غريب ف بيتي
رماكي عندنا امي هي اللي ربتك و اعتبرتك بنتها زيك زي أميرة و عمرها ما فرقت بينكم في يوم عيشناكي في بيتنا و صرفنا عليكي لحد متبقيتي دكتورة حتى الشغل بقيتي بتشتغلي في أحسن مستشفى في القاهرة
فمين بقى اللى يناسب مين انت و الا انا يلا على شغلك
دلوقتي اما بالنسبة للمريض اللي جيتي علشانه فأنا حخلي الأمن يخرجوه برا حتى لو عيلته دفعوا مليون جنيه مش حسيبه هنا يوم واحد و مش حخلي مستشفى ثانية تقبله عشان تتربي و تعرفي ازاي تكلمني
هزت ليليان رأسها پألم و قد بدأت دموعها تتساقط على وجنتيها الورديتين ليس على كلامه الچارح الذي تعودت ان يلقيه على مسامعها كلما رفضته بل على ذلك الطفل البريئ و الذي بسببها من الممكن أن يخسر حياته
لم تعرف ماذا تفعل فابن عمها هذا ليس سوى كتلة
ابتلعت ليليان اهانته على مضض في سبيل اقناعه فكل ما يهمها هي المحافظة على حياة ذلك الصغير حتى على حساب كرامتها فليقل مايشاء الان المهم ان تصل إلى
غايتها
اما هو فمن المؤكد انه سيأتي يوما ما و ترد له
الاهانه وقفت بجانب حافة المكتب ثم رفعت كفيها
لتمسح دموعها و ترتب
هيئتها قائلة بهدوء تحاول استعادته بعد ثورة الڠضب التي انتابتها منذ قليل قلي عاوز ايه عشان تلغي قرارك داه
رامي لسه قدامه اسبوع كامل على الاقل علشان يكمل علاجه
تنفس ايهم بقوة قبل أن يعود
إلى كرسيه قائلا بملل من الاخر داه اللي عندي في ايدك ساعتين تقرري فيهم مصير الولد يا اما يعيش و يا اما ېموت
اومأت ليليان براسها قبل أن تتجه الى باب المكتب
و تغادر اغلقت الباب ورائها و هي تستنشق الهواء بلهفة كغريق رسى للتو على شاطئ الأمان
هرولت بخطوات سريعة في اتجاه المصعد تريد الهرب بأقصى قوتها من
ضغطت ازرار بحركة عصبيه و
تهورها في القدوم الى مكتبه خرجت من المصعد لتعترضها زميلتها الدكتورة أمنية متزوجة و لديها طفلين في الرابعة من عمرها و هي صديقة ليليان المقربة و ملجأ أسرارها
بذلت ليليان مجهودا كبيرة بترسم ابتسامة مصطنعة على وجهها الفاتن و هي تلقى التحية صباح الخير يا ميمي ازيك
أمنية بضحكميمي في عينك يا بت انت مش حتبطلي تندهيني بالاسم دا دا انا حتى دكتورة و ليا مركزي يعني فاكراني قطة قال ميمي قال
أمنية وهي تتفرس ملامح ليليان دلعي يا اختي براحتك بس مالك وشك مصفر كده و مش على بعضك فيكي ايه يا لولو
ليليان مفيش حاجة يا أمنية شوية إرهاق و تعب من الشغل
أمنية و هي تجذبها الى أحد الغرف طيب تعالي ارتاحي و انا حطلبلك عصير فرش
تبعتها ليليان بخطوات متثاقلة غير آبهة بتلك النظرات التي تكاد تفترسها من بعيد و الذي لم يكن سوى الدكتور اسعد احد المعجبين بليليان
ارتمت على السرير الطبي باعياء تشعر بأن كل قواها مستنزفة و كأن جبلا من الحجارة يقبع فوق صدرها
تستمر القصة أدناه
وضعت كفها على وجهها قبل أن ټنفجر في بكاء مرير
تبكي فقدان امها و هي مازالت فتاة صغيرة لم تتجاوز الثالثة عشر من عمرها ليسارع والدها بعد أشهر قليلة للزواج من فتاة تصغره سنا بأكثر من عشرون سنة طمعا في ثروته و كأنه كان ينتظر
مۏت والدتها ليتخلص منها هي الأخرى و يرميها في بيت عمها
