الإثنين 25 نوفمبر 2024

أصقلها شيطان

انت في الصفحة 20 من 27 صفحات

موقع أيام نيوز


دفاع عن النفس 
هز سهيلة رأسها پخوف 
أرجوك يا حمدي بيه بلاش انا خاېفة انا ممكن أتعدم 
أبتسم حمدي لها وطمأنها 
مټخافيش يا حبيبتي قولتلك انا مش هسيبك وهفضل وراك لغاية ما أطلعك منها 
أومأت له سهيلة بعدما شعرت ببعض الطمأنينة 
هو أسمه شريف وساكن في جليم 
زوى حاجبيه مستفسرا 

جليم في اسكندرية صح 
زفرت سهيلة بقوة 
أه في اسكندرية 
أبتسم حمدي لها وأومئ لها برفق 
تمام انا هبعت بكرة اللي يتقصى ليا عن كله حاجة عن شريف ده ويشوفه ماټ فعلا ولا لأ ومش عايزك تقلقي 
أبتسمت له سهيلة ابتسامة بسيطة لم تتعدى شفتيها ثم أغمضت عينيها تدعو الله في سرها أن يمر الأمر على خير وضع حمدي نظارته الشمسية وقاد السيارة لدار الأيتام حيث ينتظره هارون والبقية 
الجزء الخامس 
مرت الأيام سريعا حتى أقترب موعد الذكرى السنوية لمۏت سدرة
________________________________________
أو لنقول أختفائها كما يرددا هارون وخالتها دوما فهما الوحيدان اللذان لم يصدقا أنها ماټت ولن تعود وضع هارون جام تركيز في العمل حتى يتوقف عقله عن التفكير فيما حدث وجلد ذاته في كل وقت كما وضعت ميسرة وحسان
همهما في رعاية الأطفال وتعويضهم وتعويض نفسيهما عما حرما منه فوجدا السعادة الحقيقية بين تلك البسمات النقية والوجوه البريئة التي لم تدنسها مطامع البشر بعد وفي أغلب الأيام كانا يبتا في الدار لأنشغالهما في تنظيم أمور الدار والعمل على أكمال متطلبات الأطفال على أكمل وجه خلال تلك الفترة تقرب حمدي وسهيلة من بعضهما فقد بدأت سهيلة في الشعور بالراحة النفسية والطمأنينة ناحية حمدي حيث وجدت فيه السند الحقيقي والمحب الوفي بعدما ساندها في مشكلتها ووقف بجوارها حتى تأكد أن ذلك البغيض التي ظنت أنها قټلته مازال حيا يرزق ولم يتقدم بشكوى ضدها وأرسل له حمدي رسالة عبر حارسه الشخصي يحذره فيها بعدم التعرض لسهيلة أو أي أحد من أفراد عائلتها حتى لا تكون نهايته هذه المرة على يد حمدي نفسه شجعت سهيلة نفسها على المضي قدما في حبه خاصة بعد أن طلبها للزواج وقررت الذهاب برفقته للأسكندرية لطلب السماح من والدتها فقد تركت المنزل بدون علمها بعدما حرضها شريف حبيبها الخائڼ على الهرب لكي يتزوجان سرا بعد أن رفضت والدتها طلبه للزواج من أبنتها فهى تعلم من
ما يقال عنه في وسطهم أنه غير ملتزم أخلاقيا ولا يصلح للزواج أو تحمل المسؤولية وفي صباح أحد الأيام ذهب حمدي لهارون لكي يخبره بسفره إلى الأسكندرية لمقابلة والدة سهيلة طرق بابه ودخل وعلى وجهه ابتسامة عريضة 
صباح الخير يا هارون باشا 
رفع هارون حاجبه ونظر له متفحصا 
صباح الخير يا حمدي بيه مش عوايدك تيجي متأخر وكمان فرحان تقريبا كدا نموسيتك بمبي وشكل مزاجك رايق على الأخر النهاردة 
رفع حمدي يداه ثم انزلهما بسعادة 
لازم أكون رايق وفرحان كمان أخيرا لقيت الأنسانة اللي قدرت ټخطف قلبي وتعرفني طريق الحب الحقيقي 
أبتسم هارون ونهض من جلسته خلف المكتب 
انا بجد فرحان عشانك قوي يا حمدي أخيرا لقيت اللي تلمك من السرمحة هنا وهناك وكمان هترحم خالتي من محايلتك عشان تتجوز 
ضيق حمدي عينيه وقال مازحا 
بس متقولش لقيت اللي تلمني دي البنات هما اللي زي النحل عليا أعمل لهم أيه يعني 
ضحك هارون ساخرا منه 
ملمومين عليك زي النحل لأنك ملزق 
أشار حمدي له محذرا 
هارون بلاش هزارك الماسخ ده وخصوصا قدام المزة بتاعتي 
ضحك هارون عليه تعبيراته الكوميدية 
