حكايه سيف وسيلين الجزء الثالث
القصر تقريبا يتنافسون في عرض أزيائهم
و جمالهم كل يوم...لذلك يجب عليها أن تتعود على هذه الحياة الجديدة....أخرجت فستانا باللون الأخضر الداكن من قماش الدانتيل الثقيل و معه حجاب باللون الأسود
ليعكس جمال بشرتها البيضاء ووجنتيها الورديتين سمعت صوت الباب الخارجي لتعلم أنه خرج...عادت نحو غرفة النوم لتجدها خالية و ذلك
الشيك كان مرميا مكانه ... حدقت فيه بعينين مشتعلتين و هي تضغط على أسنانها پغضب
.. إلتقطته حتى تمزقه إلى قطع صغيرة و هي تتحدث بغل
ليه في كل مرة بحاول اضحك و أفرفش و أنسى القرف... اللي انا عايشاه...معاك
قيمة...بس ماشي صبرك عليا بس يا إبن
العز و انا حوريك... بنت الشحاتين اللي حضرتك بتتصدق عليهم من خيرك حتعمل فيك إيه....
لالا...شيل الأفكار دي من دماغك يا بابا مش أنااللي حتقعد تحط إيدها على خدها و تعمل فيها
ضحېة و مقهورة و تفضل ټعيط على حظها..لا يا حبيبي.... فوق كده و حضر نفسك للي جاي عشان
انا نويت اجرب كل الخطط و الحيل اللي انا قرأتها في الروايات...رمت القصاصات من يدها على الأرض ثم
توجهت نحو التسريحة لتأخذ أحد زجاجات العطر الفاخرة و تفرغ نصفها على فستانها و هي تبتسم
سحب الستائر التي كانت تحجب أشعة الشمس لتنير الغرفة في ثاني كما جعل صالح يتأفف
بانزعاج قائلا
عاوز إيه عالصبح..فريد
و ليك عين تنام...البنت زمانهم مسكوها و جايبنهاعلى القسم يلا قوم شرف حتهبب فيها إيهإنتفض صالح من نومه بعد أن تذكر تلك المسكينة
التي طلب من أخيه أن يجعل زملائه يقبضون عليها بأي تهمة حتى يمنع سفرها بعد أن اخبرته
مروى عن خطتها للهروب منه صباحا...نظر لأخيه بابتسامة و هو يجيبه تمام إسبقني إنت و انا ححصلك .حرك فريد رأسه هاتفا باستهجان
هو إنت مش ناوي تعتق البنت دي بقالك سنين موقف حياتها عشان إنتقام أهبل.
عايشة حياتها بهدوء دلوقتي بس حبدأ آخذ حقي
مني و إلا نسيت هي عملت فيا إيه زمان فريد لا منسيتش و منسيتش كمان إن إنت مكنتش
سايبها في حالها و كنت بتتحكم في حياتها بس من بعيد....صالح بنرفزة
يوووه إنت جاي تحاسبني يا فريد و إلا عاوز تذلني
عشان مساعدتك ليا....فريد ببرود يريد إنهاء هذا النقاش العقيم مع شقيقه العنيدانا رايح القسم... متتأخرش..قفز صالح من فراشه و هو يتابع خروج شقيقهمن باب الجناح... ليتجه مسرعا نحو خزانته ليخرج
ملابسه و يسارع في إرتدائها ثم يغادر على عجل ليلتحق بفريد.....قبل ساعة..نزلت يارا من سيارة الأجرى ثم تابعت خطواتها
تحتوي على أوراقها الرسمية و بعض النقود... لم
تأخذ أي شيئ معها فما أرادته هو فقط الخروج من البلاد و الهرب من صالح....أسرعت نحو الموظف المسؤول عن إجراءات السفر
الكلمات مما آثار خوف يارا التي إبتلعت ريقها بصعوبة و هي تلاحظ نظراتهما المسلطة عليها....تكلم الموظف محاولا عدم إثارة قلقها أكثر
آنسة يارا... للأسف مش حتقدري تسافري النهاردة..إتفضلي معانا و إحنا حنشرحلك أكثر.....يارا برفض
أتفضل معاكوا فينتدخل الظابط بهدوء و هو يشير لها بيده نحو
إتجاه معين
حضرتك إتفضلي للمكتب جوا.. ساهر بيه حيشرحلك كل حاجة..يارا بعصبية و قد تأكدت من وجود خطب ما
انا مش رايحة معاك لأي مكان انا لازم أسافردلوقتي حالا...الرجل
يا آنسة...لو سمحتي تعالي معايا بهدوء و بلاش شوشرة حضرتك في أوامر بمنعك من السفر...
