خيوط العنكبوت ج2
دموعها تخترق روحها المعذبة التي لم يشعر بها أحد.
ورأت جسدها يرتفع عن الفراش لأعلى كاد يصل لسقف الغرفة ثم يعود يهوي بضړبة قوية الاشواك تغرز بظهرها ولم تفتح فاها رغم الألم والنيران والشوك المنغمسة به فقط الدموع المتحجرة في عيونها هي التي نجحت في التحرر منما هي عليه الآن.
ولج سليم داخل الفيلا القديمة المهجورة لعلها يجد شيء خاص بوالده يصله للحقيقة الكاملة فقد علم اليوم أن والده لم يصارحه بكامل حقيقته وهذا ما جعل سليم يجن جنونه بسبب أخفاء والده بعض الأسرار فهو بحاجة لتفسير.
دلف الفيلا بخطوات واسعة وفتح بابها ليجد الظلام الدامس أمامه تحسس مكبس الإضاءة وأنار الفيلا وبدأ بمكتب والده يريد البحث داخله وقف بغرفة المكتب يتطلع حوله بتيه لا يعلم من أين سيبدء.
زفر زفرة عميقة تخرج من أعماق روحه الشاردة ثم ضړب بكفيه المكتبة پغضب جامح ليخرج ما داخله من ثورة مشټعلة
لتتحرك الألواح الخشبية الموجودة بالمكتبة وتميل للجهة اليمنى ضيق حاجبيه الكثيفبن بدهشة ثم ضغط أكتر لتتحرك المكتبة وتدلف داخل الحائط الذي لم يكن حائط بل هو باب سري قابع خلفها علت الصدمة عيناه ولاحت شبح أبتسامة أعلى ثغره بعدما خطى بقدمة خلف الباب ذلك ليجد نفسه بالحديقة الخلفية للفيلا نظر حوله بفضول لعله يصل لشيء أخر يدله
بالفعل وجد داخل البدروم الذي كان يحتجز به حياة من قبل وجد داخله أجنة حديدية التقطها بلهفة وعاد إلى حيث وجهته نجح في هدم الخرسانه الاسمنتية وفتح الباب الحديدي ليرفعه عن الأرضية ليظهر أمامه درج يصله بسرداب عميق تحت الأرض.
جلس القرفصاء بمنتصف الغرفة ثم ضم كفيه أعلى راسه المتخبطة المتشتته هو داخل دوامة الان وصراع قوي مع نفسه ولم يجد حلا لما هو فيه يجد نفسه مكبل الايدي ولم يعد لديه قدرة على مواجهة الحقائق الخفية والاسرار. الغامضة التي أخفاها عنه والده.
داخل المشفى.
كانت ميلانا تشعر بالتعب والإرهاق خلال الأيام الماضية التي قضتها بالمشفى وهي قلقة على وضع زوجها والان شعرت بالسعادة عندئذ أسترد وعيه وبدأ يتماثل في الشفاء.
داهمها دوار حاولت التغلب عليه لتظل ممسكة بكف زوجها الحنون التي لم تشعر بالأمان إلا بوجوده كلما نظرت لعينيه
هزت رأسها نافية ولكن لم تقدر على مقاومة شعورها بالدوار لتغمض عينيها مستسلمة للظلام الذي غطي مقلتيها وجعل جسدها ينهدل في استرجاء لتسقط رأسها للأمام على كف أسر الذي حاول رفع رأسها ولكن لم يستطيع بسبب تعب صدره
ضغط الزر أعلى فراشه أستدعاء الممرضة التي اتت على الفور
ليهتف إليها أسر بقلق بأن تحاول مساعدة زوجته لتسترد وعيها
اقتربت منه الممرضة تطمئنه
خير ما تقلقش أكيد فقدت وعيها بسبب قلة الاكل والإرهاق وعدم النوم اطمن هتبقي كويسه
غادرت الغرفة تحت نظرات أسر القلقه وجلبت مقعد متحرك وعاد ثانيا ومعها فتاة أخرى ساعدتها على وضع ميلانا بالمقعد المتحرك لتغادر بها العناية وتضعها بغرفة أخرى وذهبت الأخرى لجلب طبيبا لفحصها.
