الأحد 01 ديسمبر 2024

اوتار

انت في الصفحة 24 من 62 صفحات

موقع أيام نيوز


ودفعها نحوه حتى أصبحت في متناول قبضتيه ووالدتها تهلل في أذنيه مستجدية
يباركلك ربنا يا بيه امسكها كويس
نجح يامن أخيرا في رفعها إلى الحافة وتمكن من إعادتها لداخل الشرفة أنزلها على أرضيتها دون أن تنفلت قبضتاه عنها وشكل بجسده حاجزا بشريا يمتص النوبات العصبية العڼيفة لجسدها كانت هالة في حالة لا وعي انفعالاتها خرجت عن السيطرة أعصابها مستهلكة چثت والدتها أمامها متمتمة بتوبيخ

يادي الفضايح والجرس الناس هتقول عننا إيه أل كنا ناقصين
رفع يامن وجهه نحو أم بطة ليأمرها بخشونة
اخرسي خالص مش عاوز أسمع صوتك!
لوت ثغرها معترضة بحذر
هو أنا قولت حاجة ده...
قاطعها بنبرة أشد بأسا
اسكتي إيه مابتفهميش
وضعت يدها على فمها مرددة بصوت خفيض
هاتكتم أهوو
انتظر يامن لدقائق ريثما بدأت انفعالات هالة تخبو وتشنجاتها تخور ثم رمق والدتها بنظرة قاټلة مواجها إياها بالقول المباشر
عملتي فيها إيه
نظرت له بتوتر وهي تجيبه
ولا حاجة يا بيه ما أنا كنت برا معاك
سألها هادرا پغضب محتدم
إيه اللي وصلها لكده ردي عليا
اهتزت شفتاها قائلة
م.. معرفش!
توعدها بشراسة
لو طلع ليكي يد في اللي حصلها مش هارحمك
غمغمت محتجة
هو أنا اللي قولتلها روحي احدفي نفسك وجيبلنا العاړ
اغتاظ من أسلوبها المتلوي في إنكار تورطها في إيذاء ابنتها بصورة مباشرة ود لو استطاع سحقها أو حتى إحراق لسانها ليمنعها عن الكلام والتفوه بما يشعل النفوس ضغينة وكرها وقبل أن تواصل نواحها الزائف هتف آمرا بلهجته الصارمة
بس ولا كلمة زيادة
حاضر
أسند يامن هالة على صدره ومسح برفق على وجنتها كانت ملامحها ذابلة للغاية ووجهها شاحبا غير مبشر بخير مما ألمه كثيرا وأشعره بوجوب وجوده إلى جوارها لحمايتها أولا من نفسها وللتصدي لتسلط والدتها عليها فربما قد تدفعها من جديد لارتباك مثل تلك الحماقة امتدت ذراعاه أسفل ركبتيها وخلف ظهرها ثم نهض بها حاملا إياها وهو يقول لأمها
حاسبي
ردت عليه بوجه ممتعض ونظراتها تجوب أوجه الجيران المتابعين لما يحدث
اتفضل يا بيه!
اتجه بها يامن إلى فراشها أسندها برفق حذر عليه وسحب الغطاء ليضعها على جسدها الټفت مشيرا بسبابته ل أم بطة يقول لها دون انتظار رأيه
من هنا ورايح ملكيش دعوة بيها
عبست معقبة على جملته بتهكم بائن
هو كان ليا أولاني لما هيبقى تاني ما إنتو يا بهوات اللي واخدنها في حمايتكو! هو أنا بقيت أعرف أكلمها ولا أقولها تلت التلاتة كام!!
وقف قبالتها يحدجها بنظراته الڼارية التي تشع ڠضبا مضاعفا فشخصية مثلها مستفزة لأبعد الحدود تدفعك دفعا نحو الجنون ما لم تكن أعصابك باردة تتحمل أسلوبها الفظ وكلماتها المهيجة للدماء أحست أم بطة بالخۏف حينما نطق من بين أسنانه المضغوطة
إنتي ماتعرفنيش لسه بس احذريني أحسنلك!
ابتلعت ريقها في جوفها متراجعة في تحديه
كفاية إنك تبع الباشا أوس هو حد يقدر يقف قصادكم
ضاقت عيناه أكثر حتى استشعرت أنهما باتتا كجمرتين متقدتين على نيران مستعرة تصلبت في مكانها وتوقفت عن الرمش بعينيها عندما تابع يامن بوعيد خطېر
كويس إنك عارفة ده لأن زعلنا وحش أوي ........................................ !!
تجول في صالة منزلها وكأنه ملكها واضعا هاتفه المحمول على أذنه يخاطب أحدهم بحدة وأحيانا بنبرة خافضة تابعته نظرات الجارات الفضوليات اللاتي التففن حول أم بطة وتبادلن أحاديثا هامسة عنه وما إن يلتفت يامن نحوهن حتى يدعين النظر في اتجاه آخر غيره مالت إحداهن على صاحبة المنزل تسألها في خبث
مين الجدع ده يا أم بطة رجله واخدة على المطرح!
ضغطت على شفتيها لتجيبها بامتعاض وبتنهيدة متعبة
أهوو من طرف الباشا الكبير وإنتي عارفة محدش هنا يقدر يقوله لأ
مصمصت شفتيها لتؤيدها بسخط
على رأيك ياختي دي كل حاجة في إيدهم زي ما يكونوا مالكينها!
توقف يامن عن الحركة ليلتصق بباب غرفة هالة مترقبا خروج الطبيب من الداخل. جاب بنظراته المتطلعات إليه بنظرات جامدة خالية من التعاطف انتبه لصوت فتح القفل فتأهب كليا لاستقبال الطبيب ثم سأله على الفور وهو على أعتاب الغرفة
إيه أخبارها دلوقتي!
مرر الطبيب نظرة سريعة على الجالسات بالخلف كحركة تلقائية قبل أن تتجمد نظراته من جديد على وجه يامن المتلهف. سحب نفسا عميقا لفظه ببطء ليجيبه بحرص
مش كويسة حالتها النفسية محتاجة رعاية أكتر ووجودها تحت أي ضغط ممكن يعمل مشاكل احنا في غنى عنها
سأله دون تفكير
طب والعمل إيه ندويها مستشفى ولا ...
قاطعه ليرشده
رأيي المهني إنك توديها عند دكتور نفساني متخصص هو الأجدر مني في التعامل مع وضعها
صمت يامن للحظة ليفكر في أمر ما قبل أن يعاود سؤاله بتردد ظهر في نبرته
طب وبالنسبة للتشوهات اللي عندها
أجابه بهدوء لطيف
دي سهل تتعالج بعمليات تجميل واحنا عندنا أساتذة في المجال ده.
ولكن ما لبثت أن تحولت نبرته للجدية وهو يتابع
لكن المهم دلوقتي هو حالتها النفسية لأنها ممكن تكرر محاولة الاڼتحار!
هز رأسه متفهما وهو يمد يده ليصافحه وبها حفنة من النقود المطوية
ماشي يا دكتور شكرا.
تحت أمرك يا فندم.
قالها الطبيب وهو يسير برأس مطرق في احترام ليتجه بعدها إلى باب المنزل بعد أن تلقى أجره كاملا. نهضت أم بطة من على أريكتها
 

23  24  25 

انت في الصفحة 24 من 62 صفحات