الخميس 28 نوفمبر 2024

خيوط العنكبوت

انت في الصفحة 65 من 71 صفحات

موقع أيام نيوز

بعد نوم هانئ لتتسع مقلتيها رويدا رويدا
أحب الأمان الذي بيننا أحب الفكرة التي تطرأ علي دائما بأن كل الذي عشته معك لن يتكرر و أن كل هذا الحب الذي أشعر به إتجاهك لن يحبك أحد بقدره أحب أنني الشخص الوحيد الذي وصل إلى أعماقك
بينما فاروق الذي جافه النوم قلقا وحزنا على فراق ابنته أتاه إتصالا من طارق ابن شقيقه باكيا يخبره بأن والدته فارقت الحياة وصعدت روحها إلى بارئها وستتم مراسم الډفن عصر اليوم واساه ببعض الكلمات التي تقال في تلك اللحظة الحزينة ثم أخبره بأنه سوف ياتي ليشاطر شقيقه أحزانه على فقدانه زوجته.
أبلغ زوجته دلال وأصر تلك المرة على ان ترافقه وتقدم واجب العزاء وأن لم تكن قادرة على المسامحة والصفح فلابد

وأن تقدم المواساة وأن تدعو لها بالرحمة والمغفرة وأن يسامحها الله سبحانه وتعالى ويتقبلها يعلم بأن الأمر ليس بهين ولكنه لن يترك زوجته تتمتع بصفة غلظة القلب وقسوته.
فويل للقاسېة قلوبهم من ذكر الله 
انسابت دموعها حزنا ورفعت يديها تناجي ربها بأن يغفر لها ويرحمها وهي متسامحة على كل ما اقترفتهقدرية في حقها وحق ابنتها. 
يقول رب العزة جل وعلا وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على الله إنه لا يحب الظالمين
لذلك اصفحت دلال عن قدرية وابدل ثيابها بأخرى سوداء وتركت ابنتيها فريدة وأمل من أجل دراستهم وذهبت مع زوجها إلى المنصورة لتقديم واجب العزاء والمواساة في الأحزان فمهما حدث فهم عائلة واحدة والاشقاء لا ذنب لهم بما فعلته وهي الآن بين أيادي الله لا يحق الا ذكرها بالخير والدعاء لها بالرحمة والمغفرة والعتق من الڼار..
يرحل الانسان عن الحياة الدنيا ولم يترك خلفه إلا الأثر فاجعل أثرك طيب في نفوس الآخرين
ذهب سراج لمنزل فاروق لكي يصطحب خطيبته إلى جامعتها ويلتقي بها فمنذ الوعكة التي تعرضت لها حياة وهو لم يلتقي بها. 
ارتدا ثيابه المكونة من بنطال جنيز وقميص أبيض يترك أول ازراره مفتوحه لتظهر من خلفه تقاسيم ص دره العريضة ونثر عطره المفضل ثم التقط متعلقاته وترك منزل جدته بعد أن ودعها بق بلة حانية على ظاهر كفها وأخرى عند جبينها وغادر المنزل متلهفا لرؤية محبوبته. 
استقل سراج سيارته متوجها لمنزل حبيبته التي يشتاق لرؤيتها وأشباع رغبته في التأمل بها. 
في غضون دقائق كان يصف سيارته أمام البناية ثم أخرج هاتفه ليهاتفها ويخبرها بأنه ينتظرها أمام العقار استعدت فريدة لمغادرة المنزل وهي في أبهة صورة فقد كانت ترتدي ثوب فيروزي به سلاسل رفيعة باللون الأسود وحزام أسود يحتضن خصرها الممشوق وتزين وجهها بحجاب فيروزي وترتدي حقيبتها الخاصة السوداء وتنتعل صندلا أبيض به سيور عريضة ذا كعب عال وضعت القليل من مساحيق التجميل ووقفت أمام المرآة تهندم ملابسها وتلقى نظرة أخيرة على مظهرها قبل أن تغادر الشقة وتذهب إلى حيث ينتظرها سراج بالأسفل..
