اولاد فريده
هدوء وهى تلمس شاشة الجوال ليأتيها رقم ابنتها وتتواصل معها وتقوم بمطالبتها بالذهاب الى بيت ام زوجها للوقوف معهم في مصيبتهم نعم هى مصېبة ولكن ابنتها لا تعلم مداها لوعلق معها الهاتف وهى تدعوا الله لها بالهداية حتى ټعذب بأحب ما تملك وتبتلى فيه كما كانت سبب في بلاء تلك السيدة التي لم تفعل لهم سوى كل خير لتغفوا بعدها من شدة ارهاقها ويوقظها زوجها بنكزة من يده قائلا برفق ام احلام ..ايه اللي منيمك كده .. قومي
ام احلام بفلجة من تلك الوكزة ايه في ايه يابوا أحلام ..انا مش نايمة ..تلاقي بس الضغط وطي شويه .
الزوج وهو يقترب ليجلس بجانبها ويربت على كتفها بحنو قائلا الف سلامة عليكي .. ودا من ايه كده ..طب تحبي نروح لدكتور ..والا اعملك فنجان قهوة يفوقك شوية .
الزوجه مطمئنة لزوجها الذي يبدو عليه مظاهر القلق متخفش دا بس لاني زعلت شوية من كلام ام محمود وانفعلت شوية على بنتك احلام ..قالت كلماتها لتثير انتباهه نحوها ليطالبها بسرد ما قصته اليها ام محمود وتقوم هى بالفعل بسترسال القصة برمتها من اول الخطة التي كانت ابنتها تخطط لها بالتعاون مع أمال سلفتها والى أن وصلت للجارة ام سعد اليوم وما اخبرتها به عن حال السيدة فريدة وموقف ام محمود معها وحديثها اللازع التي زرفتها به ليحرك رأسة بحزن مستغفرا لله ويتوجه الى الداخل وهو يردد الحوقلة نعم لقد عجز لسانه على الكلام فموقف ابنته مخزي للغاية امام ام زوجها وخاصتا انه يعلم أن السيدة فريدة لا تتدخل في شئونهم بتاتا لهم ولا ابنائها الآخرين أذا فلماذا هذا الموقف العدائي لها فخى نعمة مهداة لها ومشوارها في الحياة اصبح على مشارف النهاية فلماذا يتخذونها عائقا أمامهم لذلك قرر أن يتواصل هو الأخر بابنته ليستدعيها حتى يتثني له الحديث معها عن قرب فالهاتف لن يكون مريح له ..ليتواصل معها بالفعل وتجيبه على الفور ويخبرها انه يريد لقائها ولكنها تجيبه معلش يابابا أنا في طريقى لبيت حماتي علشان مش لقينها ولازم اكون مع كمال في الازمة دي .
اخذا يأكل الطريق اكلا حتى يعود بها .. حتى كادت ان تفرط عجلة المقود من يده وتنفلت إطارات السيارة من فوق الأرض التي استجارت من تلك السرعة التي يسير بها ليصل إلى هناك وينصدم عندما يجد الباب مؤصد متغلغلا بأقفال حديدية كقلوبهم واخواته الذين قسو على تلك الرحمة المهداة من رب العالمين لهم وهملو هم في رعايتها .. لينكس بعدها رأسه بخزي ويسدل اهدابه لتسقط قطرة من الدمع أمام امله الوحيد .. ويعود كما ذهب ليرجع من حيث بدأ وهو يجرجر ازيال خيبته فأمه ليست هناك ولا احد يعرف عنها شئ ..كما اخبره اخيه الأكبر الذي ذهب لأستقبال وأحضار امانته الاخرى ليشاهدها وهى تحمل جبلا من الحزن لتلقيه عليه بعبراتها المشتاقة لريح أمها فور قدومه اليها لتستشعره حينما ارتخت بين أحضانه قائلة بأنفاس متهدجة وحشتني قوي يا اخويا ..وامي كمان وديني ليها يمكن اقدر اتنفس ..احسن حاسة اني بمۏت.
ويحاوطها مهدائا لها ويتقدم نحو الصغار الذين يقفوا في إستعداد لمعانقة الخال الذي دوما يتحدثون معه خلف شاشة المحمول عبر شبكة الإنترنت..ليجذبهم اليه نحوه ليستمد بعض من الحنان من عناقهم الدافئ ويعاود مجددا لريح أمه ليصتحبها الى منزلهم دون ان يتفوه ببنت شفة عن أمر اختفاء أمهم.
اغلقت الخط مع ابيها ونظرت الى هاتفها المحمول بتفكير لتفتحه مرة أخرى وتبحث عن رقم صديقتها نشوي لتتواصل معها وتجيبها الاخرى بسرعة كما لوكانت تنتظر مهاتفتها لتقول بلفة ايوا يا أحلام اذيك ..ايه الأخبار.
لتهتف متنهدة الله يسلمك يانشوى ..اديني ذي منا منتظرة اعرف حماتك المستقبلية هتعمل ايه فينا تاني .
نشوى بضيق مماثل والله انا قرفت من الست دي