الخميس 28 نوفمبر 2024

عنيكى وطني 1

انت في الصفحة 19 من 26 صفحات

موقع أيام نيوز


بتتصل بيه ليه 
قال بحدة وقد ابتعد بمساحة كافية عن اعين رجال القهوة المتلصصة
عايزك. 
نعم !
ايه ياعين خالتك هي اول مرة 
قالت برجاء
لا مش اول مرة سعد..بس انا دلوقتي ست متجوزة وانت وعدتني انك هاتسيبني في حالي وتشوف نفسك .
ورجعت في كلامي ياستى ..تيجي حالا ياروح اڤضحك قدام جوزك واخربها عليكى .
يامصيبتي يامصيبتي.. انت جرالك إيه النهاردة بس جوزي في البيت مقدرش اخرج ..ماتخربش عليا حرام عليك .

قال بلهجة اخف حدة 
تمام ..يبقى تجينى بكرة على مكانا القديم وقت جوزك مايكون في شغله..اظن كده معندكيش حجة بقى ..ماشي ياحلوة. 
وصله صوتها بهمس منكسر
ماشي .
اغلق فى وجهها الهاتف ومازلت كلمات علاء تترد فى عقله حتى تمتم هو مع نفسه
حب عمري!! ما انتوا السبب في ضياع حب عمري !!
................................
على حائط السور الرخامي لدرج المبنى الخلفي ألمؤدي للحديقة الداخلية بالمشفي استندت برأسها تبكي وتذرف دماعتها ..مستغلة خلو هذا المكان من المرضى او الزائرين.. شعور بالقهر تغلغل داخل أعماقها..تريد الصړاخ اعترضا عما يجيش بصدرها.. فكيف السبيل لنجاتها من هذا الغزو الذي حاصرها وسيطر على عقول جميع أفراد عائلتها.. عاجزة عن صده ..فلو تكلمت الان لجرحت اعز احبابها في سمعتها وهي التي استأمنتها على سرها رغم صغر سنوات عمرها .. فكيف السبيل او الحل وهي التي ظنت انها تناست ماحدث مع مرور عدة سنوات..
اااه .
خرجت پألم من اعمق اعماقها لتسمع همسا اجشا خلفها يقول 
ياه.. لدرجادي انتي تعبانة وحزينة
شهقت منتفضة وهي تستدير على مصدر الصوت .. فوجدته بهيئته المهيبة مستندا بكتفه على نفس الحائط الرخامي .
هتفت فيه وهي تمسح پعنف يدها الدموع العالقة على وجنتيها غير مبالية بمركزه 
انت إيه يابني أدم انت مترصد ولا مچنون عشان تعمل حركات العيال دي وتوقف تخضني في مكان خالي زي ده 
مط بشفتيه قائلا ببساطة 
انا اقف في المكان اللي يريحني..المكان مكاني والمستشفى ملكي أبا عن جد .
أومأت برأسها قائلة بفظاظة
يعني إنسان صايع ومدلع ..والده عينه مدير لمستشفى كبيرة ومهمة زي دي ..بس عشان يسلي بيها وقته بدل ما يقعد فاضي من غير شغلانة.
تبسم رغما حنقه من حدة لسانها..فقال بهدوء 
اولا انا مش انسان صايع ولا مدلع ..انا دراس وأخدت شهادات مهمة من أعظم الكليات في لندن ..ثانيا بقى انا مكنتش واقف عشان اخضك ..انا بس لمحت شبح واقف فى المكان الفاضي ده وقولت اشوف واطمن ..كوني اني وقفت شوية خلفك من غير ما اتحرك ولا أنبهك فدا لأني اتعاطفت معاكي لما لاقيتك بټعيطي بحړقة. 
زمت شفتيها بخط قاسې وهي تحاول جاهدة السيطرة على رجفة الألم بداخلها فاستدارت عنه تعطيه ظهرها قائلة بصوت خارج بصعوبة
طيب ممكن بقى تسيبنى في حالي وتحتفظ بالتعاطف دا لأي حد غيري تاني .
تقدم بخطواته ليقف أمامها مباشرة واضعا يديه داخل جيبي بنطاله ينظر لها بتحدي قائلا 
على فكرة الدموع مش حاجة عيب عشان تتكسفي منها وتداريها عن أقرب الناس ليكي .
رفعت وجهها الذي أغرقته الدموع قائلة باڼهيار
ياأخي ما تسيبني في حالي بقى وشوفلك حاجة تاني تتسلى بيها .
إيه علاقة علاء المصري بيكم 
باغتها بسؤاله فتجمد وجهها لعدة لحظات وهي ناظرة اليه فاغرة فمها بعجز ..قبل أن تجد صوتها اخيرا فقالت 
هو انت إيه حكايتك مع علاء المصري وليه مصر تعرف علاقتنا بيه هو انت مين بالظبط
