الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية أنا لها شمس بقلم روز أمين

انت في الصفحة 81 من 92 صفحات

موقع أيام نيوز

 

خالص أقول لها إمبارح

الله يكون في العون يا باشا إنت هتفتكر إيه ولا إيه...قالتها بمشاكسة ليبتسم وهو يهز رأسه باستسلام لينطق وهو يتحرك باتجاه سيارته حيث أحضرها الحارس 

روحي شوفي يوسف وفطريه وتابعيه لحد ما المدام تصحى

ليستدير إليها مسترسلا بتنبيه يرجع لعشقه وخوفه عليها 

إوعي تصحيها سبيها لما تصحى براحتها

إنت تؤمر يا باشا...قالتها لتتابع فؤاد وهو يستقل سيارته وينطلق للخارج ابتسمت لتقول بسعادة 

عملتي إيه في الراجل يا بنت عمي غانم الراجل عقله طار وبقى بيلف حواليك زي المخبول

فاقت من النوم في حدود الساعة العاشرة صباحا إغتسلت وخرجت لترتدي إسدال الصلاة لتقوم بتأدية صلاة الضحى وجلست تناجي الله وتشكره على نعمه التي لا تعد ولا تحصى وبعد الإنتهاء إرتدت ثيابها ونزلت من الدرج لتقاطع طريقها فريال حيث كانت تصعد للأعلى بطريقها لغرفتها كي تقوم بتبديل ثيابها التي إتسخت بفضل صغيرها الرضيع تطلعت إلى إيثار لتقول الأخرى بنبرة هادئة 

صباح الخير 

تنفست فريال بهدوء لتنطق بتقييم لمظهرها الرائع ووجهها المشع نورا والذي يرجع لراحتها واستكانت روحها التي إرتاحت داخل محراب روح الحبيب 

صباح

النور 

تحمحمت وهي تقول في محاولة منها لفتح حديثا معها 

يوسف في الجنينة بيلعب مع بيسان ومعاهم عزة

هزت الأخرى رأسها بإيماءة لتواصل فريال طريقها للصعود قبل أن توقفها إيثار التي تحدثت بنبرة تحمل الكثير من الشكر 

متشكرة على إهتمامك ومعاملتك الراقية لإبني

إستدارت تطالعها بنظرات غامضة لتقول بصوت خال من المشاعر صنعته كي لا تخسر كبريائها أمام تلك المرأة التي مازالت تأخذ حظرها منها إلى أن تثبت عكس ظنها 

معملتش كده علشان تشكريني 

قالتها واستدارت سريعا لتمضي بطريقها للأعلى تاركة خلفها إيثار التي أخذت تحرك عينيها يمينا و يسارا باستغراب لتلك غريبة الاطوار تحركت حتى وصلت للباب الخارجي ليصادف خروجها بولوج عزة التي تسمرت وهي تتطلع عليها بنظرات منبهرة بجمالها الرائع الذي يزداد يوما تلو الأخر بفضل تقربها من زوجها الحبيب الذي ولج لحياتها ليصبح لها شمسا ساطعة أنارت حياتها وحولتها لرائعة هتفت ومازال بصرها معلقا بها 

الله أكبر عليك يا ست البنات كل يوم جمالك بيزيد لحد ما بقيتي شبه البدر في ليلة تمامه

إتسعت بسمتها لتنير وجهها أكثر وهي تقول بحميمية 

حبيبتي يا زوزة

وقبل أن تسألها عن الصغير أخبرتها بثرثرة كالعادة 

كنت لسة هطلع أشوفك صحيتي ولا لسه مع إن سيادة المستشار نبه عليا محدش يهوب ناحيتك ونسيبك تصحي براحتك

لتتابع 

أه بالحق قبل ما أنسى جوزك قال لي أقول لك إن فيه ناس من دار أزياء هييجوا بعد ساعتين ياخدوا مقاساتك لفستان الحفلة

باتت تثرثر بحديثها المعتاد لتسألها إيثار 

يوسف فين 

في الجنينة مع الباشا الكبير...قطبت جبينها لتسألها من جديد باستغراب 

هو جناب المستشار مارحش شغله! 

