الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

خطايا البريئه بقلم ميرا كريم

انت في الصفحة 40 من 218 صفحات

موقع أيام نيوز


عنه إرهاق يوم مليء بالضغوط وقال غير مباليا
براحتك و اعملي اللي يريحك مبقتش تفرق
اتسعت عيناها وتسألت متسرعة
يعني ايه مبقتش تفرق اللي يسمعك يقول إني بتلكك انت اللي احرجتني قدام حتة بنت ملهاش لازمة وكمان قعدت تمجد فيها قدامي ولا عملت اعتبار ليا
ابتسم هازئا ورد منفعل
انت اللي عمرك ما احترمتي مشاعر حد ومعتقدة ان مطلوب من الكل يحترم جنابك

تأففت هي بغيظ وردت بعنجهية
انت مكبر الموضوع ليه دي حتة طباخة فاشلة وڠصب عنها لازم تحترمني
هز رأسه بلا فائدة وهو يمرر يده على وجهه ثم قال بسأم
مفيش فايدة عمرك ما هتتغيري
قالها وهو يتوجه لباب المرحاض وإن كاد غلقه دبت هي بقدمها الأرض وقالت بتمرد كعادتها
اه مش هتغير يا يامن علشان انا صح انا رايحة اوضتي تصبح على خير
اشرأب برأسه واخبرها بتهكم تقصده كي يثير اعصابها كما تفعل معه
وماله اعملي اللي يريحك بس متنسيش لما خالك يطمن عليك بليل تقوليله جوزي المفتري طردني من الأوضة وياريت تخليه ياخدك في ايده وهو ماشي
ذلك آخر ما تفوه به قبل أن يغلق باب المرحاض تاركها فاغرة الفاه تحاول أن تستوعب ما استشفته من حديثه وإن فعلت توترت كثيرا ولعنت ذاتها فكيف لم تفكر في ذلك الأحتمال من قبل
كانت تشعر بشعور غريب من الألفة خلال لقاء ابنة عمها وكم كانت منبهرة بها عندما أخبرتها عن انجازاتها في العمل مع زوجها و دعمه لها لتحقيق طموحها وجعلها أن تكاتفه بكل أعماله في مجال ترويج العقارات وكم كانت هي كفأ في ذلك فهي شخصية مفعمة بالطاقة والطموح وتملك طرق مميزة للأقناع فمازالت كما هي لم تتغير كما عاهدتها وعند تلك الفكرة وجدت ذاتها تتذكر نفسها القديمة وكم غيرتها تلك السنوات تنهدت بعمق وهي تنظر له نائم بجانبها لتبتسم بسمة باهتة معاتبة لأبعد حد فبرغم كل ما يصدر منه تجاهها إلا انها خجلت أن تستفيض مثل ابنة عمها وتخبرها بمستجداتها حفاظا على شكله الأجتماعي أمامها نفضت أفكارها بعيدا وهي مازالت تتأمله و همست بتضرع قبل أن تغلق عيناها كي تتحايل على النوم
ربنا يهديك ويصلح حالك ويخليك ليا ولولادك يا حسن
تمكنت المياه الدافئة ان تزيح غضبه وتهدأ اعصابه لحد كبير وعندما انتهى راهن ذاته عليها وهاهي منكمشة داخل فراشه كما توقع تماما دون أن يكلف ذاته المجادلة معها وكم يروقه ذلك الشعور عندما يتعمد ان يرهبها كي تلجأ له بكامل ارادتها حانت منه بسمة ماكرة اخفاها سريعا وهو يلحظ توترها وانفاسها المضطربة حين اقترب من الفراش وتسطح بجوارها لتنتفض هي تصيح بريبة شديدة
هو انت هتنام جمبى
تصنع عدم الفهم وقال بثبات
نعم يعني ايه
أضاءت نور الأباجور القريب وقالت وهي تعتدل بجلستها
انا مش هعرف نام على الكنبة وسيب السرير
نفى برأسه قائلا بعناد كي يغيظها
مش هسيب سريري واحمدي ربنا إني هرضى انيمك جنبي
رفعت حاجبيها واعترضت وهي تنهض من الفراش تقف أمامه وتضع يدها بخصرها
انت تطول تنام جنبي اصلا
كانت نظراته تتجول عليها ويعتلي ثغره بسمة ماكرة وهو يلاحظ أنها ترتدي قميص بجامته القطنية التي تصل لبداية ركبتها مما جعله يقول متهكما
وكمان لابسة البجامة بتاعتي لأ ده انت داخلة على طمع بقى
توترت تحت نظراته وبررت باندفاع
خۏفت اخرج من الأوضة ألاقيه برة واضطريت استلف هدوم من عندك
 طب اللي يستلف ده مش يكمل الشياكة ولا البنطلون ملهوش نصيب و مش قد المقام زي صاحبه
 أصله كبير عليا اوي وكنت هتكعبل بيه
طب يلا تعال نامي علشان هنصحى الصبح بدري نودع خالك
قالها ببحة صوته المميزة ولكن بنبرة لينة جعلتها تشعر من جديد بتلك النبضة العاصية تطرق بين أضلعها لكنها عاندت ذاتها ونفت برأسها قائلة بتمرد كعادتها
مش هنام نام انت وملكش دعوة بيا
لتسير نحو الشرفة وتفتحها على مصراعيها وتقف تواليه ظهرها تستقبل نسمات الهواء العليل بزفرة قوية حانقة وهي تجاهد ذلك الشعور المريب الذي بدأ يتسربل لها شيء فشيء.

 

39  40  41 

انت في الصفحة 40 من 218 صفحات