هههههههه في واحد عاقل يقول المزة بتاعتي دا أنت فاضلك كتير قوي على ما تعقل 
أشار له حمدي بلامبلاة 
سيبك من دا دلوقتي وخلينا في المهم انا كنت جاي اقولك أني رايح أسكندرية بكرة 
عقص هارون حاجبيه متعجبا! 
ليه هو مش انا بلغتك أن أنا اللي هروح أخلص الشحنة من الجمرك لأني محتاج أخد أجازة يومين أريح فيهم أعصابي من ضغط الشغل 
هز حمدي رأسه بنفي 
ومين قالك أني رايح أخلص الشحنة أنت خليك في طريقك زي ما كنت مخطط لأن انا رايح اقابل مامت سهيلة ويدوب مجرد الزيارة ما تنتهي على خير هرجع على طول 
أندهش هارون من تسرع حمدي في أتخاذ قرار مصيري مثل قرار الزواج 
مش شايف أنك متسرع شوية ولازم تفكر كويس في قرارك ده عشان متظلمش البنت معاك 
هز حمدي رأسه بنفي 
لا يا هارون انا فكرت كويس قوي قبل ما أخد القرار ده وأستخرت ربنا كمان والحمدلله حاسس براحة كبيرة قوي 
اومئ هارون متفهما لكنه وجب عليه أن يقدم له النصيحة فأقترب منه يربت كلى كتفه 
تمام يا حمدي بس خلي بالك لازم تعرف أنك بمجرد ما فكرت ترتبط بسهيلة تنسى اي حاجة حصلت ليها أو معاها قبل ما تعرفك ولازم تحط ماضيها ورا ضهرك عشان ميتكررش معاك حكايتي مع سدرة في أول جوازنا 
أغمض حمدي عينيه متمنيا أن تزول غمة أبن خالته وأخيه وصاحبه الوحيد وأن يجد من تعوضه غياب سدرة 
عارف يا هارون كل اللي قولته وحاطه في حسابي كويس قوي وأتعلمت الدرس من تجربتك وأن شاءالله سدرة ترجعلك قريب أو ربنا يعوضك باللي تملى حياتك من تاني 
هز هارون رأسه بشدة 
مفيش واحدة هتقدر تاخد مكانها مهما كانت هى مين أن شاء الله سدرة عايشة وهترجع تملى حياتي تاني 
أومئ حمدي بابتسامه عذبة 
أن شاء الله يا صاحبي 
ربت هارون على ذراعه برفق 
قولي هتروح اسكندرية أمتى ممكن لو نتفق نطلع من هنا سوا 
زفر حمدي بقوة وخرجت أنفاسه طويلة 
المفروض نطلع بدري لأن زي ما أنت عارف الحكاية وسهيلة خاېفة من مقابلة والدتها وخاېفة متتقبلهاش تاني وتطردها فلازم نروح بدري عشان أحاول أقنعها أن سهيلة أنضحك وڠصب عنها صدقته لأنها صغيرة ومعندهاش خبرة في الحياة 
أبتسم هارون وكم تمنى بداخله لو يعود به الزمن لكان فعل مع سدرة ما يفعله حمدي الأن مع حبيبته 
أن شاء الله ربنا هوفقكم وهتنجحوا في أقناع مامتها طول
________________________________________
ما
حبكم صادق وطول ما أنت واقف سند في ضهرها 
أنهى حمدي حديثه مع هارون وخرج من مكتبه يهاتف سهيلة يطلب منها أن تعد نفسها نفسيا من أجل مقابلة والدتها وعليها أن لا تخاف أو تحزن مهما كانت نتيجة مقابلتهما تلك فهو لن يستسلم حتى تسامحها والدتها وتتقبلها مرة أخرى وسط عائلتها الصغيرة مضى اليوم وجاء الصباح وفي ساعته الأولى كانت سيارة هارون تلتهم المسافة الفاصلة ما بين العاصمة ومدينة الإسكندرية وجلس هارون في مقعدها الخلفي يراجع أوراق تلك الشحنة المتحفظ عليها في ميناء الإسكندرية نظر له
السائق عبر المرأة الأمامية يسأله 
هنروح الفندق الأول ولا هنطلع على المينا طوالي يا هارون بيه 
رفع هارون عينيه عن الورق ينظر له 
لأ هنروح المينا الأول الورق دا لازم يروح عشان يلحقوا يفرجوا عن الشحنة والعربيات بتاعتنا تلحق تحملها قبل معاد الشغل ما ينتهي 
أومئ له السائق بتهذيب 
تمام يا هارون بيه 
