رواية أنا لها شمس بقلم روز أمين
العائلية لشدة تعاليها وشعورها الدائم بدونية الاخرين بجوار شأنها التي تراه عظيما استشاط داخل سميحة
ولم تعد تتحمل مدح الجميع بها لتنطق بنبرة حادة تنم عن ڠضبها ونيرانها الشاعلة
تعرفي يا انطي لولو إن العروسة اللي عمالين تمجدوا فيها دي بتشتغل سكيرتيرة
قالتها وهي تشير بسبابتها بإشمئزاز لتحول عصمت بصرها إلى فريال التي ابتلعت لعابها وشعرت بأن الارض تهتز تحت قدميها من شدة الإحراج من والدتها
أخيرا نطقت نجوى بعد أن قدمت لها فرصتها فوق طبق من ذهب لتهتف بإستياء ظهر بصوتها وملامحها
أوووو معقولة فؤاد علام يتجوز حتة سكيرتيرة!
وضعت منى كف يدها لتغطي به فمها وبدأن بالهمز واللمز لتقطع همسهم عصمت التي هتفت بصوت واثق ومتزن
إيثار مديرة مكتب لشركة الاباصيري ودي واحدة من أكبر شركات الإستيراد والتصدير
وحتى لو كانت سكيرتيرة فده ما يعيبهاش بشئ بالعكس يعلي من شأنها إنها بتشتغل ومعتمدة على نفسها
واسترسلت وهي تنظر إلى سميحة
العيب إننا نتكبر على الناس ونقلل من شغلهم وكفاحهم لمجرد إننا إتولدنا أولاد لطبقة غنية وعالية
خجلت سميحة وسحبت بصرها لتنظر للأسفل فنطقت لولو بنبرة صادقة
عندك حق يا عصمت الشغل عمره ما كان عيب وبعدين شركة الاباصيري شركة مشهورة جدا ومش اي حد يشتغل فيها
اومأت عصمت برأسها لتنطق قبل أن تنسحب
بعد إذنكم هروح اشوف الضيوف وارحب بيهم
ثم تطلعت على نجلتها لتشير لها للحاق بها رمقت سميحة بنظرات حادة لائمة قبل ان تلحق بوالدتها
بعد ذهابها تحدثت نجوى بسخرية
قال مديرة مكتب قال لا وبتقول لها بكل تفاخر أمال لو دكتورة ولا شغالة في مكان مرموق كانت عملت فينا إيه!
نطقت لولو بمنطقية
يا جماعة هي هتفرق إيه سكيرتيرة من مديرة مكتب ولا إنشالله حتى كانت وزيرة النتيجة في الاخر واحدة وهي إن فؤاد علام هيقعدها في البيت وهيعيشها ملكة زمانها إنتوا مش شايفين الطقم الالماظ اللي لابساه دي يعمل له يجي أربعة مليون جنية
ردت أخرى بانبهار
ولا الفستان واووو يجنن
كل اللي بتقولوه ده ولا يهم عصمت وسيادة المستشار علام ولا يفرق معاهم في اي حاجة...كلمات مبهمة نطقت بها منى لتسترسل بإيضاح
إنتوا مش واخدين بالكم من نقطة مهمة جدا فؤاد كان مضرب عن الجواز والكل فقد الامل فإن علام يبقى له حفيد من صلبه غير ولاد فريال يعني الجوازة دي بالنسبة لعلام وعصمت طوق النجاة الاخير
واسترسلت بلامبالاة
بغض النظر بقى عن العروسة من عيلة مين أو بتشتغل إيه كل ده ولا يفرق معاهم جنب الفرحة الكبيرة اللي هيحسوها لما البنت تجيب لهم الوريث لكل الهيلمان ده
قالت أخرى
عندك حق ده سيادة المستشار يمتلك أكبر ثروة في العيلة كلها