لا عنده أجازة النهاردة... قالتها بنفي لتنسحب إلى المطبخ كي تقوم بتحضير طعام الفطار تحركت داخل الحديقة وباتت تتطلع بأعين باحثة عن الصغير لتستقر بنظراتها على ذاك الرائع المسمى ب علام وهو يقف أمام زهوره النادرة يراعيها بنفسه يجاوره الصغير حاملا بيده الدلو الخاص بري الزهور وتجاوره أيضا الصغيرة بملامح وجهها السعيدة تحركت صوبهم وما أن رأها الصغير حتى وضع ما بيده ليهرول إليها مهللا 

مامي

حبيبي يا چو وحشتني

إنت كمان وحشتيني كتير

إستدار لينطق بصوت حماسي وهو يشير إلى ذاك الحنون الذي غمره بعطفه واهتمامه الذي ملئ حياة الصغير وزاد من ثقته بحاله 

شفتي يا مامي جدو علام خلاني أسقي الزرع بنفسي

إشتدت سعادتها لمعاملة

 

ذاك الراقي لصغيرها الحبيب تحركت صوبه لتقول بنبرة تحمل الكثير من الإحترام والتوقير 

صباح الخير يا سيادة المستشار 

تطلع إليها يرمقها بعينين لائمتين لومة عزيز غالي 

هو ده اللي إتفقنا عليه! 

قطبت جبينها لعدم وصول مغزى جملته لعقلها ليتابع بإبانة بعدما رأى حيرة نظراتها 

مش كنا إتفقنا إنك هتقولي لي يا بابا 

واستطرد بممازحة تراها منه ولأول مرة فهو الرجل الحكيم الصارم في أحكامه وقراراته لما له من منصبا رفيعا بالدولة جعلت من الكل يهابه ويعطي له قدره 

رجعنا في كلامنا ولا إيه 

إنتعاشة هائلة إقتحمت قلبها وزلزلته من إثر حلاوة اللحظة يا الله كم هو شعورا رائعا للغاية عندما يشعرك أحدهم أنك منه وأمر ما تشعر به من أحاسيس يهمه بقدر ما يهم أقرب الاقربون إلى روحك إتسعت إبتسامتها الممتزجة بنظرات تشع سعادة لتنطق بصوت تخللته الرجفة من إثر المفاجأة 

ده شرف كبير أنا ما استاهلوش يا افندم

نطقت كلماتها وقد إمتلأت عينيها بغيمات ملبدة من الدموع المتأثرة بحنو ذاك الذي يمتلك قلبا من ذهب إقترب عليها وربت على كتفها ليتحدث بإبتسامة حنون 

إنت تستاهلي كل حاجة حلوة ولو بإيدي أقدم لك كل ما تتمنيه عن طيب خاطر كفاية إنك رجعتي لي إبني من جديد

صمت ليخرج تنهيدة حارة شقت صدره قبل أن ينطق بعينين متأثرتين 

لأول مرة بشوف فؤاد قلبه بينبض بالحياة ومقبل عليها من جديد بعد ما كنا خلاص فقدنا الامل في إنه يرجع لحياته ويستمر 

وبعد ما كنت خلاص أقلمت روحي إني مش هيكون لي حفيد يحمل نفس إسمي ويمد في جذور عيلتي رجع الامل ينتعش في قلبي أنا وأمه من جديد وكل ده بسببك يا إيثار

قالها بامتنان ليتابع لائما 

وبعد كل ده بتقولي لي شرف كبير ما استاهلوش

نطقت بتلبك ظهر جليا بنبرات صوتها ونظراتها الزائغة 

أنا مش عارفة أقول لحضرتك إيه لأول مرة بحس إن لساني مربوط وعاجز عن إنه يلاقي كلام أرد بيه على كلامك ونبل أخلاقك اللي غمرتني بيهم

