أصقلها شيطان
له ندمها وتوبتها
على الأقل لغاية ما عقلي وقلبي يتفقوا سوا ويتقبلوك مرة تانية حبيبة وزوجة
أبتسمت سدرة بسعادة وهزت رأسها عدة مرات برضا
انا موافقة على كل حاجة هتقولها الإ أنك تبعد عني وهصبر لغاية ما ترضا عني رضا كامل يخليك متترددش لحظة في قربك مني
ضمھا هارون لصدره يربت على ظهرها برفق
شددت سدرة من ضمھ بقوة
أن شاء الله هثبت ليك أن انا قدها وهنعيش مع بعض أحلى أيام عمرنا ونبقى نفتكر اللي حصل
ما بينا ونقعد نضحك مع بعض وأحنا عواجيز بعد ما نكون جوزنا ولادنا وبقينا لوحدنا
أطبق هارون جفنيه متمنيا من الله تحقيق ما قالته فهى الوحيدة دون النساء التي أحبها ولم يستطع أن يرى أو يحب غيرها وكلامه عن الزواج مرة أخرى كان مجرد كلمات تفوه بها كي يجعلها تشرب من نفس الكأس التي سقته منه سابقا
طرق خاڤت متردد على باب منزلها يدل على مدى خوف صاحبه من مواجهة محتومة قد تكون ناهية لصعوبات وعراقيل تعوق من المضي قدما في عيش حياة هانئة مستقرة وقد تكون القاطعة والفاصلة بين طريقين كان لا يفترقان عن بعضهما منذ نعومة الأظفار توجهت ميسرة لفتح الباب حتى تقطع شكها باليقين فقد ظنت أنها تتوهم سماع تلك الطرقات وتسألت بحيرة من الذي سيأتيها في هذا الوقت فهى غير معتادة على زيارة أحد لهم وزوجها مازال بعمله فتحت الباب وتصنمت أمامه بتيه وضربات قلب بدأت في الصخب بقوة وظلت تحدق بمن تقف أمامها حتى تتأكد أنها لا تتوهم رؤيتها تجرعت ريقها بصعوبة بعد أن جف حلقها وبدأت عبراتها في الأحتفال بمن أشتاقت عيناها لرؤيتها كثيرا لا تدري أن كانت تلك الدموع التي هطلت بغزارة هى فرحة أم حزينة أم عاتبة لأئمة لم تستطع سدرة أن تنتظر أكثر من دقيقة فقد مرت عليها كا ساعات كثيرة وأقتربت منها تخطب ودها ورضاها وتتمنى أن لا يلفظها حضنها الدافئ أمسكت كفيها بيديها الباردة التي ترتجف من شدة توترها وخۏفها ونظرت لخالتها بأعين راجية عطفها
زفرت ميسرة بقوة ونظرت ليديها ثم رجعت تنظر لها
لسه إيدك بتلج لما تخافي أو تتوتري
أومأت سدرة ودموعها تنزاح من عينيها وما لبست أن أرتمت بحضنها تحاوطها بذراعيها وتضع رأسها في زاوية عنقها شاهقة بأنهيار يقطع نياط القلوب
لم تستطع ميسرة مقاومة قلبها الباكي المشتاق أكثر من ذلك وضمتها لصدرها وقربتها من أنفها تشم ريح طفلتها التي أشتاقت له كثيرا وتناوبت هى وسدرة البكاء حتى تنبها إلى أنهما مازلا يقفان بباب المنزل فسحبتها ميسرة للداخل وأمسكت بيدها وأتجهت للأريكة تجلسان عليها متقابلاتان متجاورتان وبادرت ميسرة بسؤالها كما تسأل الأم بنتها
ابتسمت سدرة متذكرة تلك المعركة الصغيرة التي خاضتها حتى تعيد
حبيبها لدربها وتستعيد ثقته بها
________________________________________
مرة أخرى فقد ظنتها ستكون حرب ضارية لكنها وجدت هارون أرق قلبا وأكثر لينا مما توقعت فلم يصمد أمام حزنها وبؤسها وأنهارت حصونة وقبل مبادرتها للصلح وطرح هدنة مؤقتة بينهما حتى يتيقن
هارون قلبه طيب قوي يا ماما سامحني بعدما حاولت معاه أكتر من مرة وأداني فرصة أخيرة أثبت له فيها حبي وأخلاصي له وأني أتغيرت وأخليه يرجع ثقته فيا تاني
تمسكت سدرة بيد ميسرة ترجوها
أدعيلي يا ماما ربنا يوفقني معاه وأقدر أخليه يتقبلني كليا ويرضا عني لأني بحبه قوي ومقدرش أتخيل حياتي من غيره
