الأحد 24 نوفمبر 2024

سلسله الاقدار

انت في الصفحة 22 من 172 صفحات

موقع أيام نيوز


قد ټنفجر بقلبه في أي لحظه و هو غير عابئ لتوابعها التي قد تكون مدمرة يريد أن تدوم حربهم تلك للأبد دون أن يمل ! 
لو كنت أعرف إن شخصيتك الأصلية شبه أطفال الشوارع كدا مكنتش هطلب منك ترجعيلها !
برقت عيناها من شدة الذهول الذي تحول لڠضب عارم فقد أهان أنوثتها بشدة جعلتها تود لو حتي تمحي تلك الأبتسامه الكريهة علي وجهه و التي كانت تخفي آخري

صاخبة نجح في خنقها حتي لا تفضح إستمتاعه بملامحها وڠضبها المروع هذا و تابع بتهكم 
في رأيي شخصيه أبلة نظيرة لايقه
عليكي أكتر !
كان طوال الوقت ممسك بمعصمها القابع خلف الجاكت الخاص به و الذي كانت ممسكه به بقوة دون أن تدري فلم يستطيع أن يفوت فرصه آخري في إغضابها إذ قال بتسليه
الجاكيت ! مش تقريبا قولتي إنك مش محتجاه !
لا تعلم ما دهاها في تلك اللحظه و لكنها إنتزعت الجاكيت من بين يديه و قالت بحدة توازي حدة نظراتها إليه 
غيرت رأيي هاته
ما هو شعوره حين تصبح تحت سطوة
عناقه !
كانت جنة تقف أمام تلك الفرسه الرائعه التي أعجبت بها سابقا تناظرها بسعادة غامرة أنبثقت من بين كلماتها حين قالت بحبور
أذيك يا جميله وحشتيني أوي 
مدت يدها تدغدغ أسفل ها و الفرس تتجاوب معها مما جعلها
تقول برقه
أنا كمان وحشتك حقك عليا اتأخرت عليكي كل دا بس أنتي متعرفيش حصلي إيه 
إرتسم الحزن على ملامحها الجميله و هي تقول بنبرة خافته
أنا كنت هخسر البيبي و قعدت يومين في المستشفي و بعدين الدكتور منعني من الحركه لمدة أسبوعين ! تخيلي أسبوعين كاملين و أنا نايمه في السرير مبتحركش! أكل في السرير و شرب في السرير لحد ما طهقت 
تابعت بعد أن اشرق وجهها و إرتسمت أبتسامه سعيدة علي ملامحها و هي تقول بحبور 
بس النهاردة خدت إفراج و أول ما رجعت من عند الدكتور جيتلك علي طول بالرغم من أن هتلر دا منعني إني آجي اشوفك و علي الرغم من أنه السبب في كل إلي حصلي ! لكن و لا يهمني هجيلك أشوفك علي طول أقصد يعني طول ماهو مش موجود! مانا نسيت أقولك أصله من يوم إلي حصل مشوفتوش بس أحسن أنا أصلا مش عايزة أشوفه !
كانت جملتها الأخيرة نابعه من أعماق قلبها الذي كان يتمني حقا لو لم يراه أبدا فبكل مرة تقع عيناه عليها يذيقها أقسى أنواع الإهانات حتي أنها بآخر مرة كانت معه لم يتحمل جسدها هذا
الألم الهائل الذي تشعب إلي أوردتها و لم يرحمها منه سوي تلك الهوة العميقه التي أنقذتها من ذلك العڈاب المرير !
أبتلعت غصه تشكلت داخل حلقها ما أن زارتها تلك الذكريات المريرة فحاولت التغلب عليها حين إرتسمت ابتسامه جميله علي و هي تلتقط إحدي حبات الجذر
و تضعها في فم الخيل و هي تقول بأعجاب بالغ
مفكر أنه هيقدر عليا و يمنعني عنك هه يبقي يوريني سي هتلر دا ! المهم أنا مضطرة أمشي بقي عشان زمان فرح رجعت من مشوارها و المفروض هنروح نتغدي مع العيله النهاردة و أتعرف علي باقيتهم 
أخذت نفسا عميقا قبل أن تقول بنبرة يتخللها القلق 
بصراحه أنا خاېفه أوي من المقابله دي ! الناس دول أصلا شكلهم مرعب من أول سالم الديكتاتور! اه مانا نسيت اقولك إني سميته الديكتاتور ! علي طول عاوز أوامره بس هي إلي تتنفذ و الناس تقول سمعا و طاعه 
