الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

أحلام الجاسر

انت في الصفحة 41 من 50 صفحات

موقع أيام نيوز

ووضعه أمامها على الطاولة وقال
طب افطرى الأول وبعدين نتكلم
قالت بضجر
مش عاوزه آكل معاك
أومأ برأسه وقال
زى ما تحبى
ثم أخذ أحد الأطباق الفارغة ووضع لنفسه بعض الطعام فيه ودخل الة جلس فيها وتناول طعامه أنتهت مريم من طعامها ودخلت غرفتها وأوصدت الباب مرة أخرى بدلت ملابسها وجلست على فراشها تفكر
كيف من الممكن ان يجتمع المچرم والضحېة فى مكان واحد كيف يمكن ان تتعايش المغة مع من اڠها تحت سقف واحد!
وفى أمواج الأفكار التى تعصف بعقلها سمعت طرقات خفيفة على الباب فقالت
بضيق
افندم
من فضلك عاوز اتكلم معاكى شوية
مش عاوزه اتكلم معاك سيبنى فى حالى
أتاها صوته باصرار أكبر وهو يقول
من فضلك افتحى الباب لازم نتكلم
نهضت على مضض تنفست بعمق وفتحت الباب وقالت بتأفف
افندم ..خير
قال بهدوء
تحبى نقعد فين.. هنا ولا بره
نظرت خلفها ثم عادت برأسها إليه وقالت
هتقعد فين هنا.. بره طبعا
تنحى عن طريقها وتابعها بعينيه حتى جلست على الأريكه فجذب أحد المقاعد ووضعه امامها وبطريقة تلقائية مال للأمام فابتعدت حتى الصقت ظهرها بمسند الأريكة فى قلق وهى تقول
لو سمحت ابعد انت عاوز ايه بالظبط
وأشارت محذرة
انا بحذرك لو قربت مني
قاطعها 
متكمليش انا اللى مش هقرب من غير ما انت تقولى
عقدت ذراعيها أمام ها وحاولت أن تتظاهر بالشجاعة وقالت
عاوز تقول أيه خلصنى
تكلم بهدوء وهو ينظر إليها بعمق 
معلش انا مش قصدى اضايقك .. لكن فى حاجة مهمة عاوزك تعرفيها.. صحيح هى مش هتغير من وضعنا شىء لكن برضة لازم تعرفيها
أشاحت بوجهها فى صمت ولم ترد فتابع حديثه
لما كنت فى شقتك فوق وسألتك على الشقة اللى طلعتيها مع سلمى قولتيلى انها شقتهم بيتهم يعنى... أنا روحت تانى واتاكدت أن دى مش شقة عادية دى شقة مفروشة وكمان سمعتها مش ولابد.. والبواب أكدلى كده زى ما أكدلى يوم ...
صمت لعله يجد تعبير مناسب فقال
يوم الفرح
زفرت بقوة وقالت
تانى ..عاوز تشوه سمعتى تانى ..أنت أيه يا أخى انت ....
