رواية نيران ظلمه كااامله
لكن لم يجبها عز الدين فقد انصبت نظراته علي والده و الذي كان جالساً علي احد المقاعد بأخر الردهة بوجه شاحب كشحوب الاموات فلأول مرة في حياته يري والده الصلب القوي بهذه الحاله شعر بالقلق يستولي عليه فوالده مريض ولن يتحمل هذا الوضع اقترب منه علي الفور يجلس بجواره مربتاً علي كتفه بحزم قائلاً بهدوء
ِ=متقلقش ان شاء هتبقي كويسة
التفت اليه والده قائلاً بصوت منخفض يملئه الحزن
=هتبقي كويسة ازاي بس يا عز انت مشوفتش منظرها وهي مرميه علي الارض انا افتكرتها في الاول انها ......
لكنه ابتلع باقي جملته مخفضاً راسه بان.كسار لكن سرعان ما رفعه مرة اخري متمتاً بغل وقد التمعت عينيه بالغضب
=كله من وراها الفاجرة ...هي السبب.
عقد عز الدين حاجبيه فور سماعه كلماته قائلاً
=بتتكلم عن مين ....مين السبب في ايه بالظبط؟!
وقف فخر ببطئ قائلاً محاولاً تغيير مجري الحديث فهو يعلم ولده جيداً فاذا علم بما فعلته حياء فلن يتردد للحظه واحدة قبل ان يق.تلها ...و هذا ما لا يرغب به بان يضيع ابنه مستقبله لأجل ح.قيرة مثلها تنهد بتعب قائلاً بصوت ضعيف
=مقصدش حد .....
قاطعه يزمجر بغضب
=لا تقصد ...مين السبب في اللي حصل لجدتي ؟!
هتف فخر بنفاذ وقد التمعت حبات العرق علي جبينه من شدة التوتر
=مش وقته يا عز ...مش وقته
صاحت ناريمان زوجه عمه والتي كانت تبعد عنهم عدة خطوات قليله تستمع الي حديثهم باهتمام
=لا وقته يا فخر ...عز لازم يعرف كل حاجة ...
رمقها فخر بغضب مشيراً اليها بعينيه محذراً اياها حتي تصمت و تتوقف عما تنوي فعله لكنها تجاهلت نظراته تلك مقتربة من عز الدين تكمل باصرار
=حياء .... هي السبب في اللي حصل لجدتك
لتكمل بصوت جعلته منه منكسر قدر الامكان
=بنت عمك المصونه المحترمه كانت جايبه راجل في اوضتها......
وقف عز الدين متجمداً بمكانه فور سماعه كلماتها تلك عقله غير قادر علي استيعاب ما قلته فلا يمكنه ان يصدق بان ابنة عمه يمكنها فعل ذلك حتي وان كانت معرفته بها سطحيه فخلال تعامله معها في المرات القليله التي تواجدوا بها معاً يمكنه ان يجزم بانها ذات شخصية خجوله لا يمكنه تصديق قدرتها عمل ذلك الفعل المشين تنحنح محاولاً الخروج من حالة الجمود التي اصابته قائلاً بحزم وهو يرمق زوجة عمه بشك
=مين اللي قالك الكلام الفارغ ده حي.....؟!
قاطعته ناريمان تصيح بحدة
=مين اللي قالي ايه ...؟! انا اللي شايفها بعيني... انا اللي دخلت عليهم الاوضه وشايفهم بعيني وهما بيب.وس بعض اييييه هتبلي عليها يعني دي بنتي .....
لتكمل وهي تتصنع البكاء
=يارتني كنت مت قبل ما اشوف اللحظه دي ....ياما حذرتكوا منها ومن عمايلها السودا اللي كانت بتعملها واحنا مسافرين
اقتربت من فخر الدين وهي تكمل
=ياما قولتلك وحذرتك اخوك مدلعها... اخوك سيبلها الحبل علي اخره وهي مش حاسه ان لها كبير اهي ركبتكوا العار زي..........
صاح فخر وهو يقاطعها
=ناريمااااااان.....مش عايز اسمع كلمه زياده
صاحت ناريمان بحده وقد اشتعل وجهها بغضب
=مش عايز تسمع ليييه الحاجة دريه اللي مرمية جوا دي بين الحيا والمoت مين السبب في كل اللي هي فيها مش بنت اخوك
انتبه عز الدين فور نطقها بكلماتها تلك زمجر بحدة وقد التمعت عينيه بشراسة
=هي ...هي جدتي شافتها في الوضع ده ؟!
اجابته ناريمان بارتباك وهي تعلم ما الذي سوف يحدث فور نطقها كلماتها تلك
=اول ما عرفت اللي حصل ذ وقعت من طولها مننا
انتفض عز الدين واقفاً وقد اسود وجهه من شدة الغضب يغادر المكان علي الفور بخطوات غاضبة دون ان ينطق بحرفاً واحداً
اخذ فخر يتابع ولده وهو يغادر المكان وكأنه اعصار يمشي علي قدميه صاح من خلفه محاولاً اثناءه عما ينوي فعله
=عز الدين .....رايح فين يا بني..عز..... ؟!
لكن تجاهل عز نداء والده واستمر في طريقه وهو يقبض علي فكيه بقوه ضمماً قبضتيه بقوه بجانبه
التفت فخر الي ناريمان زوجة اخيه قائلاً بصوت ضعيف انهكه المرض
= الحقيه يا ناريمان ...الحقيه قبل ما يتهور ويعمل فيها حاجة
همهت ناريمان بارتباك زقد شحب وجهها
=هيعمل فيها ايه ...ِمش فاهمه؟!
صاح فخر الدين بها