الخميس 12 ديسمبر 2024

روايه جديده بقلم فاطمه يوسف

انت في الصفحة 116 من 122 صفحات

موقع أيام نيوز


له وصوت عال وهي تنهاه عن كلامه ذاك 
_ لو سمحت ياعامر ممنوع تماما تتكلم معاي بالطريقة داي تاني أني خلاص الكلام المعسول المزين دي كرهته مبقاش يأثر فيا روح يابن الحلال مطرح ما ترتاح وابني لنفسك عش جديد ومن الأحسن تهد عشي اللي في قلبك .
تيقن الآن أنها لن ولم تتراجع فهو الآن يقف أمام امرأة جديدة لم يعرفها قبل ذلك 

تحرك بخطوات بطيئة من أمامها وهو ينظر إلى أرجاء المكان الذي اختلس فيهم لحظات سعادة معها ولم تكن من حقه يوما ما 
أما هي جلست وصورة أبنائها وملابسهم في أحضانها وهي متشبسة بهم وكأنهم اكسير الحياة لديها وانتهى عهد العامر لديها إلى الأبد أبدا 
وهي تردد مع حالها بقسۏة على نفسها
_ما عدت أحب أحدا ولا أكره أحدا ولا أحزن بسبب أي أحد ولا يفرق معي أي شيء ألف رحمة على مشاعري وقلبي الذي م ات 
فأنا قلبي ممتلىء بالدموع بدون أن يبكي 
بل شارد صامت يريد أن ينعزل
وعينيه مرهقة كأنه عاش عمره كله مستيقظ 
فاللهم رد لقلبي عافيته يارب . 
مرت الأيام والشهور تلو الشهور على حاډثة الطفلين والكل متأثر بهم 
حتى مر أكثر من ثمانية أشهر وحالهم في الۏجع لن يمر مرور الكرام 
في منزل سلطان يجلس ماهر الريان فقد زهق الصبر من صبره وما عاد يطيق الاحتمال في صبره أكثر من ذلك 
فهو الآن يجلس معها في منزلهم في زيارته الأسبوعية لها وهو غاضب من تأجيلها لإتمام زواجهم فمن المفترض أن يكونا متزوجون منذ أكثر من ستة أشهر ولكن م وت أولاد مها أخر زواجهم ثم لاحظت هي غضبه وعدم ارتياحه فسألته باندهاش 
_ مالك يا ماهر حساك متضايق اكده ومش على طبيعتك في حاجة حوصلت 
كان يجلس على الكرسي وهو يهز قدمه بضيق 
_ هو إنت كل دي مدرياش باني خلاص زهقت ومعدتش قادر أتحمل الوضع دي 
ربعت يداها وتحدثت بضيق
_ هو انت بتتحول مرة واحدة اكده من غير أي مقدمات وبتزهق وبتغضب عمال على بطال 
تنهد بضيق وتحدث بغ ضب جعلها اغتاطت منه 
_ أهو كون
انك متعرفيش اللي مضايقني دي في حد ذاته يغيظ ياهانم 
ممكن أعرف إحنا حالنا هيفضل اكده لحد مېتة يارحمة 
إنتفض داخلها من هيئته الغاضبة ومن حديثه الذي لايصح ابدا في وجهة نظرها وعللت موقفها 
_ يعني هو ينفع يكون ولاد أخت سكون يموتوا وجوزها وراهم بشهر وأفرح واتجوز !
وأكملت بتبرير
_ اللي حوصل محدش يتحمله ابدا وبعدين أني مرتبطة بسكون قووي ومينفعش أعمل فرح وهيصة وهي أختها في الحالة داي 
الست من يوم م وت ولادها وجوزها وهي في دنيا غير الدنيا وحالتها حالة ومرت أخوي كل يوم والتاني عنديها 
واسترسلت حديثها بعينين زائغتين وتوتر لما ستبلغه به وخاصة أنها ترى هيئته الغاض بة بشدة 
_ أممم .. يعني نصبر لما يفوت سنة على جوازهم على الأقل ياماهر .
استمع إلى كلامها وكله رافض أن يستجيب ثم تحدث بعيون تش تعل ڠضبا حتي أنها أرتعبت من هيئته 
_ سنة مين دي يا أستاذة ! ده في أحلامك إن شاء الله ان دي يحصل أني أجيب أبوكي وأخوكي بقى ونشوف صرفة بقي في الحوار دي .
ابتلعت لعابها وتحدثت بصوت منخفض وهي رافضة طريقته تلك هي تعلم انه لديه كل الحق في غض به ولكنها هي الأخرى لديها العذر في الانتظار 
_ بلاش ياماهر أرجوك تدخل بابا الموضوع بالنسبة لي جبر خواطر إنت متعرفش أني متعلقة بيهم كد ايه 
وتابعت حديثها بنظرة حزينة 
