روايه جديده بقلم فاطمه يوسف
ياقلبي بس انتي ضايقتيني بكلامك
لاحظ تعجبها فأكمل هو
_ ايون يعني اني بمثل عليكي الحب مثلا ! طيب بذمتك يامكة واحد في مكانتي الفنية هيستحمل منك اللي استحمله ده كله ليه ! علشان بس يقضي معاكي لحظة صفا وبعدها يفر ولا علشان يخطف قلبك ويسيبك وېغدر
وتابع حديثه وتبدلت نظراته من ملامة لها إلى عاشقة وبنبرة متيمة اعترف لها
أخذت نفسا عميقا ثم زفرته بهدوء وتابعت باستفسار
_ طيب انت نسيت مشكلتنا وسرحت في عالم تاني خالص هنعمل ايه فيها
استوعب سؤالها واردف بنبرة عاشقة متجنبا خۏفها
_ طيب هو في أحلى ولا أجمل من العالم اللى أنا سرحت فيه
اتسعت مقلتيها بذهول من حديث ذاك الآدم وحتما سيجعلها تطبق في رقبته الآن من طريقته ثم هدرت به
ابتسم بمشاغبة ثم أردف
_ الله شفتك النهاردة بجميع حالاتك وكلهم في وقت واحد بذمتك أنا مش متمكن بردو
قال كلمتها الأخيرة وهو يغمز لها بطريقة جعلتها تبتسم ثم أكمل
_ ايون كدة ياشيخة اضحكي خلي الشمس تطلع والدنيا تنور خلي القلب يدفى بعد البرد اللي عشش جواه .
_ طيب ممكن نشوف المشكلة ونحلها الأول وبعدين نشوف جنانك ده وهنشوف هنكمل مع بعض في الجواز ده ولا .... لم يتركها تكمل ووضع يداه مرة أخرى على شفاها ناهرا إياها
_ متكمليش يامكة مش هسيبك ورب الكون ماهسيبك
ثم جذب وجهها إليه وأنهال علي شفتيها بعشق ووله مصاحبان لقليل من العڼف في قبلته بسبب ټهديدها له بالابتعاد فلم يشعر بحاله وهو يقبلها بذاك الع نف الذي آلمها
_ والله لو عملت اكده تاني لاهم وت نفسي وأريحها واريحك مني وأريح الدنيا كلياتها
ثم استرسلت ودموعها التمعت داخل عيناها
إتسعت عيناه خوفا فأشار إليها بكفيه وقال
_ خلاص خلاص نزلي الإزازة دي وأنا والله ماهعمل كدة تاني بس أرجوكي اهدي وصدقيني أنا مش بحلف كڈب .
رمت عنق الزجاجة المحطمة على المنضدة ثم لامها
_ بقى كدة يامكة والله حرام عليكي بجد .
لم ترد عليه ولكن لاحظ نظراتها للزجاجة مرة أخرى
وكأنها تهدده ثم نفخ بضيق من أفعالها المتهورة ولكن حاول تهدئة حالها ثم أمسك حجابها ويليه نقابها قائلا
_ اتفضلي البسي الحجاب ولمي شعرك كويس جدا والبسي النقاب وخلي اعصابك هادية علشان هنطلع البث المباشر واعملي حسابك بردو هتمسكي في ايدي طول البث علشان متتهوريش قدام الكاميرا
ثم أدلى عليها تعليماته وما سيقولاه في البث وأطاعته بكل شيئ وبالفعل بعد دقائق بدأ البث وذكر فيه كل ما قالته له أخته بالتفصيل وبدأت المباركات تنهال عليهم بالآلاف وفي نهاية البث نظر إليها وأمام العالم أجمع وهو ينظر داخل عيناها
_ وفي النهاية احب أقول لمكة قدام العالم كله اني مش بس بحبها علشان مكتوب كتابنا لاااا انا بحبها علشان هي أعظم انتصاراتي هي كل حاجة حلوة حصلت لي في حياتي وبوعدها قدامكم كلكم اني عمرها ماهسيبها ولا هقدر أستغنى عنها ومن دلوقتي بعزمكم على فرحى منها بعد أسبوع يا أجمل جمهور وعيلتي التانية .
