الأربعاء 18 ديسمبر 2024

روايه جديده بقلم رولا هاني الجزء الثاني والاخير

انت في الصفحة 4 من 12 صفحات

موقع أيام نيوز

يحاول منع ضحكاته العالية لتهتف هي بدهشةاية بتضحك لية!
تنهد بصعوبة بعدما سيطر علي ضحكاته ليتأملها قليلا ثم قال بأبتسامته الساحرةحتي و انتي مبهدلة كدة يا نسمة زي القمر..
نظرت ارضا من شدة الخجل لتهرب من شفتيها ابتسامة لم تستطع السيطرة عليها ليشعر هو براحة شديدة من أن رأى ابتسامتها التي دلت علي تقلبها لما قاله بالأضافة الي خجلها و حمرة وجنتيها اللتان خطڤا قلبه.
تذكرت هي أمر شقيقتها هاله فقالت بلهفهها يا فهد عرفت فين هاله
اختفت ابتسامته ليجيبها ببعض من الترددا..اة هي...فع..فعلا عند اللي اسمه عصام دة بس ا ا..اصل..
عقدت نسمة حاجبيها لتجيبه پذعربس اية اوعي يكون حصلها حاجة!
هز رأسه نافيا ليقول و هو يراقب تعابير وجهها التي تحولت للذهول اثرا لما قالهروحت علي عنوانه بعد ما عرفته و خدت شوية معلومات من البواب و اهمها انهم اتجوزوا..
هزت نسمة رأسها بهستيرية و صاحت بأنهيارلا انت كداب دي اكيد مش اختي دة اكيد حد تاني لا..
هز رأسه بأسف و هو يهمسللأسف هي و انا متأكد من دة..
التمعت عيناها بالدموع و همست برفض لتلك الفكرةيعني اية اتجوزت يعني اية!
ما أن لمح دموعها قفز بمهارة كعادته ليصبح قبالتها و هو يرفع وجهها من ذقنها لتنظر له بعيناها التي تهبط منهما الدموع بحړقة ليهمس هو برقة و هو يمسح دموعها بإبهامةمافيش حاجة تستاهل دموعك يا نسمة متعيطيش
ابعدت يده عن وجهها لتبتعد قليلا ليحمحم هو بحرج و هو يقول في محاولة منه لترتسم ابتسامة صغيرة علي وجهها الرقيق و أن كان لدقائقطب..طب بصي..انا هخليكي تشوفيها و تقعدي معاها كمان بس..بس اديني يوم بس اعرف اللي اسمه جوزها دة بيخرج امتي من البيت و بيرجع امتي و انا ياستي هخليكي تقابليها..
ثم تابع و هو يري تعابير الأمل ترتسم علي وجهها ليقول هو بسعادة لا توصفيلا ياستي اضحكي بقي متزعليش..
ابتسمت ببساطة لتقول بتوترطب..طب يلا اخرج و متتعودش تدخل الأوضة تاني بالطريقة دي ميصحش..اوعدني انك مش هتخش تاني بالطريقة دي..
ابتسم هو بمرح ليومئ لها قائلاوعد يا ست البنات..
ثم استدار لكي يخرج من النافذة كما دخل لتضع هي يدها بدهشة علي موضع قلبها الذي ازدادت نبضاته من دون سبب!
صباح يوم جديد..
تململت في الفراش بأرهاق شديد لتفتح عيناها ببطئ و هي تنهض لتجلس علي الفراش تقلب النظر بالغرفة و كأنها أول مرة تراها حتي لفت نظرها ذلك الباب المفتوح لتصيح پصدمةالباب دة كان مقفول اية فتحه!...
نظرت لنفسها و لملابسها جيدا لتطمئن انه لم يفعل لها شئ ثم همست بأستنكار و هي تحك مقدمة رأسهاهو انا ازاي محستش بيه لما جه بليل!...طب هو دخل الأوضة لية طيب!
زفرت هاله بحنق لتنهض من علي الفراش بتكاسل و هي تتجه نحو المرحاض لتنعم بحمام دافئ ثم ارتدت ملابسها لتمشط شعرها بأهتمام حتي خرجت و هي تبحث بنظرها عنه..
لم تجده ظنت انه قد ذهب لعمله لكن ما أن رأت باب غرفته مقفول علمت بوجوده بالبيت فتنهدت بضيق قائلةهو اية اللي لسة مخليه هنا مراحش الشغل دة لية!
اقتربت من غرفته لتمسك بالمقبض بتردد و لكن بنهاية الأمر ادارته ببطئ حتي لا يشعر بها لتجده غائص بسبات عميق اصابها بالذهول لما هو مازال نائم حتي الآن اليس لديه عمل!
اقتربت اكثر لتمعن النظر به و هو نائم و لم تشعر بنفسها و هي تجلس علي الفراش بجانبه لتمد يدها بتلقائية لتمسح بيدها علي