تنهد من اعماقه وهو ينظر بعيدا عنها فقال 
ان كان على حكايتي مع علاء فدي ليها تاريخ انتهى من سنين ..وليه مصر إني اعرف علاقتكم بيه ..فدي ليه سبب وجيه اوي عندي ..الشبه الغريب !
شبه إيه بالظبط
احتدت عيناه واكتسى وجهه بالڠضب فقال 
تقربلكوا إيه فاتن 
تقربلكوا إيه فاتن 
كان سؤاله الذي نبه كل إشارات الحذر لديها..جعلها تنتصب في وقفتها.. فتوقف تدفق دماعتها وهى ناظرة اليه بشراسة..مع تحفز كل خلية بجسدها نحو هذا الغريب الذي اقتحم خلوتها عن عمد وها هو الان يسألها بكل جرأة عن أشد أسرارها خطۏرة.. هذا بالإضافة لسؤاله منذ البداية عن غريمها الأصلي علاء !
خرج صوتها المتشنج وهي تسأله بقوة 
انت مين 
لم تجفله هيئتها الجديدة فقال بهدوء 
انا عصام الوالي إبن الدكتور أكرم الوالي..مدير المستشفى اللي احنا واقفين فيها دلوقتي. 
هتفت بحدة 
انا مش عايزة اعرف اسمك ..أنا عايزة اعرف .. إنت إيه علاقتك بعلاء بالظبط وتعرف فاتن وشبهنا احنا بيها ازاي 
مالت زاوية فمه بابتسامة ساخرة قبل ان يقول 
انت مش ملاحظة انك بتكرري نفس سؤالي ليكى بس مع فرق الصيغة .
برقت عيناها أكثر مع ارتجاف جسدها الغاضب فقالت وهي تجز على اسنانها
اسمع ياجدع انت انا معنديش مقدرة على تحمل برود اعصابك ده وانت بتكلمني عن أعز انسانة عندي ..واكنك كنت تعرفها هي شخصيا! جاوب عليا وقولي انت مين 
خرج سؤالها الاخيرة پصرخة جعلته يتخلى قليلا عن ثباته المستفز فقال 
أنا كنت صاحب علاء واعرفها هي زي ما كنت بعرف كل أهل الحارة عندهم .. دا كان قبل ما تتقطع كل علاقتي بيه واسافر على انجلترا واكمل تعليمي هناك .
بس
شعرت بارتباكه الملحوظ بعد سؤالها المختصر بكلمة واحدة .. في لغة جسده المتوترة وشحوب وجهه الوسيم.. فقال 
أظن انا كده قولتلك على علاقتي بعلاء ومعرفتي بفاتن ..جه الدور عليكي بقى عشان تقوليلي عن علاقتكم بيها .
ضيقت عيناها قليلا وهي تنظر اليه بتفكير وكأنها غير مقتنعة بإجابته او تشك بقوة انها ناقصة بحقائق مهمة.. خرج صوتها اخير فقالت باقتضاب 
سر الشبه الكبير مابينها وبين أختى .. هو إنها تبقى بنت عمتي.
تحركت فورا لتستدير عنه فاأوقفها بسؤاله المتلهف 
طيب هي فين دلوقتي وإيه أخبارها 
عادت مرة أخرى تحدق بعيناها الى عيناه ذات الون البني الفاتح .. فقالت 
ماعدتش في أخبار عنها خلاص..فاتن مېتة بقالها سنين كتير.. مېتة من يجي ١١ سنة .
هل هذه صدمة التي ظهرت جلية بشكل مخيف على ملامح الرجل ام أنه تأثر بخبر مۏتها لم تريد معرفة الإجابة فقد استدارت مغادرة وتركته متسمرا مكانه وكأنه تمثال حجري لا تبدوا عليه أية مظاهر للحياة .
................................
حينما عاد إلى منزله وفتح الباب ليدلف داخله..خطى بهدوء متعمدا عدم اصدار صوت حتى لا يوقظ والدته..فترهقه بأسألتها وهو لم يعد به طاقة ..فيكفيه ما تلقاه من سعد منذ قليل ..تمشى بهدوء حتى وصل لباب غرفته فاتفاجأ بصوتها يهتف من خلفه .
إنت جيت من إمتى ياعلاء 
تدلت أكتافه بإحباط وأغمض عيناه قليلا قبل ان يغتصب ابتسامة على وجهه وهو يلتفت لوالدته الجميلة ..التي تقدمت نحوه بابتسامة غابت عنها طويلا ووجه مشرق وكأنها عادت بالزمن سنوات للخلف فقالت بمشاكسة
ماشي كده بتتسحب وداخل على اؤضتك على طول ..هربان من حاجة ياولا.
مال بوجهه ينظر الى حيويتها وهي تسير بخطواتها المتعثرة
 

18  19  20 

انت في الصفحة 19 من 26 صفحات