روايه جديده بقلم فاطمه يوسف
يضحكن مع بعضهن إلى أن توترت رحمة وترددت كثيرا أن تحكي مابها ولكنها ارتاحت لسكون وشعرت بأنها أختها الثانية وقررت لها البوح عما يؤرق صدرها علها تفيدها في مشكلتها وبالفعل بدأت بسرد قصتها مع ماهر الريان من أول يوم بدأت التعامل معه وقصت عليها أيضا الحوار الذي دار بينها وبين جاسر ابن عمها ثم أنهت كلماتها
احتارت سكون من حكواها ثم سألتها
_ طب عمرك ماحسيتي بمشاعر ابن عمك تجاهك خاصة وهو بيعشقك قوووي اكده وكلامه معاكي الأخير كان مقهور
_ في أوقات اكده كنت بحسه فيها بيبص لي نظرات غريبة كنت بحس إني بنته وأخته ونصه التاني اللي يومه ميكملش من غيري اوقات كنت بستغرب طريقته داي بس برجع وأقول علشان متربيين ويا بعض ومبنفارقش بعض إلا اوقات قليلة بس عمري ماكان ياجي في بالي إنه بيحبني حب راجل لست مش أخ وأخته
_ متتصوريش ساعتها أنا كنت حاسة إني بكس رني واني بقول له انت زي أخويا كنت بخسر درع الأمان والحصن اللي في حياتي ومن ساعتها لا أني مستريحة لما رفضت حبه ولا مستريحة وانب مع ماهر بسبب جموده اللي حكيت لك عنه .
سألتها سكون مرة أخرى
أجابتها رحمة
_ هجاوب عليكي بسؤال ليه قعدتي تستني عمران وتحبيه سنين وهو مش شايفك أصلا ولولا الصدفة البحتة كان زمانك زي مانتي .
ضمت سكون شفتيها لصدق حديث رحمة وأحقتها فيما قالته
_ عنديكي حق القلوب مش عليها سلطان ربنا بيقلبها كيف ما يريد وعلشان اكده بقول لك وافقي بماهر يارحمة وح اربي معاه ح رب المشاعر والعناد وانتو في بيت واحد وصدقيني مش هيتحمل صدك وقوتك في اللي انتي عايزاه كتير وهيلين وياكي لكن طول مانتي بتح اربي من بعيد سهمك مش هيصيب وهتستنفذي ذخيرتك كلها وطاقتك كمان وهتبقى خسړتي المعركتين معركة اللي حبك ولا طالكيش ومعركة اللي حبتيه ولا قدرتي تغيريه.
_ يعني إنتي شايفة اكده أدخل ح رب المشاعر وياه واوافق علي الجواز بشروطه
حركت سكون رأسها بنفي واجابتها
_ توافقي أه لكن بشروطك إنتي مش بشروطه هو وأولهم يسيب مشاعره هي اللي تحكم مابينكم وشوفي بقي إنتي عايزة ايه تاني وصدقيني كل راجل وله مفاتيح اول ماتعاشريه هتعرفي مفاتيحه وابداي واحدة واحدة كس ري أقفاله اللي ساككها على حاله .
_ ده إنتي طلع عقلك كبييير قووي كانك دكتورة نفسية مش دكتورة نسا اتعلمتي الحاجات داي كلها فين يامرت اخوي ياقمرة إنتي
ضحكت سكون على كلامها ثم رددت بتذكر
_ اني بردو يابتاعت مثلي إنك تعبانة وهيتلهي يابتوع القانون ياللي ليكم م يت مخرج من اي بلوة .
وأثناء تسامرهن جاءت رسالة لسكون عبر الواتساب فهتفت بتعجب عندما رأت الرقم
_ دي رسالة من رقم غريب ربنا يستر .
مالت رحمة برأسها كي ترى محتوى الرسالة كنوع من الفضول وأيضا سكون قربت شاشة الهاتف معها فهي تعتبرها الآن كما الأخت قرأتا محتوى الرسالة وفاههم اتسع من هول ماقرأوه ثم هدأتها رحمة بنفي لذاك الكلام
_ متصدقيش التخاريف داي ممكن حد غيران لا مش بس اكده دي عايز خ راب مستعجل وهو عارف ان فرحكم بكرة فانتي متنوليهوش الفرصة داي وامسحي الرسالة ومتوريهاش لعمران وكأنك مشفتيش حاجة علشان الكلام ده كله كدب وافترا على اخوي عمران والله العظيم .
