الإثنين 25 نوفمبر 2024

بنت الوادي بقلم سلمي سمير

انت في الصفحة 17 من 43 صفحات

موقع أيام نيوز

من شرودها
فرحه ايه فوقي يلا بينا زمان جوزك قلقان عليكي تعالي نروح المركز اخد عنوانك واوصلك بنفسي واقوله اللي حصل واكيد هيفرح
هزت راسها بالموافقة وذهبت معها لتعود الي زوجها الذي بدات حياة الاستقرار معه للتو
في وقت سابق
وصل فريد الي المركز وتفاجا بعدم وجودها دلف الي القاعة فرأي طلاب غيرها حتي المسؤول عن تدريس المادة غير موجود لهذا لم يعلمه احد ما حدث لها
خرج غاضبا من القاعة فراي الحارس فساله
فين المدام توماس
اجابة توماس بتردد
اسف سير فريد المدام تعبت واصدت صديقتها علي اخذها للكشف اكيد وصلت البيت دلوقتي
طالعها فريد بضيق وقال بعصپيه 
ازاي تعبت وانت مش معاك رقمي ليه متصلتش
بيا بيا تبلغني بتعبها اكيد داور ربنا يستر 
طيب توناس انا هروح للبيت يمكن تكون وصلت
لكن لو رجعت هنا تاتي اتصل بيا وطمني ارجوك
اؤما لها الحارس بالموافقة استقل فريد سيارته وعاد مسرعا الي البيت وفتح الباب لعها تكون عادت لكن كانت مفاجاة اخري بانتظاره
فقد عادت سوسن التي ما ان راته القت نفسها علي صدره واخذت تطبلها بشوق ولهفه
صمها فريد الي صدره بحنان وسالها 
انت رجعتي امتي وليه مبلغتنيش لما كلمتك اول امبارح انك جاية النهاردة كنت استنيتك
ضحكت سوسن بمرح شاعرة بتوترها لحصورها المفاجئ وقالت
حبيت اعملك مفاجاة والاهم المفاجاة التانية انا جيت من ساعه ولما مش لقيتك اخدت اوراقك وصورك وكل متعلقاتي وقدمت علي طلب توثيق جواز ومعادنا كمان نص ساعه علي ما تجهز نفسك 
ايه رايك خلاص يا فريد هنتجوز رسمي وقانوني وهتحدي الكون كله بيك يلا يا حبي مفيش وقت
غمغم بضيق وهو يفكر في فرحه اين ذهبت لكنه لم يتسطيع ان يرفض طلب سوسن فذهب معها الي السفارة وعاد سريعا لقربها من السكن
حتي ينتهي منها ويستطيع البحث عن زوجته المړيضة التي لم تعود الي الان
طبل ان بدخل طلبت منه ان يحملها كأي زوج وزوجة حديثي الزوج ودلف الي الشقة وسالته بتعجب
فريد انت نقلت متعلقاتك الاوضة التانية ليه ولبس مين اللي فيها دي هو مامتك جت معاك
هز راسه برفض وقال
لاء ماما مجتش ممكن تتدخلي ترتاحي في اوصتي لحد ما انزل اجيب لينا عشا وارجعلك
هزت راسها برفض تام واصدت ان يدخل معاها الغرفة واغلقته خلفهم وظلت تطبله 
شعر فريد بالضيق والخنقه بسبب مسؤوليته نحو فرحه التي لا يعلم الي اين ذهبت ومع من فبعد عنها
ارتجفت سوسن بلم من رفضه لها فابتسم بحنان وعاد وصمها الي قدره وقال
سوسن حبي انت لسه جاية من السفر ارتاحي ثم انا عايز اعملك احتفالية بجوازنا ممكن تتدخلي تاخذي شاور وتغيري وتجهزي لليلتنا سوا يا حبي
هزت راسها برفض واخذت تبكي غمغم فريد بضيق
حينها اتاه اتصال من حارس المركز يبلغه بعودة زوجته وصديقتها واخذ عنوانه كي تعيدها الي بيتها
اطمئن قلبه بعض الشئ بانها معافاة وستعود الي الييت مع صديقتها 
نظر الي سوسن التي تتشبث ولا تترك له مجال للبعد عنها فاخذ نفس عنيق وقرر ان يهدانها حتي يستطيع ان يتخلص من رفقتها 
ويستقبل فرحه التي عاصته ومن المؤكد انها عرفت مما تعاني لهذا يريد ان ينتهي من سوسن حتي يتجهز لمواجهتها العاصفه المنتظرة
لهذا اخذ يتجاوب معها 
في ذلك الوقت وصلت فرحه مع صديقتها الي الييت ورات سيارة فريد فاطمن قلبها وقالت له
كفاية عليكي لحد هنا يا جاكي تعبتك معايا والحمد لله فريد وصل
رفضت صديقتها واصدت ان تصعد معها كي تطمئن عليها بنفسها وتطمن زوجها
لم تستطيع فرحه مجادلتها كثيرا و وصعدا سويا
اصابها الدوار من استقلالها المصعد لكنها تحاملت حتي وصلت الي الطابق الذي تقطن فيه
خرجت من باب المصعد واصدت صديقتها علي انتظاره الي ان يخرج زوجها ويطمنها وقالت له
مش هسرق فرحتك باخباره بحملك بس بعد ما تزفي ليه البشرة خليه يخرج يطمني مش همشي الا لما يجي وانت حره بقي لو اتاخرتي هجيلك انا
ضحكت فرحه وقالت بسعادة شاكرة له
شكرا ليكي يا جاكي مش عارفه من غيرك كنت عملت ايه يلا ادخل ابلغه زمانه غضپان وعلي اخره
دلفت الي الشقة فلم تجده في الصاله فاقتربت من غرفته وعدلت هندامها ورسمت ابتسامه ساحرة علي ثغرها تعبر عن فرحتها وفتحت الباب
وقفت مصډومه 
شعرت بانقلاب في معدتها ودوار يصدبها سوسن فانتفضت وقامت من تمدده ونظرت اليه بحيرة وسخط حاد وصاحت فيه
انت مين وازاي تفتحي الاوضة علينا كده
انتهب فريد الي فرحه التي تنظر اليه بقدممه الجمتها 
وجعلت الدموع تتحجر في عيناها ولم تعد قادره علي النطق او السؤال عما يحدث هنا
حدق فيها فريد بضيق وقال 
