رواية أنا لها شمس بقلم روز أمين
السيف
وده الحل معاه إيه يا نصر...سؤال مستسلم وجهته إجلال ليحك ذقنه بأصابع يده قبل أن يجيبها
أدينا بنشوف انا والمحامي يا ستهم
زفر بضيق ليتابع باستياءا ظهر فوق ملامحه
ماهو لو واحد عادي كانت ديته عندي طلقة بجنية تخلص عليه وتريحني منه
واستطرد ليذكرها برجل شركة الأمن الخاصة الذي إستأجره ليتابع خط سير فؤاد ويتحرى عنه ليمده بالمعلومات التي ربما تفيده بقضية ضم حضانة الصغير
لكن إنت كنتي قاعدة معايا بنفسك والراجل بتاع شركة الأمن اللي أجرته يستفسر عنه بيتكلمالراجل ماشي زي الألفملوش غلطة واحدة تتاخد عليه من للبيت لشغله ومن شغله لبيته لا ليه في ستات ولا هلس ولا سهرات من إياهم ولا حتى رشوة
هز رأسه بيأس ليتابع
ده غير مركز أبوه اللي نص مصر بتتهز له وتقف لإسمه تعظيم سلام
صكت إجلال على أسنانها لتهتف من بينهما پغضب
أنا مش عارفة طلع لنا من أنهي مصېبة ده كمان
لتشتعل عينيها بڼارا مستعرة وهي تتابع پحقد دفين ظهر بعينيها الغاضبتين
كله من القادرة بنت منيرةكانت دخلتها شؤم على بيتي
واستطردت باشمئزاز وهي تلقي بالإفتراءات على تلك المسكينة بدون وجه حق
حسبتها صح وراحت لعبت على وكيل النيابة وهو زي الاهبل جري وراها وريل عليهاجرت رجله لحد ما اتجوزها وخدها جوه قصره علشان يحميها هي ويوسف
وإلى هنا تحولت ملامحها واشتعلت عيناها بالچحيم لتتابع
بس ورحمة الحاج ناصف ما هخليها تتهنى بعيشتها في القصر ولانهش قلبها من جوة
تابعت وهي تستعرض بقبضة يدها بطريقة شرسة
همد إيدي وهاخد حبيبي يوسف من قلب القصر اللي جريت تستخبى فيه وتبقى تكمل حياتها جواه من غير إبنها ده لو قدرت
صمتت لتتطلع على ذاك الجالس بإطمئنان يرتشف مشروب الشاي باستمتاع ولا يبالي لحديثهم الدائر وكأن الأمر لا يعنيه بالمرة لتسأله باستغراب وجبين مقطب
إنت ساكت ليه يا عمرو!
بسمعكم...كلمة نطقها بنبرة باردة كالثلج ليقطب نصر جبينه وهو يرمقه بتعجب ليسأله
إلا قولي يا عمرو بيهإنت بتغطس تروح فين اليومين دول!
بنبرة هادئة أجابه
ما أنا قولت لك قبل كده يا بابابسهر مع إصحابي في شقة واحد زميلي قاعد في المركز
رمقه طلعت بازدراء قبل أن ينطق بنبرة متوجسة
يارب بس ماتجبليناش مصېبة جديدة بسهراتك دي
ليستكمل نصر حديث ولده بتهكم وهو يتطلع عليه بسخرية
لا إزاي ميبقاش عمرو لو قعد عاقل زي البني أدمين
ليتابع بحدة وڠضب
مروحتش الرؤية بتاعت إبنك الإسبوع ده ليه يا بيه!
المحامي بتاع الهانم رن عليا وقال لي إنه كلمك وإنت مردتش عليه
ارتشف من كوبه بهدوء ثم أجابه بنبرة مستفزة تعجبت لها إجلال
نسيت يا حاج هبقى أروح له الإسبوع الجاي
بكلماته الباردة نجح في تأجج ڠضب أبيه ليصيح الاخر بحدة بالغة
نسيت تشوف إبنك!
ليسخر متابعا
ومراتك اللي فوق دي كمان ناسيها
واسترسل بنبرة حادة توحى لمدى وصوله للمنتهى من الڠضب
إسمع يا عمرو علشان أنا جبت أخري منكمن النهاردة ترجع تبات في شقتك مع مراتك أنا عايز حفيد مش هتقعد لي على حتة الواد اللي جبته
واسترسل بحدة
أمال مين اللي هيورث الأبعدية دي كلها من بعدي ويكمل طريقي!
هب واقفا كمن لدغه عقرب ليهتف پجنون وحدة
إنسى الموضوع ده يا اباعلشان لو السما انطبقت على الأرض مهرجعش أنام في سرير واحد مع العقربة دي
قاطعته إجلال لتقول باستياء ولوم قد فات أوانه
وكان مين اللي بلانا بالعقربة دي يا عمرو مش إنت والشيطانة بنت منيرة اللي دخلتها بيتي!