إتفضلي...سار أمامها و هو يمسك في يده جواز سفرها الذي
أخذه من الموظف منذ قليل لتتبعه يارا بقلة حيلة...و هي تلتفت حولها مخافة ان تجد صالح او احد رجاله... عندها ستكون نهايتها دلفت المصعد مع ذلك الأمني و هي تدعو
بداخلها ان يكون ما تفكر به غير صحيح...و ما إن فتح باب المصعد حتى اكملت طريقها بخطوات
مرتبكة حتى توقف أمام أحد الأبواب الكببرة... فتح الباب و أشار لها بالدخول ثم غادر....لتكمل هي
سيرها إلى داخل المكتب و صوت دقات قلبها تنافس أصوات طرقات حذائها...رحب بها ساهر و هو مدير أمن المطار و صديق
فريد...و الذي اوصاه بعدم الإساءة إليها .إتفضلي يا آنسة يارا .
دعاها للجلوس ثم تحدث بلهحة جدية و هو يقرأ معلوماتها الشخصية التي كانت أمامه...جلست يارا بعد أن شكرته و هي لازالت مذهولة
مما يجري أما بداخلها فكانت لا تنفك تدعو أنلا يكون له علاقة بصالح....تكلمت بصعوبة و هي تشعر بجفاف حلقها
حضرتك في مشكلة في الأوراق...نفى ساهر و هو يرفع رأسه من على الأوراق
ليبدأ في تفرس هيئتها... كانت جميلة للغاية
في شخص مقدم بلاغ بيتهمك فيه بالسړقة عشان كده إنت ممنوعة من السفر.... .تجمدت في مكانها للحظات لكن سرعان ما شعرت
بانقباض قلبها لتسأله رغم صډمتها الشديدة من هذا الموقف الذي لم تتخيل أن تتعرض له في
حياتها ممكن أعرف مين هوأجابها و هو يرسم إبتسامة مستهزئة على
شفتيه فسؤالها هذا أكد له صحة ظنونه..
الظاهر إنهم كانوا كثير على العموم كلها نص ساعة و حتعرفي مين فيهم ...أعادت سؤالها مرة أخرى غير مبالية بنظرات
الاحتقار التي كانت تراها في عينيه
لو سمحت قلي بس إسمه إيهزفر الهواء پغضب و هو ينطق بعصبية
فريد بيه...ها عرفتيه.. بس ياترىسرقتي منه إيهتنهدت بارتياح مؤقت عندما لم يذكر إسم
كابوسها...لكنها مالبثت أن عاد شعور القلق يحتلكامل جوارحها فهي لا تعرف أي شخص في حياتها
يدعى فريد.. و لماذا يتهمها بالسړقة و كأنها الان إنتبهت لوقوعها في هذه المشكلة رغم أنها طمئنت
نفسها بأنه على الأرجح تشابه أسماء..ظلت صامتة تفكر في موعد الطائرة الذي فاتها و من إمكانية إكتشاف ذلك الشيطان
لخطة هروبها....افاقت من أفكارها على سامر الذي هب من مكانه و على وجهه إبتسامة واسعة ليرحب بصديقه قائلا بمرحاهلا باللي مش بيفتكرنا غير في المصلحة .قهقه فريد و هو يصافح صديقه هاتفاما إنت عارف ظروف الشغل.. المهم أخبارك
إيه توجه به سامر نحو الاريكة ليدعوه للجلوس قائلا انا الحمد لله كويس..و إنت عامل إيهفريد و هو يجلس
كله تمام... المهم طمني خلصت كل حاجة سامر و هو يدير رأسه نحو يارا التي كانتتتابعها من بعيد
أيوا...تقدر تأخذها بس منتظر منك تفسير عشان مش داخل دماغي إن بتت زي دي قدرت تخدعك
و تسرقك....ربت فريد على ساقه متمتما بعبارات الشكر
تمام حبقى أكلمك و أشرحلك كل حاجة بالتفصيل بس دلوقتي أعذرني عشان مستعجل دلوقتي ...توجه فريد بعدها ليقف أمام يارا يتفحصها
بنظرات غامضة...قائلا بصوت غليظ غظ
يلا يا آنسة... إتفضلي معايا .هبت يارا من مكانها قائلة باندفاع و دماغها
يكاد ينفجر من كثرة الضغط
مش حتحرك من هنا غير لما أفهم إيه اللي بيحصل هنا...إنت مين و عاوزني اروح معاك فينفريد ببرود و هو يحدجها بنظرات متعالية
حنروح على القسم عشان نكمل تحقيق في التهمة الموجهة ليكي يارا پغضب
من جيبه قائلا لو سمحتي يا آنسة... تفضلي معايا بهدوء
و إلا حضطر أقبض عليكي و اسحبك
على البوكس قدام الناس كلها... و تبقى ڤضيحة .قبضت يارا على حقيبتها بتوتر و هي تقف من مكانها قائلة بتلعثم محاولة التحاور معه
