الأربعاء 27 نوفمبر 2024

بقلم مياده مأمون

انت في الصفحة 8 من 33 صفحات

موقع أيام نيوز


في حته هاخدك معايا. 
طيب هاقعد معاك بس هانجيب المم احنا الاتنين منين انت وبتذاكر يبقي لازم انا اشتغل. 
ايوه وبتشتغل ايه بقي يا فتك افندي انت 
بشتغل مرسال عند الحج عدلي العزيزي تسمع عنه
الحج عدلي العزيزي اه طبعا عارفه دا يبقي صاحب مهران الانتيم ومعروف عنه في البلد انه شغله مش تمام! وانت بقى بتشتغل عنده مرسال ازاي يعني 

يعني بيبعتني بشنطه فيها شوية بكتات صغيرة كده وانا اوزعها علي ناسه والم الغله بتاعته وأرجعها ليه تاني. 
لأ ثواني كده أقعد بقى شوية وفهمني الحوار كله براحة عشان انا مش فاهم حاجه خالص. 
يووووه احنا لسه هانحكي بص انت تسيبني اروح دلوقتي
ولما ارجع نبقي نحكي مع بعض زي مانت عايز وهبقي ارسيك علي التيتة كلها. 
طب استني بس مش يمكن لما تفهمني اشتغل معاك! 
وقف وهو معطيه ظهره مزهول من تصريحه هذا. 
تشتغل معايا انت يا ابن الاكابر. 
هما فين الأكابر دول ما انت عارف اللي فيها يا حسن انت ناسي اني انا مابقاش حيلتي حاجه وكل مالي انا واخويا شفطه مهران في كرشه. 
عايز تعوض يعني يا بيجاد. 
طبعا انا لازم لما اخرج من الملجأ يكون معايا مبلغ اتسند عليه عشان أقدر اقف في وشه بقلب جامد واخد امي وأخويا من عنده وبعد كده أقدر ارجع املاكي حاجه ورا التانيه. 
طب وامتحاناتك والمذاكرة ولا ناوي تسيب المدرسه زيي. 
لأ انا هاكمل وهادخل الامتحانات واذا كان نصيبي اني اتحرم من كلية الشرطه زي ما ابويا كان بيتمني يبقي هدخل الحقوق وهاخد حقي يعني هاخده من مهران الالفي. 
كده طب يلا بينا. 
بس في حاجه عايز انبهك ليها قبل ما اروح معاك! 
في ايه تاني يا بيجاد 
بلاش تقول لعدلي العزيزي انا ابقي مين عشان اول ما هاتقوله هيقول لمهران وانا مش عايز احسسه بيا دلوقتي خالص
عيب عليك ودي بردو حاجه تفوتني انا اه مكملتش تعليمي بس بفهم يعني. 
مش بالعلام يا حسن صدقني. 
عارف يا ابا دا العلم في الراس مش الكراس. 
ها هم يصلو الي مقصدهم في هذا الليل 
اسفله يقف عدد مهول من اجسام ضخمه لرجال ذو عضلات كبيرة يتصدرون بوابة حديدية عالية. 
تقدم منهم احدهم ووقف امامهم مستفهم
يا مرحب يا حسن وجه جديد ده ولا ايه. 
اه حاجه زي كده. 
زي ازاي يعني ياض ما انت عارف احنا ماعندناش زي دي ياض! هو يا يبقي معانا يا يبقى علينا. 
معانا يا عم معانا وربنا
طب جاي ليه شاري ولا بايع
لاء يا سيدي ده هيبقي ديلر معايا بس الباشا بقي يشوفه الاول. 
اممم بس ماله شكله طري كده!
ثم مد يده قاصد وضعها علي عنق بيجاد من الخلف.
اسمك ايه يا شاطر 
بدوره رد كفه قبل ان يلمسه ونفضه من عليه وهو يجيبه برعونه وثقه بالنفس
اسمي بدر وبالعكس انا مش شاطر دا انا غبي وغبي قوي كمان. 
لأ جدع ياض طب استنوا لحد ما ادخل اقول للحج عدلي انكم هنا. 
هاه هم يقفون امامه وهو جالسا يخرج من انفه ادخنة الارجيلة ويشير عليه بأصبعه بتكبر ملحوظ. 
مين ياض يا حسن اللي انت جاي وجره وراك ده 
صاحبي يا حج عدلي وجاي قاصدك في شغل معايا. 
يا ما جاب الغراب لامه يا خويا علي اساس اني فاتحها تكيه. 
هذه المره اجابه بيجاد برعونه قبل ان يتذلل له صاحبه. 
خلاص يابا ولا تزعل نفسك الارزاق علي الله واعتبر اني ماجيتش هنا من أساسه. 
الټفت ليذهب من امامه ليحك الاخر ذقنه بريبة ويهتف فيه. 
