الإثنين 25 نوفمبر 2024

جواز بلا هدف

انت في الصفحة 27 من 59 صفحات

موقع أيام نيوز


الواقف بجمود مكانه يسأله بيأس
تفتكر سمعت كلامنا
هز ياسر كتفه كاجابة بعدم معرفته لكن رائف ادرك الاجابة دون الحاجة لتاكيد ياسر لها فنهض ببطء من مكانه يتجه الى درج مكتبه يخرح منه زجاجة من العطر يتجها بها اليها مرة اخرى امام انظار ياسر المتابع باهتمام لما يحدث يجده ينحنى على ركبتيه امامها يضع القليل من العطر فوق كفه قبل ان يقربه من انفها ينظر اليها بقلق وما هى ثوانى حتى وصلت رائحة العطر الى عقلها منبه له فيصدر عنها تأوه ضعيف زفر رائف بعده براحة يزيح خصلات شعرها الملتصقة بوجهها برقة هامسا بحنان باسمها وهو يربت فوق وجنتها فيصدر عنها تأوه اخر جعله يلتفت الى ياسر يهتف به بحدة وقلق

اتصل تانى شوفلى الدكتور ده مجاش لحد دلوقت ليه
وقف ياسر ينظر اليه لثوانى قبل ان يقول بهدوء
اهدى يارائف احنا لسه مكلمينه وزمانه فى الطريق
زفر رائف بحنق يلتفت باتجاهها مره اخرى يناديها برقة وهو يربت مرة اخرى فوق وجنتها فاخذت تحرك جفونها بضعف قبل ان تفتحهم ببطء لتنفس رائف براحة وعينيه تراقبها بأهتمام
بينما ظلت زينة مستلقية لثوانى لاتدرى اين هى وماذا حدث لها لتستلقى بهذا الشكل حتى تذكرت فجاءة كل ما مر بها وكل ما عرفت فتسرع بالنهوض سريعا من مرقدها لكن اوقفتها يد بحزم وصوت ادركت صاحبه فورا ينهيها عن ذلك فاصبتها القشعريرة تهتف باشمئزار وحدة تبتعد لاقصى حد ممكن عنه
ابعد ايدك عنى اياك تلمسنى مرة تانية
اشتعلت عينى

رائف فورا بۏحشية لكنه لم يعلق بشيئ ينهض على قدميه يراقبها بأهتمام قبل ان يقول بجمود
افهم من كلامك ده ايه
رفعت زينة عينيها اليه تهتف پعنف وصوت متحشرج
اللى فهمته يا رائف بيه السكرتيرة اللى ملهاش اصل ولا فصل بتقولك طلقنى
ساد صمت حاد قاطع كحد السکين لعدة دقائق اخذ رائف وزينة يتبادلان النظرات الحادة بينهم حتى تنحنح ياسر قائلا باحراج
هروح اشوف الدكتور واعرفه انه ملهوش لزوم
لم يعيرا خروجه اهتمام تستمر بينهم حرب النظرات تحكى الكثير والكثير حتى قطعها رائف متجها الى مكتبه بخطواته الواثقة يجلس خلفه عاقد ذراعيه فوق صدره قائلا بلا مبالاة
وانا معنديش اى مانع ابدا واللى يريحك انا هعمله
تفاجئت زينة من كلماته تلك ترتسم الصدمة فوق وجهها لكن سرعان ان احتلت خبية الامل مكانها تشعر بدموع حاړقة تلهب عينيها تطالبها باطلاق سراحها لكن ابت كرامتها ان تذرفها امامه فاسرعت بالنهوض فورا ترتدى حذائها قائلة بصوت اجش
يبقى اتفقنا ياريت التنفيذ يبقى فاسرع وقت
ثم اتجهت الى الباب وقبل ان تضع يدها على مقبضه لتفتحه اوفقها صوته المتسأل بحدة
بس يا ترى متأكدة من طلبك ده 
التفتت اليه ببطء قائلة بحدة مماثلة عينيها تنطق بالتوحش
متأكدة جدا ومتخفش مش عاوزة منك حاجة يعنى مش هتخسر كتير
ابتسم رائف بأستهزاء ينهض من مقعده يتجه اليها بخطوات واثقة تراقبه هى بتوجس حتى توقف امامها تماما يكاد يلتصق بها قائلا بهدوء
لو فكرتى كويس هتلاقى انك انتى اللى هتطلعى خسرانة مش انا
عقدت زينة حاجبيها بحيرة ليكمل رائف بلطف كمن يتحدث عن حاجة الطقس وليس مصيرها قائلا وعينيه تلتمع بمعنى كلماته دون الحاجة لنطقها
فكرى فيها كويس بنت اتجوزت ليومين من صاحب شركتها بعد ما اشتغلت فى مكتبه شهر واحد وده طبعا حصل بعد ڤضيحة وكلام زمايلها فى قسمها القديم عنها وعن اخلاقها وهوب
صفق بيديه معا پعنف لتنتفض بړعب وعينيها تتسع پصدمة ومعنى كلماته يصل اليها كسکين حاد يقطعها بلا رحمة و يدميها پعنف ولكنه لم يتوقف بل اخذ يغرز سکينه اكثر بلا شفقة او تعاطف وهو يكمل مقتربا منها تلفحها انفاسه فوق وجهها بقسۏة وعڼف
يومين جواز يا زينة يومين بس فاهمة ده معناه ايه ولا تحبى افهمك
اهتزت حدقتيها پخوف وألم يزداد شحوبها اكثر واكثر حتى كاد تبتلعها دوامة الاغماء تشعر بسوادها مرة اخرى يلفها مرة اخرى لكنها قاومتها بقوة ترفع عينيها اليه بضعف هامسة بمرارة
يارتنى ما كنت شوفتك ولا عرفتك ولا فيوم قلب....
قطعت كلماتها فورا تتبدل فورا ملامحها تحت انظاره المراقبة لها بأهتمام عابس قائلة بشجاعة وحزم تحسد عليهم
وطلباتك ايه يا رائف بيه
تابعت عينيه تبدل حالها السريع هذا بذهول تباغته بسؤالها له فيقف عدة لحظات يتأملها باعجاب لم يستطع اخفاءه قبل ان يتحدث قائلا بحزم واقتضاب
سنة من عمرك .كل المطلوب جوازنا يستمر سنة ده شرط الوصية واظن انك عارفة عنها كل حاجة دلوقت وصدقينى مش هتخسرى كتير مهرك ومأخر صداقك هتحطوا فى البنك باسمك هما واى مبلغ تانى تطلب...
رفعت زينة سبابتها تضغط فوق شفتيها بشدة محذرة توقفه عن الحديث قبل ان تقول پألم واحتقار بحدة
فلوسك خليها ليك انا مش عاوزة قرش واحد منها اما موضوع الخسارة ده فسيبه لتقديرى انا . انا بس اللى اقدر احددها وجوازنا هيفضل زاى ماهو حبر على ورق لحد ما السنة دى تمر وغير كده انا مش موافقة
وقف رائف صامتا بوجه
 

26  27  28 

انت في الصفحة 27 من 59 صفحات