خطايا البريئه بقلم ميرا كريم
كعادتها بعدما نفضت يده
مش عايزة و سبني براحتي محدش هياكل مني حتة وياريت بلاش تعيش الدور اوي كده يا يامن انت بتعمل اللي عليك واكتر
أزاح نظارته الشمسية كاشف عن ناعستيه الثائرة بعدما استفزته بتمردها المعتاد واعتراضها الدائم ويستطرد بكل ثقة وكأنه يذكرها غافل كون ذلك السبب سبب شقائها
أنا مش عايش الدور يا نادين دي وصية ابوك ليا و ده حقي اللي الشرع سامحلي بيه طول ما انت على بعيد عنه بخطوات عصبية جعلته يلعن تحت أنفاسه وهو ينظر لآثارها فلم تعارضه دائما وتجبره على ټهديدها في كل مرة لم لم تتفهم كونه يفعل ذلك لأنه يعشقها ويخشى عليها من تلك النسمات العابرة بجانبها ترى إن لم يكن والدها فعل ما فعله قبل مۏته كانت بادلته مشاعره هل كانت ستتفهم خوفه عليها دون وصية أبيها تنهد بعمق وهو يمسد ذقنه بحركة ملازمة له ما أن اختفت عن أنظاره وتأكد أنها أصبحت بالداخل ثم شرع بالقيادة غافل عن ذلك القابع بسيارته وعينه تطلق شرار يكاد يحرقه بموضعه
نادين عاملة أيه
قالتها فتاه سمراء هادئة الملامح وتزين وجهها بحجاب يتناسب مع ملابسها المحتشمة
أهلا يا نغم
أجابتها بعدم تركيز وعيناها عليهم لا تحيد عن موضعهم لاحظت نغم نظراتها وقالت بتوبيخ
نفسي تسيبك من شلة الفساد دي وتركزي في الدراسة ومع جوزك
بس متقوليش جوزك ....
قالتها بتأفف وبعدم رضا لترد نغم بعقلانية
ده الواقع اللي لازم تتقبليه وتحترمي قواعده .....
هزت رأسها بلا مبالاة وأخبرتها
لأ روحي سلمي عليهم وهستناك تحضري معايا المحاضرة الأولى مش هتحرك إلا رجلي على رجلك
قلبت نادين عيناها بسأم من إصرار صديقتها بينما
تنهدت نغم وهزت رأسها بلا فائدة وهي تراها تنضم لهم ليرحبوا بها بحفاوة كبيرة وبسماتهم جميعا تفيض إعجاب
فتلك هي نادين ولن تتغير بتاتا منذ أيام الدراسة فطالما كانت تتمرد على كل شيء وتعشق دور القيادية لكي تكون دائما محط انظار كل من حولها رغم انه يوجد الكثير أجمل منها لكن لا أحد يستطيع يضاهي جاذبيتها وفتنتها وخاصة عندما تضحك تلك الضحكة الرنانة التي تطلقها لتوها و تقسم انها تجعل العابد يرتكب أفظع الخطايا من أجلها
مالك يا استاذ مكشر ليه كده على الصبح
صدر صوت شريف المتذمر
الباص هيفوتنا ....وانا جعان
ليبعثر حسن خصلات الصغير ويسأله في عتاب
طيب حقك علينا أخرنا معاليك مفيش بقى صباح الخير الأول
صباح الخير يا مامي
قالها الصغير وهو يوجه نظراته لوالدته دون أن يعير ابيه اهمية مما جعل حسن يستغرب فعلته ويتسأل من جديد
انت لسة زعلان علشان مرحناش الساحل
هز الصغير رأسه بنعم ليبرر حسن
قاطعه الصغير بتذمر
انت بتكدب و مامي قالت الكداب بيروح الڼار
نزل قول الصغير عليه كدلو ماء بارد مما جعله يتناوب معها النظرات كي تنوب عنه وتدخل ككل مرة التقطت نظراته و وجهت الصغير
عيب كده بابا مينفعش يتقاله كده اتأسف فورا
سوري يا بابي
انا لازم اجهز عندي اجتماع مهم
مش هتفطر يا حسن
هز رأسه ب لا وهو ينظر لها نظرة غريبة لم تستنبط منها شيء وتوجه لغرفة النوم دون ان يتفوه ببنت شفة وكأن تأثير تلك الجملة التي صدرت بكل براءة من صغيره حركت شيء ما بداخله وجعلت ضميره يتأكله
نظرت هي لظهره بضيق واسترسلت بنبرة حانية معاتبه وهي تكوب وجه صغيرها
كده برضو ياشريف تزعل بابي
ده بيحبك وملوش في الدنيا غيرنا وبعدين هو عنده شغل ولازم نعذره ....بابي اول ما يفضى هياخدنا في المكان اللي تشاوره عليه هو وعدنا بكده وبابي عمره ما وعد وخلف وعده غير لو حاجة ڠصب عنه
أومأ لها الصغير في تفهم واعتذر مرة آخرى لتهدر رهف بنبرة آمرة غير قابلة للحياد كأي أم
طب يلا كل واحد يخلص طبقه بسرعة علشان منتأخرش
إنصاعوا لها لتنظر لهم بعيون ساهمة تفكر به وبذلك التغير الذي طرأ عليه في الآونة الأخيرة
جلست بين أصدقائها بكل زهو منفردة بتلك الأضواء التي تسلط عليها بغياب نادين تلك المتبجحة من وجهة نظرها التي تستحوذ على اهتمام