روايه جديده بقلم فاطمه يوسف
مبادئ في ديني وتديني لايمكن أتنازل عنيها
ثم أشارت على هيئتها وأكملت بنبرة مرهقة
_ ارجوك اني دلوك تعبانة ومحتاجة أرتاح وبجد هلكانة نوم ومش قادرة أقف على رجلي وحاسة إني هقع من طولي دلوك .
أماء برأسه للأمام وهو الآن علم أنه انتقل من مرحلة الجري ورائها إلى مرحلة الجرى الأكثر عن ذي قبل مع الفارق فالأول كان حاله به رأفة أما الآن فقد رآها اقترب منها اشتم رائحتها احتضنها بين يداه رأى ضعفها في قوتها في آن واحد وهي تتنفس أنفاسه قبلها قبلة عاشق
_أيتها الأبية ماكل من ذاق الصبابة مغرما وأنا مغرما عاشقا ولن أستكين
مهما زاد عنادك وعلى كبرياؤك
فذاك القلب وتلك الدقات لن تصمت
وبالله على قلبك سأستعين
وفي هواكي قلبي أعلنها وعشقي للأعمى ظاهرا وبحق خالق السماوات أنا قدرك اللعېن
أما هي من نظرة عينينه القاتمة باللون الأحمر رأت توعده لها وعلمت أنها ستسلم لفروض عشقه وأنه لن يتركها إلا وهي بين يداه أنثاه الكاملة وبكل رغبتها
أما هي دلفت إلى المكان وانبهرت به وردد لسانها
_ بسم الله ماشاء الله المكان اللهم بارك جميييييل قووووي ومريح للأعصاب
ثم نظرت إليه وسألته
_ياترى دي ذوقك واختيارك ولا مهندسين ديكور يافنان
_ ده ذوقك إنتي يامكة حبيت أعمل لك كل حاجة بتحبيها .
اتسعت مقلتيها بذهول من إجابته ثم سألته
_ وانت عرفت كيف اني هحب الأجواء داي
_ اللي بيحب حد بيعرف عنه كل حاجة كنت متابع صفحتك وكنتي دايما بتنزلي قرآن للشيخ مشاري راشد العفاسي على بحر أو على جزيرة وشايك المفضل اللي بالنعناع عرفت بقى انك بتحبي الأجواء دي وعرفت كمان إنك مبتحبيش الشتا علشان كدة عملت لك ركن دافي هنا كده .
جلست على الأريكة واحتضنت ذاك المصحف بين احشائها وقبلته بحب فهو أثمن هداياها في ذاك المكان
ثم تفوهت من فمها بتلقائية دون أن تلقى بالا لكلامها وهي تنظر له نظرتها الآسرة لقلبه المسكين أكثر من ذي قبل
_ انت جميييل قوووي يا ....
لاحظت ماتفوهت به فتراجعت عن كلماتها ولكنه شعر وكأنه ملك زمانه في تلك اللحظة من مجرد كلمات بسيطة قالتها حتى ولو لم تكملها فهو حقا يعشقها ومن يعشق ينسى ويغفر فهذه قوانين العشق ليس بها رأفة أو رحمة بقلوب العاشقين
ثم جلس بجانبها على الأريكة وطلب منها بلهفة وعيناه على ذاك الباجور
_ طب بقول لك ايه ممكن تعملي لنا كوبايتين شاي بالنعناع هنا على السخان ده نفسي اشربه من ايديكي قووي
ضحكت بشدة على نعته لذاك الباجور بالسخان ثم هدأت من ضحكاتها التى جعلت قلبه يخفق بع نف من رقتها الساحرة فحقا ضحكاتها أنغام وورود كما غناها العندليب الاسمر
_ سخان ايه بس ! داي اسمه باجور بيتحط فيه جاز وبنشد الفتلة بتاعته اكده وبعدين نول عه بالكبريت
ثم صفقت بيدها بعدما نجحت في تشغيل ذاك الباجور وبدأت في صنع الشاي حسائها المفضل لديها وبعد عدة دقائق قامت بسكبه في الإناء الزجاجي التقليدي ثم ناولته إياه برفق فأخذه منها ولكن على حين غرة جذب يداها وقبلها قبلة شغوفة من باطنها جعلت داخلها يهتز ووجهها كأنه صبغ باللون الأحمر من شدة خجلها
ظل محتضنا إحدى يداها ومشاعر جسده تطالبه أن يسحبها داخل ضلوعه ولكنها مازالت عاصية لك قلبي
لاحظ توترها فترك يدها برفق كما جذبها ثم شكرها بامتنان وهو يحتسي الشاي
_ بجد أول مرة أدوق شاي بالطعامة دي تسلم ايدك ياحبيبتي .
