بقلم سيهام العدل
منذ أول زيارات لها للورشة كان ذلك يمنحها الثقة في نفسها ويعطيها بعض الشجاعة لتنظر في وجه الجميع دون خوف كما كانت.
وذات يوم بينما يشرح لهم المدرب بعض الخطوات لتنمية مهاراتهم فوجئ بدخول شاب يستأذنه ويقول بعد إذن حضرتك يامستر
التفتت له الجميع ومن بينهم سدن التي شهقت عندما رأته قال له المدرب أنت مين ودخلت هنا إزاي
حينها نظر لها الجميع بينما نظرت هي للأرض تهرب من نظراتهم فوجه لها المدرب الكلام صح اللي بيقوله ده ياآنسة سدن
رفعت نظرها له ومازالت غير مدركة غرابة الموقف التي هي فيه وقبل أن ترد اقترب منها تميم يلتقط ما أمامها من أقلام وكتب ويجذبها من يدها وهي تنهض معه كالمغيبة بينما يقول تميم للمدرب آسف يامستر على إزعاجك سلام عليكم وجذبها يخرج بها للخارج.
قال لها ببرود قولت الحقيقة أنتي خطيبتي
ابتلعت ريقها بتوتر وقالت بحرج احنا مش قفلنا الموضوع ده خلاص
رد عليها بعيون تمتلئ بالحب أنا حبيتك من غير ماأشوفك من صورة بنص وش عشتي في خيالي سنة كاملة بشارك كل يوم وبحكيلك يومي وانا معرفكيش وعمري ما شوفتك عايزانى بعد ما لقيتك وبقيتي حقيقة أدامي اسيبك عشان شوية تخاريف ف دماغك
التقط يديها بين يديه بحب يطمأنها باباكي حكالي كل حاجة وأنا مستحيل أسيبك عشان سبب تافه زي ده
تحجرت الدموع في عينيها وسلطت نظرها له وقالت
پخوف الموضوع مش بالسهولة دي انت من حقك تتجوز واحدة تكون مبسوط اما تتأملها مش تشمئز منها
تعجب من ردها وقال مستحيل ياسدن أنتي مجرد وجودك جمبي ده أقصى سعادتي.. أنا مستحيل أشمئز منك متقوليش كده تاني
تفاجأت من رده وجذبت حجابها وياقة فستانها تستر رقبتها وقالت بخجل إيه اللي بتقوله ده أنت بتهزر
اقترب منها وقال لها بخفوت مبهزرش انا مش شايف أدامي غير أجمل بنت ف الدنيا وجمالك ده بيضعفني وياللا اما اوصلك واحدد ميعاد مع والدك للخطوبة وكتب الكتاب
عاد كما كان غير مباليا بها يتجاهل معظم إتصالاتها يعود متأخرا من عمله ولا يتناول الطعام في المنزل أغلب الوقت متحججا أنه تناول وجباته في مكتبه ترى أن المسافات قد ابتعدت مرة أخرى على الرغم أنه يحاول ألا يظهر ذلك لها ولكنها تشعر به فقد تصلبت عواطفه تجاهها مرة أخرى ومحاولاتها في جذبه تبوء بالفشل ولكنها الليلة قررت أن تجاهد حتى تخرج ما في قلبه وتعود الحياة دافئة بينهم كما كانت ففي الفترة الماضية التي أصبح فيها قريبا منها ويشاركها أعباءها وهمومها
نظر لها برهة ثم دخل الغرفة يفرغ محتويات سترته وهو يقول مساء الخير يا ياسمين
نهضت بإبتسامة تساعده في خلع سترته وهي تقول مساء الخير يا حبيبي حمد الله على سلامتك
اتجه ناحية الخزانة وهو يقول ببرود الله يسلمك
سبقته وفتحت الخزانة تخرج منامته واقتربت منه بإبتسامة وقالت خد ياحبيبي ودقايق وهجهزلك العشا
أخذ منها المنامة وبدأ في تبديل ثيابه وهو يقول ملوش لزوم يا ياسمين أنا اتعشيت
شعرت بالخيبة فردت عليه بعتاب ليه يامراد.. دا مستنياك ومرضتش اتعشى الا اما تيجي ناكل سوا