أكدت سكون على كلامها ثم قالت باستجواد
_ هو إنتي لسه هتعرفيني عمران اللي بيستحي يبص لواحدة من خواتي البنات ! وبعدين أني كبيرة وفاهمة ان الحاجات داي بتبقى كيد وكل اللي بيعمل اكده بيبقى حد جبان لانه بيوقع بين اتنين اتقابلوا بحلال ربنا وفرحهم بكرة فعلشان اكده هحذف الرسالة وهعمل حظر حالا للرقم
وبالفعل حظرت ذاك الرقم ونظرت إليها قائلة
_ كنا بنقول ايه بقى يارحوم
_كنا بنقول نقوم بقى ياست سكون علشان بكرة فرحك ولازم تستريحي علشان عنديكي مع ركة من أول اليوم لآخره.
خجلت سكون من تلميحها وخاصة أنها اتكئت على كلمة لآخره ثم غادرن المكان
أما وجد رأت علامة استلام سكون للرسالة ولكنها علمت أنها حظرتها ولم تعير رسالتها أدنى اهتمام ولو بتفاعل يدل على أي شعور تجاه ذاك الكلام فألقت الهاتف بغيظ
وهي تتمتم پحقد
_ غبية غبية ياداكتورة كنت عايزة انجيكي من اللي هيجرى لك لكن إنتي مصممة يبقى ياروح مابعدك روح وانتي اللي جبتيه لنفسك وقابلي بقى ډم ارك وخ راب روحك على يدي وابقي خلي عندك ينفعك طالما عاندتي قصاد وجد .
في إحدى البنايات وبالتحديد في الطابق الثالث يخرج جاسر قاصدا شقته التى جهزها لأن تكون مكتبه وهو ينظر إليها بتفاؤل وأمل أن يصبح ذاك المكان من أشهر مكاتب المحاماة في محافظة قنا
دلف الى المكتب بقلب يخفق مشاعر مضطربة فحلمه الآن أصبح مجسدا أمام عيناه
ثم جلس يستقبل المتقدمين إلى وظيفة المسؤلة عن الحسابات في مكتبه فهو ينهج نفس منهاج معلمه ماهر الريان دلفت واحدة تلو الأخرى ولكن إلى الآن لم يعجبه إحداهن فقد قابل مايقرب من ثماني متقدمات إلى أن اقترب على فقدان الأمل ثم دلفت احداهن ولكنها تستند على عصاه وترتدي ملابس أنيقة للغاية وتمشي ببطئ وحرص وبجانبها أخيها الأصغر انتابه الفضول ليعرف ما بها ثم استمعت إليه تلك الفتاة قائلا لها
_ اتفضلي اقعدي ياآنسة .
جلست تلك الفتاة بمساعدة أخيها وتحدثت بلباقة وهي تناوله ملفها
_ اتفضل يامتر ده ملفي اللي فيه كل شهاداتي اللي حصلت عليها من ضمنهم شهادة ماجستير في ادارة الأعمال قسم محاسبة وكمان معاي شهادة خبرة من كذا مؤسسة اشتغلت فيهم وتقدر حضرتك تتوكد من صحة الأوراق بنفسك .
مازال مندهشا من هيئتها الذي لم يرى مثلها قط واستشف انها عاجزة لذلك تستند على ذاك العكاز ثم سألها باستكشاف
_ ممكن أعرف إيه سر انك جايبة أخوكي معاكي اوعي تكوني مفكرة إنك جايه مكتب مشپوه ولا حاجة من اللي بيتسمع عنيهم اليومين دول لاسمح الله!
بدون تردد أجابته ثم ظهرت هيئة وجهها بالكامل فقد كانت جميلة وجمالها من نوع خاص صاحبة البشرة الشقراء وعيناها بلون العسل الصافي ولكن بهما لمعة وكأن بهما
أثر دمعة حاوطت بياض عيناها
ظل ينظر إليها باستكشاف فهيئتها غير عادية ثم بدأ بسرد أسئلته المعتادة ولكنها أجابته بلباقة وطريقتها تدل على ذكائها وعلى ثقافتها ثم هنئها مناديا لها باسمها الذي عرفه من أوراقها
_ تمام يامنة الله مبروك عليكي وجودك وسط مكتبي الصغير وعيلتي القانونية.
ردت مباركته ولكنها اعترفت له بما جعله ينصدم
_ الله يبارك فيك يافندم
ثم استرسلت حديثها وهي تعلمه جميع ظروفها بثقة في حالها دون تردد
_ بس فيه حاجة لازم أعرفها لحضرتك اني كفيفة .
