روايه جديده بقلم فاطمه يوسف
طايرة منيها علشان تصدقيني بس .
ضحكت سكون بشدة على مشاغبتهم وتحدثت
_ كيف القمر والله يارحمة وروحك حلوة شبه مكة اختي بالظبط هي كمان بتحب الضحك والهزار والمشاغبة فينا ليل نهار .
هزت رحمة رأسها بكبر مصطنع ورددت وهي توجه كلماتها الى سكون عبر السماعة
_ تشكرات اختنا سكون والله عارفة إكده بس أني مش بحب اتكلم عن خفة دمي وروحي الحلوة كتير .
_ طيب خلي عندك شوية من الاحمر عاد وفارقينا بقي .
رفعت حاجبها قاصدة مضايقته باصطناع وجلست على تخته وتحدثت وهي تلوي خصلات شعرها حول يدها
_ والله أني عجباني القعدة اهنه ياأخوي اتوحشتك كتييييييير.
نظر اليها پغضب وهو يشير إليها بعيناه أن تخرج ولكنها قامت من مكانها وهتفت بصوت عال قاصدة إسماع السكون
استمعت سكون إليها بتركيز مصاحب بالابتسامة فهي تتحدث عن تفاصيل عمران فهي حلمت كثيرا أن تعرفه وتدخل في أعماق يومه وتشاركه لحظاته الحزينة قبل السعيدة
واردفت بشموخ يليق بعمرانها
اتسعت مقلتي رحمة من كلام سكون وهتفت بذهول مصطنع
_ حتى إنتي فهمتيني صح قصدي غلط ياسكون أنا بايني مليش حظ في البيت ده .
اجابتها سكون بنفي
_ لااا ده إنتي سكرة خالص يارحوم والله حبيتك قوووي ومن دلوك ومن قبل ماشوفك
منحرمش منيكي ياحبيبتي.
شكرتها رحمة على ذوقها ورقتها في الحديث وتحركت صوب الباب للخروج وهي تبلغ عمران
_ الحاجة زينب بتبلغك إنها لبست وفي انتظارك تحت وبتقول لك شهل ياعريس علشان منتأخرش علي البنتة الزينة .
ألقت كلماتها وأغلقت الأبواب وهبطت الأدراج بإزعاج كعادتها
_ خلاص هسيبك بقي تشوف حالك واني كمان اختي الكبيرة وصلت بولادها هخرج وأشوفها وكمان هشوف هعمل ايه .
هز رأسه باستحسان وتحدث
_ تمام ياحبيبي خلي بالك من نفسك على ماشوفك ونتمم أول فرحتنا على خير مع السلامه يانبض القلب .
ابتسمت بحالمية وأردفت
_ مستنياك في رعاية الله .
في منزل سكون دخلت إليها مها أختها بطلتها البهية كعادتها فهي تعشق الاهتمام بنفسها ثم جرت اليها وألقت نفسها داخل احضانها وهي تردد بوحشة
شددت سكون من احتضانها كثيرا ورددت بوحشة مماثلة
_ والله ما في حد قمر غيرك كفايه ريحتك اللي سابقاكي في المكان ھموت واعرف بتجيبي الروايح القمر دي منين ده انتي عامله ولا نجوم السيما يا مها يا حبيبتي .
اخرجتها مها من احضانها واجابتها وهي تربت على وجنتها بحنان
_من عيوني لحبيبه قلبي اجيب لك من كل حاجه ده انت تؤمريني امر يا طيبة يا جميلة.
دخلت مكة في الحوار وهي تستمع اليه من البدايه هاتفة باستنكار
_ايه ده بتقسموا الغنايم ولا ايه من غيري هو انا مش اختك زيها يا بت ابوي ولا اني بت البطة السودا اياك !
احتضنتها مها هي الأخرى بحنان بالغ فهي قد استوحشتهم كثيرا وتشتاق اليهم بشدة وهتفت بحنو
_كيف إكده ده يا حضرة الاعلامية اللي طالعه سلالم المجد وسامعة عنيها اخبار تسر العين والقلب المرة الجاية هجيب لك احلى برفانات لجل عيونك الزرق اللي بلون السما دول ويجننوا يا قمر انتي .
حركت سكون رأسها برفض ورددت بسماجة
_لا يا اختي ما تتعبيش حالك وتجيبي لها برفانات هترميها هي ما لهاش في الكلام ده نهائي ابعتي لي اني بس أني داخلة على جواز اهتموا بيا علشان ما يهربش مني في نفس اليوم .