رد عليها قائلا كان عندي شغل كتير وتعبت وحسيت بالجوع فبعت جبت أكل.. وبصراحة هلكان وعايز انام
وبعد أن انهي تبديل ملابسه تركها وذهب إلى فراشه يتمدد فشعرت بالغيظ فاقتربت منه تقول بإنفعال طول اليوم شغل وبقيت تتغدى بره وترجع تنام من غير كلامأسبوعين ع الحال ده فيه إيه يا مراد فهمني
لم يعطي انفعالها إهتمام وبدأ بجذب الغطاء وهو يقول ببرود فيه إن عندي مشغوليات كتير ومش فاضي ياياسمين
انحنت تنزع الغطاء عنه وهي تسأله بحدة وأنا فين من مشغولياتك يا مراد حقي فيك فين
جلس ينظر لعينيها التي احمرت من الانفعال ويجيبها وأنا مقصر ف إيه لو البيت ناقصه حاجة عرفيني
لم ترد وظلت تنظر له بحزن وهو يبادلها النظر بجمود ثم قال لها بغمزة آه لو قصدك حقك الشرعي وانك لابسة ومستنياني فأنا بجد مرهق وتعبان بس معنديش مانع أعملك اللي عايزاه
شعرت بالحزن منه والكسرة والخذلان وتمالكت نفسها من أن ترد بكلمات تشعل الجو بينهما فقذفت الغطاء الذي كان مازال في يدها واتجهت ناحية الخزانة تخرج منه معطفا ناعما ترتديه وتحكم رباطه وتتجه ناحية باب الغرفة تخرج منها ولكنه استوقفها وهو يقفز من السرير إليها يمسك ذراعها ويقول لها استنى يا ياسمين
لم تلفت له وقالت بصوت أخنقه العبرات لو سمحت سيبني يامراد
ترك ذراعها واستدار يقف أمامها وينظر لعينيها وهو يشعر بقساوة مافعله ولكنه أراد ذلك بشدة حتى لو كان ذلك قاسېا عليه هو الآخر قال لها بهدوء ممكن تقعدي اتكلم معاكي
رفعت بصرها له وقالت بحدة أظن أي كلام دلوقتي هيزعلنا من بعض أكتر فالأحسن بلاش
أمسك كف يدها بيده وسحبها تجلس على الفراش وجلس بجوارها وقال زعلانة مني يا ياسمين ووجعك إهمالي لكي صح
ردت عليه بتعجب وقالت طب ما أنت واخد بالك من كل حاجة أهوه أمال عامل فيها مشغول ليه
رد عليها بحدة أيوة أنا اللي متعمد لكل ده عشان تحسي نفس إحساسي وأنا آخر إهتماماتك وبشحت منك الوقت اللي اقضيه معاكي من يوم فرح آسر وانا مبشوفكيش غير اما بعافر عشان اكون قريب منك ولو دقايق
قاطعته تقول بتبرير ما أنت عارف يا مراد إن
قاطعها يقول أسمعيني وبعدين برري أنا راجل وليا عليكي حقوق ومحتاجك ومحتاج وجودك زي ولادك واخواتك واكتر كمان بس أنتي اتعودتي
إني بعدي كل حاجة وبتحمل رغم اني كنت فاكر بعد آخر مشكلة بينا كل واحد فينا فهم التاني محتاج إيه وخلاص هينتهي سوء الفهم مابينا لكن أنا كنت غلطان
أخفضت بصرها وردت عليه مين قال انك آخر إهتماماتي يامراد دا أنت الصدر الحنين اللي برمي همومي عليه كل آخر اليوم دا ليا البلسم اللي بيرطب على قلبي بعد مشاكل وهموم طول اليوم بس أنت عارف ان من يوم فرح آسر والدنيا لخبطت شوية ظروف حاډثة يوسف وتعب يمني واحتياجها ليا وشوية مشاكل في شغلي إنما متعمدتش ابعد ولا اتجاهلك
رد عليها بس أنا ليا الأولوية عن الجميع يا ياسمين وأنا قولتلك قبل كده إن أنا اناني فيكي حتى من ولادي
قالت بحزن ولادك!!.. أنا كل يوم عن اللي قبله بكتشف اني إنسانة فاشلة عكس ماكنت فاكرة اكتشفت إن أخت عاجزة اني اقدر ابعد أذى عن أخواتي او احل مشاكلهم اكتشفت اني أم مقصرة ف حق ولادي اللي كبروا وتفكيرهم اتغير وانا مبقتش قادرة أفهم دماغهم واكتشفت الأسوء إني زوجة فاشلة ومش قادرة أسعدك