لمعت عين ميسرة بسعادة بالغة وهى ترى تلك النظرات العاشقة المحبة في عين طفلتها وهى تتحدث عن زوجها بشغف وصدق تلك النظرات أوصل لها مدى حبها الكبير له فقربتها تضمها وتربت على ظهرها برفق
ربنا يهديه ليك يا حبيبتي ويوفقك ويسعد قلبك معاه ويمن عليكم بالذرية الصالحة
أغمضت سدرة عينيها براحة في حضڼ خالتها
آمين آمين ربنا يتقبل منك يا ماما
ظلت سدرة معظم وقتها في بيت خالتها تلتحف بحضنها لأفتقدها الشديد لها حتى بعد عودة حسان من عمله والذي لم يتفاجئ من وجود سدرة فقد أعلمته قبل قدومها وهو أختار لها وقت تواجده في العمل حتى يتسنى لهما تصفية كل الڠضب والشحنات السالبة من بينهما ومازحهما مدعيا الغيرة من قرب سدرة لزوجته
ايه يا سدرة أنت كدا هتخليني أغير منك انا بقالي اكتر من سنتين واخد الدلع كله كدا بقى هيكون الدلع كله ليك وانا اتركن على الرف من تاني
أبتسمت سدرة وأقتربت منه تضمه بحب
عارف يا بابا نفسي يرجع بيا الزمن لو يوم واحد بس وأعيشه بكل تفاصيله معاكم تاني عشان أعوض شوقي ليكم وأحس بحبكم اللي كنتم مغرقني بيه وانا من غبائي كنت بتخنق وبزهق منه الواحد مبيحسش بالنعمة اللي عايش فيها غير بعد ما تروح منه
ضمھا حسان لصدره بعاطفة أبوية صادقة
ومين قالك أن حبنا ليك قل ولا متقدريش تعيشي اليوم دا وأيام كتيرة كمان تاني انا عايزك تعرفي أن البيت دا بيتك وهيفضل بيتك مهما كبرتي وبعدتي عننا وانا وميسرة هنفضل أبوك
وأمك مهما حصل ومهما غلطتي لأن مهمة ورسالة ألأبوين طول ما هما عايشين أنهم يسامحوا ولادهم مهما اخطأوا لأن مفيش عندهم حد اغلى منهم ولا يتمنوا يشوفوا حد أحسن منهم
أبتعدت سدرة عنه قليلا تنظر له بحب
طيب ممكن الأبوين الصالحين يقبلوا هدية صغيرة من ولادهم مش هقول تعويض عن الأخطاء ولا تمن لجزء بسيط من تضحياتكم عشاني انا مش هقول عليها غير أنها هدية جميلة ونفس الوقت عظيمة الشأن لثوابها الكبير هتسعدوني وتفرحوا قلبي لو قبلتوها
أقتربت ميسرة منهما ووقفت أمامها متسائلة برفق
أيه هى الهدية يا حبيبتي
ترددت سدرة في البداية خوفا من رفض خالتها لكنها استجمعت شجاعتها وطرحت ما تريد قوله عليهما
نفسي تقبلوا دعوة العمرة مني وأرجوك مترفضيش يا ماما دي من ميراثي من عم هارون يعني مش حرام بالعكس انا مخدتش من ورثي غير جزء صغير خالص وسبت الباقي كله لجوزي لأني حاسة أنه مش من حقي
عبثت ملامح ميسرة وشعرت بأنزعاج من تكرار سدرة عرضها عليهما ثانيا فهزت رأسها بضيق ترفض عرضها مرة أخرى
لأ يا سدرة انا سامحتك ورضيت عنك وصفحت ليك أخطاءك في حقنا بس مش هقبل الهدية دي مهما تعملي صدقيني هكون طالعها وانا نفسيتي تعبانة لأني حاسة بالذنب أرجوك يا سدرة متضغطيش عليا ولو عمك حسان عايز يروح انا مش همنعه لكن انا مش هطلع العمرة غير من فلوسي
ثم أبتسمت وأقتربت منها تربت على كفها الذي أخذته بين يديها
انا مش عايزاك تقلقي انا خلاص جمعت فلوس العمرة ليا ولعمك حسان مفضلش غير مبلغ صغير عملت بيه جمعية وهقبضها بعد شهرين وساعتها بقى هنحجز للعمرة ونروح وانا فرحانة بيها بجد
وضع حسان يده على كتفها يضمها مقبلا جبينها بحب
ربنا يبارك ليا فيك يا غالية مټخافيش انا كمان زيك مش هطلع العمرة غير من فلوسي عشان تبقى خالصة لوجه الله الكريم
