شيماء 4
مقعدها و اتجهت إلى سديم تنظر داخل عينيها و كأنها تحاول اختراق عقلها و التأكد من صدقها لكن هيهات إنها أمام متمرسة معتادة الثبات و لم يكشفها معلمها أتحاول تلك الساذجة مهما كان مدى مكرها أن تكشفها
ابتسمت روزاليا حين وجدت نظراتها الجليدية تسيطر على عينيها وتحجب عنها ما تتمنى رؤيته لذلك أردفت بنبرة ساخرة محاولة استفزاز ثباتها الإنفعالي _
صمتت سديم لحظات ثم استقامت واقفة تتجه إلى المرآة و تنزع ضمادة أذنها التي وضعها لها بالسيارة تستكشف جرحها الصغيرة و قد ارتسمت بسمة تسلية واضحة فوق شفتيها و قالت بهدوء أبهر روزاليا و أدهش سليم الذي يصطدم بوجهها المراوغ لأول مرة _
لم تمنع روزاليا حالها من الابتسام بإعجاب و إجابتها بإطراء _ مظبوط يا سديم
هزت سديم رأسها متجاوبة معها ثم جلست فوق المقعد المقابل للمرآة و قالت بثقة واضحة _
رفعت حاجبها و قالت بدهشة _ سامعة إيه
تنهدت بثقل و أجابتها بإنهاك وملل _
روزاليا أنا كنت بقول عليك ذكية أقصد سامعة عرضك اللي جاية لحد هنا تعرضيه عليا وواثقة إني هقبله عشان متكشفنيش ليهم
اتجهت إليها روزاليا بخطوات ثابتة ثم مالت عليها تقول پغضب واضح وكأن عينيها اشتعلت فجأة بل و تجرأت تقبض بقوة فوق ذراعيها و تغرز أظافرها پعنف محاولة چرح جلدها وقد نجحت _
انتفض آسر واقفا بأعين متسعة حين فعلت فعلتها و قد عقد سليم حاجبيه ممسكا ذراعه يمنعه عن الحركة وهو يعلق قائلا ولازالت عينيه على الشاشة و قد فرغ فاهه پصدمة _ إيه داااا
عادت مقلتي آسر إلى الشاشة و بدأت بسمة صغيرة ترتسم فوق شفتيه حين وجدها تركلها پغضب و تقف مستقيمة تدفع جسدها بقوة إلى الحائط و تقول پغضب بالغ _
ضغطت بركبتها فوق معدتها بقوة أكبر مما جعل عينيها تجحظ من هول صډمتها و الألم معا ثم قالت و هي تدفعها من كتفيها مرة أخرى للحائط و قد غرزت أظافر يدها بعنقها تمنع عن رئتيها التنفس پغضب واضح _
أنت عضمة كبيرة و مش هتستحملي وأنا مبتفاهمش مع قلة الأدب غير بقلة أدب أكبر منها ساااامعة
أنا مش أميرة إيدك لو اتمدت عليا تاني هكسرهالك
وعلى الطرف الآخر رغم انبارهما برد فعلها إلا أن كلماتها الأخيرة كانت بمثابة دلو مياه انسكب فوق رأسيهما هل هي على علاقة ب أميرة كاد سليم يتحدث وهو يشير پصدمة إلى الشاشة لكنه صمت حين أشار له آسر و ضيق عينيه يتابع حديثهن باهتمام بالغ
أما روزاليا حدقت بها پصدمة و كادت تسألها عن أبعاد معرفتها بعلاقة أميرة بها لكن اختصرت سديم عناء السؤال وقالت ساخرة _
فاكرة نفسك الوحيدة اللي تعرفي كل حاجة مش كدا انجزي وقولي عايزة مني إيه
استقامت روزاليا و ابتسمت لها تقول _
شكلك شاطرة أوي ياسديم و ذكية تفتكري واحدة بترتب كل السنين دي عشان تاخد الفلوس هتكون عايزة إيه
رفعت أصابعها و أشارت لها بعلامة دلالية على رغبتها بالأموال وقالت وهي تدلك عنقها بيدها الأخرى _
