الأحد 24 نوفمبر 2024

الجزء السادس والاخير

انت في الصفحة 1 من 3 صفحات

موقع أيام نيوز

أنهي حمزه مكالمته مع حسام واغلق هاتفه. وأخذ يزرع الغرفه ذهابا وأيابا وعقله يكاد ينفجر وهو يتسائل.. كيف له أن يكون بمثل هذا الغباء! 
كيف له أن ينخدع بهذه السهوله كيف لم يبحث جيدا ويتحري الحقيقه قبل أن يقدم علي مثل هذا التصرف الأهوج 
وفرضا أنه لم يكتشف الحقيقه في الوقت المناسب أكان من الممكن أن تغادر ود البلاد وأن تفلت كريمه بكل مافعلت وينتصر الشړ!

أكمل حمزه الساعات الباقيه من الليل وهو على شفا الجنون. 
وها هو الليل يطوى جناحه. ويكشف غطائه عن الدنيا. ويرفع ستره وستاره. 
فخرج حمزه من الغرفه. ومن الشقه كلها. وترك المكان الذي بدأ يضيق به حتي شعر أنه بدأ يطبق على أنفاسه. 
ونزل الي الشارع. وأخذ يتمشي وسط الناس كي يستطيع التنفس بشكل طبيعي. 
أخرج هاتفه. ونظر في ساعته. وقام بالإتصال بحسام..الذي أخبره أنه الآن قد إقترب من العنوان كثيرا. وأنها مسألة دقائق ويكون عنده. 
وأخبره حمزه بدوره إسم الشارع الذي هو فيه الآن ليمر عليه ويأخذه في طريقه. 
وأغلق هاتفه بعدها. 
وبالفعل ماهي إلا دقائق وظهرت سيارة حسام من بعيد. 
فتأهب حمزة لمواجهة اللوم و العتاب من حسام وحتي التوبيخ. 
ولكن ماحدث..أن حسام إستقبله بإبتسامة هادئه. وقاد به الي العنوان المنشود دون التفوه بأي حرف. 
ولم تخفي على حمزه السعادة التي كانت تشع من أعين حسام.
وتأكد من لهفته الواضحه.. أنه لا يهتم في هذه اللحظات..سوى بالوصول إليها فقط ولا شيئ دون ذلك. 
توقف حسام أمام المبني الذي أشار له حمزه عليه. ونزل الإثنان. 
وفي ثوان كان حسام قاطعا درجات السلم صعودا دون إنتظار. 
وحين وصل توقف أمام باب الشقه لاهثا. وقام بوضع يده فوق قلبه. مهدئا لضرباته التي أصبحت تشبه طبول الحړب من شدتها. 
أدركه حمزه أخيرا. ووقف بجواره. ونظر إليه بنظره معناها..أن يستعد ويتمالك نفسه وألا يتهور. 
وأومأ له حسام بتفهم. 
رن حمزه جرس الباب. ولم تمر سوى ثوان فقط وكانت كريمه تفتح الباب كأنها كانت خلفه. 
وما أن فعلت حتي وقفت متحجرة. بعد أن أطلقت شهقة عاليه حين رأت حسام برفقة حمزه. وقد تحولت ملامحها من شدة الرهبه كمن رأى ملك المۏت أمامه. 
تراجعت للخلف پخوف وهي تنظر في أعين حسام مباشرة. 
وقد جحظت عيناها وإبيضت شفتاها وهرب الدم من وجهها وشحب لونه في الحال من الصدمه.
وتبدلت أحوالها كليا. وكل هذا حدث في هذه الثوانى القليله! 
تقدم حسام منها. وهو تارة ينتظر إليها وتارة ينقل عينه في الأرجاء يبحث عن الأخرى. إلي أن رأها أخيرا تخرج من الغرفه.
وماإن رأته..حتي صړخت بفزع وبدأت ترجف پخوف مثل كريمه وأكثر. 
إقترب حسام من كريمه وهو يطالعها بنظرة شامته.
وقټلتها إبتسامته الساخره كأنه يخبرها أنها لن تفلت من قبضته أبدامهما حاولت
ونظرته هذه وحتي إبتسامته.. جعلت عيون كريمه تشتعلان قهرا من شدة الهزيمه. 
أما ود فقد إختلفت نظرته لها كليا. 
وتبدلت إبتسامته لأخري مشتاقه. وهو يتقدم إليها كي يضمها إلي قلبه فلا ذنب لها في كل هذا. 
ولكنه وقف مكانه حينما وجدها تبتعد كلما يقترب منها وبادلت شوقه ببرود شديد. ونظرات لهفته بنظرات بغض..
كأنها تخبره إنها لم تكن ترغب في رؤيته مرة أخري. 
أغلق الطبيب حمزه الباب. وتقدم هو الآخر.. إلي أن وقف أمام كريمه. وسألها وهو ينظر في عينيها مباشرة
ليه 
فردت على سؤاله بسؤال آخر
هو أيه اللي ليه 
فأكمل حمزه سؤاله
ليه تكدبي وتعملي كل الحوارات اللي عملتيها وازاي قدرتي تسبكي الكدب بالطريقه الإحترافيه دي
فتبسمت كريمه رغم كل مابها وأردفت وهي تنحني بجسدها الي الأمام قليلا وخفضت نبرة صوتها كي تمثل انها ستخبره سر خطېر
عشان إنت ساذج يادكتور. وقانون الحياة لا يحمي السذج. معلش تعيش وتاخد غيرها..
مع إنك كنت هتساعد أكتر من كده لو معرفتش الحقيقه. لكن يلا مش مهم. مسيري هشوف طريقه تانيه. واللي يدور ويفكر ياما يلاقي. 
بس هديك نصيحه لله مقابل اللي عملته معايا قبل كده وتعبك اللي تعبته. 
مع إني عمري مابدي مقابل لأي حاجه باخدها..لكن إنت ليك استثناء. 
إتعلم يادكتور تاخد من اللي حواليك علي قد ماتقدر.
إعلا حتي لو هتقف علي رقاب الناس. متفكرش غير فنفسك. وصدقني كل ماتفكر فنفسك وتكبر اللي حواليك هيزيدوا.
لأن الفلوس هي المنصب والجاه والسلطه. لاعلم ولا منصب بيدوموا الفلوس بس هي اللي بتدوم.
إنحني عليها الطبيب حمزه بطريقه مماثله وأردف رادا
على

انت في الصفحة 1 من 3 صفحات