الخميس 28 نوفمبر 2024

اولاد غانم

انت في الصفحة 22 من 45 صفحات

موقع أيام نيوز


بمقلتيها بعينيه الحادتين اللتان تتابعاها بدقةليتحدث بنبرة هادئة وكأنه تحول لأخر 
سبق لما زرتك في مكتبك طلبتي لي قهوة وضيفتيني بيها أنا كمان عاوز أضيفك وأشربك قهوةبس قهوة بجد
إزداد إنعقاد حاجبيها ليستطرد هو بكلمات متقطعة لتجعل منه 
قهوة فؤاد علام زين الدين
كان ينتظر رضوخها لسطوة وسامته كغيرها من النساء اللواتي قابلهن بحياته فجميعهن يذوبن بمجرد رؤيته وكعادته لم يبالي بهن وكأنهن والعدم سواءفما بالك بتلك التي يقف أمامها ويحدثها بكل ذاك الإهتمام لكنها فاجأته بنظراتها الحادة حيث تحدثت بذات مغزى 

ضيافتك وصلتني يا سيادة المستشار متشكرة لأفضالك
ابتسم باستفزاز وتحدث قائلا 
إنت مش لسة قايلة من شوية إننا صفينا حساباتنا
ليسترسل بمداعبة في محاولة منه بتلطيف الاجواء 
خلينا نشرب قهوة على الأقل مايبقاش ليك جمايل عليا 
أنا متأخرة على شغلي يا افندم فياريت لو مفيش حاجة خاصة بالتحقيق تسمح لي أمشي قالتها بملامح وجه حانقة ليشير بكف يده باتجاه الباب بملامح تحولت لمقتطبة بفضل إسلوبها المنفر لتقول هي باستياء 
بعد إذنك
خرجت كالإعصار ليتأكد حينها بأنها وصلت للمنتهى مما فعله به تنفس بهدوء ليعود لمكتبه من جديد متابعا عمله ولكن بذهن شارد بتلك الفرسة الجامحة وهذا النوع من النساء الذي يصادفه للمرة الأولى بحياته
في تمام الساعة الثانية عشر ظهرا
دخل منزله كالإعصار المدمر حتى استقر بمنتصف البهو ليهتف بنبرة صاخبة زلزلت أركان المنزل بأكملها 
سمية إنت ياللي إسمك سمية
خرجت من المطبخ لتهرول إليه لتتبعها ياسمين ومروة اللتان كانا يتابعان تجهيز الغداء تحت ارتيابها من عدم إجابة زوجها إلى الأن على إتصالاتها المتكررة لكنها كبتت إنزعاجها بناءا على تعليمات إجلال الصارمة وقفت أمامه بجسد مرتجف بعدما رأت ڼارا مشټعلة بعينيه الغاضبة ليمسكها من ذراعها يهزها پعنف شديد وهو يقول بسخط 
جوزك فين 
إبتلعت لعابها وظهر الړعب بعينيها لمحت إجلال قد خرجت من غرفتها لتنظر إليها بنظرات مستنجدة استشاط داخله من صمتها لېصرخ بوجهها 
ماتردي يا بت
جوزك فين
فيه إيه يا
حاجبتزعق ليه جملة قالتها إجلال بداخلا مړتعب ليهتف الاخر صارخا 
فيه إن بنت ناصرة ضحت علينا وقالت لك إمبارح إن جوزها نايم فوق وهو بايت برة البلد كلها
اتسعت عيناه عندما رأى عدم تفاجيء زوجته بالموضوع بل أنها أمسكت كفه لتفلته من فوق ذراع تلك التي تكاد تفقد أنفاسها من شدة رعبها 
سيبها وتعالى نتكلم في أوضتنا يا حاج 
قطب جبينه وسألها بتشكيك 
أسيبها إزاي بقول لك البت قرطستني
هي جت الفجر خبطت علينا وقالت لي وانا محبتش ازعجكوقولت أكيد سرح في الوقت مع أصحابه ونام عند حد منهم قالت كلماتها بهدوء كي تحسه على الاسترخاء لكنها فوجئت باحتدام ملامحه ليهمس مذهولا 
يعني مرات إبنك كانت جاية تقول لنا علشان نشوف البيه بيتسرمح في انهي داهية تاخده لوش الفجر وإنت اللي منعتيها تتكلم
زفرت بضيق مع تقليب عينيها بضجر لتهتف ناهرة إياه بنبرة حادة 
هو كان حصل إيه للغاغة اللي إنت عاملها دي كلها يا نصر
رمقها پغضب ليصيح ملقيا اللوم عليها 
حصل إن إبنك بايت في القسم يا ست إجلالإبن نصر البنهاوي عضو مجلس الشعب اللي بتتهز له شنبات بات في القسم إمبارح
لطمت خديها ليزيدها من البيت شعر قائلا پغضب عارم
وياريتها جت على قد كدة ووقفتده المحضر إتحول من نص ساعة على النيابة وكمان شوية الصحافة هتاخد
خبر وأعدائي ماهيصدقوا