ابتسمت له وهي تضع عيناها في ذاك الكوب من خجلها البين على معالمها
ثم بدأت بتناوله هي الأخرى وهي تحتضن ذاك الكوب بين يداها كي يشعرها بالدفئ ظلا صامتين فهو كفاه اليوم احتسائه الشاي من صنع يدها وتقبيلها والجلوس بجانبها ورائحتها المسک تعبئ صدره فهو كان يحلم فقط برؤياها والآن جبر بالجلوس معها في منزل وحدهم وبعد أن انتهوا أوصلها إلى الغرفة الخاصة بها وانتقاها بعناية أدخل الحقائب الخاصة بها في الغرفة ثم تحدث
_ تصبحي على جنة من الرحمن ياحبيبتي .
ابتسمت له وبادلته مساه
_ وانت من أهلها .
بادلها نفس الابتسامة ثم أرسل إليها قبلة في الهواء وهو يغمز لها بإحدى عيناه فنظرت ارضا من خجلها اما هو ذهب إلى غرفته وترك لها مساحة من الحرية وهو يثق في عدالة السماء أنه سينصف في ليلة وضحاها .
أما في منزل سلطان المهدي يجلس سلطان
في الاسطبل وأمامه الشيشة يسحب منها الأنفاس بتكيف دلف إليه عمران وألقى السلام فأجابه سلطان بترحاب
_ وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته تعالى اقعد ياولدي عامل ايه ومرتك كيفها
جلس عمران بجانبه وتحدث بنبرة عاتبة يغلبها الضيق
_ إحنا بخير الحمدلله يابوي بس ليا عتاب عنديك
تحمحم سلطان بحرج منه فهو يعلم أنه أخطأ ولكن اصطنع عدم الفهم
_ خير ياعمران ماكلياتكم موراكمش غير العتاب لسلطان دلوك وبالنسبة لكم سلطان بقى وحش وميتعاشرش .
التوى ثغره بحسرة من طريقة بدئ والده في الحديث ولكنه صمم على عتابه
_ انت يابوي اتغيرت ويانا كلياتنا ليه اكده ياحاج سلطان عمرك كله معميلتش فينا اكده عاد
استنكر سلطان كلام ولده ثم تحدث بنبرة حادة خشنة
_ هو أني كنت عميلت ايه لدي كلياته ياسي عمران ياللي قاعد تحاسب بوك وواقف له على الواحدة
وأكمل وهو ينفث دخانه بغ ضب
_ ولا هو العيل منيكم لما يتجوز ويبقى له مرة يتحول على أهله .
نفى عمران كلام والده بشدة
_ له يابوي مرتي عمرها ماجابت سيرتك بالباطل أبدا يابوي سكون متربية وبت ناس دي انت هينتها في أهلها وفي أصلها وتاني يوم نزلت صبحت عليك وكان محصولش حاجة واصل
واسترسل حديثه وهو يحاول تليين عقل والده
_ يابوي انت راجل حاجج بيت الله وعارف الحړام من الحلال وانت سبيت المصونة اختها اللي اتجوزت واتعمل لها فرح قنا كلياتها بتتحدت عنيه رميت ودنك للشيطان مع انك معاهد ربك وانت في بيته انك متظلمش ابدا تقوم تاجي على ولية وانت كمان حداك ولايا مترضالهمش اكده .