قاطعها بحسم قائلا
أنا مش عاوز غير انك تسمعينى للآخر.. أشوه سمعتك ازاى وانت بقيتى مراتى
اومال بتقول كده ليه
قال وهو ينظر إليها پألم 
لو سمعتينى للآخر هتفهمى.. لكن انت مش عاوزه تسمعى مني حاجة
صمتت مرة أخرى ثم قالت
اتفضل قول اللى عندك
أردف قائلا
انا راقبت البت اللى اسمها سلمى دى وعرفت عنوانها .. والبيت اللى عايشة فيه مع امها مش هو اللى خدتك فيه يوم الفرح
نظرت له بحدة وقالت 
وأيه المطلوب مني
قالت بتأن
تحكيلى اللى حصل بالظبط من ساعة ما ركبتى معاها لحد ما وصلتك البيت
نهضت من أمامه وحاولت أن تتخطاه وهى تقول پغضب
انت عاوز تدور على أى مبرر للى عملته
قال ببعض الإنفعال
انا قلتلك من الأول ان مفيش شىء هيتغير .. لكن لو سمحتى جاوبينى انا مش عاوز الآقى مبرر لنفسى.. أنا عارف انى مچرم وانى استحق الأعدام مش أنى اتكافىء واتجوزك.. جاوبينى.. أنا حاسس ان الحكاية دى وراها سر .. مش هيحصل حاجة لما تحكى اللى حصل
ردت إنفعاله بانفعال مماثل وهى تقول
حاضر هحكيلك اللى حصل علشان متفتحش الموضوع ده تانى
وتابعت وكأنها تتذكر
لما ركبت معاها قالتلى هنروح نتمشى بالعربية شوية.. قلتلها لا هنروح نوصلهم للمطار قالتلى هتدبى المشوار ده كله ليه واقنعتنى ..المهم.. بمجرد ما ركبت و ما تطلع بالعربية لقيت ولاد خالتها ركبوا معانا و ما اعترض كانت هى طلعت
ولما عاتبتها قالتلى انها هتوصلهم البيت علشان مامتها طلبت من خالتها تبعتلها أمانه معاهم وبعدين نروح انا وهى نتمشى بالعربية زى ما كنا متفقين.. روحنا البيت واتصلت بمامتها مردتش مرة والتانية مردتش ... ولاد خالتها قالولها هنطلع فها .. طلعوا واحنا استنينا فى العربية وبعد شوية نزلوا .. قالولها ان مامتها عاوزاها ضرورى وتقريبا كده كانت تعبانة
أتحايلت عليا اطلع معاها خمس دقايق تشوف مامتها وتنزل توصلنى تانى... طلعنا ودخلت هى لمامتها أوضتها هى وولاد خالتها وخرجت قعدت معايا وسابتهم جوه معاها وقالتلى ان مامتها مكنتش لاقيه الدوا بتاعها وهى ادتهولها.. وطلبت مني استنى شوية لحد ماتطمن على مامتها وتوصلنى البيت... بس هو ده اللى حصل..ازاى بقى دى شقة مفروشة وبيتهم فى مكان تانى
كان يستمع بإنصات شديد ويتفحصها وهى تقص عليه ما حدث وعندما انتهت قال
ومشوفتيش مامتها طبعا
حركت رأسها نفيا وقالت
لا مدخلتش عندها
أوما برأسه وقال
أنت عمرك ما روحتى بيتهم كده
أجابته قائلة بنفاذ صبر
لا روحت طبعا وقعدت مع مامتها بس هما كانوا ساكنين فى مكان تانى.. بس هما عزلوا فرح إيمان بأسبوع تقريبا
قطب جبينه وقال بتركيز
أسبوع..
ثم نظر إليها وقال 
لا يا مريم سلمى معزلتش ولا حاجة ولو حابة تتأكدى روحيلها لما نرجع هتلاقيها معزلتش ...
وتابع فى تفكير
قالت بعصبية 
ألتفت إليها وقد ترابطت الأفكار فى ذهنه وقال فى شرود 
أنت كده جاوبتى على سؤالى
الفصل التاسع والعشرون
هتعمل ايه يا مچنون ..!