لا تنكر فضل زوجة عمها الحنونة التي عاملتها بكل حب و طيبة و كأنها ابنتها أبناء عمها سيف و محمد الأول يفوفها بثلاث سنوات اما محمد فاصغر منها بسنتين كانوا و نعم الأخوة لها
لم يكن سواه هو ايهم الابن الأكبر لتلك العائلة الطيبة لم يكن مثلهم بل كان الأسوأ على الأطلاق
طوال فترة مكوثها معهم و هو لا يعتبرها سوى دخيلة عليهم ينتهز جميع الفرص لايذائها و اهانتها
و تذكيرها بمكانتها الوضيعة في منزلهم
افاقت على صوت أمنية التي دخلت الغرفة للتو و في يدها كوبا من العصير
مالك يا ليلياالموت ارحملي كم اني اتجوزه
ربتت أمنية على ظهرها بحنان بعد أن فهمت سر توترها قائلة باشفاقاهدي يا لولو متعمليش في نفسك كده حتمۏتي نفسك من العياط على شان واجد ميستاهلش
ابتعدت ليليان عنها و هي تمسح دموعها بصعوبة قائلة بتأكيد ايوا ميستاهلش داه حيوان وواطي و قذر بيساومني على حياة طفل بريئ ملوش ذنب طول عمره كده انا لسه مش عارفة داه دكتور و بينقذ أرواح الناس ازاي
التفتت أمنية بنصف جسدها العلوي لتمسك كوب العصير من فوق الطاولة بجانبها و تقربه من فم ليليان لتساعدها على شربه
وضعت ليليان يدها المرتجفة لتدعم يدي أمنية و تترشف بعضا من محتوى الكوب و هي تستمع الى صديقتها تقول اهدي كده و احكيلي بالتفصيل ايه اللي حصل
بدأت ليليان في سرد كل ما حصل معها منذ
صعودها الي مكتب ايهم الى لحظة خروجها منه تحت نظرات أمنية المتعجبة و التي صړخت غاضبة بعد أن انتهت الأخرى من كلامها هي حصلت وصلت بيه الدناءة و الوقاحة انه يخيرك بين حياة طفل صغير ملوش ذنب و بين انك تطلعي معاه سهراته الۏسخة اللي زيه متروحيش يا ليليان داه واطي و ممكن يعملك حاجة
ليليان بصوت مخټنق طب و رامي اعمل فيه ايه انت عارفة انه ممكن يأذيه و يطرده من هنا و ميخليش و لا مستشفى تقبله انا خاېفة عليه اوي و معنديش حل غير اني اروح ايهم كان دايما بيطلب مني اني اروح معاه سهراته مع أصحابه بس انا
دايما كنت برفض
امنية باندفاعالواطي قليل الشرف عاوز ياخذك عشان يتباهى بيكي قدام أصحابه و
ليليان بيكرهني اوي يا امنيه و مصر
و بيهنني في الرايحة و الجاية حتى
لما ساب بيت عمي و بقى بيسكن في فيلا ثانية ضغط على
عمي علشان يخليني ادرس طب زيه و صمم اني آجي اشتغل هنا
عنده علشان يكمل تعذيب فيا بيستغل جميل عيلته بأنهم آوووني و ربوني علشان يتحكم في حياتي سنين و انا بستنى اليوم اللي حطلع فيه من هناك علشان ابقى حرة و ملك نفسي و اقدر اعمل اللي انا عاوزاه بس هو مسابنيش في حالي اقنعهم بأنه بقى بيحبني فجأة و عاوز يتجوزني و انه هو أولى بيا من الغريب لو شفتيه يا امنية ازاي بيعاملني قدام اهله شيطان في ثوب ملاك
امنية بشفقة ربنا يعينك يا حبيبتي انشاء الله حييجي يوم و تخلصي فيه منه داه مصېبة و مفيش حد بيحبه هنا بس بردو لازم تلاقي حل و متروحيش انا خاېفة عليكي منه و من صحابه و خصوصا اللي اسمه شاهين
ليليان بياس مفيش حل ثاني انا حروح و اللي يحصل يحصل ايهم داه كابوس و عمري ما حخلص منه
ساعدتها أمنية على الوقوف لتتجه الى حمام الغرفة لغسل وجهها و أطرافها علها تهدأ قليلا قبل أن تهاتف ايهم و تخبره بموافقتها