لتسترسل بابتسامة خفيفة 

تخيل حضرتك أنا اللي شغلي كله معتمد على الكلام أبقى بالتوهة دي

مش محتاجة تقولي أي حاجة لأن اللي عملتيه كافي ووافي بالنسبة لي...نطقها ليخفف من وطأة خجلها وتلبكها لتشمله بنظرات يملؤها الإمتنان فتابع بمشاكسة وهو يتحسس وجنة الصغير المتابع لحديثهما بتركيز عال 

جرى إيه يا يوسف بيه إحنا هنسيب شغلنا ونتعلق في حضڼ مامي كده كتير! 

الزرع عطشان وعاوز يشرب

ضحك الصغير ونطق بنبرة حماسية وهو يتزحزح من بين أحضان والدته فى محاولة منه بالفرار 

حاضر يا جدو

فلت من احضان والدته ثم أسرع إلى الصغيرة الواقفة بجوار حوض الورود ليسألها بنبرة طفولية 

مش هتروي وردتك اللي بتحبيها يا بيسو 

إرويها لي إنت يا چو علشان مش بعرف أشيل الماية...نطقتها الصغيرة وهي تنظر لدلو الماء لينطلق الصغير بحماس نحو زهرتها وأمسك بالدلو وبدأ بريها تحت سعادة الصغيرة التي باتت تهلل وتشكره بسعادة

جلست إيثار حول الطاولة لتراقب معاملة علام للصغار وترقبت بشدة كيف يعلمهم الإعتماد على النفس ويزرع بداخلهما حب العمل والتعود على تحمل المسؤلية جهزت عزة الفطار وأتت به إليها وتحدثت بنبرة حماسية 

كلي أكلك كله الباشا موصيني عليك قبل ما يمشي

قال لك إيه عليا يا عزة...نطقت سؤالها بلهفة أسعدت قلب عزة التي هتفت بحبور 

قال لي اجهز لك فطار كويس وأخليك تاكليه كله الراجل خلاص بقى ماشي يهلوس بيك

مش قوي كده...قالتها بدلال وهي تضحك لتجيبها الأخرى بإعتراض 

أصلك مشفتهوش وهو بيتكلم عنك ولا لما يبص لك وإنتوا تحت

واسترسلت لتخبرها بما استمعت له من داخل المطبخ 

ده البنات في المطبخ مستغربين وهيتجننوا من التغيير اللي حصل له وبيقولوا إنهم أول مرة يشوفوه كده دول بيقولوا إنه كان بينزل تحت هو ومراته الاولانية وكأنه ميعرفهاش عمره ما بص لها زي ما بيبص لك ولا دخل معاها اللي اسمه إيه ده الزاكوزي

خلاص مش عاوزة أسمع حاجة وتاني مرة متكلمنيش في الموضوع ده

سبيني لوحدي 

إنسحبت ولم تتفوه بكلمة واحدة كي لا تزيد من ڼار تلك التي أمسكت بهاتفها لتضغط رقمه سريعا دون تفكير كان يجلس بمكتبه يتابع عمله ويرتبا للتحقيق الذي سيبدأ بعد قليل هو والكاتب ليصدح هاتفه أمسكه ليبتسم طلقائيا حين وجد نقش إسمها المدونخليلة القلبفمنذ عقد قرانه عليها سجلها بهذا اللقب على الفور نطق للكاتب 