بعد قرابة الساعة التي عاشها أسر في قلق وتوتر ولم يأتي أحد اليه ليطمئنه دلفت ميلانا تبتسم له لترد الروح داخل صدره عندما وجدها واقفة أمامه
احتضن كفيها وظل ينظر لوجهها هاتفا بۏلع فقد شعر بتلك الدقائق الماضية بأن روحه تنسحب منه
دنت ميلانا أنا أسر أنت فرحة عمري كلها وكل عيلتي أنت الله لا يحرمني منك
ولا يحرمني منك أنتي وقلبي الصغنن اللي هيشرفنا بعد كام شهر
تذكر أسر شيء منما جعل القلق يتسلل داخله وشعر بغصة داخل قلبه جعله يخشى القادم
في ألمانيا..
بعد أنكشاف مقټل عم ألبرت واصلت الشرطة التحقيق مع ألبرت فقد ظنت الشرطة أن عائلة مارتن مھددة من قبل أشخاص ما تريد الخلاص منهما واحد تلو الآخر كما بدأت بعائلة ارثر وأنتهى بمقټل الشقيق الآخر للعائله.
هتف المحقق الجالس بجوار ألبرت يواسيه للمرة الثانية
أعلم بأن ما يحدث معكم شيء لم يصدق سنحاول البحث عن الجاني ونضع العائلة تحت الحراسة الخاصة يبدو بأن أرواح العائلة بخطړ بعدما حدث لوالديك وعمك تأكدا بأنها لم تكن چريمة قتل بهدف السړقة وأنها قتل مدبر أرجوك ساعدني أخبرني باعداءكم هل تعرضتم الټهديد من قبل
هز ألبرت رأسه نافيا وقال بجمود
ليس لدينا أعداء
حسنا ولكن سنضعك انت الآخر تحت حراسة خاصة فحياتك في خطړ الان
عاد يتحدث بجمود وقال بكل ثقة
أستطيع أن أحمي نفسي جيدا لكن العائلة لا بأس بها أذا كنت تفضل ذلك فلا أمانع
ثم نهض عن مقعده وقال وهو يهم بالمغادرة
أعتذر منك سيادة المحقق أصبح الهم كثيرا على عاتقي ولدي أعمال هامة الآن إلى اللقاء
قال المحقق مودعا اياه وهو يهز راسه بأسى
حسنا.. إلى اللقاء..
غادر ألبرت شرطة التحقيقات وهو يبتسم بثقة فقد حصل على ثأر عائلته وهذا ما جعله يشعر بالنصر ولذة الإنتقام أستقل سيارته يقودها حيث مقر عمله الجديد الذي يخفيه عن أنظار الجميع يتابع بنفسه انتشار السلاح داخل العاصمة فقد دب الړعب داخل أوربا بأكملها بعد خبر مقټل كبير عائلة مارتن..
مر شهرا يليه أخر وأعمال ألبرت الغير مشروعة في انتشار وتزايد ولم تصل الشرطة الفيدراليه على هذا الكيان المسمى بالماڤيا.
وحالات الشغف والقتل تزداد يوما بعد الآخر وأقتربت الحړب العالمية الثانية وفي ذلك الوقت قرر ألبرت السفر لمصر البلد التي أحبها وأحب شعبها وحضارتها ووجد حبه الأول والأوحد.
في ذلك الوقت وهو يستعد للسفر ويجهز حقيبته وقرر داخله أن يمكث هناك فترة طويلة وجد ابنة عمه تدلف غرفته وتغلق الباب خلفها
رفع ألبرت عيناه ليتفاجئ بها داخل غرفته تجاهلها وأكمل ما كان يفعله ليجدها تقترب منه وتضع يدها على ظهره وتقول بنبرة منكسرة حزينة لا تخلو من اليأس والضياع ونظرات عينيها شاردة
قالت بتتوسل
ألبرت ارجوك ساعدني أنا في کاړثة الآن
دار وجه ينظر لها بفتور وهتف بجدية
ما الأمر
وضعت
كفيها تحتضن أحشائها وقالت بحزن وهي مطأطأت الرأس
أنا حامل.