_ يعني بصراحة اكده مجايليش نفس أفرح وهم في حزنهم دي معلش يا ماهر اصبر كمان أربع شهور يكون وجعهم خف شوي وكمان سكون تفرح لي وتفرح بيا .
نفخ بضيق من تشبسها برأيها ثم عرض عليها اقتراحا أخر كي لا يحزنها 
_ طب نكتب الكتاب وبعدين نشوف حوار الأربع شهور دول بعد اكده أهو أي حاجة تصبيرة .
مطت شفتيها بامتعاض وهتفت باستفسار 
_ طب ايه لازمته كتب الكتاب هيفيد بإيه يعني 
ضړب كفا بكف باستنكار من استفسارها الذي وصل إليه أنه لم يفرق معها ثم أجابها باقتضاب 
_ هو انت مفكراني ايه حجر قدامك مبيحسش مثلا !
ولا انت مش بتحبيني ومحتاجة وجودي جمبك زي ماني محتاجك جنبي 
نفخت بضيق هي الأخرى من عصبيته في الحوار معها ثم سألته بغباء مرة أخرى
_ استغفر الله العظيم يارب طب كتب الكتاب بردوا ماله ومال إني بحبك ومحتجاك جنبي وإن كل اللي انت بتحس بيه ناحيتي أني كمان حساه ناحيتك .
اغتاظ منها وتحمحم لينظف حنجرته وتسائل
_ هو إني أكون كاتب كتابك وتوبقي مرتي زي حالنا دلوك 
وأكمل وهو ينظر إليها برغبة فهو قد اقترب منها طيلة الأيام والشهور الماضية وبات لايعرف معنى الاستقرار والأمان إلا في قربها بات يشعر بالاحتياج لها دائما وهو ليس من الرجال الذين يستحلون عقد الخطبة لفعل أي شئ يغضب الله حتى أنه لم يحل لنفسه لمس يدها مهما تحدث حديث العاشقين وشعر بالرغبة بها يكبت احتياجه لها داخله حتى بات لايستطيع الصمود أمام أنوثتها المهلكة لقلبه فهو حين يغازلها تخجل وحينما تغازله هي يشعر بأنه يريد اختطافها لأحضانه ويتشبع منها 
_ يارحمة نفسي يدي تحضن يدك وأحس إنك بتاعتي نفسي لما نكون قاعدين مع بعض وأحس إني عايز قربك ملقيش نفسي بسحب حالي وأمشي علشان معملش حاجة تغضب ربنا ومعاكي انت بالذات عايز البدايات الحلال وقتها هحس اني ملك زماني 
واسترسل حينما رأي نظرة الاحتياج في عينيها هي الأخرى ولمعة عينيها بالخجل واحمرار وجهها وتوترها الواضح من فرك يديها 
_ وكمان عايز اسمع كلمة بحبك ياماهر اللي لحد دلوك بعد ماقربنا سنة مخطوبين مقلتيهاش .
أنهى كلامه ثم نظر لشفتيها وابتلع لعابه وبدأ صدره ينتفض ويعلو ويهبط من شدة إحتياجه لها
وماكان حالها أفضل منه كانت تنظر لعيناه بفاه مفتوحة مرتعشة وقلب يرتجف يريد الإرتماء داخل أحضانه ونسيان كل الظروف التي تحاوطهم وتمنعهم من القرب وإتمام زواجهم 
بقيا مدة علي وضعهما هذا كلا منهما ېحترق شوقا للأخر ولكن تشبسها برأيها يمنعها من إتخاذ الخطوة الأولي وتنتظر أن يمر ذاك العام حتى تفرح من قلبها ولكنه الآن وضعها في مأزق كتب الكتاب الذي يريده ثم تحدثت بموافقة وهي تضع عيناها أرضا وليس لديها حجة مقنعة لرفض اقتراحه 
_ تمام ممكن تكلم بابا في حوار كتب الكتاب وأني معنديش مانع .
نظر إلي السقف وقال بتلهف وأذناه لم تكن تصدق موافقتها 
_ انت بتتكلمي جد يارحمة أكلم عمي سلطان 
بللت حلقها الذي جف من كثرة عطشها إليه وهي مازالت تنظر أرضا مرددة بتأكيد 
_ متأكدة ياقلب رحمة 
ثم رفعت عيناها ونظرت داخل عينيه وهي تنطق باعترافها الأول مما جعله يكاد يخت طفها بين أحضانه دون مراعاة لأي شئ 
_ وبعدين أني مش بس بحبك يا ماهر له اني بعشقك بعشق رجولتك اللي بحس انها مبقتش موجودة بعشق غيرتك علي اللي بتحسسني اني ملكة متربعة على عرش قلبك وپتخاف عليها من أي عيون تبص لها بعشق احتياجك ليا واحتياجك لقربي بعشق كل ملامحك وتفاصيلها بعشق الكاريزما اللي إنت محاوط بيها حالك بتحسسني اني مش هتجوز راجل والسلام أني بعشقك ودي كلمة قليلة على اللي بحسه ناحيتك وزي مانت محتاج قربي أني كمان شكلك بالظبط محتجاه وأكتر منك .