و التاني إلي عامل زي هتلر دا معډوم القلب و الإحساس ! و لا الحاجه! يا عيني عالحاجه شبه إليزابيث إلي في فيلم stay alive الست إلي كانت بټخطف البنات الحلوين و تتغذي علي دمهم دي ! حستها أول ما شافتني كانت عايزة تجبني من رقبتي كدا و تقوم جايه عضاني! 
زفرت بحنق قبل أن تتابع حديثها الناقم 
بصراحه أشكالهم كلهم متطمنش و لسه بيقولك في عمته و أخته و بنت عمته هقول إيه الله يسامحك يا حازم ! و يعيني علي ما بلاني !
حانت منها التفاته حولها قبل أن تستقر نظراتها علي معدتها فارتفعت يدها تمسدها بحنان وهي تقول برقه
بس مش مشكله كله يهون عشان حبيبي 
رفعت رأسها تبتسم للفرس في سعادة و هي تقول بأستسلام
مضطرة أمشي دلوقتي عشان ميعاد الغدا المقدس جه ! و مينفعش أتأخر عليه أحسن يقيموا عليا الحد ! 
آنسه فرح عمران!
لم تكد تجلس في مكانها حين وقعت تلك النبرة الخشنة علي مسامعها كقنبلة مدويه إخترقت قلبها أولا و من ثم عقلها الذي لم يكن يصدق ما يسمعه و تعلقت نظراتها الجاحظة بذلك المقعد الذي حين إلتف توسعت حدقتيها أكثر و صدق ظنها بأنه هو ! 
جاءها صوته الرجولي الخشن الذي يحوي بين طياته السخريه و الڠضب حين قال 
أيه أتصدمتي 
لم تجيبه فلم تستطع السيطرة علي صډمتها بعد فأخذت تبلل حلقها تحاول البحث عن صوتها الذي أختفي بفعل تلك المفاجأة الغير متوقعه أبدا فهي منذ أن بدأت حالة شقيقتها بالإستقرار و هي تحاول البحث عن عمل في شبكه الإنترنت و لحسن حظها وجدت إحدي الشركات الكبيرة تعلن عن حاجتها لإحدي الوظائف التي لائمت مؤهلاتها كثيرا فلم تتردد و
قامت بإرسال الملف الخاص بها و جاءها الرد قبل يومان بموعد المقابله اليوم و كانت طوال الطريق تدعو الله أن يكون هذا العمل من نصيبها فهي لم تعتاد علي الجلوس
هكذا دون فعل شئ و ايضا لن تنتظر حتي إنتهاء مدخراتها من النقود و لن تسمح لأحد بأن ينفق عليها أبدا 
اخيرا إستطاعت السيطرة علي صډمتها و قالت بصوت مهزوز 
أنت بتعمل إيه هنا 
نالت سخريته من ثباتها الواهي حين قال بتهكم
تقريبا أنا إلي مفروض أسألك السؤال دا 
أعادت نبرته الساخرة صوتها الضائع و أيقظت شيئا من روح القتال بداخلها لذا أجابته بكل هدوء
بما إنك هنا و قاعد علي الكرسي
دا تحديدا يبقي عارف أنا
جايه أعمل إيه هنا ! 
خرج صوته جافا مع نظرات حادة رمقها بها قبل أن يقول بإستفهام
و مقولتليش ليه إنك عايزة تشتغلي 
فرح بهدوء مستفز
و أقولك ليه 
كانت أنثي متمردة تثير غضبه النفيس تتنافس معه في أعظم صفاته و هو الهدوء تغتال ثباته بضراوة و تقف أمامه كند لا يستهان به تجعل عقله يعمل بكل دقيقه في كيفيه إختراقها تحاربه خلف تلك الحواجز الزجاجية لنظارتها الطبيه التي يكاد يقسم بأنها لا تحتاجها فتحجب عنه لذة التوغل إلي غاباتها الزيتونيه و كشف ما تجيد إخفاؤه عنه و كان هذا أكثر ما يثير غضبه و لكنه كعادته تحدث بهدوء و نبرة كانت قويه محمله بتقريع خفي لم تخطئ في فهمه
عشان مفروض تحترمي الراجل إلي أنتي مسئوله منه 
إهتزت حدقتيها لثوان فقد أخترقت الكلمه أعماقها محدثه عاصفه هوجاء بداخلها لم تستطيع للحظات السيطرة عليها و تسارعت أنفاسها
و لكنها بصعوبه إستطاعت التحكم بملامحها لتظل علي ثباتها قبل أن تقول مشدده علي كلماتها
