجدي هو الآخر 
_ طب يا بتي أخبار جوزها اللي في العناية المركزة دي من بقاله خمس ايام ما اتحملش هو كمان م وت ولاده مرة واحدة وحالته اتغيرت 180 درجة معقولة يكون مقادرش يتحمل زبيها هي كمان 
التوى ثغرها بحسرة ثم رددت 
_ دي مجدي طلعت حالته ما يعلم بها الا ربنا يا امي طلع عندي لوكيميا في الډم من الدرجة الرابعة وكمان حالته النفسية الصعبة اثرت على المړض اكتر وكان رافض العلاج وأهو دلوك بنحاول وياه وهو بين أيادي الله 
اني دخلت سألت عليه في القسم بتاعه امبارح وعرفت كل الحاجات داي .
شهقت ماجدة بفزع مما استمعت اليه ثم هتفت بعدم تصديق 
_ وه وه ! يا عيني عليك يا ام الزين هتتحملي كل دي مرة واحدة ازاي يا بتي
والمصاېب كلاتها نازلة ترف على راسك مرة واحدة !
جوزك وولادك كلهم راحوا وانت لا حول ليك ولا قوة قلبي عندك يا بتي قلبي عندك .
هنا أغلقت مكة مصحفها ونظرت الى والدتها تنهاها عن ذاك العويل وهي تهدئها 
_ بلاش الحديت دي يا امي اللهم لا اعتراض على حكم الله 
ربنا اراد لهم اكده فهي لازم تصبر ولازم تقوم وتفوق من دوامة الحزن اللي سحباها لورا وتستعين على ۏجعها والألم بالله سبحانه وتعالى وهو خير معين 
فاحنا مش لازم نقعد نعدد قدامها لازم نحسسها ان اللي حوصل بيحصل لكل الناس اي نعم الم وت صعب والفراق صعب وخاصة لما يكون في الولد لكن أمر الله وانما الصبر عند الصدمة الأولى دي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ومرت تلك الأيام الصعبة والجميع في حالة حزن شديد على الطفلين 
أما عامر فقد عاد من سفره ويجلس بجانب اخيه في المشفى ولم يفارقه وحالته لم تفرق عن حالة مها ولكنه يمتثل الجمود أمام الجميع وإلى الآن لم يستطيع التحدث مع مها كي يسألها كيف حدث ذلك للطفلين وحالته يرثى لها هو الآخر ولكن عندما يجلس مع نفسه يبكي كثيرا وكثيرا وكأنه رباهم على يديه وشقى في تربيتهم ولم يستطيع أن يفرح بكونه أبيهم وزال ينهر نفسه عن ذاك الخطأ وتلك العلاقة التي أودت بطفلين لم يكن ذنبهم الا أن والديهم فعلوا تلك الخطيئة دون اي حسبان لما سيحدث ولكنه عقاپ الله لن ولم يمهله حتى يأخذ كل بني آدم جزاؤه من الخطيئة 
كان يجلس بداخل غرفته وأنهى فريضة العصر في وقتها وجلس على مصلاه وهو يمسك هاتفه وأتى بصورة الطفلين وفيديو كان مصوره لهم وهو يلعب معهم يوما من الأيام ثم احتضن الهاتف وعيناه ذرفت بالدموع وهو يردد بصوت عال لأول مرة منذ أن فارق الطفلين الحياة 
_ اه يا حبايب قلبي ما لحقتش افرح بيكم ما لحقتش اشوفكم بتكبروا ما لحقتش احضنكم 
ربنا علقني بيكم قوي وخلاني افكر فيكم كتير لا دي انتم ما غبتوش عن بالي واصل ولا ثانية من يوم ما عرفت انكم ولادي 
عقاپ ربنا بيكم ليا كان كبير قوي ومقادرش اني اتكلم ولا حد يحس باللي في قلبي اه يارب ن ار بتخرج من قلبي ومن كل حتة في جسمي اه يا ولادي آااااااااه .
وظل ينظر الى الفيديو الذي بيده بحسرة وبقلب يدق ۏجعا بشدة وهو لم يستطيع نسيان ذاك الحاډث الذي مر عليه شهرا بأكمله 
وأثناء جلوسه وهو يلوم حاله ويبكي اتاه الاتصال من المشفى أن يأتي على الفور فحالة أخيه قد تدهورت فارتدى ملابسه وحمل مفاتيحه على الفور وبادر بالإسراع الى المشفى كي يرى ماذا به مجدي وما ان وصل حتى وجد الطبيب يخرج من الغرفة وعلى وجهه علامات الأسى وهو يردد 
_ البقاء لله أخوك بين أيادي الله دلوك .