ثم أنهى البث بعد أن ودع متابعينه فدلفت هند ومها وسكون وعمران وماجدة فرحين بأن الغمة انزاحت فجذبوها إلي أحضانهم وانهالوا بالمباركات عليهم وهي بعد كل ذلك تشعر بالتخبط وعدم الارتياح ولكن ستترك امرها بيد الله يدبره كيفما شاء وليس احن على قلوب العباد من خالقها .
في نفس اليوم وبالتحديد في الساعة السادسة مساء في مكتب ماهر الريان جالسا وهو شارد الفكر يتذكر اليوم المشؤوم الذي مر في حياته فهو من الأساس لن ينساه
عاد بذاكرته إلى عشر سنوات من الآن وهو يتذكر تلك الليلة المريرة التى فقد فيها ابنته وهي ولدت للتو وأخذها بين أحضانه ولم تلبث عشر دقائق حتي فارقت روحها الحياة قبل أن تبدأ
وظل يردد داخله بحزن دفين
_لم يؤلمني التقدم بالعمر لأنه محتم بقدر ما ألمتني أمنيات شابت بداخلي لقد شاخ قلبي قبل عمري
نمضي في الحياة ولا نعرف أين نحن ذاهبون
نهرب من أشياء لا نعرف لما تطاردنا
نقوم بكل الأشياء المفروضة علينا إلا تلك التي نرغبها و بشدة
نتكلم كثيرا إلا الكلام الذي نود قوله نحبسه بداخلنا !
تائهون في حكايات مضت وأخرى نعيشها
مشتتون بين أمنيات نرغب بها وأخرى تاهت منا دون أن ندركها
معتادون على كل شيء حدث ويحدث معنا
مقبلون على الحياة دون أنفسنا
وبعد ..
إلى الأيام القادمة مري علينا بسلام فقلوبنا جدا متعبة ومرهقة
أرهقتها الحظوظ وأتعبتها تراكمات الأيام
فلاش_باك
فرح وهي تتوجع بشدة
_ الحقني ياماهررر بمووووو ت آااااااااه .
شعر بالذعر لحالتها ثم نقلها على الفور إلى المشفى وما إن رأوا حالتها حتى أدخلوها فورا إلى غرفة
العمليات وألح عليهم أن يدلف معها
ولبس الملابس الخاصة بالعمليات ودلف معها وهو ممسكا بيديها ينظر إليها به لع وهو مړتعبا من فقدانها
بعد ساعة كاملة من وجودهم في غرفة العمليات فقد كانت حالتها صعبة للغاية فهي قد تناولت عقارا مخدرا يؤدي إلى الۏفاة فلم يتحمله جنينها
ولكن سطر القدر كلمته وفارقت روحها الحياة وعادت إلى بارئها وهي مخطئة في أمانة روحها التي أهدرت فيها ونسيت انها أمانة ونسيت قوله تعالى ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا إن الله يحب المحسنين
أدمعت عيناه على فراقها رغم رحلة عڈابه معها أمسك ابنته التي ولدت للتو في أحضانه يشتم رائحتها يتلمسها برفق وحنان يكبر في أذنها ومع انتهاء اخر تكبيراته فارقت روحها هي الأخرى الحياة فلم تتحمل المخدر السام التي تجرعته والدتها
لاحظ شحوب وجهها فعلم أن قطارها وصل محطته الأخيرة قبل أن تنتهي أصوات صافرة تحركه
ظل ېصرخ بلا جدوى ولا فائدة على ضناه التي ماټت بين يداه قبل أن يجبر قلبه وتقر عيناه بها حلم السنين أن يكون أبا لأنه عاش ابنا وحيدا رحل قبل أن يتعمق ذاك الحلم ويبتسم له وكان ذلك نبض الۏجع الأول الذي ناله ماهر من الغرام ولكنه الۏجع الأكبر والقاسم للظهر .
عودة_من_الباك
دلفت رحمة إليه بملف القضية التي سهرت عليه فقد وكلها بتلك القضية أن تفهم مغزاها وتأتي له بالحل الجذري بها وحقا كانت صعبة
نادت عليه كثيرا وكثيرا ولكنه كان شارد مغمض العينين وفاق أخيرا من شروده وفتح عيناه اللامعتين بالدموع وفور أن رأته بتلك الحالة تخبط القابع بين أضلعها هل عا على معشوق الروح ومع ذبها اقتربت منه بلا هوادة وسألته بخ وف
_ مالك ياماهر وشك مقلوب اكده ليه ! في حاجة حوصلت لاسمح الله
بعينين قاتمتين وغض ب عارم على صوته
_ إنتي ازاي تدخلي المكتب من غير ما اديكي الإذن يابني آدمة إنتي !