بس أنا مش مسئوله من حد !
أجابها مصححا و كأنه ينفي تلك التهمه عن ذاته 
أقصد الراجل إلي أنتي عايشه في بيته !
لا تعلم لما أغضبها تصحيحه لتلك الهفوة التي
ظنت أنها خرجت من بين شفتيه دون حساب و لكنها تابعت بإستماته في الوقوف أمامه و مجابهته و الدفاع عن إستقلاليتها 
إني أكون عايشه تحت بيتك دا مش معناه إنك تصرف عليا !
أخذ يناظرها بغموض دام لثوان و سرعان ما خرج صوته هادئا و هو يقول 
عندك
حق 
أنتقلت نظراته إلي الأوراق أمامه قبل أن ترتفع عيناه التي تحولت بطريقه جذريه و ملامحه التي أصبحت صارمه حين قال بفظاظه
خلينا نشوف إذا كنتي مؤهله للشغل هنا و لا لا 
لوهله لم تفهم حديثه الذي كان يقصد به بدايه المقابله حيث فاجأها بعدها بأن شرع يختبرها و قد تحولت هيئته و أصبح رجل مختلف تماما عما عهدته و تفاجأت من أسلوبه و مدي مهنيته حين كان يلقي بأسئلته التي أجابت علي معظمها بإمتياز و دام الوضع بينهم لمدة تتراوح بين ربع إلي نصف ساعه حتي أنتهت تلك المقابله الأصعب في حياتها لاهثه و هي تحاول مضاهاته و إجابته بطريقه نموذجيه لتتفاجئ به يغلق ملفها و يناولها إياه و على وجهه ترتسم تعبيرات أسف زائفة حين قال
للأسف يا آنسه فرح مؤهلاتك أضعف بكتير
من إنك تشتغلي في شركه أنترناشيونال زي دي 
برقت عيناها من شدة الصدمه فإجابته تلك لم تكن في حدود توقعاتها أبدا فهي أجابته علي جميع الاسئله تقريبا و إن كان يحاول تعجيزها بين الفينة و الآخري و لكنها متأكدة من انها مؤهله و بقوة للعمل بتلك الشركه فهي تضاهي الشركه التي تعمل بها بالقاهرة من حيث قوة أستثماراتها الداخليه و الخارجية و لكنها وصلت إلي حقيقه ثابته أنه لا يريدها هنا و هذا ليس له علاقه بأي مؤهلات كما أخبرها لذا بمنتهي الهدوء الذي يتنافي مع ڠضبها و ألمها الداخلي مدت يدها تأخذ منه ملفها و هي تقول ساخرة
تمام بس بلاش كلمه أنترناشيونال دي عشان مش لايقه مع سوء الإدارة إللي هنا 
رفع إحدي حاجبيه و هو يناظرها بغموض قبل أن يقول بخشونه 
سوء الإدارة ! دي كلمه كبيرة أوي يا آنسه!
تجلي ڠضبها و ألمها في عيناها و لم تفلح في إخفائهم بل تضمنوا لهجتها حين قالت بجفاء 
لما الإدارة تبقي ممشياها بالمزاج مش بالمؤهلات تبقي إدارة سيئه عن إذنك !
قالت جملتها الأخيرة و توجهت بشموخ نحو باب مكتبه فاستوقفتها كلمته التي تحمل وسام الإنتصار والسخرية معا 
شرفتينا !
وصلت جنة إلي الملحق الخاص بهم فوجدت 
فرح التي كانت تبحث عنها بوجه متجهم و عينان تعكسان ڠضبا مروعا قلما يظهر عليها فاقتربت منها جنه پخوف و ترقب تجلي في نبرتها و هي تقول 
إيه يا فرح حصل حاجه و لا إيه 
حاولت فرح إبتلاع جمرات ڠضبها من ذلك المتكبر المغرور المتغطرس و جاهدت في رسم إبتسامه هادئه علي ملامحها قبل أن تقول بهدوء 
مفيش
يا حبيبتي! طمنيني أنتي كويسه 
هزت رأسها و تابعت برجاء خفي في عيناها و هي تقول بإستفهام
متخبيش عليا يا فرح حصل إيه و أنتي كنتي فين أصلا 
فرح بمزاح 
يا بت بطلي أفورة هخبي عليكي إيه و بعدين تعالي هنا أنتي بتستجوبيني يا ست جنة 
أبتسمت جنة قبل أن تقول بلهجه غلب عليها الحزن 
لا
طبعا بس ڠصب عني بقيت خاېفه من
 

21  22  23 

انت في الصفحة 22 من 172 صفحات