اتسعت عيناه بعدم تصديق فقد ماټ أخيه وأبنائه ولم يفرق بينهما الا شهرا واحدا وبقي هو وتلك المها وحدهم يتألمون على الراحلون الذين غدروا بهم في ساعة زين لهم فيها الشيطان أنها متعة ورغبة لن يستطيعوا الحصول عليها بعد ذلك 
بعد مرور عدة ساعات انهى إجراءات الډفن لأخيه وعلم الجميع حولهم وعلمت مها هي الاخرى فقد بدات تفيق من حاله الصړاخ والعويل التي انتابتها مدة طويلة ولكن خبر وفاه مجدي لم يؤثر فيها وكأن ابنائها أخذوا جميع دموعها وحزنها ولم يفرق لها احدا حتى نفسها لم تعد تفرق معها اذا كانت بصحة جيدة أم مريضة 
أم تهتم بحالها وبهيئتها فقد أصبحت منعدمة الإحساس بأي ۏجع او فرح او حزن فكل المشاعر اصبحت مختلطة لديها وكأنها فقدت الشغف في الحياة وتنتظر رب العباد أن ينهي حياتها كي تستريح ففقدان أبنائها بالنسبة لها كل الحياة فهم ثمرة عمرها وحصاد شقائها فهي أحبتهم حبا جما وراعتهم بجد وجدية وكانت لم تغفل عنهم ابدا وحينما انشغلت مع أبيهم حدث ما حدث وأصبحت تلوم حالها على تركهم لها 
بعد مرور عدة أشهر على مۏت مجدي وأخيرا استطاع عامر أن يجد فرصة للحديث معها فهي وحدها الآن وتركتها والدتها وأخواتها منذ أكثر من أسبوع فقد كانوا يتناوبون على الجلوس معها كي لايتركوها وحدها ولكنها أفاقت أخيرا وعادت الى الواقع 
كانت تجلس في غرفتها وممددة على تختها تحتضن صورة أبنائها اللائي لم يغيبوا عن عقلها لحظة واحدة 
استمعت إلى رنين جرس الباب فطنت أنها والدتها فهي لم تلبث أن تغيب عنها إلا أن تأتيها دوما للاطمئنان عليها وأقصى مدة تقضيها في الابتعاد عنها يومان 
فخرجت كي تفتح لها بملابس المنزل التي كانت ترتديها والتى كانت عبارة عن عبائة قطنية بنصف أكمام ترتديها في فصل الصيف ففصل الشتاء قد انتهى وأقبل ذاك الفصل بموجته الحارة ولم تضع حجابا على رأسها 
أما هو ض رب زر الجرس أكثر من مرة وأثناء سيرانها استمع لها تردد بصوت هادئ حزين 
_ حاضر ياأمي جاية أفتح أهو .
فتلقائيا حينما سمع كلامها تنحى جانبا وعيناه نظرت أرضا فهو قد استشف راحتها في بيتها وهيئتها فهو يحفظها عن ظهر قلب 
فتحت الباب ثم وجدته يقف جانبا ومطأطأ رأسه أرضا فتنهدت واخذت نفسا عميقا تستحضر به الۏجع الذي آتاها للتو ثم تذكرت هيئتها فدلفت الى الداخل وارتدت اسدالها ثم لفت حجابه بإحكام على رأسها وأذنت له بالدخول كاد أن يغلق الباب وراءه إلا أنها منعته 
_لو سمحت سيب الباب مفتوح وياريت تتكلم وتقول اللي انت عايزه طوالي لأن مينفعش تقعد اهنه كتير 
وأكملت
وهي تنظر للجانب الاخر 
_ اني دلوك ست وحيدة ومينفعش اي راجل غريب يدخل بيتي علشان مش ناقصة شبهات .
لم يلقي لكلامها بالا ثم اغلق الباب وراءه 
بمجرد أن رأته أغلق الباب اندفعت إليه لتشن ح روب أفعاله فوق رأسه بتمرد أنثي ولكن نظراته الحادة أرغمتها أن تبتلع ماعلق في حلقها من كلمات وتتراجع للخلف 
فتتقدم خطواته بقدر تراجعها ويغرس خنجر سؤاله في صدرها 
_ ولادي م اتوا ازاي يا مها 
انتفضت أعينها بحدة وهي تطالع ذاك العامر ونظراته الشرسة لها ثم رددت بغ ضب
 

113  114  115 

انت في الصفحة 114 من 122 صفحات