شعر سلطان بالخزي من حاله من كلام ابنه وهو على يقين بأنه علي حق مائة بالمائة ثم تحدث بنبرة أكثر لينا
تنهد عمران بثقل ثم نصح والده
_ يابوي انت راجل قاري قرآن ربنا اللي قال وإن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين
يابوي مابال رجل قال كلمة لا يلقي لها بال دخل بها الجنة وبال رجل قال كلمة لا يلقي لها بال دخل بها الڼار يعني ممكن كلمة نقولها من غير قصد وندخل بيها الجنة وكلمة نقولها من غير قصد تدخلنا الڼار .
مط سلطان شفتيه بامتعاض
_ يعني عايز بوك يحق لعيلة من دور بناته على اخر الزمن ياعمران
حرك عمران رأسه برفض ثم قال
_ له يابوي معاذ الله بس عايز منك تطيب خاطرها بكلمتين داي بردك يتيمة وهي معتبراك في مقام بوها .
ألقى خرطوم الشيشة من يداه ثم تحمحم بموافقة
_ اممم.. حاضر ياعمران قوم بينا نطيبوا خاطرها هي عليت في نضري علشان مردتش علي واتعاملت
بعديها طبيعي وعلشان احترمتني فهي بت أصول وولاد الأصول يتشالوا على الراس .
فرح عمران كثيرا ثم تحدث بامتنان
_ ربنا يبارك في عمرك يابوي بس بعد اكده لما حد يبلغك حاجة متاخدش رد فعل إلا لما تتوكد زين دي النفس أمارة بالسوء ياحاج.
تحركا من مكانهم وذهبا إلى المنزل في غصون دقائق دخل إلى المكان وجدهم كلهم مجتمعين فألقى السلام عليهم فردوا جميعا عدا زينب ما إن رأت قدومه حتى قامت من مكانها مرددة
_ هدخل أريح في أوضتي شوي معايزاش حاجة ياسكون يابتي
ابتسمت لها سكون وقالت
_ ليه اكده ياماما الحاجة خليكي قاعدة وياي شوي ملحقتش اقعد وياكي وكمان تكملي لي حكاية الحاجة نفيسة متسبنيش اكده حيرانة .
اصطنعت زينب التعب
_ معلش يا بتي يوم تاني مقدراش دلوك متزعليش يامرت الغالي .
هنا تحدثت رحمة بامتعاض مصطنع
_ مېتي يا حاجة زينب هتنعتيني بالغالية زييهم كلهم اكده
_ هو إنت زييهم لاسمح الله يابتي
_ وه أمال إيه أفرق عنيهم ايه أني
_ تفرقي كتير يابت بطني إنت قوية ومف ترية ومحدش يقدر عليكي
وأكملت وهي تنظر تجاه سلطان
_ معلوم وارثة ناس في قوتهم الجبارة .
فتحت رحمة فاهها بدهشة
_ وه وه ياحاجة هو أني في نظرك هولاكوا قوووي اكده ! والله حرام عليكي يازوبة .
س يابت حرمت عليك عيشتك يا ام لسانين إنت دي الراجل اللي هياخدك ان مكانش يبقى عابد ناسك والمفروض يوبقى نظره ضعيف كمان علشان ميعرفش يشوف غيرك يااما هتع ذبيه ياعين أمه وهتوريه النجوم في عز الضهر .
مطت رحمة شفتيها وأردفت بمكر
_ وماله ياحاجة لازم ابقى مالية مركزي اكده اني مش اي حد بردك اني امي الحاجة زينب على سن ورمح .
وصلها مغزى ماتقوله تلك الماكرة ثم قالت اخر كلماتها وهي تدلف إلى غرفتها
_ انى هروح وأجي فيك ايه يابت بطني .
كان سلطان ينظر إليها باشتياق فقد شعر بأنه افتقد جزءا كبيرا من يومه الجزء المريح والركن الهادئ الساكن له كان ينظر إليها وهي تتحدث بلهجة جديدة كليا عنها ففي قانون التعدد الاشتياق يزداد أضعافا ماكان يتوقع