ظل يتطلع لمدخل البناية ينتظر قدومها على أحر من الجمر فقد بلغه الشوق ويتمنى لو كانت زوجته الان وفي منزله لظل جانبها ولن يتركها أبدا. 
عندئذ أقبلت عليه وهي تتهادى في مشيتها نزع نظارته الشمسيه وترجل من سيارته يسير بخطوات واسعة يقلص المسافة بينهما إلى أن وقف أمامها مباشرة يطالعها بعيون تود عناقها ملتهبة بجمر الحب التقط كفيها يطبع على ظاهرهم ق بلة شغوفة وعينيه تجوب على ج سدها من رأسها إلى اخمص قدميها في أعجاب بمظهرها الذي يسرق لب قلبه كلما تطلع إليها هذه الفتاة بدلته تبديلا بعدما كان يتسكع في شوارع القاهرة ليلا ويتنقل من ملهى لآخر بصحبة الفتيات أصبح الآن شابا ملتزما عاشق مهوس بمحبوبتة الفريدة فقط لا يريد غيرها ولا يتمنى من الدنيا سواها. 
هتف ببسمة هادئة وهو يرسل لها غمزة مشاكسة
إيه الجمال والحلاوة دي يا ديدا 
تأفأفت بضجر وقالت بحنق
حلاوة طحنية 
كركر ضاحكا وقال بمراوغة فهو عاشق لاستفذاذها 
يخربيت خفة دمك 
لوت ثغرها بضجر وشبكت ذراعيها أمام ص درها قائلة باقتضاب
شكرا 
كتم ضحكته وقال
عفوا 
ثم جذبها من يدها ورفعها إلى فاه يطبع ق بلة رقيقة وعيناه تعانق عينيها بحب وهو يهمس بحنو قائلا
بحبك يا فريدة القلب ونبضه يا مهجة الروح 
تبسمت برقة وقالت بمرح
ما كان من الأول لازم ترسم عليا الدور 
سحبها معه إلى حيث سيارته وقال وهو يفتح لها باب السيارة لكي تستقل بالمقعد الأمامي 
يلا بينا مش هنقضي يوما واقفين كده في الشارع ثواني كمان ومش هكون مسئول عن اللي هعمله 
ثم دار حول السيارة وأستقل بمكانه خلف عجلة القيادة وأنطلق في طريقه إلى حيث وجهته المنشودة فقد قرر أنتشالها من ازدحام القاهرة والاختلاء بها على متن اتوبيس نهري يبحر بهما داخل نهر النيل وجمال الطبيعة الخلابة ومنظرها البديع في هذا الجو النهاري ونسمات الهواء التي تداعب الوجوه مثل الفراشات الصغيرة وأصوات العصافير تحلق فوق رؤسهم في سرب جميل يغردون بألحانهم وعزفهم المنفرد في بهو ونقاء وصفاء السماء التي يسبحون فيها.. 
صفا سيارته حيث وجهته فهو يعلم بأنها بحاجة لهذا الجو الساحر حتى وأن كان في النهار فدفء أشعة الشمس الذهبية تغمر المكان بلفحة جذابة وتسلط أشعتها الڼارية على مياه النيل لتختلط سحر الوهج الڼاري مع زورقت مياءه العذبة. 
ضحكت برقة وقالت بأعجاب
واو المكان هنا تحفة يا سراج 
طالعه بنظرة متيم وقال بصوت هامس
نفسي أقدر أسعدك يا فريدة ونحقق مع بعض كل أحلامنا 
وجودك في حياتي اكتر سعادة بالنسبالي 
قال بحماس
ليه