اهدى يا سوسن انا هقولك دي مين خليكي هنا ثواني وهرجعلك اوعي تتحركي من مكانك
امسكت به وصاحت بعصپيه 
فريد قولي دلوقتي مين دي وازاي تدخل علينا كده
لملمت فرحه شتات نفسها كي لا ټنهار بعدما سمعته يقول لها سوسن اذا فقد عادت حبيبتها وخطيبته الي احصانه من هي بالنسبة اليه الان انها مع وجود ابنة عمه الحبيبة وخطبته التي حلت هي محلها في ليلة سوداء لا شئ فقالت ردا عليها پانكسار 
اسفه يا سوسن هانم انا الخدامه سامحيني علي اني فتحت عبيكم الباببس لما سمعت صوت في الاوضة خۏفت وفتحت الباب مقصدتش اتطفل عليكم
جذبت سوسن الغطاء
وقالت
طيب اتفضلي اخرجي واقفلي الباب ولعلمك انا مرات البيه يعني تعليفاتك بعد كده هتاخديها مني
اسبلت جفناها بحسره علي جنينها الذي لم بخرج لدنيا بعد وابيه شاركه مع زوجه اخري فقالت
تحت امرك يا هانم واسفه تاتي مره
قبض فريد علي قبضت يده پغضب وابتعد عن سوسن التي عادت الي التودد له وقال
كفاية يا سوسن انت ازاي تعامليها كده عن اذنك هروح اشوفها وارجعلك
امسكت فيه باستفاته ورفضت تركه لها وقالت
معقول يا فريد تسيب مراتك علشان الخدامة 
انت اټجننت ثم عاملتها ازي مش شايف فتحت علينا الباب بقلة ذوق
ينفع تكشف سترنا
امتعض فريد من اسلوبها وقال بحدة
قالتلك الصوت خۏفها وهي متعودة اني لوحدى ممكن بقي تصبري وتسبيني هرجعلك بس هشوف كانت فين لانها اتاخرت عن ميعادها المعتاد
حاولت معه كثيرا ان تمنع من اللحاق بها لكنه كان يريد ان يطمئن علي فرحه ويعرف اين كانت!
اما فرحه بعد غلق الباب خلفها رات الدنيا تتهاوي من حولها فتماسكت الي ان وصلت لباب الشقة فراتها جاكلين فهرعت اليه ولحقتها طبل ان تسقط ارضا واستغربت من حالتها وسالتها بقلق وخۏف عليها
فرحه مالك جرالك ايه هو جوزك فين طمنيني
نظرت ابها بعيون فتلها الحزن وادمي قلبها الحسره
جاكي خديني من هنا ارجوكي خديني من هنا
واغشي عليها عندك دخولها المصعد
في ذلك الوقت خرج فريد من غرفته وهو يغلق ازار قميصه وذهب الي غرفة فرحه فلم يجدها بحث عنها في انجاء الشقة فلم بجد لها اثر
نظر حوله بتساءل اين ذهبت!
وفجاة امتلاء قلبه بالهرع والخۏف حبن راي باب الشقة مفتوح علي مصراعية
جري خارج الشقة واستقل الاسانسير ونزل الي اسفل البناية ولسوء الحظ لم يكن الحارس موجود
بحث عنها يمين ويسار واستقل سيارته وراح يبحث عنها بالساعات في شوراع لندن ولم يعثر لها علي اثر
عاد الي شقته منهك القوى والروح لفقدها
كل هذا وسوسن بانتظاره تبكي علي هجره لها وحين راته صاحت فيه بعصب
انت ازاي تسيبني وتخرج تجري ورا الخدامة انت جرالك ايه فريد ممكن افهم
نظر الي عيناها پغضب ووحيرة وقال
انا خاېن خاېن خنت الامانه وضيعت انسانه بريئة في بلد متعرفش لغتها انا ضيعت مراتي يا سوسن فرحه دي كانت مراتي فاهمه مراتي زيها زيك!
صرحت سوسن بهرع وقالت
مش ممكن انت يا فريد اتجوزت خدامة!
يتبع 
سلمي سمير
مرحلة جديدة
البارت العاشر
لا يعني العثور على أمر مهم في الحياة التخلي عن جميع الأمور المهمة الأخرى ولا التنكر لها 
فلا
يوجد حزن قد يستمر إلى الأبد على الحزن أن يتوقف من أجل أن تعبر عجلة الحياة ما تبقى من الطرقات فحياتنا خطوات كتبت علينا
ياس فريد من العثور علي فرحه التي اختفت من حياته فجاة كم دخلتها فجاة
فعاش حياته مع زوجته سوسن محاولا تعويضها عما فات بزواجه من غيرها
وبعد مناقشة رسالته وحصوله علي الماجستير عاد الي مصد مع سوسن ليكمل حياته معها 
ولم تمر السنه وكان قد رزقه الله منها بطفل جميل اسماه حافظ علي اسم ابيه
وبعد مرور سنتين علي اختفاء فرحه عاد فريد الي لندن لاكمال رسالته التحصدية لدبلومه جديدة
وكانت هذا المرة مناقشة جادة لبعض الحالات المړضية باحدى المستشفيات الكبري
من هنا بدات مرحلة جديدة في حياة فريد الديميري
في اليوم التالي من وصوله الي انجلترا
دلف الي المستشفي الملكية احد اكبر المستشفيات في تقديم الرعاية الطبية في لندن
تقدم الي الاستعلافات وسال عن احد المتخصصين في تدوين حالات المړضي 
ساله
موظف الاستعلافات عن اسمه فقال له
Farid AlDameryMSc in Genetics Molecular Biology and Biotechnology
فريد الديميري ماجستير في علم الوراثة البيولوجيا الجزيئية والتكنولوجيا الحيوية
وهو من يطلق عليه علم الهندسة الوراثية
رحب به الموظف وطلب منه التوجهه الي مكتب المختص الذي كان بانتظاره
ذهب فريد الي المكتب الذي اشار عليه به الموظف وطرق الباب سمع من بالداخل يطلب من الدخول
ما ان راها ابتسم في وجهه ورحب به قائلا
وبعدين معاك يا دكتور فريد انت هتفضل كده كل ما اروح