أخذ عبد الرحمن عصى ملقاة عند الشاطىء قائلا
أستنى وانت تعرفى
وبدأ فى حفر صورة لقلب كبير على الشط وكتب بداخله بحبك يا إيمان
أبتسمت إيمان وهى تنظر إلى ما يفعل وترقرقت عيناها بالدموع وعندما انتهى ألقى العصاة جانبا والټفت إليها وهو يقول بسعادة
أيه رأيك فى خطى
أيه ده وكمان بقيت شاعر
همس لها
عمرى ما عرفت اقول شعر .. أنا لقيته طالع كده من قلبى معرفش ازاى
خلاص ياباشا مكنتش اعرف انك مباحث
دفعه عبد الرحمن إلى المياة وهو يقول
والله ما انا سايبك
وقفتا إيمان وفرحة تضحكان على مزاحهما وتراشقهما بمياة البحر حتى جلس عبد الرحمن على الشاطىء بجوار إيهاب وهو يتنفس بصعوبة قائلا
هاخد نفسى واقوم اك
أت فرحة وإيمان عليهما فقال إيهاب لإيمان بأنفاس متلاحقة 
ته لحد ما مت من ال
أومأت برأسها قائلة
اه طبعا ماهو واضح
بينما هتفت فرحة 
أنا ھموت من الجوع لسه متغدتش لحد دلوقتى
نهض عبد الرحمن وأخذ يد إيمان فى يده قائلا
لا اتغدوا انتوا احنا هنروح الفندق نتغدى هناك
هتفت فرحة مرة أخرى 
ليه ما نتغدى مع بعض
حرك رأسه نفيا وقال بجدية 
لا مش هينفع أصل كنت بشرح لإيمان موضوع كده عن السياحة ولازم اكمله
نظرت له إيمان بعتاب وحاولت أن تخفى تلون وجهها خجلا من إيهاب الذى لم ينتبه لها وقال
سياحة أيه
تابع عبد الرحمن بنفس الجدية وهو يشرح بكلتا يديه لإيهاب وفرحة اللذان يتابعان شرح عبد الرحمن باهتمام وهو يقول
فى سياحة داخلية .. وفى سياحة خارجية فى النص بقى فى سياحة زوجية
قالت فرحة وهى تحاول فهم ما يقول
يعنى أيه سياحة زوجية
أردف عبد الرحمن بتركيز
أفهمى .. ده
مشروع جديد
والټفت إلى إيمان التى تقف خلفه وغمز لها قائلا
مبقالوش يومين
ثم استدار إليهما مرة أخرى وهو يتابع
يعنى يدوب قصينا الشريط
كانت فرحة تحاول استيعاب ما يقول حين قال إيهاب
هو انتوا هتدخلوا نشاط السياحة فى الشركة بتاعتكوا
استدارت إيمان تجاه البحر وهى تحاول كتمان ضحكاتها واستمرعبد الرحمن فى الشرح
هو الموضوع كبير لما نرجع مصر هبقى اشرحلك
أشار لهما وهو يضع يده على كتف إيمان
يالا بقى كفاية عليكوا كده سلام
بمجرد أن ابتعدوا قليلا ته على كتفه وهى تقول 
ماشى يا عبد الرحمن
قال وكأنه لم يفهم 
ليه هو انا عملت حاجة .. ده انا كنت بشرح لهم بس
لالا متفهمنيش صح.. أنا قصدى انى كنت بشرحلهم كويس يعنى
استبقته بخطوات واسعه فلحقها وأمسك يدها أفلتت يدها منه وأسرعت تجرى فأسرع خلفها يناديها 
أستنى بس.. يا إيمان.. أستنى.. ده انا يدوب شرحت المميزات.. لسه هناخد الأهداف.. هدف ..هدف
كانت مريم تقف فى الة تتابع أصوات البحر المختلطة بحفيف النخيل وقد جلس يوسف يشاهد التلفاز ويلقى عليها نظرة من حين للآخر حتى سمع طرقات خفيفة على الباب أستدارت مريم فى مكانها واتجهت للداخل فى سعادة وهى تسمع صوت إيهاب وفرحة التى أت وعانقتها وتها على وجنتها وهى تقول
وحشتينى أوى يا مريم بقالى يومين مشوفتكيش.