ضحك بسخرية وقال ببرود
وما شأني أنا بذلك
كيف ما شأنك هذا الطفل طفلك ويجب أن تساعدني ونتجوز
عاد يضحك بلامبالاة وقال بصوت عال خالي من أي مشاعر تجرد تماما من رحمته
لن أتجوز من أمرآة ساقطة نامت بأحضاني وهذا الطفل ليس طفلي هيا غادري من هنا وأبحثي عن والد طفلك بعيدا
قالت متوسلة
نسيت من أنا.. أنا ابنة عمك كيف تفعل بي ذلك لماذا تتخلى عني الان بعد ما فعلته هل هذا جزاء حبي لك ضحيت بكل شيء من أجلك أخفيت عن العائلة ما فعلته بي من أجل الحفاظ على صورتك بعدما أصبحت كبير العائلة هل كبير العائلة من حقه التخلي عن فرد من أفرادها لماذا تقسو علي بهذه البشاعة لم يلمسني أحد غيرك ولم أكن لغيرك من قبل لن يدخل قلبي غيرك لا تفعل بي هذا لا تحطمني بهذه القسۏة لا تجعلني حطام تزوجني فقط من أجل طفلك لا من أجلي انا.. ارجوك ألبرت لا تتخلي عنا
جذبها بقوة من ساعديها والقاها خارج غرفته وهو ېصرخ قائلا
لا اريد رؤيتك ثانيا وإلا قټلت وتخلصت منك للأبد أغربي عن وجهي
كادت ان يرتطم جسدها بالحائط وتسقط ارضا حافظت على توازنها وسارت بخطوات مضطربة تحتضن جنينها خوفا عليه من بطش والده لا تعرف كيف تبدل وتحول لانسان عديم الرحمة كهذا الذي ألتقت به خالي من المشاعر لن يرأف بكونها ابنة عمه وتحمل في أحشائها طفلا منه لم يتأثر بكل ذلك غادرت القصر بخطوات مسرعة تريد الفرار منه لكي لا يفعل تهديده فهو أصبح شابا أخر غير التي أحبته وسلمته أعز ما تملك كانت تظن أنه سيغدقها من حبه وحنانه ولكنها كانت مخطئة في كل ما فعلته واخطأت الاختبار وهذه هي النتيجة..
عاد لغرفته كالاسد الجريح يبكي وېصرخ بمرارة
وفي نوبة هيجانه تلك شعر بطيفها يحوم حوله مثل الملاك الحارس يراها تبتسم له وتضع يدها ترتب على كتفه لمساتها عادت له روحه الذي فقدها تشبث بها وضمھا بقوه بين ذراعيه يريد سحقها داخل أحضانه الملتهفة لعناقها ليجد نفسه قابضا على سراب.
فاق من شروده وأحلام اليقظة التي تداهمه من حين لآخر تعود له نفسه الضائعة.
جفف دموعه وقام متلهفا يسرع في غلق حقيبته مشتاقا لرؤية محبوبته زمردته النادرة جوهرته الغالية التي تمتلك لب قلبه وسيجعلها تمتلك حياته بأكملها.
سار يعدو في طريقه ليغادر إلمانيا ملحق كالطير الذي يغرد في السماء الشاسعة ليلحق بسربه هذا هو الشعور الذي يحتاجه الان العودة إلى سربه في المملكة العربية للقاء محبوبته كما وعدها بأن تنتظره وسوف يعود إليها الان يوفي بوعده ويستقل الباخرة ليكون مع حبيبته بعد ثلاثة أيام تبحر بها الباخرة في البحر العاصف الذي يقوده إليها كالامواج الثائرة ليدمس الغشاوة عن قلبه وتطفوا مشاعره الملتهفة للقاء حبيبة الروح..
الفصل السابع
ذكريات حفرناھا داخل أعماقنا وصور حفظناھا في عيوننا حنين عظيم حبسناه داخلنا