بهدوء فهي طبعا تعلم أنها لو غادرت الان فلن تحد فرصة أخرى الهرب....و ستعود من جديد لجحيمها
حضرتك انا مسرقتش حد و معرفش أي حد إسمه فريد.... داه أكيد في غلطة او تشابه أسماء لو سمحت انا لازم أسافر تجاهل فريد عيناها الغائمتان بحزن عميق توضحان
مدى معاناتها من شقيقه ليزفر بخنق طاردا كل
تلك الأفكار من رأسه ليجيبها
يلا إتفضلي بلاش تضيعي وقتي...لما نوصل على
الاسم حنعرف كل حاجة تناول أوراقها من ساهر ثم إستأذنه للمغادرة
الباب ليتجه نحو باب الأمامي للسائق ليقود سيارته نحو قسم الشرطة التي يعمل به....طوال الطريق كان يراقبها و هي تبكي بصمت و ترجوه بأن يتركها محاولة إقناعه بأنها بريئة لكن دون جدوى...قبض على مقود السيارة
پغضب و هو يرجع بذاكرته إلى الوراء...منذ أكثر من خمس سنوات في ذلك اليوم المشؤوم
الذي إكتشف فيه شقيقه خېانة حبيبته التي عشقها
پجنون...بعد أن أوصلها صالح إلى منزلها عاد نحو
أحد الملاهي و ظل يشرب حتى ساعات الفجر الاولىو في الطريق إنقلبت به السيارة بسبب قيادته
المتهورة و هو في حالة سكر....
كان الخبر بمثابة الصدمة للجميع فصالح كان مثال للشاب الذكي و المستقيم الذي لا يقرب المنكرات و لا يرتكب الفواحش لكن في ليلة و ضحاها إنقلب حاله بسبب هذه الفتاة...و عندما علم جده بذلك إنتظره حتى شفي و قام
بمعاقبته و جعله يسافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية حتى يمسك احد فروع الشركة هناك...قضى صالح سنوات غربة بعيدا عن عائلته
و لكنه عاد منذ أسبوعين بعد أن صفح عنه جده او بالأحرى إنتهت مدة عقوبته...عاد من شروده ليجدها تحاول أن تتوقف عن البكاء لكن دون فائدة.. ضحك بداخله باستهزاء
و هو يتفحص ملامحها البريئة و جسدها الصغير
بتعجب...أيعقل انها هي نفسها من جعلت أخاه بكل قوته و جبروته يقع في عشقها قصد إستغلاله
لا و الاغرب من ذلك أن هذا حصل قبل سنوات يعني كانت أصغر من الان.. تقريبا طفلة........المسكينة كانت ترهق نفسها جزافا فإن كان صالح شيطان فمن أمامها هو شقيقه....هو تعمد عدم الإفصاح عن هويته حتى لا ټقاومه أكثر فمن الواضح انها لو علمت الحقيقة فلن تتردد في إلقاء نفسها من السيارة...نزل بكل برود بعد أن أوقف السيارة ثم فتح باب السيارة الخلفي ليجذبها رغم معارضتها
و تشبثها بالمقعد و اخذ يجرها وراءه حتى وصلا
لمكتبه....فتح الباب ليبتسم بسخرية عندما وجد شقيقه
يقف داخل المكتب و يبدو أنه كان ينتظر وصوله على أحر من الجمر ...دفع فريد يارا نحو صالح الذي تلقفها قبل أن تسقط على الأرض لتشهقهي بصوت عال و تصرخ بقوة تريد الهرب ارجوك خرجني من هنا... متخليش الراجل داه
كان
يكبل على جسدها باحكام و هي تنظر لفريد بتوسل لعله ينقذها
سيبني يا حيوان... انا بكرهك سيبني.....ظلت يارا تصرخ بكل قوتها و هي تقاوم صالح
الذي كان يضغط على جسدها من الخلف بكل قوته حتى شعرت بعظامها تسحق و مع ذلك ظلت ټقاومه و هي تتوسل فريد و تستعطفه بكل الطرق
حتى يساعدها لكنها توقفت في الاخير مستسلمةو هي ترى فريد يغادر المكتب بكل برود لټنهار
و يرتخي جسدها و هي مازلت تردد بضعف وبكاءسيبني.... ارجوك.. انا معملتش حاجة...حرام
عليك اللي بتعمله فيا...مفيش في قلبك رحمة... انا بكرهك مش عاوزاك.... إنت شيطان...تركها صالح لتسقط على الأرض ليرمقها بوجه
متجهم و هو ينفض ملابسه رامقا إياها باشمئزاز....طوال الوقت كان صامتا ينتظر نوبة الفزع التي إنتابتها فور رؤيته...جلس