ظل هارون يتفحص الورق بعناية إلى أن تأكد منه جميعه ثم وضعه بداخل ملفه الأحمر ولعدة دقائق شرد في ذلك اللون فهو نفس لون الملف الذي بسببه ضاعت سدرة من يده فأمسك به وضغط أوراقه بين يده پغضب ولولا تداركه لنفسه لتقطعت أوراقه وضعه پعنف داخل حقيبته وأغلقها عليه لكي لا يتذكر ما حدث مجددا وبعد أنتهائه من التخليص الجمركي لشحنته وتأكده من بدأ تحميلها في السيارت التي ستنقلها لمخازنه غادر الميناء بعد أن أذن لصلاة العصر منذ وقت قصير وذهب للفندق لكي يريح جسده من عناء السفر واليوم بأكمله وبالفعل مجرد ما أن لامس جسده الفراش حتى غطى في نوم عميق لم يفق منه سوا ليلا نهض يأخذ حماما باردا يعيد له حيويته بعد أنتهائه نزل لأستقبال الفندق لكي يتناول عشاءه ثم غادره بعد فترة قصيرة يتمشى على البحر قليلا يستنشق هواءه النقي وبينما هو يسير شاردا لفت نظره تلك السيدة البسيطة التي أفترشت جزء من كورنيش البحر تصنع به مشروبات ساخنة لهؤلاء البسطاء الذين خرجوا من منازلهم يجلسون منتشرين هنا وهناك يخرجون همومهم مع أنفاسهم وكأنهم يشكون همومهم للبحر جلس هارون على مقربه منها وطلب منها أعداد مشروبا له 
لو سمحت يا مدام ممكن تعملي ليا كوباية شاي مظبوطة 
نظرت له السيدة بتعجب من هيئته التي يغلب عليها طابع الثراء لكنها أبطنت دهشتها وصنعت له الشاي بصمت وذهبت تعطيه إياه 
أتفضل يا بيه الشاي المظبوط 
أبتسم لها هارون وهز رأسه برفق 
شكرا تسلم إيدك يا 
نظرت له السيدة بخجل 
أم مراد بيه 
أومئ لها هارون بابتسامة حانية ثم أمسك الكوب يرتشف منه متلذذا بطعمه فهو صنع بحرفية تدل على أتقانها لصنعه نظر لها 
الشاي مظبوط جدا حقيقي تسلم إيدك 
شعرت السيدة بالأرتياح ناحيته فهو يبدو عليه الطيبة والتواضع برغم فخامة ما يرتديه أبتعدت عنه بعدما منحته إيمائة رضا عما قاله وجلس هارون على السور ينظر للبحر مستمتعا بمنظره مع الشاي فذلك مزيج يجلب السعادة لبعض محبي النقاء والصفاء النفسي دق هاتفه فوجده حمدي فأغمض عينيه يلوم نفسه لعدم مهاتفته حتى يطمئن عليه وعلى نتيجة مقابلته مع والدة سهيلة أجاب عليه مبررا 
أكيد زعلان مني لأني متصلتش عليك وعندك حق تزعل بس حقيقي بعد التعب اللي شوفته في المينا روحت الفندق نمت محستش بنفسي المهم عملت أيه طمني 
زفر حمدي بقوة يخرج الحزن الذي تملك منه 
زي ما توقعت مامتها رفضت أنها تسمع منها وتقريبا طردتنا من بيتها 
أومئ هارون متفهما 
دا شيء متوقع الست مچروحة ومش سهل عليها اللي حصل وأكيد مش هتسامح ما بين يوم وليلة لازم سهيلة تحاول تاني وتالت وعاشر ومليون لغاية ما تسامحها وأنت تكون معاها 
جاءه صوت حمدي خاڤتا 
أكيد هنحاول مع بعض لغاية ما تسامحها المهم دلوقتي أنت فين سألت عليك في الفندق قالولي أنك خرجت كنت عايز أقعد معاك لأن سهيلة نامت 
سأله هارون مستفسرا 
أنتم لسه هنا مسافرتوش مش كنت بتقول هترجعوا القاهرة في نفس اليوم ! 
زفر حمدي بضيق 
دا لو كان مامت سهيلة سامحتها أو حتى وافقت أن تستقبلها في بيتها تاني بس الموضوع أتعقد وسهيلة عيطت كتير قوي لغاية ما نامت من التعب قولي بقى أنت فين انا مخڼوق وانا لوحدي 
حاول هارون أمتصاص غضبه حتي يهدأ 
تمام تمام تعالى ليا انا قاعد بشرب شاي على الكورنيش قدام الفندق بس بعده بشوية ناحية إيدك الشمال وأنت خارج منه هت 
وقبل أن يتم هارون وصفه للمكان وقع كوب الشاي من يده فقد أنتبته صدمة حين لمحها تأتي من بعيد تحمل بين يديها صنية عليها أكواب فارغة تصنم في جلسته وفقد النطق بعد أن أخرست المفاجأة لسانه ناداه حمدي كثيرا حتى يأس من أجابته فأغلق الهاتف وذهب في الأتجاه الذي وصفه
له
أقتربت الفتاة التي رأها هارون من سيدة الشاي تحدثها بحماس 
أتفضلي يا خالتي دا حساب الناس اللي هناك
 

19  20  21 

انت في الصفحة 20 من 27 صفحات