اغلال الروح للكاتبه شيماء الجندي من الفصل الاول الى الثالث
القطع التي ارتصت فوق الأرضية الرخامية بشكل أنيق ومنظم مبهج للرائي و تسائلت داخلها هل أحضرت العائلة منظم احتفالات لأجل عودتها أو بمعنى أدق عودة سيلا سليلة تلك العائلة !
و أردف يوسف حين لاحظ شرودها
عمو عاصم تقريبا منامش من امبارح و متابع بنفسه مع شركة تنظيم الحفلات واختار كل تفاصيل اوضتك بنفسه !
كادت تتحدث لكن قال عاصم بتوتر
نظرت له سديم بحزن و أشفقت على هذا الرجل للمرة التي لا تعلم عددها اليوم يراودها شعور بالذنب والألم كلما رأت لهفته الواضحة بمعاملته وحديثه و قلقه من فراقها الذي تصرخ به عينيه منذ أن قابلته !
ربتت سديم بلطف فوق كتفه و أردفت مبتسمة
وصل الجميع إلى الجدة و اقتربت سديم منها تهبط إلى مستواها تضع قبلة فوق شيبتها جذبتها الجدة بحنو تجاهها و احتضنتها تربت فوق ظهرها قائلة بلطف
حمدلله على السلامة هي بنتك احلوت أكتر ولا أنا بيتهيألي ياعاصم !
لتتسع ابتسامة عاصم الذي جلس فوق الأريكة و جذب بلطف لتجاوره و احتفظ بها داخل أحضانه قائلا بحماس طفيف و هو يقبل خصلاتها
ضحكت الجدة بوقار و أردفت
طبعا ياحبيبي وبعدين سيبها تتعرف علينا و نحتفل بيها الأول و افرج عنها هتخنقها كدا
عقد حاجبيه و كاد يتحدث لكن قاطعه صيحة رأفت والد آسر و إقباله تجاه سديم قائلا
يا أهلا ياحبيبة عمو حمدلله على سلامتك !
استقامت سديم و رحبت به ببسمة صغيرة تاركة إياه يحتضنها و يربت فوق خصلاتها بلطف و هي تستمع إلى عاصم يقول
عقد رأفت حاجبيه و علق بدهشة
سديم !
أجابه يوسف مبتسما
آه سديم هي سيلا بس مش بتحب اسمها فغيرته !
ابتسم لها رأفت و أردف بهدوء
اه وماله حبيبتي سديم جميل برضه !
هزت رأسها بالايجاب و استمعت إلى الجدة تقول بنبرة ذات مغزى
فين أمجد يا رأفت
توترت نظراته بالحال و ألقى نظرة خاطفة تجاه عاصم الذي جذب سديم مرة أخرى إلى أحضانه و عقد حاجبيه وتحدث أخيرا العضو الصامت آسر يقول بهدوء
لم تغفل سديم عن توتر الأجواء من حولها لكنها فضلت المراقبة الصامتة بالوقت الراهن ثم بدأت تدريجيا تتفاعل بالأحاديث مع جميع أفراد الأسرة خاصة يوسف و سليم اعجبها سلاسة الحديث و بساطته فيما بينهم و شعرت بالألفة معهم و قضت اليوم العائلي بين سعادة داخلية بتلك العائلة و حزن تجاه الرجل الخمسيني الذي تراوغه طوال اليوم و توتر طفيف من القادم !
عقدت حاجبيها حين استمعت إليه يتحدث بهدوء فور أن وقف بجانبها
برضوا عملتي اللي في دماغك
رفعت سديم حاجبها الأيسر باستفهام ليوضح آسر كلماته قائلا بامتعاض
قولتي إن اسمك سديم !
ابتسمت بهدوء و أجابت ببرود واضح
وأنا كنت وعدتك إني هغير اسمي
عقد حاجبيه و أجاب پغضب
أنت هتستهبلي
هزت كتفيها بلامبالاة و أجابت
وأنا هستهبل عليك ليه يعني أنا اسمي سديم و بحبه و الناس معندهاش مشكلة إنهم ينادوا عليا بيه أنت بقا بتتحشر ليه
رفع حاجبه الأيمن و أجاب ساخرا
لا والله !! طيب إيه رأيك بقاا إني مش هقول غير سيلا
ضحكت بقوة قاصدة استفزازه و قالت بهدوء
وماله ! و أنا مش هرد عليك وقتها نبقا نشوف سيلا ترد عليك !