شعره الأسود الغزير بحنو تعجبت من حالها و مما تفعله لكن شعرت بأنها تريد أن تبقي اكثر معه بالغرفة تريد أن تبقي بجانبه شعور غريب يجتاحها لم تشعر به من قبل!
كيف لم تلاحظ ملامحه الرجولية تلك من قبل..ملامحه التي تأملتها لدقائق سړقت تفكيرها ليصبح ما يدور بعقلها هو فقط!...كل ذلك حدث بدقائق و لم تشعر بنفسها الا عندما تمددت بجانبه لتمتع بصرها به..
بينما هو مازال نائم بأرهاق بسبب عدم راحته طوال الليل او حتي نومه ليبقي بجانبها عندما كانت مريضة..
ظلت هكذا ما يقارب العشر دقائق حتي نهضت بخفة لتسير علي اطراف اصابعها حتي لا يستيقظ و قررت احضار وجبة الأفطار ليأكلا معا..
دلفت لغرفة الصغير لتوقظه ليستعد للذهاب للمدرسة لكن لم تجده بالغرفة فخرجت بتعجب لتقول بأستفهام موجهه حديثها للخادمةهو فين خالد!
اجابتها الخادمة ببشاشةسيف باشا خده يلعب معاه في الجنينة..
عقدت قمر حاجبيها بعدم تصديق لتتمتم بدهشةخده يلعب معاه!
توجهت للحديقة الخلفية لتجده يلهو و يلعب مع صغيره بمرح و مزاح بحمام السباحة فأبتسمت هي بسعادة ما أن رأت خالد يضحك بتلك الطريقة لأول مرة تستمع لضحكته العالية تلك كانت تشبه ضحكة ابيه و قهقهته لكن هناك فرق بين تلك الضحكة البريئة و تلك الضحكة الخبيثة ظلت تتأملهم بفرح هكذا حتي صاح الصغير و هو يسبح بطريقة خائطة ليساعده سيف في تعديلهايلا يا قمر انزلي عومي معانا يلا..
قبل سيف وجنه صغيره بحب ليقول بأبتسامة بسيطةبقولك اية ما كفاية كدة تعالي نخرج نفطر و نرجع نلعب من تاني انا انهاردة كله معاك
اومأ له الصغير و هو يخرج راكضا نحو قمر بسرور لتحتضنه هي بحنان لتقول بعبوس مصطنعكدة بردو بليت هدومي!
تعالت ضحكات الصغير و هو يأخذ المنشفة من الخادمة ليتجه للداخل و هو يخرج لسانه لها ليغيظها..
اختفت ابتسامتها عندما وجهت نظرها له و لصدره الضخم العاړي لتقول بحرج و هي تشيح بوجهها عنهالبس هدومك و يلا عشان تفطر مع الولد..
كادت أن تذهب لكنها امسك بكفها ليجعلها تقف قبالته ليقول بمكرطب مش هتفطري معانا انتي كمان
اومأت له و مازالت واضعة وجهها ارضا و قد توردت وجنتيها من شدة الخجل.
رفعت وجهها و هي لا تصدق ما استمعته اذنيها عندما قالشكرا..
ابتلعت ريقها و هي تحاول استيعاب ما قاله لتهمس بتعلثما..انت..قولت اية!
قهقه بصوت عال ليقول برقة اصابتها بالدهشة و هو يرفع احد حاجبيهشكرا..انتي امبارح قلتي كلام كتير من ضمنهم أني اقعد مع الولد وقت طويل افهمه و اعرفه و انا اقتنعت بيه..
ثم تابع بضيق تبين علي تعابير وجههانا بس اهتمامي ديما بيروح للشغل لدرجة أني ممكن أنسي كل حاجة..
ابتسمت ببساطة لتقول بهدوءانت مش بتنسي انت بس مش بتعرف تعبر عن اللي جواك مش اكتر..
تنهد براحة عندما تفهمت ما يريد قوله ولا يستطيع ليقول و هو يمد يده للأمامطيب يلا بينا عشان نفطر عشان في موضوع عايزك فيه..
اومأت له بصمت لتتقدمه ليرتسم علي وجهها ابتسامتها الخبيثة المعهودة عندما تنتصر او عندما يقترب تنفيذ مخططها..
ظل ينظر للطعام پخوف لتقول هي بأبتسامة بسيطةمتخافش المرة دي الأكل تمام..
لم تجد رد منه لتبدأ هي أكل ما امامها بعدم اكتراث له ليبدأ هو الأخر في الطعام بتعجب مما يحدث فلقد ايقظته ليتناول معها وجبة الأفطار بعدما كانت لا تدلف لتلك الغرفة مادام هو بها وجدها تقول و هي تلوك بالطعام بفمهاهقدر اروح الجامعة من امتي
تنهد هو بضيق ليقول بأمتعاضاي وقت انتي عايزاه بس في حاجات