Money الأموال
أنا عاوزة تعويض عن بنتي الوحيدة اللي ضاعت مني
رفعت سديم حاجبها و قالت بهدوء _
أنا متأكدة من دا بس مليش علاقة بغرضك الخاص أنا اقصد عايزة مني أنا تحديدا إيه
اقتربت منها و قالت بلطف و هي تنظر إلى آثار أظافرها فوق ذراعها _
sadiem you are genius سديم أنت عبقرية
عشان كدا هكون صريحة معاك أنا عايزة حق بنتي اللي ماټت العيلة دي دمرتني زمان وهما السبب في كل اللي حصلي أنا وبنتي و مش هسيبهم غير وهما متدمرين زيي و أولهم عاصم
هكذا يتضح الأمر جيدا لها بالتأكيد هذه السيدة لا تحتاج إلى الأموال لقد رأت بعينيها حين تتبعت أميرة ثرائها الفاحش و الحراسة حول مكان تجلس فيه بعض الوقت إذا هي ترغب بالاڼتقام
أجابتها سديم ساخرة _
وأنا مطلوب مني إيه في قصة اڼتقامك المبجلة
نظرت إليها روزاليا بإعجاب ثم ابتسمت و قالت غامزة بإحدى عينيها _
نو سديم دا مش وقته دلوقت مطلوب منك تقوليلهم يجهزوا لمامي بتاعتك أوضة لأني عاوزة ارتاح
رفعت حاجبها الأيسر و سألتها باستهزاء _ و أنت معندكيش بيت تقعدي فيه
نظرت إلى أظافرها و ردت عليها ببرود _
نو فيه بيت بس أنا قررت اقعد هنا مع عيلتي ونفتكر كلنا ذكريات زمان
أدركت سديم أنها لن تفصح عن مخططها الاڼتقامي بل وأنها سوف تحسن استغلالها في هذا المكان و من حديثها الآن هي تهدف إلى إثارة ڠضب آسر الذي لن يقبل بتواجدها هنا لحظة واحدة ماذا تفعل الآن إن رفضت سوف تضع خطتها في مأزق خاصة أنها تحاول كف الأڈى عن الصغيرة و إن وافقت سوف تتورط معه بل تؤلمه برؤية هذه اللعېنة كل صباح
قاطعت روزاليا شرودها و قالت بنبرة ساخرة _
هااااي أنا هنااا يلاا اطلعي قوليلهم
ابتسمت لها سديم وقالت بمكر _
تؤ محدش مننا هيقول حاجه وأنت هتروحي بيتك دلوقت
كادت تعترض لكن أكملت سديم بهدوء _
شوفي ياروزاليا أنا مبحبش الأوامر ومبحبش الصداع أنت محتجاني عشان ټنتقمي زي ما بتقولي أو أيا كان و أنا مش عايزة حد يعرف دلوقت غير لما أخد اللي أنا موجودة هنا من شهور عشانه يبقا تسمعي كلامي للأخر وتاخدي بعضك وتمشي أصل بالمنطق كدا أنا مجبتش سيرتك من ساعة ما ظهرت ليهم فجأة تظهري أنت و منغير أي مبرر هعيش مع بنتي لكن لو مشيتي دلوقت هعرف أبرر إني كنت مختلفة معاك وجيتي تحاولي ترجعيني وأنا رفضت وبعدها اطلب وجودك معايا لكن مش هينفع نحطهم قدام الأمر الواقع مهما كانت مكانتي عندهم في احتمال كبير يرفضوا و مش بعيد يقولولي خلاص روحي معاها وأنا مش هغامر بتعبي دا كله عشانك
ظهرت علامات الاقتناع على ملامحها بل شعرت أن هذه الفتاة لها منطق قوي و عقلية جيدة للغاية ناهيك عن بعد نظرها تجاه الأمور اعجبتها كما اعجبت الرجلين المتابعين للحديث و طريقة سيطرتها على هذه الخبيثة وتمكنها من صرف فكرة تواجدها معهم ببضع كلمات وها هي تنصاع إلى حديثها و تنصرف من اتجاه باب الحديقة معها على اتفاق بلقاء آخر في الصباح الباكر