سيبني شوية لوحدي يا حسين 

حاضر يا جناب المستشار...نطقها الرجل وما أن انسحب حتى أجاب سريعا بصوت ملئ بالعشق 

أهو كده يدوب يومي بدأ وشمسي طلعت

فؤاد...نطقت إسمه برجفة خلعت قلبه ليجيبها سريعا 

عيون فؤاد

يا حبيبي 

إنت بتحبني مش كده...قالت سؤالها بقلب مټألم ليجيبها بهيام عڼيف 

لو فيه كلمة تعبر عن اللي جوايا أكتر من العشق كنت قولتها

سألته من جديد بنرجسية جديدة على شخصيتها 

أنا الست الوحيدة اللي دخلت قلبك محدش دخل قبلي صح

أجابها بكل ما تحمله كلمة عشق من معنى 

لا فيه قبلك ولا هيكون بعدك إنت الوحيدة اللي قدرتي تزلزلي كياني وتخليني أتنازل عن كل مبادئي قصاد إني أحصل على نظرة رضى واحدة من عيونك

تنهدت وانخفضت ڼار الغيرة بعض الشئ ليسألها بعدما شعر بإخماد حريقها من خلال تنهيدتها التي وصلت لقلبه قبل أذنه فقد وصل بعشقه معها إلى المنتهى حتى صار يستمع لدقات قلبها ويفهم ما تشعر به دون أن تتفوه بحرف 

قولي لي بقى حبيبي ماله ومين مزعله ومخلي ڼار غيرته على حبيبه شاعلة قوي كده

للدرجة دي باين عليا...نطقتها بدلال لينطق بمداعبة 

المكتب فحم من حواليا وريحة الشياط جايبة لحد مكتب النائب العام شخصيا 

قهقهت على دعابة زوجها وحسه الفكاهي الذي اكتسبه عن جديد ليعيد عليها السؤال مرة أخرى بنبرة جادة 

مش هتقولي لي مالك 

تنهدت براحة لتجيبه بهدوء 

مفيش حاجة حبيت بس أطمن على مكانتي في قلبك

أجابها باقتضاب يرجع لضيق الوقت لديه 

هحاول أصدقك لأن معنديش وقت مش أكتر بس لما أرجع هتحكي لي أكيد

ابتسمت على اهتمامه بها لتنطق بنبرة حنون 

أنا بحبك قوي يا فؤاد وبموت من غيرتي عليك

وفؤاد لا عمره حب ولا داب غير حبيبة حبيبها...نطقها بصوت ينطق عشقا ليرتاح قلبها تنهد هو الاخر وتحدث باستعجال 

أنا مضطر أقفل يا حبيبي علشان عندي تحقيق مهم هيبدأ بعد شوية خلي بالك من حبيبي لحد ما أرجع له

إبتسمت لكلماته الناعمة التي يغمرها بها ويدللها حتى باتت تشعر بأنها ملكة وتربعت على عرش قلبه العظيم نطقت بدلال تعلمته على يد عاشقها 

هستناك يا حبيبي متتأخرش على حبيبتك

بحبك...همس بها بطريقة ناعمة ليغلق سريعا تاركا حبيبته لتهيم في بحر كلمات غزله المنفرد تنهدت بارتياح لتتناول طعامها بنهم وهي تشعر بلذة كل ما تتناوله بعد قليل خرجت فريال من باب القصر واتجهت إليها وهي ترى عزة تلملم صحون الطعام هي وعاملة أخرى لتتحدث وهي تسحب المقعد إستعدادا للجلوس 

إعملي لي أي عصير فريش يا عزة 

من عنيا يا ست هانم...ثم التفتت إلى إيثار ونطقت لتتأكد 

وإنت هعمل لك قهوتك حالا

لم تجيبها والتفتت لتصيح بصوت مرتفع نسبيا كي يستمع إليه والد زوجها 

تشرب قهوة معايا يا بابا 

شملتها فريال بنظرات متعجبة من تلك التي تنادي لأبيها بأبي فاجأها والدها الرزين وهو ينطق بنبرة يملؤها الحنان 

أه يا حبيبتي

كيف لأبيها ذاك الوقور المعروف بوسط عائلتهم بالجدية والصرامة أن يتعامل بكل حميمية وود مع تلك الغريبة التي اقټحمت حياتهم داخلها مشاعر مذبذبة الأن وفقط فهمت مغزى شعورها

 

80  81  82 

انت في الصفحة 81 من 92 صفحات