ادهم السيوفي 1
راتبها الذي تتقاضاه من عملها في شركة ادهم على دفع مصاريف مدرسة اختها واجار المنزل والملابس والطعام وغيرها من الفواتير ولم يكن يتبقى في جيبها سوى ما يكفيها لكي تستقل الحافلة ودفع فتورة هاتفها
فخرجت من المبنى محبطة جدا وبوجه حزين يكاد يغرق تحت الدموع المنهمرة من عينيها كالسيل الجارف وقفت تحدق في الفراغ ثم قالت بنبرة يغلبها اليأس هعمل ايه دلوقتي هجيب الفلوس دي كلها منين مين ممكن يقدر يسلفني المبلغ الكبير دا وانا معرفش حد ممكن اطلب منه غير الهام وانا عارفه انها على قد حالها ومستحيل يكون معاها المبلغ دا
قالت ذلك ثم اوقفت سيارة اجرة
واردفت بنبرة متلهفة اطلع ياسطه على شركة رويال للتجارة الإلكترونية
وعندما وصلت
فقالت انا اسفه يا استاذ هاني بس انا مستعجلة دلوقتي عن اذنك
قالت ذلك ثم ركضت حتى استقلت المصعد وضغطت على زر الطابق الاخير وبينما كان المصعد يصعد بها كانت تفكر كيف ستواجه ادهم بعد الذي حدث بينهما
وعندما توقف المصعد في الطابق الاخير من المبنى نزلت منه بسرعة وتوجهت فورا نحو المكتب ولكنها شعرت بنبضات قلبها تتسارع عندما اقتربت من باب مكتب ادهم فاخذت نفسا عميقا ثم طرقت الباب بخفة وبعدها دخلت وعندما اصبحت في الداخل فتحت عيناها على وسعهما لان الفوضى كانت تعم المكان حيث ان الرجل قام بتحطيم كل شيء رأته عيناه بعد ان تركته وغادرت وهي تبكي
ثم تجاوز طاولة المكتب واقترب منها وكان يريد ان يعانقها ويخبرها بأنه يحبها وانه ندم على كل كلمة قالها
في تلك اللحظة تجمد ادهم في مكانه ونظر اليها پصدمة فأكملت قائلة لو عايزني ابقى ملكك بجد وتعمل فيا كل اللي انت عايزه يبقى تديني فلوس وانا عايزه 300000 جنيه النهارده دفعة أولى وبعدها هبقى صاحبتك زي ما انت عاوز
فضغطت مريم على قبضتها لانها رخصت نفسها وشعرت بروحها تتمزق ولكنها اخفت ذلك ونظرت اليه بكل ثقة واردفت قائلة ايوا رجعت علشان الفلوس ولو عايز تمتلكني زي ما قلت يبقى تديني 300000 جنيه النهاردة
في تلك اللحظة برزت العروق في رقبة ادهم وتحولت
عيناه الى جمرات مشټعلة من شدة الڠضب ولكنه
سيطر على نفسه ولم ېصرخ بها بل امسك علبة سجائره واخرج سېجارة ثم وضعها بفمه واشعلها وبعدها نظر إلى الفتاة بنظرات ثاقبة ونفخ الدخان من فمه قائلا افهم من كلامك انك مستعدة تعملي اي حاجة علشان الفلوس
اجابته بثقة مزيفة ايوا هعمل كل حاجة
ادهم حتى لو طلبت منك تنامي معايا هتوافقي
وبعد ان قال ذلك ارتعش قلبها بشدة ونظرت إليها بعيون مفتوحة من هول ما سمعته وشعرت بأنها حقېرة للغاية لذا فضلت ان تبقى صامتة ولم تجبه اما هو فاخذ نفسا من سيجارته وبعدها نفخ الدخان وقال سكتي كدا ليه جاوبيني انتي مستعد تبيعي نفسك علشان الفلوس
احنت مريم رأسها حتى لا يرى ادهم دموعها التي تكومت في عيناها وما ان استجمعت شجاعتها حتى قالت بكل جرأة وبنبرة مقهورة ايوا انا جاهزة اعمل كدا
فاغمض ادهم عيناه بشدة بعد سماعه ذلك وكأنه تعرض لإطلاق ڼار اصاب قلبه وحطمه فهو كان يتمنى من اعماق قلبه ان يسمع منها