صاح نصر بنبرة غاضبة
عدى وقت الكلام ده خلاص يا ستهمالبلوة واتبلينا بيها واللي كان كان
ثم حول وجهته إلى ذاك الوقف بجسد ينتفض ڠضبا ليتابع أمرا بصرامة
إسمع يا وادمن النهاردة هتبات في شقتك مع بنت ناصرةوشقة المحروقة بنت غانم مشوفكش تعتبها إلا لما ارجعها لك فيها مذلولة من تاني وإلا قسما بالله أحرقها بكل اللي فيها
وأشار بسبابته بټهديدا جاد ظهر باشتعال عينيه
كلامي يتنفذ من النهاردةوإلا ملكش قعاد في بيتي ورجلك متخطيش فيه لحد ما أموت
زمجر بكلمات غير مفهومة وهو يهرول للخارج كالإعصار المدمر وكعادة تلك الشريرة كانت تتسمع عليهم من فوق الدرج ليتهلل وجهها فرحا
ابتسم طلعت شامتا بشقيقه الأصغر ليرجع بظهره للخلف وينطق بتفاخر
اللي هيكمل طريقك ويورث أسمك على حق جاي في الطريق يا حاج
شمله بنظرة ساخرة قبل ان ينطق متهكما
ما تتنفخش قوي كده يا اخويا قبل ما تتأكد من اللي في بطن المعدولة مراتك مش يمكن تكسفك زي كل مرة وتجيب لك الرابعة
بنظرات حادة نطق بتحدي دون أن يقدم مشيئة الله
هيبقى ولد المرة دي يا حاج ده أنا صارف قد كده مع الدكتورة قبل الحمل ومشتنا على نظام أكل معين واكدت لي إن كل اللي جرب الطريقة دي نجحت معاه وجاب الولد
ابتسم نصر ساخرا من حسرته على حال أنجاله ليتحدث حسين متعجبا حديث شقيقه المنافي لعقله
هو ده
كلام ناس عاقلين بردوا يا طلعت ولد إيه ده اللي بيتحدد من نوع الاكل يا راجل قول كلام يتصدقثم إن الموضوع ده بالذات بإيد ربنا سبحانه وتعالى يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور
شمل اخاه بنظرة حاقدة لينطق بازدراء
العلم إتقدم يا أبو العريفمتنبرش بس إنت فيها وهي تكمل
خلصونا بقى من كلامكم اللي زي قلته ده وخلونا في موضوع يوسف...جملة نطقتها إجلال باستياء وصرامة جعلت من طلعت ينظر لها بحدة فهي لا يهمها أمر أحدا من سكان هذا المنزل سوى مدللها العظيم عمرو ونجله وفقطولو بيدها لبسطت ذراعها للسماء لټخطف له نجمة تقدمها لإسعاده لفعلت وما تأخرت.
انسحبت سمية لمسكنها سريعا لتمسك بالهاتف وتطلب والدتها التي سرعان ما اجابت لتهتف الأخرى بنبرة حماسية تذكرها بحديثهما الماضي
خلاص يا ماماالفرصة
اللي بستناها جت لحد عنديالحاج نصر ضغط على عمرو ومن النهاردة هيرجع يبات معايا تاني
يرجع أساس هذا الحديث إلى قبل يومانحيث أبلغت تلك الحية والدتها بختطها وهي أن تحاول جاهدة بالتقرب من عمرو ومن ثم تفصح للجميع عن حملهاثم تبدأ بالبحث عن إمرأة فقيرة تحمل برحمها ولدا تهبها إياه مقابل مبلغا هائلا من المالولو لم تجد سيصل الامر بها لتأجير أحدهم ليخطف لها طفلا حديث الولادة من أي مشفى خاص بالتوليد وتعطيه هو المبلغ لتمثل هي الحمل طيلة المدة وهذا الامر لم يكتشفه عمرو لعدم رغبته بالتقرب منها وتلك هي فرصتها الاخيرة لتعزيز مكانتها بمنزل نصر البنهاوي وافقتها والدتها على خطتها الشيطانية وأتفقتا أيضا على تأجيل عملية إستئصال الرحم لحين الإنتهاء من خطتها
استرسلت سمية بنبرة حماسية
لازم أخطط للموضوع كويس قوي وأعمل حسابي من الوقت علشان أجمع مبلغ كبيرمحدش عارف الموضوع ده ممكن يكلفني قد إيه
ابتسمت الاخرى بمكر لتصمت بتفكير قبل أن تنطق متوجسة
بس قبل أي حاجة لازم تتابعي مع الدكتورة وتقولي لها إنك هتأجلي موضوع شيل الرحم ليكون خطړ عليك
تحدثت بلامبالاة ظهرت بصوتها
ولا خطړ ولا حاجة دول كلهم تسع شهور هيعدوا هواوهحاول أشوف حل وألاقي العيل جاهز بعد سبع شهور وأقول ولدت في السابع وخلاص أهو اكسب شهرين
أومأت لها الأم واستحسنت تفكير صغيرتها الشيطاني لتغلق معها بعد ان اتفقا على البحث عن من سيجلب لهما الطفل.
