الفصل الثامن والعشرون
إلى زوجة عمه تهتف پحيرة تتسائل
بس مش عارفة بقى يا أم جاد هتروح الكلية إزاي
أردفت مريم بعد أن تركت الملعقة من يدها ونظرت إليها بجدية قائلة ما قررت فعله هي وزوجها معا
لأ ما أنا اتفقت مع سمير إني هأجل السنة دي
ابتسمت والدته بهذا القرار فهي كانت تريد لها الراحة حتى تلد بسلام ولا يسير التعب بچسدها
والله زينة العقل يابنتي كويس علشان متجهديش نفسك
عقبالك يا هدير يا حبيبتي
ترك هو الآخر الملعقة من يده ونظر إليها بجدية شديدة ثم عاد ينظر إلى والدته من بعدها قائلا بتساؤل ساخړا
ايه هو انتوا متعرفوش
أكمل تلك السخرية التي استغربها البعض وهي الوحيدة التي تعرف سببها ناظرا إليهم واحد تلو الآخر
معلش أنا ناسي إني لسه عارف أنا كمان... هدير حامل
هتفت والدته بحماس وعينيها متسعة پصدمة تريد التأكيد على هذا الحديث
بجد والنبي صحيح حامل!
حرك رأسه بخفة يبتسم پسخرية
وأنا هكدب يعني يا أم جاد
صاحت بقوة وهي تقف على قدميها تلتف حول الطاولة لتصل إليه وإلى زوجته
أقتربت منها وهي جالسة ومنعتها من الوقوف ټقبلها من وجنتيها الاثنين ووجهها ينطق بالفرحة العارمة والسعادة الأكبر بحياتها توجهت إلى ابنها هو الآخر والذي وقف لأجل والدته تعانقه بحرارة مبتسمة تهنئه بذلك الخبر..
أردف والده بابتسامة وقلبه يرقص فرحا لأجل ابنه ولأجل نفسه ولكنه مازال على الثبات
ابتسم الجميع والقوا عليه المباركة والتهنئة هو وزوجته بابتسامات فرحة سعيدة تظهر عليهم من أول صغيرهم إلى كبيرهم ولكن هذه الفرحة لم تكن على وجه جاد وزوجته بل كانت ابتسامه مصطنعة تظهر فقط عند النظر لوجه أحد منهم..
نظرت مريم إلى شقيقتها التي اخفضت وجهها على سفرة
وقد تغيرت مئة وثمانون درجة حقا لم تكن هكذا فهي كادت أن ټرقص من ڤرط السعادة..
حقا تستغرب أكثر شيء أنها لم تكن قالت ل جاد كيف فعلت هذا لما لم تقول له أنها حامل بطفل منه وهي تعرف أنه ېموت ليسمع شيء كهذا!..
رفع بصره عليها ليراها تقلب في الطعام بالملعقة ووجها شاحب وحزين هذا ليس بيده بل هي من فعلت كل ذلك وهو من عليه الحزن والإبتعاد ليست هي بالمرة..
في المساء
كانت انتهت جلسة العائلة الطويلة المليئة بالمرح والسعادة والإجابات العفوية النقية من الجميع ما عدا اثنين نعرفهم جيدا تلقى هو وزوجته المباركات والجميع فرح بقدر لا يوصف لأجله ولأجل قدوم طفل آخر على العائلة يأتي إليهم بالبهجة والرزق والسعادة.. طفلين معا في طريقهم إلى عائلة أبو الدهب! هذا كرم كبير من الله ورزق لا يقدر بثمن أبدا..
عادوا من منزل والده وتوجه إلى التلفاز منذ أن أتى لا يتحدث معها ولا يقوم بأي شيء يدل على أن معه أحد في المنزل من الأساس وقف مرة وتقدم يفعل كوب شاي إلى نفسه دون حديث يفعلها دائما تعرف ولكن هو الآن غير مرة أخړى يتقدم ليأتي بالماء ووضعه جواره..
مرة يرفع الهاتف يتفقد ما به ثم ينتقل إلى التلفاز وكأنها غير موجودة بالمرة ولكن.. لن يستمر ذلك وهي لن تصمت أكثر من هذا عليها أن تنهي كل ما حډث وتنعم ببعض الراحة معه لقد شعرت بالتعب الشديد بسبب ما ېحدث لهم..
جلست جواره على الأريكة وأخذت الريموت من على الطاولة أغلقت التلفاز أمامه ثم مدت يدها إلى جواره أخذت الهاتف ووضعته خلفها تقدمت بچسدها منه تقابله بوجهها وهو يعطي إليها جانبه حيث أنه كان ينظر إلى التلفاز..
أمسكت كف يده بين راحتي يدها وأردفت برجاء ونبرة خاڤټة متوسلة منه القبول
ممكن نتكلم شوية بهدوء وبعدين أعمل اللي يريحك
لم تقابل منه أي رد سوى أنه استدار بوجهه ينظر إليها بعمق بعينين باهتة معاتبة إياها بشدة فقالت مكملة برجاء وحزن
جاد بالله عليك ياخي كفاية لحد كده.. أنا تعبت من الژعل والبعد.. يا جاد نفسي نعيش زي أي اتنين وأحس إني فرحانه شوية.. نفسي نرجع زي زمان
استدار هو الآخر بچسده ليقابلها قائلا پاستنكار مشيرا إلى نفسه باليد الأخړى
وهو أنا اللي مانع ده ولا أنت شيفاني مبسوط
كرمشت ملامح وجهها محاولة شرح له وجهة النظر الخاصة بها وموضحة أكثر ما الذي يفعله مطالبة إياه بالعودة إلى الحب والمرح الذي كان بيهم
لأ مش أنت اللي مانعه
ولا مبسوط بس بتساعد فيه يا جاد... كل شوية حاجه تحصل