الأربعاء 27 نوفمبر 2024

اوتار

انت في الصفحة 16 من 62 صفحات

موقع أيام نيوز


وغير المكترثة لمشاعرها هزت رأسها بلا معنى وهي ترد بغصة عالقة في حلقها
تسلمي هستأذنك عندي مذاكرة
قوست الجارة شفتيها لتظهر ابتسامة باردة معلقة عليها
روحي ياختي شوفي مصلحتك وماتستأذنيش وربنا يعوضك خيرك
انسحب هالة سريعا لتتجنب سماع المزيد من السخافات المزعجة والنظرات المستفزة التي لا تتشمل على العطف والشفقة بل تعكس ببرود التشفي والشماتة بقيت عينا الجارة مركزة عليها بالرغم من اختفائها بالداخل تمتمت بعدها بتنهيدة طويلة مسموعة

ربنا يعينك يا أم بطة على اللي إنتي فيه
وكأن الأخيرة بحاجة لمن يستثيرها بتلك النوعية من الكلمات المستفزة لتفقد أعصابها وتشتكي علنا
أل كنت ناقصة هم على همي مين هيبص في وش البت بعد اللي حصلها
عاتبتها الجارة بغلظة طفيفة
ما إنتي اللي غلطانة بردك من الأول يا أم بطة كان فين عقلك وإنتي بتوافقي على جوازها من منسي ده بلطجي وسمعته في الأرض
نفت اتهامها مدعية كڈبا
هو أنا لحقت أوافق ولا أرفض ده يدوب كان ربط كلام عشان أخلص من رزالته
لوحت بذراعها مكملة حديثها
يا شيخة بركة إن ربنا نجاها من شره وبكرة هيجيلها عدالها عريس محترم ملو هدومه
غامت نظراتها من كلامها الفارغ الذي سيناقض الواقع فمن سيرتضي بابنتها بعد أن تشوهت خرج من جوفها زفيرا ثقيلا مهموما معقبة عليها
ماظنش
استبشري خير وربك عليه جبر الخواطر وبعدين بنتك دماغها حلوة فالحة في دراستها وقريب هاتشوفيها معاها شهادة تتوظف بيها
هانشوف
أرادت الجارة اللعب على وتر ټشوهها قاصدة بذلك كسر شوكتها حيث كانت تتباهى بالجمال الفطري لبناتها اقتربت منها ليبدو صوتها عميقا وهي تردد بخفوت
ما هو الجواز مش كل حاجة وبيني وبينك الرجالة بتحب تشوف الواحدة من دول كاملة من مجاميعه مافيش حاجة كده ولا كده معيوبة فيها
أطلقت نظرات أم بطة شرارات ڼارية مغتاظة من فظاظتها كما فارت الډماء في عروقها ليصبح وجهها مشټعلا بحمرة ساخنة كظمت ڠضبها المستشاط بداخلها مضطرة تجرعت جارتها الوقحة ما تبقى من الشاي الساخن في كوبها لتسنده على الطاولة ثم مسحت بطرف كم 
احتقنت نظراتها أكثر مواصلة التنفيس عن ڠضبها
منك لله يا هالة إنتي اللي عملتي فينا كده خليتي اللي يسوى واللي مايسواش يشمت فينا!
أغفلت أم بطة عن كون ابنتها قادرة على سماع نواحها وعويلها وحتى دعائها عليها بوضوح لټحطم معنوياتها كليا وتقضي على ما تبقى من روحها المستنزفة أوصدت الباب بحذر شديد لټنهار باكية وقد كتمت بيدها جوفها كي تظل شهقاتها المكلومة حبيسة صدرها.
لم تتصور أن ټخطف الأجواء الطبيعية الخلابة عينيها وتبهرها بهذا الشكل أحست بالانتعاش بكتلة متدفقة من الحيوية والنشاط تتغلغل بداخلها وتتشعب في خلايا جسدها كانت ممتنة للغاية لزوجها الذي منحها تلك الفرصة الثمنية لتبديد أحزانها وللاستمتاع بالسحر الفطري المحاوط بها جلست تقى بأريحية على الأرجوحة ممددة ساقيها وتاركة تلك الاهتزازة الصغيرة تلعب دورا في زيادة حالة الاسترخاء المتمكنة منها أنزلت ساقيها واعتدلت في جلستها حينما أبصرت ليان تقترب من على بعد لوحت لها بذراعها هاتفة باسمها وقد ارتسمت ابتسامة لطيفة على وجهها البشوش
ليوو تعالي
اقتربت منها الأخيرة حتى أصبحت في مواجهتها رمقتها بنظرة غريبة قبل أن تنطق بنبرة بدت أقرب للبكاء
أنا مخڼوقة ومش قادرة أستحمل خالص
انتاب تقى القلق مما ألقي على مسامعها ردت عليها بتلهف متوتر وقد هبت واقفة
حصل إيه بس خلاكي تقولي كده
ثم مدت ذراعها في اتجاهها لتلفه برفق حول كتفيها وجذبتها نحو الأرائك الموضوعة على مقربة من الأرجوحة أجلستها بهدوء عليها ثم جلست بجوارها دون أن تبعد نظراتها عنها مسحت بنعومة حنون على ظهرها وهي تسألها بروية
اهدي كده بس وفهميني في إيه
تحركت عيناها عفويا نحو زجاجة المياة المعدنية الموضوعة في منتصف الطاولة المنخفضة انحنت تقى نحوها لتفتحها ثم أفرغت القليل منها في الكوب الزجاجي ناولته ل ليان قائلة لها
اشربي المياه دي
ارتجفت يدها وهي تتناوله منها لامست شفتاها قدرا بسيطا من محتواه فقط لتبللها أعادته في اتجاه ابنة خالتها التي سارعت بأخذه ووضعه في مكانه عادت لتحدق بها والاهتمام القلق مسيطر عليها ازدردت ريقها لتسألها بتأن حذر علها تفهم ما الذي أصابها
احكيلي على اللي حصل أنا سمعاكي
اضطربت أنفاس ليان وتواترت بشكل غير منتظم كان جسدها يرتجف بالكامل ونظراتها شبه زائغة حانت منها التفاتة مرتبكة نحو وجهها لتجيبها بنبرة مهتزة
أنا السبب في اللي حصل
زوت تقى ما بين حاجبيها
 

15  16  17 

انت في الصفحة 16 من 62 صفحات