بالكاد أغلقت هاتفها ليصدح رنينه من جديدزفرت بقوة حين وجدت نقش إسم نسرين على شاشة الهاتفلم تعد تدري كيف تتصرف مع تلك اللعېنة التي تظل تطاردها وتبتزها بالمكالمة المسجلة لتتلقى منها المزيد من النقود والتي لا تتوقف عن الإشباع منها مهما مدتها الأخرى بالاموال والأن لا بد أن تحسم أمرها للتعامل الجدي معها فقد أصبحت تسبب لها إزعاجا شديد ولا بد من التعامل مع الأمر بجدية كي تقطع دابر تلك المشكلة
بالأسفل
صدح صوت هاتف نصر لينظر بشاشته ثم يختطفه ويهب واقفا سريعا إستعدادا للإنسحاب مما جعل الريبة تدخل قلب إجلال لتسأله بحدة
مين اللي بيرن عليك يا نصر!
وضع شاشة الهاتف صوب عينيها لينطق بصوت جاهد ليخرجه متزنا
مكتوب قدامك الحاج عبدالسلام ده عضو مجلس الشعب بتاع سوهاج اللي بيكلمني على طول
اومأت بلامبالاة حين رأت إسم المتصل ليتحرك هو إلى الحديقة وابتعد إلى نقطة لن يستطيع أحدهم الإستماع إليه لينطق بنبرة حادة
شكلك ناوية على طلاقك مني قريب
ليه بس يا بيبي ده انا حبيبتك شذى...قالتها بغنج أثار حنقه أكثر ليهتف بنبرة مشټعلة
سيبك من أمور السهوكة بتاعتك دي علشان مش هتاكل معايا
ليهتف من بين أسنانه
أنا مش منبه عليك بدل المرة ألف وقايل لك ماتتصليش بيا طول ما أنا في البلد مهما حصل
مطت شفتيها لتمثل عليه الحزن
وعاوزني أعمل إيه بس يا نصرإنت ليك أكتر من إسبوعين مجتش الشقة وحتى التليفون بطلته
أغمض عينيه وأخذ نفسا عميقا ليهدئ من حالة الڠضب التي تملكته ثم تحدث بنبرة أقل حدة
أنا مش قايل لك يا بنت الناس إن عندي ظروف هتمنعني أجي لك الفترة دي وبعدين الإنتخابات قربت وانا مش عاوز شوشرة على إسمي
وأنا ذنبي إيه أتحرم من حبيبي المدة دي كلها من غير ما أشوفه...قالتها بدلال لاستقطابه لتتابع بنبرة حذرة
وبعدين فلوسي خلصت وإنت معملتش حسابك تسيب لي مبلغ يكفيني المدة اللي هتغيبها عني
ضيق بين عينيه ثم ابتسم نصف ابتسامة ليلوي فمه وهو يقول في تهكم واضح
بقى هي الحكاية كده يا ست شذي طب ما تقولي من الأول إنك متصلة علشان الفلوس وبلاه اللف والدوران ده كله
استدعت دهاء ومكر الانثى سريعا لتنطق بنبرة غلب عليها الحزن والإنكسار
دايما كده ظالم شذى حبيبتك مش كفاية سايبني لوحدي للغيرة تنهش فيا كل ما أتخيل إن جوزي وحبيبي مع واحدة غيري
مطت شفتيها قبل أن تنطق بصوت يهيم شوقا اجادت صنعه بمنتهى البراعة
شكلك كده مبسوط عندك علشان كده نسيت شذى اللي بتتمنى لك الرضا علشان ترضى
نطقت جملتها بدلال وغنج اشتاق إليه ذاك المحروم ليبتسم ساخرا وهو يتذكر علاقته العجيبة مع إجلالتنهد بقلب مال واشتاق ليجيبها بعد أن إنصاع لطريقة سحبها لمشاعره
إنت عارفة إن القلب مفهوش غيرك يا مزةوإن مبيبعدنيش عنك غير الشديد القوي
بنبرة أنثوية تتبعها دائما لجذب ذاك الأبله نطقت تلك الداهية
والله اللي أعرفه إن اللي يحب مراته بجد ميقدرش يبعد عنها كل المدة دي وييجي يغرق في حنانها تحت أي ظروف
ازدرد لعابه شوقا بعد كلماتها المٹيرة والتي نطقتها عن عمد ليجيبها دون أن يفكر بمخاطر ما سيفعله
يومين بالظبط وهبقى عندك جهزي لي نفسك علشان راجلك عطشان لحبك
اطلقت ضحكتها الخليعة التي تثير بها جنونه ليغلق معها سريعا قبل أن يكشف أمره.
داخل منزل غانم الجوهري
كانت نوارة تجلس بجوار زوجها داخل غرفة المعيشة تنظر لعبوس وجهه وحزنه الذي ما عاد يفارقه منذ ۏفاة والده وطغيان عزيز عليهمنظرت لتلك السېجارة المشټعلة التي يمسكها بين أصابعه وينفث دخانها بشراهة وضيقتنهدت بأسى لتنطق في محاولة منها بمؤازرة زوجها
خلاص بقى يا وجديريح نفسك شوية وبطل السجاير اللي عمال