إيه الكلام اللي إنت بتقوله ده يا نصر نطقتها وهي تخبط على صدرها بكفيها ليصيح بحدة
اللي سمعتيه يا اختيما أنت لو كنتي قولتي لي من ساعتها كنت عملت إتصالاتي وعرفت مكانه ولحقت المصېبة قبل ما تكبر كنت هسكت ظابط القسم بقرشين ونخلص الموضوع ولو ملوش في السكة دي كنت هجيبها له من اللي فوق منه وأخليه يقطع المحضر ولا من شاف ولا من دري
قالها پغضب ليسترسل بحدة 
إنما بعد ما المحضر اتحول للنيابة مستحيل يخرج منها إلا لما بنت الجوهري تروح بنفسها للنيابة وتتنازل عن المحضر
برقت سمية عينيها وهتفت مستفسرة والغيرة تنهش قلبها 
وإيه دخل بنت الجوهري في الموضوع يا عمي
إبقي إسألي البيه لما ييجي لك يا اختي نطقها وهو يهز رأسه باستهزاء ليتكرر السؤال مرة أخرى ولكن تلك المرة من المتجبرة زوجته حيث سألته بعينين متسعتين
بنت الجوهري مالها بحبس عمرو يا نصر 
العرة إبنك راح لها البيت الساعة إتنين الفجر وهو سکړان واټهجم على شقتها وفضل يخبط قدام الجيران والبوليس جه أخده
واستطرد باستهجان 
والست إيثار راحت القسم وعملت له محضر تعدي والجيران عملوا له محضر إزعاج والشرطة لبسوه في محضر سكر كان يتحدث مشوحا بكفاه من يراه يتيقن أنه اوشك على ذبحة صدرية ليستطرد بعينين حاقدتين 
وطبعا لازم أروح بنفسي لبنت الجوهري وأترجاها علشان تتنازل عن المحضر
يا لهوي يا لهوي يا لهوي قالتها وهي تلطم وجنتيها تحت ذهول ياسمين ومروة وسمية التي شعرت بڼار الغيرة تسري بأوردتها لتسترسل إجلال صاړخة بنظرات لائمة 
وإنت سايب الواد مرمي في النيابة وجاي تحقق معايا أنا ومراته يا نايب الدايرة
تنزل حالا على مصر وماترجعش غير وإبني في إيدك إتحرك يا نصر نطقتها صاړخة بأمر ليهتف وهو يجز على نواجذه من شدة غيظه 
إنت كمان ليكي عين تعلي صوتك وتتأمري
كادت ان تنهره لولا تدخل سمية التي أمسكت كف يده وتحدثت وهي تنظر له بنظرات ذليلة
وحياة حبيبك النبي يا عمي لتروح تطلعه وبعدين إبقى تعالى ولومنا إن شالله حتى تولع فينا بس تطلعه الاول من المصېبة دي 
وزع رمقاته الغاضبة بين كلتاهما ليزفر بضيق ثم هاتف نجله البكري طلعت المتواجد بالأراضي الشاسعة التابعة لوالده ليتابع ما يقوم به الفلاحون من أشغال خاصة بالزراعة والري وطلب منه أن يحضر في الحال ويترك أمر المتابعة لشقيقه حسينودخل غرفته ليأخذ بعضا من رزم المال الورقية ويحملها بجيب جلبابه الكبير وينصرف تاركا خلفه هؤلاء الأربع لينتحبن ويلطمن وجناتهن ليعلوا صوت تلك الغاضبة حيث توجهت باتهام لوالدة زوجها 
إنت السبب في اللي حصل ل عمرو لو قولتي لعمي كان إتصرف ومكناش وصلنا للي إحنا فيه ده
حبست أنفاس كلا من مروة وياسمين ووضعتا كفاي يديهما فوق فاههما لتجحظ عيني الاخرى وهى ترمقها بنظرات حاړقة ولو كانت النظرات تصيب لانتهى أمر سمية وتحولت لرمادا في الحال همست بفحيح كالحية التي تستعد لبخ سمها بعيناي ضحيتها 
يا نهار أبوك إسودإنت إتجننتي ولا إيه يا بت
واستطردت بذهول وهي تقترب منها كالأسد الذي ينقض على فريسته 
جبتي منين الجرأة اللي جمدت قلبك وخلتك تكلمي ستهم كدة!
هدي نفسك يا مرات عمي دي بت هبلة وبتهلفط بكلمتين من حړقة قلبها على اللي حصل لجوزها
الهبلة تتأدب علشان تاخد بالها من كلامها مع ستهمبعد كدة قالتها وهي تجذب تلك المختبأة وتنزل بكل قوة فوق وجنتها بصڤعة قوية أحدثت صوتا من شدتها لتسترسل وهي ترفع قامتها بكبرياء 
وبعدين هو كان إيه اللي حصل لجوزها يا ست ياسمين إنت كمان ده أبن نصر البنهاوي بجلالة قدره والكل عارف كدةوأكيد الظابط النباطشي نيمه