عودة إلى إيثار حيث ذهبت لطاولة أيمن الأباصيري بصحبة زوجها تحت نظرات سالي المشټعلة لم تكن يوما تكن الكره والبغضاء إلى إيثار لكن شعور انها كانت تمن عليها بالهدايا والمعاملة الحسنة كان يرضي غرورها لكنها لم تتقبل فكرة أن تلك العاملة في شركة والد زوجها أصبحت بين ليلة وضحاها زوجة لنجل رجلا بقدر ومنصب علام الكبير وشأن فؤاد وفوق كل هذا فإنهم يمتلكون أموالا طائلة وأصولا وشركات تعد بمليارات الجنيهات وكل هذا سيصبح ملكا لتلك الفلاحة إبنة القرية في حال إنجابها لذكر للعائلة تطلعت على تلك القلادة المعلقة بصدرها لتزيد من إشتعال نيران قلبها كانت تتوسط الجلوس ما بين نيللي ولارا التي تحدثت بنبرة حماسية
وهي تتطلع على الاجواء من حولها
الحفلة تجنن يا إيثار
عقبت بابتسامة سعيدة
عقبال حفلة جوازك وتبقى أحسن من دي ألف مرة يا لارا
قريب جدا...نطقتها الفتاة بحماس بعدما عادت لطبيعتها الاولى حيث واضبت على جلسات العلاج النفسي وتحسنت بفضل الله وبفضل إهتمام من حولها وأيضا فادها كثيرا إتمام خطبتها من الشاب التي تريده وتبادله العشق
وضعت نيللي كف يدها لتربت على كف إيثار وهي تقول بنبرة صادقة لإمرأة راقية
المرة الجاية نيجي نبارك لك على أخو يوسف
ثم مالت على اذنها لتهمس بتوعية
إوعي تكوني بتاخدي حاجة تأجل الحمل يا إيثار
هزت رأسها نافية وهي تقول
لا خالص ده فؤاد مستعجل قوي على الموضوع
ردت بمنطقية
لازم يستعجل انا عرفت إن فؤاد ملهوش إخوات غير فريال وطبيعي يستعجلوا على وريث للعيلة
زفرت سالي وهي ترى والدة زوجها تتهامس مع تلك الفتاة غير عابئة بوجودها اما فؤاد فكان منشغل بالحديث مع أيمن وأحمد وأيهم الذي جاور فؤاد الجلوس نظر أيمن إلى إيثار وتحدث مستفسرا
هي سيادة المديرة مش هترجع شغلها بقى ولا إيه
ابتسمت لتشير بكف يدها إلى زوجها وهي تقول بمداعبة
حضرتك تقدر تسأل سيادة المستشار لأن العطلة من عند جنابه
رفع حاجبه الأيسر مستنكرا وهو يقول بمشاكسة
أخرتها تسلمي جوزك تسليم أهالي للباشمهندس
أطلق الجميع ضحكاتهم عدا سالي المستنكرة ما يحدث ليتابع مسترسلا بجدية
إن شاءالله هترجع بعد بكرة
بجد يا فؤاد...قالتها بعدم إستيعاب لينظر إليها قائلا بهدوء
بجد يا حبيبي الباشمهندس صبر علينا كتير وكفاية لحد كده
تطلع أيمن إليه باستغراب فقد توقع عدم موافقة فؤاد على عودة إيثار لممارسة عملها من جديد ولهذا فقد قام بتعيين فتاة أخرى لتتدرب لحين إبلاغ إيثار بقرارها الاخير كي يتم تعيين الفتاة رسميا بدلا من إيثار لكنه تفاجأ بقرار فؤاد ونيللي أيضا
داخل إحدى الغرف الجانبية بالقصر تدور عصمت حول حالها بوجه غاضب لتصيح بحدة إلى تلك الواقفة كالتلميذ الفاشل
إزاي تعملي حاجة زي كده تطلعي أسرارنا ولمين!
لواحدة تافهة زي سميحة!