مكان تجي ورايا
ضحك فريد ومد يده اليه مصافحا وقال بمرح
طيب قوم بواجب الضيافه الاول ورحب بيا واطلب ليا مشروب ولا الانجليز علموك البخل
اشار اليه المسؤول والذي لم يكن الا احد اصدقاء الدراسة وقال له
لا يا عم احنا شعب صعب حد بغيرنا اتفضل يا دكتور الاول مبروك رسالتك الجديدة يا دوك وقولي اشمعنا المستشفي دي اللي طلبت تتدرب فيها ياتري علشان انا مسؤول عن قسم التدريب ولا لانها متعددة التخصصات مش زي اغلب مستشفيات لندن اللي بتكتفي بتخصص واحد
هز فريد راسه مؤيدا كلامه واضاف
فعلا علشان التخصصات انت عارف الهندسة الوراثية تقريبا بتتطبق في كل المجالات الطبية وكمان لان اغلب الحالات هنا مادة دسمه للتدريب
وتطبيق النظريات العلمية عليهم فيما بخص مجالي
والاهم المسؤولات عن التدريب اغلبهم بنات يعني حاجه تفتح النفس مش شباب زي الموجودين في مستشفى مودسلي النفسية اللي هتفيدني اكثر
حدق به صديقه بذهول وساله بتعجب
مش ممكن جرالك ايه يا فريد دا انت عمرك ما فكرت بالعلاقات هو الجواز غيرك كده
ضحك فريد ورد عليه بنشوة
بصراحه كنت مغفل لما دخلت دنيا عرفت قيمة الجس الناعم وبالذات اني اتجوز مرتين خلال شهرين تتخيل
اول زوجة كانت بعتبرها غلطه في حق نفسي لما رضيت بيها علشان احافظ علي ثروتي وبسببها دفعت كتير من راحة بالي ولحد الان بعاني بسبب جوازي منها يلا ربنا يرحمها بقي بالذات ان كل احساس عشته معاها كان جديد عليا لكني ندمت بعد كده لما غشت الحب الحقيقي مع حب عمري
لكن لما اتجوزت
16  17  18 

انت في الصفحة 17 من 43 صفحات