ثم همست لها 
ها أخبار الجواز ايه
أرتبكت مريم ثم قالت
تعالى لما اشوف إيهاب لحسن واحشنى اوى
ألف مبروك يا حبيبتى.. بصى جبتلك ايه
نظرت مريم إلى العقد المجمع من القواقع البحرية مختلفة الألوان وقالت بانبهار
ده جميل أوى جبته منين ده
قالت فرحة
نزلنا نتسوق شوية وجبنا الحاجات دى من هناك.. إيهاب اول ما شاف العقد قال هيعجب مريم أوى
اخذت تتأمله بين يديها بإعجاب وتقول
ده حلو اوى أوى.. متشكره اوى يا إيهاب
تدخل يوسف قائلا وهو يمسك بالهاتف 
ها بسرعة تشربوا ايه
تقدم إيهاب نحوه وهو يقول
لالا مفيش داعى احنا ماشين على طول
طلب يوسف بعض العصائر وأغلق الهاتف وقال لإيهاب
اقعدوا
معانا شوية
مالت فرحة على اذن مريم قائلة بخفوت
أيه ده يا بنتى فى عروسة تلبس عباية بعد يومين من فرحها
توترت مريم ورسمت ابتسامة على تيها قائلة
أصلى كنت واقفة فى البلكون زى ما شوفتينى كده ويوسف بيزعل لما بقف فيها بهدوم خفيفة
وانت بقى يا معزة أخبارك أيه
عقدت فرحة يدها أمام ها پغضب طفولى وهى تهتف
مش هتبطل تقولى يا معزة ماشى يا يوسف
أنتصر لها إيهاب قائلا
متزعليش يا حبيبتى هو يقصد المعزة اللى قعدة جنبه
صاح به يوسف 
نعم يا خويا .. انا مراتى دى قمر منور الدنيا كلها.. انا أصلا مش عارف انت اخوها ازاى
تدخلت فرحة
بقى كده ..عموما إيهاب أحلى من مريم بكتير
ونظرت إلى إيهاب قائلة
مش كده يا هوبة
أومأ برأسه ممازحا 
طبعا يا حياتى
يالا بقى كفاية كده.. اخوكى خلاص قرب يطردنا
هتف يوسف مداعبا
بصراحة اه .. ولااقولك أعتبرنى طردتك خلاص
بعد أن خرجا وأغلق الباب خلفهما واستدار إليها وجدها مازالت جالسة فى مكانها وشاردة فى أفكارها المتصارعة وفجأة هبت العاصفة وقفت مريم فى اضطراب وانفعال وقالت بارتباك
هه ازاى.. أنت بتستغل انهم قاعدين يعنى وعارف انى مش هقدر اتكلم
حاول أن يتحدث قائلا
أنا مكنش قصدى حاجة ..
قاطعته وهى تصيح به 
لا انت كان قصدك .. لازم تعرف انى مش طايقاك
وتلعثمت أكثر وهى تهتف
مش طايقاك انت فاهم ولا لاء
مريم.. أفتحى
صاحت من
الداخل 
مش هفتح أبعد عنى
قال مهدئا للموقف
طب خلاص أهدى شوية بس وحاولى تنامى
صاحت مرة أخرى 
ملكش دعوة بيا.. مفيش كلام بينا
أصلا
طب انا آسف طيب لو كنت ضايقتك
لم ترد عليه ودخلت فراشها وضمت ساقيها بيديها وأرخت رأسها عليهما وهى تقول بهمس
فوقى يا مريم فوقى متنسيش هو عمل فيكى أيه
ما هذا الش الغريب الذى يدور بين الكره والحنين !
جلست علا أمام وليد فى مكتبه وهى تقول 
ياحبيبى ما انا أثبتلك انى بثق فيك عاوز ايه تانى
قال تنكار
بأمارة أيه.. بأمارة ما جبتى معاكى أختك وامك
مطت تيها وهى تقول
طب وانا اعمل ايه.. هند هى اللى شبطت فينا وبعدين راحت قالت لماما
قال بلامبالاة
خلاص تعالى معايا النهاردة
قالت على الفور
ليه مش انا تها خلاص .. وبعدين يا حبيبى ذوقك عاجبنى.. أعمل فيها اللى انت عاوزه وانا موافقة
ألتفت إليها بحنق قائلا
تى بقى .. تى خاېفة مني ازاى
نهضت علا باضطراب وقد شعرت بأنه وضعها بين المطرقة والسندان وقالت
انت عاوز ايه مني بالظبط .. قلتلى تعالى شوفى الشقة علشان تقولى رأيك
40  41  42 

انت في الصفحة 41 من 50 صفحات