اتسعت مقلتي مها بذهول واردفت
_هو مين ده اللي يقدر يهرب من الجمال والهدوء والأدب اللي متجمعين فيكي يا حبيبتي ! ده أمه دعياله في ليله قدر ان ربنا رزقه بالدكتورة سكون على سن ورمح .
ابتسمن جميعا وبدأن في تجهيز سكون لاستقبال عريسها والفرحة والسعادة تغمرهن جميعا اما والدتهن كانت في الخارج تجلس مع اخويها
مر الوقت سريعا واستعد عمران للقاء حبيبته هبط الأدراج بطلته المميزة فقد كان مرتديا جلبابا من اللون الأسود ويعتليه عمامه من اللون الابيض فحقا كان وسيما بالجلباب ولأول مره تراه سكون بذاك الشكل
استقبلته والدته وهي تحوم حوله بالزغاريد وتمسك في يدها المبخره وتردد
_ رقيتك واسترقيتك من عين كل اللي شافوك واللي هيشوفوك ولا صلوش علي النبي رقيتك واسترقيتك من عين زينب ومن عين حبيبة ومن عين رحمة ومن عين رحمة وكمان من عين رحمة ومن عين وجد ومن عين سلطان ربنا يحميك من العين يانضري .
أصدر الجميع سعالا شديدا بسبب كمية الدخان الصاعدة من البخور وهتفت رحمة بامتعاض
_ اشمعنا اني ياماما اللي من عين رحمة عشرين مرة ! والله إكده ظلم ده أني كيوتة ومش بحسد خالص اني بس عيوني هتاكل المز العريس ده وكل ياناس ياخراشي علي الهيبة ياعمران ياخوي والله العروسة هيجرى لها حاجة .
صعقټ الحاجة زينب من حديث والدتها وألقتها بالشال الخاص بها في وجهها وهي تنهرها
_ اكتمي عاد يابت يام عيون صفرا إنتي عينك هتجيب ولدي الأرض اكتمي يابت
وتابعت حديثها وهي تخمس في
وجهها وتربت على ظهر ولدها
_ الله اكبر عليك ياولدي خمسة وخميسة .
كل ذلك في حضرة تلك الوجد التي تتابع ذاك الموقف بقلب ينحسر ويتوجع ألما مريرا كالعلقم في حلقها
كانت عيناها تأكله وتود أن تسحبه من يداه وتهرب به في عالم لايوجد به غيرهما
ودت لو كانت مكان سكون الآن وكانت هي عروسه بدلا عنها فحقا كانت ستسعده وتريه من عشقها ألوانا وتسقيه من شهدها أنهارا
ولكن هي الآن متحسرة عليه وقلبها ينكوي نيرا نا بالغيرة التي تح رق داخلها
ووقفت أمامه ونظرت إليه بعيناي يكسوها الدمع ولم تخشى من حولها مرددة
_ مبروك ياأستاذ عمران ألف مليون مبروك ربنا يتمم لك على خير وتبقى عروسه الهنا.
وقبل أن تمد يداها فهو لايحبذ لمستها نظر ورائه وهو يردد مباركتها بخفوت
_ الله يبارك فيكي أمال فين أبوي الحاج سلطان يا أمي
كادت أن تجيبه إلا أنهم استمعوا الي صوته وهو يهبط الأدراج والفرحة تسكن عيناه بغزارة
_ اني نازل أهه ياولدي يالا بينا نتوكل على الله ولد عمك مستنينا برة والحاج سلمان والحاج سعيد خالك يالا .
خرجوا جميعا عدا تلك الوجد فهي لن تذهب معهم في ذاك الاتفاق فهي ليست لها صفة بينهم وخرجت ورائهم وعادت إلى منزلها تتحسر وتتوعد داخلها آلاف الويلات له ولعروسه ولأبيه وأمه ولجميعهم فهم جميعا في نظرها كسروا قلبها
بعد مرور نصف ساعة وصل الجميع منزل العروس في طلة ټخطف الأنظار فهم لهم هيبة عرفوا بها في تلك البلدة تهافتت الزغاريد من مها ورحمة وزينب ودوت أرجاء المكان
صعدوا جميعهم في غرفة الاستقبال الواسعة في شقتهم وبعد السلام والترحاب تحدث سلطان
_ إحنا جايين النهاردة نطلب يد الدكتورة سكون لولدي عمران وجاهزين ومستعدين لكل طلباتكم وعنينا لبتنا واللي تأمر بيه طلباتها كلها مجابة .
تحدث مسعد الأخ الأكبر لماجدة مبتسما
_ واحنا يشرفنا وجودكم ياحاج سلطان ده إحنا النور والهنا زارنا بوجودكم وسطينا.