استني ياض انت! لف وتعالي أقف جنب صاحبك تاني كده. 
رجع بيجاد مكانه ووقف بجوار صديقه وزاغت عينه بعيدا عنه بمراوغه. 
انا شوفتك فين قبل كده ياض
انت 
ليضحك حسن بسخرية محاولا تشتيت افكاره ويهتف
وهاتشوفه فين بس يا عم الحج دا تربية الملجأ من صغره. 
لأ انا متأكد اني اعرفه الوش ده شبه حد انا عارفه كويس اوي بس للأسف مش قادر افتكره! 
علم انه ربما يتذكره فهو أصبح صوره طبق الاصل من اباه وربما يأخذ من عمه بعض الملامح في شبابه. 
بس انا اول مره اجي هنا واقابلك. 
امم مش عارف ليه حاسس ان وراك حكايه
انا عارفها كويس اوي. 
حاول حسن مره اخري ان يجذب انتباهه
حكايه حكاية ايه بس اللي هاتعرفها
يا حج عدلي دا واد غلبان تربية الملجأ من صغره 
بص لو قلقان منه ومش عايزه خلاص اعتبره مجاش من أصله. 
بس ياض انت بطل غلبه هو انت اللي هاتقولي اشغله ولا امشيه. 
لا لاء براحتك خالص يا عم الحج شوف اللي انت عايزه طبعا واحنا علينا التنفيذ. 
قولتلي اسمك بدر ياض! 
ايوة
وبقيت اسمك ايه بقى 
نظر في عينه بكل ثقة واجابه متعمدا الا يهتز امامه. 
ماعرفش غير بدر وبس. 
امم زرع شيطاني يعني
كاد ان ينقض عليه ولكن الاخر تمسك به ضاغطا علي يده حتي يتروي. 
ابتسم له ليعلمه بأنه لن يستفز. 
تقدر تقول كده يا حج. 
وهاتعرف بقي تشتغل شغلنا ده يا سي بدر أفندي. 
جربني لو ماعرفتش بقى يبقي يا دار ما دخلك شړ. 
لأ يا حبيبي احنا دارنا كلها شړ واللي بيدخلها مش بيخرج منها تاني الا علي ضهره
طبعا. 
وانا اضمنهولك برقبتي يا عم الحج صدقني مش هاتندم. 
ماشي نجربه يا حسن اما نشوف مجايبك يا خويا خده ياض يلا وروحو استلموا الاكياس طبعا مش محتاج اعرفك ان الكيس اللي يضيع فيه رقبتك. 
عارف يا حج اطمن ماتخافش
طب ابقي عرف صاحبك بقي يا فالح ويلا اتكلو من هنا. 
ذهبوا من امامه وهو مازال يعصر زاكرته ويراجعها جيدا حتي يتذكر اين رأي ذلك الوجه المألوف جدا بالنسبة له. 
دقه المستمر علي باب الغرفه كاد ان يدمره ظل ېصرخ ويتعصب من الداخل ولا احد يجيبه. 
وقف في الشرفه ينادي حارسهم المسن بعض الشيء ليأتي اليه ويقف اسفلها 
حماد حماد انت يا حممممماد. 
نعم يا سي زياد عايز حاجه 
اطلع افتح الباب ده. 
اسف ماقدرش ماعنديش اوامر بكده يا بني. 
انت بتستهبل يا راجل انت هو انا هافضل محپوس كده 
والله يا ابني ڠصب عني سي بيجاد قال ان الباب مايتفتحش الا لما هو يأمر بكده. 
وانا بقولك لو مافتحتش الباب ده هانط من هنا انت فاهم. 
ارجع يا زياد بيه السور عالي يا ابني كده ممكن يجرالك حاجه. 
لمحه الاخر وهو يترجل من سيارته واقفا اعلي سور الشرفه
فنظر اليه ساخرا منه وهو يبتسم ابتسامة باردة. 
مش لايقه عليك الشقاوة دي يا دوك خلي الصياعه لناسها. 
ماشي يا عم الصا.. وانت بقي هاتفضل حابسني لحد امتي انشاء الله 
لحد ما تعقل وتشيل بنت العزيزي من دماغك. 
وانا مش عيل صغير عشان اقولك نعم و حاضر من غير ما افكر بقولك افتح الباب ده عايز اروح كليتي
تركه دون رد ودلف للداخل صاعدا الي هذا الباب الموصود بينهم وفتحه ووقف امامه. 
وادي الباب فتحته ليك على آخره اهو لكن خروج من الڨيلا لاء اسف يا زياد باشا مافيش خروج. 
ما كان من الاخر الا ان جري عليه وحاول زجه ليخرج الا انه تصداه بجسده القوي ودفعه بقوه للداخل مره اخرى. 
قولت مافيش خروج من هنا يا زياد الا علي المطار يا ريت بقي تهدي ومتحاولش تتعب نفسك وتتعبني معاك. 