عقد حاجبيه و جذبها من ذراعها إليه قائلا پغضب
إياك تعملي حركات الشوارع دي علياا !!! و متتصرفيش من دماغك نهائي تاني !
نظرت إلي يده التي تقبض بقوة و غلظة على ذراعها ثم قالت ببرود
أنا هتصرف من دماغي في كل مرة تطول فيها لسانك دا عليا ! مش عجباك حركات الشوارع مكنتش اتعاملت معايا و مش هغير اسمي عشانك ولا عشان أي حد أنا بحب اسمي و هيفضل زي ماهو كدا و مش هرد على أي حد يناديني بالاسم السخيف بتاع قريبتك دي ! أنا سديم و بسسس !!!
ثم رفعت يدها بهدوء تضعها فوق يده و نجحت بفك أسر ذراعها ببساطة حيث تركها فور أن لمست يده و أردف كاظما غيظه
اسم سيلا سخيف و اسمك اللي ملهوش معنى هو اللي حلو
زفرت بضجر وقالت بملل
أنا معنديش طاقة ادخل معاك في نقاش بليل كدا خلينا في المهم أنت مقولتليش إن جدتك قعيدة بسبب سيلا ليه
عقد حاجبيه و أردف بخشونة
و أنت مالك بحاجة زي دي و مين قالك اصلا أنه بسبب سيلا
عقدت حاجبيها هي الأخرى و أجابت بدهشة
هو إيه دا اللي أنا مالي حاډثة حصلت بسبب واحدة أنا بتعامل بشخصيتها و جدتك بقيت قعيدة بسببها مش المفروض اعرف بيها لولا يوسف وقع بالكلام و اللي استوعبته إن كنت أنا السبب
أغمض عينيه بقوة و قال پغضب مبالغ به
أنا عرفتك كل اللي تحتاجيه غير كدا ملكيش أي دعوة أنت مش هتصاحبينا أنت هنا لدور محدد تقومي بيه وتاخدي حسابك و تختفي و أي حاجه زيادة أنا المسؤول عنها مش أنت !!!
رفعت كتفيها ببرود و قالت بهدوء
خلاص أنت حر عنك ماقولت أنا أصلا مبحبش التفاصيل والصداع !
تركته و اتجهت للداخل ثم توقفت فجأة وقالت
اه على فكرة اسمي معناه الضباب الناعم !
الفصل الثاني جمرات !
دارت سديم داخل تلك الغرفة الهادئة بذلك المنزل الأنيق تراقب الأثاث و التحف الصغيرة بفتور واضح ثم أطلقت أنفاسها بإرهاق و توجهت إلى الزجاج الذي يطل على الحديقة و
شردت بماضيها حيث اجتماعها بعائلتها في الماضي منذ عشرة أعوام !
دمعت عيناها حين مر على عقلها الآن والدها و وصاياه و أحاديثه الشيقة ذكرى جميلة أعاد شعورها بها اليوم عاصم دون قصد لكنها دنست طهارتها و قضي الأمر !
Flash back ...
جلست سديم في منزل خالها بجانب والدتها نبيلة تستمع إليه يقول مبتسما
ماشاء الله يا نبيلة ! بنتك كبرت و احلوت أوي !
ابتسمت نبيلة بتكلف و قالت
آه سديم ماشاء الله عليها و شاطرة و ذكية يعني مش هتغلبك !
هز رأسه بالإيجاب و قال بلطف
قاعدة مكسوفة كدا ليه ياسديم دا أنت في بيت خالك ياحبيبتي ! تعالى جنبي هنا !
تسمرت بمحلها لحظات قبل أن تستقيم واقفة بابتسامة صغيرة زينت ثغرها بعد إشارة من عيني والدتها توجهت سديم إليه و جاورته بمجلسه ليحيط سامح كتفيها بذراعه قائلا
أنا زي بابا ياسديم اوعي تتكسفي تطلبي مني أي حاجه في يوم من الأيام أنا ربنا مرزقنيش بعيال آه بس أنت مولودة على ايدي و زي بنتي الله يسامح اللي فرقنا بقاا !
ألقى نظرة عتاب تجاه والدتها نبيلة التي علقت بحزن قائلة
أهو ربنا جمعنا تاني ياسامح و إحنا اللي محتاجينك اهو !
عقد حاجبيه و أردف بخشونة
محتاجة دا إيه يانبيلة ! دا أنت وبنتك فوق راسي و حتى جوزك اللي مش بيطيقني عنيا