في مكتب ايهم
مش جاي لوحدي الليلة ليليان معايا
قال ايهم بفخر و هو يهاتف صديقهم الثالث عمر
عمر بسخرية أخيرا رضيت عنك البرنساس
ايهم طبعا ما انت عارفني لما احط حاجة في دماغي اوصلها
عمر طيب بس متنساش توصي شاهين ميجبش معاه بنات مدام خطيبتك موجودة
ايهم و ميجيبش بنات ليه امال حنسهر ازاي
عمر بضيقمفيش فايدة فيك طول عمرك
طب احترمها على الاقل دي بنت محترمة و متليقش بيها سهراتنا انا مش عارف مصر تجيبها ليه
الفصل الخامس
ليلا
في فيلا صفوت البحيري والد ايهم و عم ليليان
تجلس ليليان على سريرها و هي تنظر إلى العلبة الورقية التي احضرتها لها إحدى الخادمات منذ قرابة الساعة لتخبرها ان السيد ايهم هو من بعثها لها و أمرها بارتداء ما بداخله و انها يجب أن تكون جاهزة تمام الثامنة
نظرت الى هاتفها لتجدها السابعة و بضع دقائق زفرت بحنق ثم فتحت العلبة لاكتشاف ما بداخلها
امتى حستحمل الذل و الاهانه منه و اسكت مقدرش اتكلم علشان الناس اللي ربتني دي و اعتبروني زي بنتهم و لو لاهم الله اعلم كان
حصلي ايه يا رب نجيني منه انا خاېفة يعملي حاجة حاسة
وقفت من مكانها متجهة الى خزانة ملابسها التي تحتوي على عدد قليل من فساتين السهرة فهي بطبعها لا تخرج كثيرا و لا تذهب الا الى حفلات الأقارب اختارت فستان ازرق غامق طويل و بأكمام طويلة و صففت شعرها على شكل كعكة مهملة و تركت بعض الخصلات تنزل على جانبي وجهها بعشوائية وضعت بعض مساحيق التجميل الخفيفة التي أظهرت جمال وجهها الفاتن و ملامحها الجذابة
نزلت الدرج بخطوات مترددة حتى وصلت إلى الباب الخارجي وجدت ايهم أمامها ينظر بنفاذ صبر الي ساعته و على وجهه علامات التجهم
رفع رأسه ليجدها أمامه سلط نظراته الحادة عليها مما أثار رعبها لا ينكر انها بدت رائعة و ساحرة كعادتها لا يتذكر انه رأى امرأة تمتلك هذا القدر من الجمال مثلها هي
بشړة وجهها المستدير الأبيض تذكره ببشرة الأطفال حديثي الولادة و عيناها البنيتان الواسعتان كعيون الغزال تضللهما رموش كثيفة سوداء اما شفتيها الورديتين الناعمتين
ايتذكر جيدا ذلك اليوم الذي احضرها فيه والده الى منزلهم و طلب من الجميع الاعتناء بها و معاملتها كأخت لهم الا انه لم يكن ليفعل ذلك
آفاق من شروده على صوتها لو غيرت رأيك قلي بدل الوقفة اللي ملهاش لازمة
ليجيبها بڠضب و قد تذكر للتو انها لم ترتدي الفستان الذي احضره لها انت ايه اللي لابساه داه و فين الفستان اللي انا جبتهولك
نظرت له بسخرية قبل أن تجيبه بتهكم قصدك الفستان اللي لونه اسود و شبه
قميص نوم اسفة انت عارف اني مبلبسش الحاجات دي
قاطعها بردو تتنيلي تلبسيه انت تسمعي كلامي و بس و ملكيش حق تعترضي
رفعت ليليان بصرها بضعف نحوه تستجديه ان
يرحمها و يتركها فالالم الذي تشعر به لا يحتمل
الا انه كان في عالم آخر لا يرى سوى رفضها و عنادها معه لم يكن يشعر بآلامها و خۏفها منه لم يكن يرى سوى نظراتها المشمئزة منه و التي كانت تطالعه بها كلما التقت عيناهما و كأنه مرض معد او حشرة مقرفة لا تريدها ان تقترب منها
ترك ذراعها لتشهق ليليان بارتياح و ترمي حقيبتها أرضا لتمسد