جلس منحني علي الارض ولم ينظر الي اخيه وهمس
حاضر يا بيجاد هاسافر بس سيبني اخرج حتي اروح اودعها يا أخي. 
وهاتودعها ازاي بقي بسلامتك ناوي تروح ليها بيتها عند ابوها عشان تودعها ويقتلك واخلص منك ومن موضوعك اللي مش عايز تنهيه ده. 
انا هاتصرف بس ورحمة امك سيبني اشوفها لأخر مره. 
جلس أمامه وقڈف بين راحتي يده بعض الأوراق وجواز السفر الخاص به. 
ورحمة امك انت ما هتخرج من هنا الا علي المطار خلاص ورقك اتحول علي جامعة والسفر خلال تلات ايام 
وصدقني انا مش بعمل كده عشان اتحكم فيك لاء انا بحميك وبحافظ عليك من الغدر يا اخويا. 
جلس امامه حاسوبه يتحدث معها ويشاهدها
عبر شاشته. 
خلاص يا حبيبتي انا حجزت ليكي علي نفس الطياره اللي هاكون مسافر عليها لبريطنيا بكره بليل. 
ازاي بس يا زياد طب انت وبتقول ان أخوك حولك ورقك علي الجامعه هناك لكن انا هاعمل ايه بس في دراستي. 
عادي جدا يا سارة احنا ممكن اول ما نوصل هناك احول ليكي كل حاجه عن طريق النت. 
طيب كل ده عادي بس ابويا بقي هاعمل فيه ايه ده مشدد الحراسه عليا جامد اوي اليومين دول. 
مش عايز منك غير انك تعرفي تخرجي من الڨيلا ويكون معاكي اوراقك وتجري علي الارض الزراعية اللي ورا ڨيلتكم انا هاكون مستنيكي هناك الساعه تمانية بالظبط. 
مش هاقدر يا زياد انا خاېفه. 
لو بتحبيني هاتقدري خلاص يا ساره دي اخر فرصه لينا عشان نكون مع بعض على طول. 
حتي لو انا عرفت اخرج أخوك هايسيبك تخرج لوحدك انت وابنه من غير حراسه ازاي بس 
أنا هاتصرف هحاول اخلي يامن يركب في عربية الحرس واسبقهم شوية لحد ما اوصل ليكي بس انتي حاولي متتأخريش بقى ها يا حبيبتي اوعي تتأخري عليا يا سارة 
حاضر يا زياد حاضر. 
نعود بالزمن للخلف حتي يتذكر ما مر به من صعوبات بعد ان تخرج من دار الايتام
وتعلم هذا العمل الاجرامي بكل مهاره 
بل واكتسب ثقة عدلي العزيزي جيدا وكاد يجزم انه لايقوي عن التفريط به هو وصديقه 
ولكنه حرص طيلة هذه المدة ان لا يلفت الانظار حوله وخصوصا عيون عمه الذي استشاط غيظا حين اختفي عن نظره بعد تخرجه من دار الايتام ولا يعلم عنه شيء اين ذهب وكيف يعيش 
ولماذا لم يحاول ان يأتي ليزور والدته التي يعلم جيدا بأنه اذا علم بما هي فيه لن تخمد نيرانه وستقوم الدنيا من حوله. 
وسيحاول الٹأر لها وحينها سيفعل هو ما يريد ويزجه داخل السجون. 
مع العلم للجميع أن هذا العم الماكر لم يكن يعلم أن ابن اخيه قد ورث منه المكر أيضا فهو دائم الزيارة والجلوس معها والاطمئنان عليها ومراعاتها جيدا دون أن بشعره بذلك
وبمعاونة من فرح ابنته والتي كانت تتعلق بي بيجاد بمرور الوقت اكثر مما سبق بكثير دون أن يشعر هو لذلك
اخذ منها مفتاح ڨيلتهم وأستقر بها دون ان يراه احد وبمرور عدة سنوات قد التحق بكلية الحقوق واتم دراسته بها. 
ظل هكذا الي ان تصادف ذات يوم وشاهده عمه مهران في ڨيلا عدلي العزيزي كان يتلقي منه بعض الأوامر وقبل أن يذهب هو وصديقه. 
اذا به يتعرف عليه جيدا وينظر اليه بغيظ مكتوم. 
من امتي وانت حاميه ومداريه عن عيني يا عدلي. 
قصدك علي مين يا مهران هو انت تعرف العيال دي. 
ماتلفش وتدور عليا عايز تفهمني انك ماتعرفش ان ده يبقي بيجاد ابن اخويا مراد 
وقف الاخر يعتصر جبينه باندهاش وهو يتذكر هذا التشابه الكبير بينه وبين ابيه وعمه. 
ايوا صح ابن مراد انا طول الوقت عمال اقول الواد ده
 

انت في الصفحة 8 من 33 صفحات