اغلال الروح للكاتبه شيماء الجندي من الفصل الاول الى الثالث
انت في الصفحة 9 من 9 صفحات
عبثها بالمكان قائلة
ولا حاجه عمك قالي أن مراته وبنته جايين و جدتك قالتلي أروح مع يوسف اختار عربية و آآ
قاطعها قائلا
والله اسيبك نص ساعة واحدة تقومي تلفي على جدتي و عايزة تنصبي عليها أنت مبتشبعيش إيه الجشع اللي أنت فيه دا !!!
راقبت نظراته التي تراقص بها الاشمئزاز والتحقير من شأنها بجمود لتبتسم بعبث ظاهري و تردف بهدوء
ثم اتجهت إليه تجلس فوق المكتب تضع ساق فوق الأخرى قائلة
أصل أنت مجربتش تبقا نصاب قبل كدا إحنا وقتنا بملايين ياآسر !
تشدق ببرود و هو يعود إلى أوراقه
مشوفتش حد بيتباهي بالقرف زيك ! أنا مش محتاج أكون شبه واحدة زيك عندها كل شيئ مباح وسهل و رخيص !
نظرت إلى الأوراق التي ينقش إمضائه فوقها ثم قالت
ثم هبطت فوق الأرضية الرخامية برشاقة مالت بجزعها العلوي فوق المكتب تسحب الأوراق منه قائلا بإنفعال
أنا مبحبش دي
نظرت إليه و قالت بسخرية
أنت مين أصلا عشان أنا ارخص نفسي ليك على العموم بدل ما أنت مركز ركز في اللي بتمضي عليه الورقتين دول نسخة من بعض ماعدا تغيير أرقام الشرط الجزائي يعني حضرتك بتمضي على رقمين و بنسبة كبيرة هيتاخد الأعلى و تتقطع الورقة التانية بدل ما تطول لسانك على ڼصابة زيي شوف مين ڼصب عليك و بيقبض منك مرتب كل شهر !
تركته وغادرت المكان و اتجهت إلى أقرب مرحاض ثم دلفت إليه تنظر إلى المرآة و قد اجتمعت الدموع داخل عينيها تستعيد بعقلها نظراته و حديثه المليئ بالازدراء جهلت بتلك اللحظة مصدر ألمها الداخلي منذ متى تهتم إلى نظرات من حولها أين ذهب شعارها المشهور أنه لم تتقاسم مع أحدهم يوما ما الوحدة و الألم و الخۏف حتى تلتفت إلى أحكامه الجميع حكم أنها من نسل شيطاني و قد جهلوا جميعا حقيقة الملاك الخفي خاصتها ! يؤلمها أنها تخذله لكن إن لم تفعل لن يتركها الخال و لن يترك والدتها القعيدة شقيقته و حبيسة قصره !!!!
رفعت هاتفها و أجرت اتصالها برقم تحفظه داخل عقلها ارتفعت دقات قلبها قليلا حين أتي صوت شقيقتها تقول باتزان
ألو
اجابتها بلطف
ايوا يانيرة ! عاملة إيه ياحبيبتي !
عقدت نيرة حاجبيها وهتفت پصدمة
سديم !!!! أنت فين ياسديم و متكلمتيش ڤيديو ليه عشان تكلمي ماما و تشوفك !!
تنهدت بضيق و قالت بحزن
اجابتها أيوة بتاخدها أنا بتابعها بنفسي !
ثم قالت بنبرة مهزوزة أنت وحشاني ياسديم مش هشوفك بقا بقالك
٤ شهور في السفر دا !
ابتلعت سديم غصتها وقالت بصدق
و أنت وحشاني أوي يانيرو قريب هشوفكم ياحبيبتي !
تنفست بهدوء ثم أكملت خلي بالك من نفسك ومنها و ذاكري حلو أنا لازم أرجع شغلي دلوقت هكلمك تاني أول ماافضى !
سديم أنا نسيت اقولك حلمت ببابا امبارح !
ارتعشت شفتيها واجتمعت الدموع داخل مقلتيها تهددها بالهطول في أي لحظة و همست پألم وهي تعض على شفتيها
وأنا كمان !
استمعت إلى ضحكات شقيقتها المراهقة و هي تقول
كان بيشوف ياسديم و قعدت معايا كتير و سابلي هدية صندوق قالي اديها لسديم و حضڼي جامد !
ثم تبخرت الضحكات و استطاعت أن تستمع إلى نبرتها المټألمة تقول
بس وهو ماشي وقع على الأرض و مكنتش عارفة اساعده و بعدها صحيت ! مش هتيجي بقا عشان نروح نتكلم معاه شوية
وضعت يدها أعلى شفتيها وكتمت أنفاسها تاركة تلك الدموع تهبط فوق خديها و ابعدت الهاتف عن أذنها حتى تتمكن من استجماع شتات أمرها !