واحنا مهنطلبش حاجة زيادة عن الناس والأصول واللي تقولوا عليه ماشي إحنا بنشتري راجل ولد أصول .
ابتسمت زينب لقناعة ذاك الرجل التي أحستها من كلماته وشعرت براحة اجتاحت أوصالها لذاك المنزل وكانت جالسة متشوقة لرؤية العروس التي خطفت قلب عمرانها
اتفقوا على كل شئ الي أن تحدث عمران مستئذنا من أبيه
_ بعد إذنك ياحاج سلطان أني عايز أتجوز بعد تلت شهور ملهاش عازة الخطوبة الطويلة أني جاهز وأظن الدكتورة جاهزة فنتوكل على الله .
استحسن سلطان حديثه وهتف بموافقة
_ علي خيرة الله ياولدي احنا طلعنا أهل وأني ممانعش بس الكلمة الأولى والأخيرة لخالها اللي في منزلة والدها
وتابع كلماته وهو ينظر إلي مسعد مرددا باستفسار
_ ها قلت ايه في طلب عمران يامسعد اموافق ولا ليك راي تاني
نظر مسعد الي اخته وأشارت إليه بابتسامة استنتج منها الموافقة وردد بمباركة
_ مبروك ياعريس على خيرة الله مفيش داعي نأجلوا الفرح .
هز سلطان رأسه باستحسان
_ على خيرة الله نقروا الفاتحة بقي .
هنا هتفت زينب قائلة بلهفة وعيناها تتلفت في المكان
_ طيب مش تحضر العروسة نسلموا عليها وتقرى فتحتها ويانا ولا ايه ياأم مها
قامت ماجدة من مكانها وأجابتها بابتسامة
_ من عيوني يام العريس هجيبها طوالي .
أما داخل المطبخ كانتا تقفن الثلاث بنات وسكون في حالة خجل وتوتر شديد في تلك اللحظة التي لم تتوقع خجلها وتوترها بتلك الدرجة
فتحدثت مها إليها والتي كانت تتابع الاخبار وتستمع إليهم
_ جهزي حالك ياعروسة هتخرجي دلوك لعريسك ياقمر .
أمسكتها سكون من كتفيها وهتفت بتوتر بالغ
_ له اني متوترة اووي اووي يامها متسبنيش أخرج لحالي قدام الناس داي كلياتها .
ربتت مها على ظهرها ورددت بطمئنة
_ له اجمدي إكده هي الثواني الأولى وهتاخدي على الجو والمكان والتوتر داي هيمشي كلياته يالا اخرجي بالعصير وأني هخرج بالجاتوه .
رأتها تقف كما هي بتوترها فلكزتها على كتفيها قائلة
_ يالا ياداكتورة همي عاد علشان ميقولوش علينا قلالات الذوق .
حاولت أن تهدأ من توترها وعدلت من ثيابها وحجابها وحملت المشروبات بيدين ترتعش وهي تتهادى في خطواتها كي تتفادى الوقوع
خرجتا اليهم وفور أن رأتهم ألقت وجهها أرضا من شدة خجلها ثم مرت على الرجال أولا بالمشروب حتى وصلت إلى زينب والتي فور وقوفها أمامها حتى نطقت بتكبير
_ الله أكبر ماشاء الله عروسة كيف القمر ياولدي تعالي اهنه اقعدي جاري يامرت الغالي .
وتابعت حديثها وهي تنظر إلى عمران مرددة بابتسامة
_ زينة الصبايا ياولدي دخلت قلبي من أول ماشفتها ربنا يبارك لك فيها ويتم لكم على خير ياضي عيني.
تحمحمت سكون بهدوء وأردفت بصوت خاڤت
_ شكرا ياحاجة ده من ذوقك الجميل.
_لاااااا اني
من اليوم تناديني بماما زيك زي رحمة وحبيبة يابتي.... جملة اعتراضية نطقتها زينب لسكون وهي تنظر لها بمحبة نابعة من قلبها وأكملت
_ ده أني مستنية اليوم ده من زمان قوووي ياحبيبتي ده إنتي هتنوري دارنا .
أنهت كلماتها وهي تجذبها من يدها تشدها الي أحضانها وبدور سكون شددت من احتضانها وهي تردد بطاعة
_ حاضر ياماما الحاجة .
لم تستطيع النظر إلي عمرانها كي تراه أو تملي عينيها من طلته وظلت على خجلها وتوترها
أما هو لم تطلع عيناه فقط بل خصص كل حواسه لرؤيتها العين تنظر لطلتها والقلب يخفق غراما لعبيرها والروح تستعد شوقا لحديثها فطلتها