تراجعت بضع خطوات للخلف وهي تنظر له پصدمة من طريقته الفظة معها ولكن ليس هذا مايزعجها فهي أصبحت تحفظه عن ظهر قلب فهي اقټحمت عزلته وهو في أشد حالات ضعفه ورأت عيناه اللامعتين بالدموع
إياكم أن تستحقروا دموع الرجال
فدموع الرجال لاتسقط الاعندما تكون فاقت الهموم فاقت قمم الجبال الرجل لا يبكي إلالسببين
الأول حين يفقد أحد والديه
و الثاني حين يعشق إمراة حد الجنون
ولاتكون من نصيبه
و يبكي الرجال لفراق الوطن وغياب الأحبة
يبكي الرجال عند ما يسقط كبريائه وعزته وتغلق الدنيا ابوابها عليه
يبكي الرجال عندما يكون كرمه اخضر
كان الجميع معه و عندما يبس الكرم تفرق الجميع و تركوه بمصائب
يبكي الرجال و لكن في العتمات وتحت الأمطار و على الوسائد لكن دموع الرجال لا تخرج من العين على الخد ف يراها الجميع بل تخرج من القلب وعلى القلب فتظهر التنهداات و النظرات و تجاعيد الوجه بياض الشعر ورجفة اليدين هكذا يبكي الرجال
ثم اصطنعت الزعل وتحدثت وهي تعطيه ظهرها تنتوي الخروج
_ تمام .
قام من مكانه بحدة وهو يركل الكرسي بقدمه مما جعله طار ناحية الحائط وأصدر ضجيجا أرعبها جعلها أدارت وجهها له ورأت علامات الڠضب لاتبشر بالخير على وجهه وفجأة اقترب منها وفاجأها بمسكه له من ذراعها لأول مرة يهزها بع نف وهو يهذي بكلماته الغاض بة وكأنها بفعلته تلك وضعت البنزين على الن ار مما جعل غضبه سريع الاشت عال
_ هو بمزاجك الدخول والخروج ! ولا انتم مفكرين انكم هتمشوا الكون على كيفكم .
علمت أنه الآن كان داخل قوقعة الماضي الأليم الخاص به وأنه ليس في عقله وحتما وجب عليها مجاراته كي تجعله يستفيق فهي قررت ان تجعله يخرج مافي صدره ويكبس على أنفاسه ولن يكن ذلك إلا باستفزازه
_ أه طبعا بمزاجي وعلى كيفي أنى حرة ياماهر وانت مليكش حكم عليا ولا صالح بيا .
هزها بع نف أكثر من ذي قلب فقد أشع لت الفتيل وأوقدت الح ريق داخله فلتتحمل ماذا يحدث لها الآن ثم ذهب ناحية الباب وأحكم إغلاقه مما جعل ناقوس الخ طر يدق على ناقوس جسدها وصارت لاتقوى على الحراك من هيئته
الغاضبة ولوهلة شعرت بحماقتها ثم عاد إليها ينظر إلى جسدها كالأسد الجائع وما إن رأى فريسته حتى انقض عليها أمسكها من ذراعها متحدثا بفحيح ولأول مرة ترى تلك النظرة
_ مين قال إنه بمزاجك يابت امبارح ! مش قبل ماتدخلي عش الدبور تشوفي الاول هتعرفي تتحملي قرصته ولا له
لم تشعره بالخۏف ولو لبرهة واحدة فهي رحمة المهدي ولم تعهد ذاك الخۏف وردت عليه بقوة
_ مين قال لك اني مهتحملش لااااا يبقى إنت متعرفنيش لا دبابير بخاف من قرصها ولا تعالب بخاف من مكرها ولا أسود بخاف من زئيرها الواهي اللي اعتادوا عليه علشان يخوفوا اللي قدامهم .
أنهت كلامها ثم ضغطت بحذائها ذو الكعب الحديدي على مشط قدماه بقوة غليظة لاتناسب جسدها الضئيل مما جعله افلت يداه من حركتها المفاجأة وتوجع قدماه ولكن لم يتأوه كي لايشعرها بضعفه وهي تردد من بين أسنانها بحدة
_ خليك بطل