مش نتجوز ونلاقي جنة صغيرة وعش الحب يضمنا فريدة أنا حاسس إن وحيد محتجالك جنبي عاوزك معايا طول الوقت عاوز اكون بيت أسرة وأحنا الحمدلله متفاهمين وكل حاجة تجهز في الشقة مش هتاخد وقت وافقي بقى عشان تملي عليا وحدتي 
تنهدت بضيق ثم هتفت بجدية قائلة
أنا موافقة طبعا يا حبيبي أكون معاك 
تهللت أسارير وجهه ولكن سرعان ما أختفت عندما أستطردت فريدة حديثها
لكن مرات عمي لسه مټوفية دي لسه كمان مندفنتش صعب بابا يوافق يتم جوازنا دلوقتي وأنا بحلم بفرح أسطوري يا سراج مش عاوزة اتجوز في صمت 
حك مؤخرة راسه وقال بضيق 
أه طبعا طبعا يا عمري لازم فرح اسطوري وعادي انا اتجلط من الوحدة
ضحكت على هيئة وقالت 
بعد الشړ عليك يا روحي
ثم نظرت حولها وعادت تنظر له هاتفة
هو المكان هنا مفهوش أكل ولا ايه 
هتف بضجر وهو يضع قبضة يده أسفل وجنته
أكل... يا أخرة صبري مافيش يا ربي كلمتين رومانسية حلوين للعبد الغلبان اللي معيشك في جو ولا الاميرات
رفعت حاجبها بمشاكسة وقالت بمرح
ده أنت حبيبي يا سرج 
لوى ثغره پغضب 
سرج.. هو ده أخرك 
ازدادت ضحكتها وقالت وهي تغمز له بمداعبة
بعد الجواز يا سروجتي 
بس أسكتي خالص أنا عارف الجوازة دي واقفة عليا بخسارة بت انتي اتحولتي أمته ولا انتي كدة من زمان لكن مراية الحب عمية 
قالت بمرحها المعتاد 
وحياتك أنا كدة من زمان بس انت مش واخد بالك عاوز تسبل وخلاص 
تأفأف بضجر وأشار للنادل لكي يخلصه من مشاكسة فريدة الذي لا يسلم منها فمهما حاول هو مراوغتها ينقلب السحر على الساحر وتتفوق عليه بجداره فهو عاشق لمرحها وچنونها حد النخاع.. 
هكذا هو الحب الحقيقي ان تتقبل حبيبك رغم كل ما به من عيوب ولم ترا به عيبا واحدا يكون في أنظارك كامل متكامل لم ينقصه شيء..
أقام سرداق العزاء أمام المنزل بعد أن تم ډفنها وودعها الوداع الأخير الوداع الذي يقسم الظهر إلى نصفين فرحلت شريكة حياته ورفيقة دربه وصعدت روحها إلى الرفيق الأعلى فاضت عينه العبرات حزنا وأسى على فقدان من كانت تسانده مشوار عمره لحظات قاسېة مرت عليهم وهي تحملت الكثير رغم كونها ذا شخصية قوية إلا أنها كانت تكن له المحبة والاحترام ترك لها ثلاثة صبيان هي التي سهرت وجاهدت وتحملت المعاناة هي من تكلفت برعايتهم وتربيتهم وتركها تفعل ما تشاء بهم لتزرع داخلهم القوة والصلابة فهم رجال وليس فتيات حاولت جاهدة في تربية الأبناء بقوة وحزم لتصبح يوما هي المتحكم الأساسي على حياتهم وينتهي بهم المطاف بهجرهم فالشباب قد سأموا تصرفات الوالدة وتحكمها الزائد عن الحد والغير مقبول وكل منهما سلك طريقه ولكن طارق الابن البكري رغم ما معاناة بتسلط والدته على حياته الا انه عندما علم بمرضها أت على الفور ليظل جانبها..
كان بحالة يرثى لها داخل غرفة والدته لا زال ملازما لفراشها بعد أن عاد من مراسم الډفن انفرد على نفسه داخل غرفتها يبكي بأنين ېمزق نياط القلب حاولت دلال الحديث معه ومواساته ولكنه رفض فتح الباب. 
حزن عميق يمزقه من الداخل يشعر بأن قلبه أنشطر إلى نصفين نصف رحل معها تحت التراب ونصف داخله يكاد أن ټصارع نبضاته من أجل البقاء على قيد الحياة شعور بالخسارة يجتاحه لثاني مرة خسر محبوبته سابقا واليوم خسارته أقوى فقد خسر والدته ولم يعد يراها ثانيا شعور بالفقد واليتم وانه مهما كبر فهو لا زال بحاجة إليها يبكي رافضا لذلك الواقع المرير الذي يعيشه صدمة تلو الأخرى.. 
الأم هي قسيمة الحياة وموطن الشكوى وعماد الأمر وعتاد البيت ومهبط النجاة وهي آية الله ومنته ورحمته لقوم يتفكرون.
الأم هي الفراق الحقيقي والألم الداخلي الذي يعصر قلبك بشدة هي منبع الحنان وبئر الأسرار هي المظلة التي تستظل تحت ظلها طوال حياتك هي القلب النابض بالدعاء من أجلك. 
رحيل الأم هو من أقسى الأشياء التي يمر بها الإنسان في حياته إن لم يكن هو الحدث الأقسى على الإطلاق تصبح بعدها مهشم الروح معذب القلب منكسر متخبط وحدك في الحياة بلا سند او أمان بلا حائط تستند عليه بلا يد تنشلك من الضياع وقسۏة الايام اڼهيار تام لروحك الضائعة التائهة المشتتة بفراق الأحبة ج سد ممزق لم يلتئم چروحه ولن تجد اليد الحانية التي ترمرم داخلك من غصة ومرارة الفقد
داخل فيلا توفيق السعدني.
حالة من الهرج والمرج عصفت بهم على حين غفلة في الصباح بعدما زاع خبر انفجار سيارته في طريق صحراوي ولن تسفر التحريات عن وجود جثمانه والبحث الجنائي يعمل على قدم وساق وانتشر الخبر مثل الڼار في الهشيم.
قوات من الشرطة محاصرة الفيلا يتحدث الرائد حمزة لإحدى القيادات انه لم يعثر على سليم داخل فيلته بينما كان ريان وزين يجتمعان سرا لوضع خطط محكمة لتأمين شامل للفيلا وافراد العائلة.. 
والعائلة مڼهارة بالداخل في حالة يرثى لها والدته تتمزق حړقة تبكي وتصرخ تنادي باسمه فؤادها

محطم ودموعها تنهمر دون توقف صراخات أم مكلومة على فلذة كبدها.
وشقيقه الذي جحظت عيناه پصدمة وحل الصمت التام عليه رفضت عيونه أن تحرر دموعها واقفا مثل التمثال ساكن تماما لم يتحرك كأنه شل عن حركته صوت أنفاسه اللاهثة هي التي توحي بأنه
64  65  66 

انت في الصفحة 65 من 71 صفحات