اندهش من ذاك الذي سمعته أذناه فكيف لذاك الوجه الجميل والإبتسامة النقية والطلة الملائكية الهادئة التي تبعث في النفس الراحة والسکينة أن تصاب بتلك الإعاقة
ثم استمع إليها تكمل
_ أظن إن اعاقتي مش هتمنعني اني اشتغل حضرتك باركت لي قبل ماتعرف اني من ذوي الحالات الخاصة وجاوبت كل أسئلتك بكل طلاقة وبأكد لحضرتك إن حالتي مش هتقصر على شغلي خالص بس حقيقي اني محتاجة الشغل جدا مش لأني محتاجة للفلوس لاااا الحمد لله ربنا رازقني بأب جميييل ومتيسر الحال لكن محتاجة الشغل لأنه بيحسن لي نفسيتي فياريت متحكمش عليا دلوك وسيب شغلي يتكلم عني .
كان جالسا أمامها يشعر بالذهول مما استمع إليه ولا يعرف بما يجيبها أو كيف سيصبح التعامل بينهما وهل اعاقتها ستؤثر على بدئ مشواره ولأول مرة صاحب الحنكة القانونية يقف محتارا أمام ذلك الموقف ولا يعرف بما يجيبها
وأخيرا أتى اليوم المنتظر فرح سكون وعمران اليوم الذي سيشهد جبر سكون لقلبها الذي أفنى أبوابه لذاك العمران فقط
الجميع فرحون بتلك المناسبة التي انتظروها بفارغ الصبر وبالتحديد الحاجة زينب التي تقف بجانبهم والسعادة تغمرها فقد كانت طلتها تشبه القمر في ليلة تمامه طلة ملائكية تليق بجمال سكون
الجميع يباركون لهم في سعادة عدا تلك الوجد تقف تستشيط ن ارا من الغيرة فهي حلمت كثيرا أن تكون مكان سكون بنت أحلاما وأوهاما داخل عقلها المړيض دون أي حسبان لمشاعر عمران فهي طالما عشقته فلابد أن يخضع ولكن لرب العباد تدابير أخرى كان كل الموجودين في الفرح سعيدين بتلك الزيجة
وكانت ماجدة تجلس تنظر لسكون بعيناى لامعة بدموع الفرحة فسكون الأقرب إلى قلبها ولها مكانة خاصة اما مكة وقفت تفرك من غيظها بسبب الاختلاط في الفرح والأغاني والموسيقى الصاخبة من وجهة نظرها لكنها مجبرة على الجلوس وفجأة جائتها رسالة عبر الواتساب من ذاك الآدم فقرأت محتواها
_ ايه ياشيخة مكة مانتي قاعدة في الفرح عادي اهو وبتسمعي اغاني ورايقة على الآخر مش سامع اعتراضك ولا حتى خروجك من القاعة .
أنهى كلامه وبعث لها ايموشن
حقا استفزها بكلامه فالتفتت حولها لكي تراه ولكنها لم تلمح طيفه وعلمت انه مازال يراقبها فأرسلت إليه
_ هو انت بتراقبني ليه !
أما انت غريب يابني آدم إنت !
وبعدين ده فرح أختي مش فرح الجيران ومينفعش اسيب ماما ولا أختي يوم فرحها .
أرسلت إليه رسالتها واستلمها على الفور وقرأ محتواها ثم ارسل اخرى
_ اه ده من باب القاعدة اللي بتقول الضرورات تبيح المحظورات تمام يا آنسة فهمت بس ابقي خليكي فاكرة إنك استخدمتي القاعدة دي ومتنسيش .
رفعت حاجبها باستنكار من طريقته فأرسلت إليه
_ إنت مالك يابني آدم إنت بتدخل في حياتي ليه هو إنت خلاص بقيت قدري المحتوم اللي كل يوم يس مم بدني بقول لك ايه كفاية بقى يانجم وابعد عن طريقي علشان قربت أجيب أخري .
قرأ رسالتها وابتسم لمشاغبتها ولم يرد عليها واستعد للغناء في فرح عمران وسكون وتلك المفاجأة التي لم يعرفها احدا غير عمران وسكون وهند أخته التى كانت من ضمن المعازيم وأتت معه بعد مامر أكثر من ساعتين في الفرح خرج النجم آدم المنسي بعد أن أعلن المسؤول عن الدي جي لخروج مفاجأة وفور أن ظهر في القاعة انقلب الفرح رأسا على عقب من تلك