واسترسلت پجنون
ليه يا فريال ليه تحطي أخوك وتحطينا في موقف بايخ زي ده
بنبرة خجلة نطقت بدفاع عن نفسها
يا ماما والله ما كنت أقصد أنا كل اللي كنت بفكر فيه وقتها هو إني أحافظ على فؤاد وابعد عنه إيثار بوجود سميحة
هتفت بصياح حاد
وإنت مالك تدخلي في حياة أخوك ليه!
نطقت الفتاة بنبرة حزينة
مكنتش فكراه بيحبها ولا كنت فكراها كويسة كنت مړعوپة على اخويا من فكرة تكرار الماضي
زفرت لتنطق بضجر أصابها من تفكير نجلتها الأرعن
إنت ليه محسساني إن فؤاد ده عيل صغير ومن غيرك هيتوه!
نطقت بنبرة يملؤها الخجل
خلاص بقى يا ماما والله ما هتدخل تاني في حياته بس أرجوك بلاش تقولي له حاجة عن اللي حصل
أشارت بسبابتها بنبرة حاسمة ولهجة حادة لا تقبل النقاش
ده أخر تحذير ليك غلطة كمان وكل حاجة هتوصل لبابا وهو يتصرف معاك ويشوف اخر جنانك ده إيه
قالت جملتها بټهديد لتخرج باندفاع للخارج لتنظر الاخرى لأثرها بخزي وخجل يسيطران عليها والندم يملؤ قلبها
مش هينفع أرقص مبعرفش وهفضحك والناس هتضحك علينا
همس بنبرة هادئة بثت بداخلها الطمأنينة
ششش إهدي يا بابا وسلمي لي نفسك إمشي معايا في الخطوات زي ما علمتك إمبارح وإنت هتبقي هايلة
بحبك وكل يوم بتعلق بيك أكتر
وإنت بقيت كل حياتي يا فؤاد...قالتها بنبرة رومانسية لتتابع رقصتها الاولى معه أمام الناس لتنتهي الرقصة على خير ليصفق لهما الجميع بحفاوة كتحية للعروسان
بعد قليل إشتغلت موسيقى لرقص الثنائيات مرة أخرى فقفزت سميحة وتوجهت صوب فؤاد الواقف بجوار بعضا من أبناء عمومته
لتسحبه من كفه وهي تقول بدلال وحماس زائد
تعالى يا فؤاد أرقص معايا
أنا من إمتى برقص معاك علشان أرقص النهاردة يا سميحة!
تدللت لتجذب كفه من جديد كي تشعل زوجته وتخلق بينهما بابا لفتح المشاكل يعود عليها بالنفع
علشان خاطري بليز توافق يا فؤاد
سميحة... نطقها بنظرات حادة كالصقر قبل أن ينسحب بطريقه لزوجته التي تنهدت براحة فور رؤيتها لتصرفه الذي برد ڼار قلبها المشټعلة أما سميحة فتحرك إليها شابا يدعى محمود يعشقها وتقدم لخطبتها لكنها رفضته لتعلقها الشديد بفؤاد وانتظارها له تحدث الفتى باسطا ذراعه في دعوة صريحة منه بعدما رأى إحراجها على يد فؤاد
تعالي نرقص مع بعض يا سو
مش عاوزة أرقض خلاص...نطقتها بملامح وجه مكفهرة لتنسحب كالإعصار من أمامه
إظن أنا كده عداني العيب ليا نص بحالها سايب لك مراتي
ابتسم أيهم لينطق بحفاوة
بصراحة عداك العيب وأزح يا سيادة المستشار
تحدث فؤاد بنبرة جادة
إعمل حسابك إنك هتبات معانا النهاردة
متشكر يا سيادة المستشار بس أنا لازم أروح علشان عندي شغل بكرة...قالها بهدوء لتقول هي
خد مفتاح الشقة بتاعتي وبات فيها وياسيدي إبقى خد اجازة بكرة مش لازم تروح الشغل بعد يوم سهر زي ده