تألم قلبه لكلامها فنهض وجلس على ركبتيه أمامها وأمسك كفيها بكفيه وقال لها بحنان اوعي تقول على نفسك كده تاني انتي احسن اخت ف الدنيا دا انا بحسد اخواتك عليكي وكنت أتمنى اختي تكون قريبة مني زيك معاهم وبحسد جني وفادي على أحن ام لهم ف الدنيا والأهم انك لو زوجة فاشلة مكنش ده حالي وانا زعلان عشان حرمتيني منك شوية وده دليل انك طول العمر مغرقاني بحبك واهتمامك وأما بخلتي عليا بهم شوية اتخنقت من بعدك عني انتي أحسن زوجة في الدنيا ومتقوليش كده تاني
ثم قبل كفيها بحب فسقطت دموعها وقالت أنا اللي اما بحس ببعدك عني الدنيا بتسند ف عنيا عشان كده متزعلش وتعاقبني كده تاني
ابتسم لها برضا ونهض يجلس بجوارها ويقول آسف اني قسيت عليكي في كلامي أو معاملتي.. بس أنا بحبك يا ياسمين لدرجة متتخيلهاش انتي عيلتي كلها أنا مليش غيرك
ابتسمت
بادلته الإبتسامة وقالت صباح الفل يا قلبي قوم ياللا خد شاور واجهز على أما اجهز الفطار
سألها احنا الساعة كام.. التقطت هاتفها وقالت الساعة سبعة ونص
جلس ورد بهدوء تمام يا دوب الحق عند جلسة قضية الساعة ١٠
مازالت تمسك هاتفها وتقول پخوف ياخير دي ماما رنت عليا خمس مرات وياسر اكتر من عشرين مرة ياترى فيه إيه
رد عليها مراد يطمأنها خير ياحبيبتي اطمني اطلبي حد فيهم شوفي فيه إيه
هزت رأسها بموافقته وبالفعل ضغطت على رقم ياسر تطلبه فأجابها في الحال ياسمين فينك من امبارح
ردت عليه آسفة ياحبيبي كنت مرهقة شوية فحولت تلفوني خير طمني
قال لها بقلق كنت عايز اطمن على غصون
سألته بتعجب غصون!!!... هي مش غصون عندك
رد عليها بفزع غصون مش عندي هي مرجعتش عندك امبارح
أجابته بحيرة لا مش عندي هي سلمتني مفتاح الملحق اما ماما استقرت عندك وهي قالت إنها هتفضل عندك طول ما ماما موجودة هو إيه اللي حصل وغصون فين
رد عليها بخيبة غصون سابت البيت ومشت حصل مشادة بينها وبين ماما ومشت بعدها وانا كنت فاكر أنها رجعت عندك عشان عارف اد إيه
هي بتحبك وبتثق فيكي
مراد في خدها بهدوء ونهض من جوارها فارتبكت وردت علي ياسر قائلة متقلقش انت يا حبيبي انا هكلم آسر يمكن راحت عنده أو رجعت تاني البيت اللي اتربت فيه أنا مش هسكت وهدور عليها اهدي انت وانا ساعة وهجيلك
تنهد ياسر ورد عليها بهدوء تمام هستناكي أنا مش هنزل الشغل
أجابته بحب ماشي ياحبيبي...سلام
ليلة أمس ظل ساعات طويلة يتقلب في فراشه حتى استطاع أن ينام فبعدما جاءته تطلب الطعام ونهرها حتى تخرج من غرفتهضميره لم يهدأ حتى اتصل على المطعم الذي يملكه هو وصديقه وطلب لها الطعام فهو لم يستطع أن ينام وهو يعلم أنها جائعة فهي مسئولة منه الآن وليس من خلقه أن يعاقبها بتجويعها ولكنه بعد أن جلب لها الطعام فارقه النوم تعجبا من نفسه فقد شعر بالإرتياح عندما أعطاها الطعام يتعجب كيف له أن يطمأن قلبه لمجرد أنها ستنام شابعة كيف بعد ما فعلته به أن يشعر بذلك ظل