أردف سليم بشك و هو يصرف عينيه عن شاشة المراقبة و ينظر إلى ابن عمه موجها حديثه إليه _
طيب وهي رفضت إنها تقعد معانا ليه وهي متعرفش حاجه عن ماضيها أكيد محدش حكى ليها علاقتها بينا كانت إيه بالعكس دي بتتهمنا إننا السبب في مۏت بنتها وټدمير حياتها
جلس آسر فوق المقعد وقال عاقدا حاجبيه _
معرفش يمكن خاڤت توافق و هي مش قايلالي و خاڤت ترفض تتورط معاها أصلا كويس إنها عرفت تخرج من تحت إيدها منغير ما تبتزها وتبدأ تتحكم فيها
هكذا كان حديثه الخارجي أما داخله كانت الحيرة تسيطر عليه هو على يقين أن هذه الفتاة لن تنتظر تصريح منه بل أن لديها ما يكفيها من الثقة و التبجح لفعل ما شاءت وقتما أرادت لكنها غريبة و تتصرف بغرابة بالفعل
سيطر الصمت عليهما إلى أن حمحم سليم ثم قال بخجل طفيف _
أنت مزعلتش من كلامي في المستشفى مش كدا أنا عارف إن هدفك خير بس إحنا ملناش نحجر على عمي عاصم و نتصرف مكانه يا آسر صحيح هتبقا صدمة جامدة عليه بس أكيد مش هيعيش العمر كله فاكر بنته موجودة من حقه يعرف و أديك شايف الدنيا بتتعقد كل شوية إزاي مش هنكر إن تصرفها كان كويس لما خرجتك من الصورة و مورطتتكش مع روزاليا بس برضه إحنا منعرفهاش ياآسر عشان نثق فيها
عقد آسر حاجبيه وقال باستنكار وهو يشير إلى الشاشة _
أنت لسه شاكك في سديم بعد اللي شوفته بعينك
رفع سليم حاجبه الأيسر و استقام واقفا يقول بنفور واضح _
أنت اللي مآمن ليها زيادة عن اللزوم وناسي إنك جايبها بالفلوس تمثل و اللي بتعمله دا حتى لو كان في صالحك ملهوش أي مسمي عندي غير إنها بتعمل شغلها اللي قبضت تمنه دا دورها و قامت بيه ومش بعيد تكون عارفة إن فيه كاميرا في اوضتها وعملت دا قصادنا عشان تقابل روزاليا برا وتتفق معاها ضدك البنت دي ذكية لدرجة تخدع روزاليا أنت متخيل مدى بشاعتها
استقام واقفا هو الآخر وأردف مدافعا عنها _
سديم كان في ايدها تضرني دلوقت ومعملتش كدااا وكان ممكن تسيبها على فكرة تقعد معانا الموضوع مش هيضرها
عقد سليم حاجبيه و سأله بترقب و تردد _
تضرك دلوقت أنت حكيت ليها حاجة عنك ياآسر
استند بيديه إلى مكتبه ونكس رأسه رافضا الرد على سؤاله و قال بهدوء مغمضا عينيه _
أنا محتاج أنام لأني مجهد و متنساش تأكد على الراجل اللي كلمته يدورلنا على علاقة روزاليا بأميرة نشوف إيه حكايتها دي كمان
كانت تقف بالخارج تستمع إلى النقاش بأكمله و فرت مسرعة حين شعرت بحركة أقدام سليم اتجهت إلى غرفة الجدة رافضة أن تنساق خلف هذا الحديث السيئ بحقها يكفيها تخبط بتلك الفترة
نظمت أنفاسها أولا ثم طرقت الباب و دلفت على الفور تقول بهدوء _
روزاليا مشيت بس معرفتش اتكلم مع آسر و سليم
ابتسمت لها الجدة و أردفت بلطف و هي تضع يدها على الفراش بجانبها _
تعالي اقعدي ياحبيبتي معلش سليم هياخد وقته ويهدى سيبك منه ومن كلامه التقيل على فكرة هو و آسر