إنت خريج إيه يا أيهم...سؤالا وجهه فؤاد له ليجيبه
كلية تجارة
قطب جبينه بتفكر قبل أن ينطق بجدية
طب ما تسيبك من شغل الحكومة ابو ملاليم ده وتعالي إشتغل في الشركة بتاعتنا
تطلعت إليه إيثار بتمعن ليتابع هو
هخلي عمي أحمد يعينك بالمؤهل بتاعك ويحط لك مرتب محترم تقدر تكون حياتك من وراه
راق له العرض كثيرا لكن توجد بعض العقبات أمامه ليقول بتردد
بس ميزة هناك إن البيت جنب شغلي لكن لو جيت هنا هضطر أصرف نص مرتبي على السكن
هتفت إيثار بحماس
إقعد في شقتي
ابتسم فؤاد لينطق بمداعبة
وادي يا سيدي مشكلة السكن إتحلت
نظر لهما بتردد لتحسه وهي تمسك بكفاه متحمسة للفكرة
وافق يا أيهم دي فرصة حلوة قوي ليك لو فضلت في وظيفتك عمرك ما هتعرف تتجوز ولا تكون نفسك
رفع كتفه باستسلام ثم تحدث بابتسامة سعيدة
تمام
وضع فؤاد كفه فوق كتفه ليربت عليه قائلا
مبروك عليك الوظيفة
الله يبارك فيك... قالها بنبرة سعيدة
بعد يومان
فاقت باكرا لتلج إلى الحمام إغتسلت وتوضأت وصلت فرضها بصحبة زوجها الحبيب وبعد مدة كانت تجاوره الوقوف أمام مرآة الزينة تلف حجابها بعناية وهو يلف ربطة عنقه وقف قبالها وأخرج ساعة يد من إحدى الادراج وتحدث بنبرة حنون وهو يلبسها إياها بعناية
الساعة دي هديتي ليك بمناسبة رجوعك للشغل مش عاوزك تقلعيها من إيدك نهائي
خالص مالص حتى وأنا باخد شاور...قالتها بدلال وهي تشاكسه لينطق بنبرة حنون وهو يتابع غلق قفل الساعة
إسمعي كلام حبيبك من غير جدال
ربنا يخليك ليا يا حبيبي
تحمحم لينظف صوته قبل أن ينطق بهدوء
إيثار أنا جبت لك عربية جديدة هتروحي بيها النهاردة
قطبت جبينها لتسأله باستغراب
وجبت لي عربية ليه ما أنا عندي عربيتي
عربيتك مبقتش تليق بمرات فؤاد علام يا قلب وروح وحبيبة فؤاد علام
إبتسمت لدلاله الزائد الذي لم يدع مناسبة إلا وغمرها به ليتابع هو مقترحا
ممكن تسيبي عربيتك ل أيهم بما إنك مش محتاجاها خلاص
ضيقت بين عينيها لتنطق باقتناع
فكرة حلوة
تنهدت لتنطق وهي تتلفت حولها
يلا يا حبيبي علشان ما نتأخرش
انا بحبك قوي
عارفة... قالتها بتأكيد متعجبة حالته ليسترسل وهو يبتلع لعابه
يلا ننزل
تحركت بجانبه ونزلا الدرج ومنه إلى غرفة الطعام ليتناولا فطورهما ومن ثم جاورته التوجه إلى الجراچ لترى سيارتها الفارهة التي أسعدت قلبها ليس لقيمتها المادية المرتفعة ولا لماركتها العالية بل لاهتمامه بها ودلالها بكل الطرق إستقلت سيارتها وانطلقت تحت نظراته المترقبة
ولجت إلى الشركة تحت سعادة قلبها لعودتها إلى العمل التي عملت عليه كثيرا كي تصل لتلك المكانة رحب أيمن بها والجميع بحفاوة ومر اليوم بسلاسة نزلت للاسفل باستخدام المصعد الكهربائي ومنه للخارج استقلت السيارة وتحركت بطريقها