مؤلم أن يرفض المرء التعبير عن مشاعره ببضع كلمات خوفا أن يفتضح أمر تظاهره بالقوة و الثبات .. يعز علينا رؤية حطام أرواحنا داخل أعين من أحببنا .. يعز على المرء حاله رغم هوانه بأعين من أحب !
لحظات و استعادت نبرتها المتزنة لتقول بهدوء
أوعدك أول ما أجي هنروح سوا ليه ! خدي بالك من نفسك يانيرة ! و لو احتاجتي أي حاجه كلميني على الرقم دا ماشي هقفل دلوقت ياحبيبتي سلاام .
ولم تنتظر الاجابه أغلقت مسرعة و رفعت يديها إلى خصلاتها تجمعها ثم ثبتتها بشكل دائري عشوائي فوق رأسها و عينيها تستكشف اصطباغ بشړة ذراعها باللون الأحمر محل ضغط ذاك الھمجي عليها بقوته تنهدت و مالت تجاه الصنبور تغسل وجهها و نحرها بالماء الفاتر ثم اتجهت إلى المحارم تجفف نفسها وهي تهمس بشرود
عايزني اعمل إيه يابابا عاوزني أعند و أضيع نيرة معايا !
على الجهة الأخرى .. داخل قصر سامح
أغلقت نيرة الهاتف و هي تتجه إلى المسبح لكن أوقفها صوت سامح الذي قال بلطف
نيرو حبيبتي ! كان معاك مكالمة مهمة ولا إيه
ur boyfriend ? حبيبك
خجلت نيرة و توترت نظراتها تقول بحرج
لاء دي سديم يا آنكل !
ابتسم لها و قال بدهشة
والله طيب كويس ياروحي اتطمنتي بقا عليها مش قولتلك هتكلمك قريب ! و كلمت نبيلة بقا ولا أنت بس !
هزت رأسها بالسلب و أجابت بعفوية
لا أنا بس مكنتش بتتكلم ڤيديو بس قالت هتكلمنا لما تخلص !
ثم أكملت بحرج و صوت رقيق وهي تشير إلى حمام السباحة
ممكن انزل ال pool المسبح
هز رأسه بالإيجاب ثم كور وجهها يقبل خديها و هو يقول
اكيد ياروحي ! Have a nice time استمتعي بوقت لطيف !
ثم تركها و صعد إلى غرفة شقيقته نبيلة والدة سديم طرق الباب ثم دلف و هو يقول بأسف فور أن أغلقه بإحكام
اووف سوري يانبيلة أصل متعود إنك بتردي و كدا !
قالها وهو ينظر إلى شقيقته التي نظرت إليه پغضب و عقدت حاجبيها بقوة ليبتسم لها ببرود و يتجه إلى النافذة يراقب من خلالها حركة نيرة داخل المسبح و هو يقول
بصراحة يانبيلة أنا فخور ببناتك يعني مثلا نيرة لطيفة أوي و هادية و مطيعة مش بتسأل كتير و تفتح قصص بتستمع بوقتها و ده عامل مشترك بيني وبينها عكس سديم تماما ..
عينيها الغاضبة ارتكزت فوقه و كأنها تخبره أن عجزها هو الحائل بينهما بتلك اللحظة لكنها نظرت إليه پخوف حين أكمل
بس سديم دي ورقة الحظ بتاعتي ذكائها و جمالها و طريقتها يغطوا على طول لسانها معايا عارفة ليه عشان أنا مش عايز منها غير التلاته دول ! سديم قصة و في مكان تاني بعيد عنكم كلكم طيب ولما حاولتي تعملي كدا كسبتي إيه غير العجز اللي أنت فيه و برضه بناتك معايا !
قائلا
بلاش تمثلي دور الملاك يانبيلة
استمرت دموع عينيها في الهطول دون توقف و ظهر الندم داخل عينيها ليكمل ساخرا
اللي خلاك أنت استغليتييي بنتككككك مستنية إيه من واحد زييي
ربت فوق صدره وهو يقول بإنفعال
أنا اللي وصلتها لكل داا !!! أنا اللي علمتها في أحسن مدارس وجامعات سفرتها العالم كله أنا اللي تعبت على سديم و أنا الوحيد اللي ليا حق فيها
أغلقت
عينيها و سقطت دموعها و داخلها ېصرخ أنه صادق هي المذنبة الوحيدة هي من ألقت بابنتيها داخل النيران أما الصغيرة أمانها بين يدي سديم الصديق الأمين و الحصن المنيع لشقيقتها لكن هي أين تجد الأمان التي سلبتها إياه دون شفقة ! لقد خذلت صغيرتها منذ أعوام و حطمت ماضيها و حاضرها و مستقبلها و قضي الأمر !
أود أن أخبرك أن الخذلان صار خذلان لأنه أصابك من القريب أما الغريب لن يضر قلبك مهما حييت نحن نخشى طعنات الأحباب ليس الأغراب !!!