أبتسمت ميسرة ومسحت على صدره برفق
أن شاء الله يا حبيبي وربنا يبارك ليا فيك ويخليك تاج على راسي
تنهدت سدرة براحة بعدما علمت بتيسير الله لرحلة العمرة لوالديها قريبا وصمتت متمنية لهما السعادة وطول العمر قضت معهما باقي النهار تناولت الطعام بصحبتهما وتسامرت معهما في ذكريات طفولتها التي اتسمت بالشقاوة وخفلت ظلها مرا الوقت عليهم سريعا فأسرعت سدرة تستعد وتستأذنهما للرحيل حتى تعود لبيت زوجها في الوقت الذي حدده لها أصر حسان على أصطحابها لهناك رغم أعتراضها وعندما هبط لأسفل المنزل وجدا أحدى سيارات هارون تقف في أنتظارها وبداخلها سائقه الخاص شعرت سدرة بسعادة غامرة كونه أهتم لأمرها وخشى عليها من العودة بمفردها خرج السائق سريعا من السيارة وفتح لها بابها الخلفي يومئ برأسه ويطلب منها على استحياء
اتفضلي
يا مدام
هزت سدرة رأسها
________________________________________
برفق ونظرت لحسان
تودعه
كدا بقى مش هتكون قلقان عليا يا بابا هارون بعت ليا العربية تروحني
أبتسم حسان لها وقبل جبينها بحب
ربنا يبارك فيه ويحفظه خلي بالك منه يا حبيبتي اللي زي هارون راجل ميقبلش على نفسه أهانة ولا زل لحد يخصه فما بالك لما يكون الحد دا مراته
أومأت له سدرة برفق وهى تشير له مبتعدة
أن شاء الله في عنيه وربنا يقدرني وأقدر أسعده تصبح على خير يا بابا وابقى بوسلي ماما كتير قوي
ضحك حسان بجذل وهو يشير بسبابته على عينيه
بس كدا من عينيه الأتنين
صعدت سدرة لداخل السارة وظلت تشير مودعة له حتى أبتعدت بها عن محيط نظره فأعتدلت في مقعدها وأمسكت هاتفها تتصفحه لترى أخر تحديثاته فقد ظل بحقيبتها طوال تواجدها لدى خالتها فقد نسيته تماما وأنشغلت بصحبة عائلتها الصغيرة الجميلة كانت تأمل كثيرا في أن تجد مكالمة هاتفية فائتة من زوجها لكنه مازال متحفظا في علاقته معها لا يريد الانخراط وراء مشاعر قد تودي به لهلاك قلبه دون رجعة أرادت أن تهاتفه لكنها تراجعت خوفا من أنشغاله أو محادثتها بضيق أمام السائق لذا أجلت محادثته لحين عودتها للمنزل ظلت شاردة تلاحق عينيها معالم الطريق حتى وصل بها السائق أمام القصر فتنبهت وأعتدلت تعد نفسها للنزول وحين ولج بها لداخله نزلت مسرعة تطوي المسافة البسيطة في خطوات كبيرة فقد اشتاقت له وتريد أن تملي عينيها بطلته وجدت مدبرة منزلها ذو الوجه العابث دائما بوجهها فعبثت بشفتيها بنزق وسألتها عن مكان هارون برغم تيقنها من وجوده في مكتبه الذي لا يبرحه الإ لغرفة نومه أو الخروج من القصر
هارون بيه فين يا مدام حكمت
نظرت لها حكمت نظرة زجاجية باردة وأجابت بروتينية قاټلة
البيه في مكتبه وطلب محدش يدخل عنده لأنه مشغول
زفرت سدرة بضيق وأشارات لها كى تنصرف
انا مش هعطله كتير يدوب خمس دقايق اتفضلي روحي شوفي شغلك متشغليش بالك بيا
أرادت حكمت الأعتراض لكن سدرة لم تمهلها الوقت لذلك وأتجهت لغرفة مكتب زوجها تطرق بابه ثم تفتحه وتدخل دون
أنتظار أجابته
السلام عليكم
رفع هارون رأسه عن كومة الملفات أمامه ينظر لها متعجبا
وعليكم السلام خير في حاجة ضرورية!
هزت سدرة رأسها بنفي وأقتربت منه تريد معانقته لكنها تراجعت بعد أن رأت جموده
لأ مفيش أنا قولت أدخل أسلم عليك بس
ثم عبثت ملامحها بلوم
هو لازم يكون في حاجة ضرورية عشان أعرف أدخلك
وقف