كانت عيناه مثبتة داخل عينيها شعر بأن جسده الآن ينتفض وصدره يعلو ويهبط من شدة احتياجه لها فحقا كانت تلك الصغيرة والتي تصل إلى منتصف صدره بارعة في جعل جسده يح ترق شوقا لاحتضانها يود الآن أن يأتي بالمأذون كي يكتب عقد تملكها ثم يجذبها إلى أحضانه حتى يكاد تفترق ضلوعها من شدة احتياجه لها بين ضلوعه لقد أثارته باعترافها ولكن أي إثارة تلك يافتاة ! لقد فتتي رجل الجليد ومشاعره انصهرت الآن ولم يطيق الصبر والاحتمال دون أن يضعف أمام عيناكي 
مهلا تلك الصغيرة مهلا على رجل لم يتذوق طعم العشق الذي طوقه لسانك واخت رق قلبه الآن يوما ما 
صغيرتي صاحبة العيون التى ألقت أسهمها الآن في قلبي ونفذ رميها وأصبح أسيرهم ولم يريد التحرير من أسرهم يوما مهما طال الزمان 
خاطرة_ماهر_الريان
بقلمي_فاطيما_يوسف
من_نبض_الوجع_عشت_غرامي
لاحظت نظراته الهائمة بها والتي تراها لأول مرة بذاك العمق وكأنه مغرم بها وبات لايتحمل أن يعيش فقط على تلك النظرات فقط ويحتاج عناقها بل وسح قها داخل ضلوعه ليبث بها شوقه الجارف لها ثم نطق لسانه بوله بها 
_ مكنتش أعرف انك لما تنطقيها هبقى مش على بعضي اكده حاسس ان خطوة الزمن في الوقت دي تقيلة قووي 
واسترسل وهو يحاول دغدغة مشاعرها كي يسحبها معه لعالم الاشتياق لقربهم 
_ انت أكيد حاسة باللي أني
حاسس بيه دلوك أكيد مش قادرة تتحملي انك متترميش في حضڼي وتحسي اني مشتاق يارحمة لهمسك وقربك قوووي .
كانت نظراتها إليه مماثلة مشاعرها ثائرة شعر جس دها بالتمرد عليها في اقترابه في همسه في غرامه في ولهه لها 
مهلا أنت ايها الماهر ماذا بك يا رجل فأنا لم أتحمل تلك منك تلك الع اصفة التي شنتها عيناك على قلبي المسكين فعذرية مشاعري معك لم تقوى على تحمل تلك الكلمات التى تتفوه بها لي 
ثم نطقت بفم مرتعش من أثر همسه لها وعيناه التى تنظر لها تلك النظرة الثائرة 
_ أممم ..طب ايه بقى مش هتحمل اني كل دي ياماهر براحة على رحمتك لسه متفقهش شئ في لغة العشق وقوانين القرب هاخد صفر قدام المتر الولهان .
ضحك على ضعفها أمامه وكم كانت في ضعفها مٹيرة له لقد عهدها دائما قوية ذات لسان سليط ولكن حينما يتحدث معها بلغة المحبين تنقلب نظراتها وتصبح عباراتها أكثر إثارة لغريزته 
ثم غمز بكلتا عينيه مرددا بما أخجلها 
_ طب جهزي حالك بقى علشان هنكتب الكتاب كمان يومين بالظبط وهفاجئك .
نظرت جانبا فقد أخجلها بكلامه ونظراته ولم تعد تقوى على تحمل كلامه أكثر من ذلك أما هو ظل يغازلها بعبارات الحب والغرام كي يجعلها تنغرز في شباك عشقه أكثر من ذلك حتى لاتستطيع النهوض والخروج من شباك هواه بها فحقا كان ذاك الماهر ماهرا في جذبها لعالمه وماهرا في أن يجعلها تحلق في سماء
العشق والرغبة والاحتياج له فحقا ذاك الماهر أذكى عاشق عرفه الزمان .
في نفس اليوم ليلا وبالتحديد في غرفة سلطان وزينب كانت تجلس في غرفتها وهي تمسك هاتفها تتصفحه فمنذ أن عملت لها زينب صفحة على الفيسبوك وهي سحبتها معها وصارت كل أوقات فراغها تقضيها على ذاك الهاتف مما أزعج سلطان وشعر بعدم أهميته تجاهها كما السابق 
فهو أحيانا يدخل الغرفة عليها ولا تعيره أدنى اهتمام ولكنها هي من
 

115  116  117 

انت في الصفحة 116 من 122 صفحات