في مكتبه واتعامل أحسن معامله ميقدرش يعمل
غير كدة لأن الكل عارف مين هو سيادة النايب نصر البنهاوي وعارفين إن اللي بيقف في سكته بيتإذي
واستطردت بوعيد
والقادرة بنت منيرة هتدفع تمن عملتها السودة دي غالي
اړتعبت أوصال زوجات أبناءها الثلاث لتتراجع هي للخلف ثم امسكت خصلة من شعرها ولفتها على أصابع يدها لتتحدث بفحيح بعدما تحولت ملامح وجهها لحاقدة 
وحياة شعري ده ولا يكون على حرمة لأخلي بنت منيرة تتحسر على
شبابها واجيبها له لحد عنده تركع تحت رجليه وتترجاه عشان قلبه يحن ويعتبرها مرة زي زمان
اشټعل قلب سمية وزاد كرهها لتلك المرأة المتجبرة وعلمت حينها أن لا مفر من رجوع تلك الإيثار لزوجها ويرجع هذا لتيقنها بقدرة هذه المرأة على تنفيذ اية فكرة تصمم عليها لتتحسر على حالها وتنتظر القادم بقلب مشتعل فقد تيقنت أن القادم ليس بهين على الجميع
وصل نصر ونجله البكري أمام منزل غانم ليصف سيارته الفاخرة ويترجلا متجهين لذاك المنزل البسيط وجد الجميع بانتظارهما بناءا على مكالمة تمت بين طلعت وعزيز أبلغ من خلالها الاول بحضور الثاني بصحبة والده مما أسعد قلب عزيز الذي ربط سبب مجيء نصر بطلبه رسمي لرجوع شقيقته لنجله المدلل وهذا ما بات يتمنى تحقيقه بشده ولج الجميع للداخل ليتحدث غانم بترحاب 
يا مرحب يا ألف أهلا وسهلا يا سيادة النايب
كان يتحدث بترحاب وهدوء تحولا لتعجب بعدما هتف الأخر بوجه صارم ينم عن مدى غضبه 
هي بنتك خليت فيها أهلا ولا سهلا بعد اللي عملته يا غانم
سأله بنبرة متوترة 
إيثار! 
هو أنت عندك بلوة غيرها نطقها بحدة ليهتف عزيز بحدة وخنوع 
عملت إيه مقصوفة الرقبة
رمقه غانم بنظرة ڼارية غاضبة ليتلبك بوقفته ليقطع نظراتهم حديث نصر الغاضب 
بنتك المحترمة بنت الاصول المتربية كتبت بلاغ في عمرو إمبارح وخلته قضى ليلته في الحجز 
اتسعت عيناي منيرة وذهل الجميع ليستطرد بتغطرس
طب لو مش باقية على العشرة والهنا والعز اللي اتمرمغت فيهم لما كانت متجوزاهعلى الاقل كانت عملت حساب لإبنه اللي أنا سايبهولها بمزاجي علشان يفضل الود موصول لحد ما ربنا يهديها وترجع لجوزها هي وإبنها
ليستطرد بافتخار 
إبنها اللي معيشاه في حتة شقة قد الجحر وحرماه من ثراية جده اللي يرمح فيها الخيل 
إيه اللي حصل وخلى بنتي توصل بإنها تشتكي على عمرو يا سيادة النايب سؤال طرحه غانم على نصر الذي صاح بتهرب 
إحنا في إيه اللي حصل ولا في إبني اللي مرمي في الحجز بسبب بنتك يا غانم
نكس رأسه ليهتف الأخر أمرا بوجه صارم 
يلا معايا ننزل مصر علشان ناخد الهانم على النيابة تتنازل عن المحضر
أبويا تعبان وصحته ماتتحملش پهدلة الطريق والمرمطة في الاقسام
على الفور وافق نصر لعلمه بقوة شخصية عزيز وإستطاعته التأثير والضغط على تلك المتمردة وقف أيهم الإبن الاصغر ل غانم ليتحدث بعدما شعر بتوتر عضلات عزيز وتيقن بأنه من الممكن أن يأذي شقيقته إذا مانعت التنازل 
أنا كمان جاي معاكم
وقف نصر مقابلا غانم ليقول بوصاية مشيرا بسبابته 
انا ماشي يا غانم تتصل ببنتك وتعقلها علشان لما نوصل لعندها نروح على النيابة على طول وإلا قسما بالله اخليها تعض على صوابع إيديها من اللي

________________________________________
هعمله فيها أنا مش قليل عشان ابني يترمي في الحبس بسبب واحدة قليلة عقل زي بنتك
نكس رأسه بخنوع لعلمه سطوة ذاك المتجبر وما يمكنه فعله بابنته المسكينة التي تجرعت المرار على يد نجله المدلل لتكمل عليها والدتها وشقيقاها عزيز ووجدي تحرك الجميع للخارج لتهتف
 

21  22  23 

انت في الصفحة 22 من 45 صفحات