لازم تعرفيها..
نظرت له بترقب ليكمل عصام حديثه بنفس النبرةتروحي الجامعة تخلصي محاضراتك و ترجعي علطول مش عايز الاقيكي واقفة مع حد الولاد قبل البنات و اهلك مش عايزك تتعاملي معاهم خالص و لو عرفت انه حصل هزعلهم قبل ما ازعلك و عموما هيبقي معاكي حارس يفضل معاكي طول اليوم و السواق..
نظرت له بكراهية لتصرخ بأنفعاللا دي مبقتش عيشة دي
صړخ بوجهها لتنتفض پذعر و قد احتقنت الډماء بوجههوطي صوتك و هو دة اللي عندي عاجبك عاجبك مش عاجبك هتفضلي هنا زي الكلبة و مش هتشوفي الشارع..
ضغطت علي شفتيها پعنف لكن لم تستطع تحمل ما يقوله لتصيح بعصبيةانت بني ادم متخلف
و بأقل من ثانية سحبها نحوه من كومة من خصلاتها لتصبح رأسها اسفل رأسه ليقترب هو من اذنها ليهمس بنبرة تشبه فحيح الأفعيبلاش تستفزيني يا هاله عشان صدقيني مبعرفش اتحكم في اعصابي و لو كنتي فاكرة اني عشان بحبك هستحملك لا دة لو قلبي هيقلل من كرامتي فانا ادوس عليه بجزمتي من غير ما افكر
ثم امسك بذقنها ليرفع وجهها له ليتأمل دموعها الحارة التي تهبط علي وجنتيها پألم فهمست بصوت مبحوحهو انت اللي زيك بيعرف يحب اساسا ت 
جز علي اسنانه بندم علي ما فعله فها هو عندما يحاول بناء علاقة جيدة بينه و بينها تنهدم خلال ثوان شدد علي احتضانها و اخذ يهمس پألمانا اسف..
خرجت من البيت لتجده امامها مباشرة فهمست و هي تقلب النظر بالشارع حتي لا يلاحظ احد أن هناك رجل يقف معهااية حصل حاجة!
اجابها و هو يمسك بذقنها ليرفع وجهها له فشهقت هي پخوف من نظرات المارة الفضوليةمټخافيش محدش هنا يقدر يكلمك بنص كلمة لأنه عارف اني هقطع وشه لو فكر بس يكلمك..
التوت شفتي نسمة بضيق لتقول برفضمينفعش يا فهد عيب و ميصحش تقف معايا في الشارع كدة و أن محدش جه قالي حاجة في وشي هيقولها في ضهري..
عبس قليلا بعد ما قالتها لكنه اخرج تلك الهدية من خلف ظهره ليقدمها لها و هو يقول بنبرة متيمةكل سنة و انتي طيبة يا عمري و حياتي و قلبي..
تذكرت أن اليوم هو ذكري يوم مولدها فنظرت لتلك الهدية بتوتر بالغ ثم قالت بأرتباكم..معلش يا...فهد مش هقدر اخد الهدية دي..
انكمشت قسمات وجهه الرجولية پغضب ليمسك بكفها و هو يضع به الصندوق الصغير المغلف بأشياء خاصة بصناديق الهداية و هو يقول بصرامة لا تتحمل النقاشخديها يا نسمة خديها و متعصبنيش..
اخذتها پخوف و هي تنظر لها بتفحص ثم قالت بتعجباية دة!
رفع منكبيه بحماس ليقول بأبتسامة واسعةابقي شوفيها لما تروحي المدرسة..
بادلته الأبتسامة ثم تركته متوجهه نحو مدرستها و كل ذلك تحت نظرات عفاف المراقبة لهم من الشرفة بتوعد..
ارتشف الصغير اخر رشفة من كوب اللبن الخاص به ثم صاح بفرحيلا يابابي انا خلصت اللبن كله يلا عشان نلعب..
ابتسم سيف متأملا ابتسامة خالد البريئة التي تشبه والدته كثيرا و ليست ابتسامته فقط خالد ما هو الا نسخة مصغرة من تقي لون شعره الأسود الغزير و عيناه الخضراء حتي ملامح وجهه فقال و هو يربت علي كتفه بحنوطب اسبقني انت علي الجنينة لغاية ما اتكلم شوية مع قمر و هنيجي نلعب معاك ماشي..
اومأ له خالد و ركض للخارج ليبقي في انتظارهما..
تحولت تعابير وجهها المبتسمة الي الصدمة الشديد اثرا لما قالهانا هعمل حفلة قريب عشان نعلن فيها جوازنا..
مازالت نظراتها منصدمة و مركزة نحوه تحاول أن تعلم مدي جدية
حديثه لتقول بعدم فهميعني اية!
زفر بحنق من سؤالها ليقول بتهكميعني حفلة

انت في الصفحة 4 من 12 صفحات