بقلم سيهام العدل
هادىء بكرة خطوبة سدن وأنا هاخدهم معايا خليها يوم تاني
رد عليها بجمود روحي انتي خطوبة اختك وسيبي الولاد معايا بما أن بكرة يوم راحتي
ابتلعت ريقها بإنكسار وقالت اللي تشوفه وتركته وغادرت إلى غرفتها ومجرد أن أغلقت عليها باب الغرفة جلست على الفراش تنظر إلى الأرض بعينين جاحظتين وتتذكر كلماته أيوة غلطةغلطة غلطتها واستسلمت لها في لحظة ضعف وأنا اللي بدفع تمنها عڈاب وقلة راحة أنتي مش مطلوب منك غير إنك تنسى اللي حصل وتعرفي إنك هنا عشان الولاد وده الشئ نفسه اللي بيربطنا بعض.. وياريت تفهمي ده
ظل قابها يعلو ويهبط في سباق حاد وهي تتذكر كل ما عانته في حياتها منذ أن كانت ابنة الخامسة عندما أرادت أن تحمل أختها سدرة حديثة الولادة فسحبتها من على الفراش فأوقعتها دون قصد بينما تنشغل أمها في أعمال المطبخ رفعت يدها تتحسس خدها الذي فاجئها والدها حينها بلطمة قوية وأوقعتها أرضا ولاتنسى نظراته القاسېة ووجهه الحاد الذي التي كانت تراه لأول مرة منه وكلماته الحادة التي قڈفها في وجهها لو لمستيها تاني هرميكي بره في الژبالة زي ماجبتك منها...حتي أصبحت فتاة مراهقة وأخبرتها صديقتها أنها إبنة حرام وتم العصور عليها بجوار قمامة الحي و ذكريات شبابها في بيتهم تعيش خادمة لهم ذليلة مکسورة بينهم حتي تم رميها لأول من تقدم لها لتعيش مأساة أخرس في كنف رجل لا يمس للرجولة بصلة وبدلا من أن يجبر كسرها زاده كسرا حتى انتهت حياتها معه بحرمانها من أعظم نعمة منحها الله لإمرأة وهي أن تكون أما.
انكمشت على نفسها وظلت هكذا حتى نامت بخيبة وخذلان وچرح بقلبها لن يتوقف نزفه ما حييت.
ياللا ياآسر إتأخرنا سدن جننتني رنات.. نادته سدرة التي تقف في الصالة تنتظره حتى ينتهي من تبديل ملابسه ويذهب معها لخطوبة أختها.
رد عليها وهو يبحث عن مفتاح سيارته في غرفته جاي خلاص بس مش لاقي المفتاح
نظر لها نظرة تفحص ثم رفع حاجبه وقال بإستنكار إيه اللي أنتي لابساه ده
نظرت لنفسها بتعجب وردت لابسة هدومي إيه اللي حصل
أعاد النظر مرة أخرى لها فهي ترتدي سروالا واسعا باللون الأبيض وعليه بلوزة قصيرة من الحرير اللامع باللون
الأخضر ويتدلي من رقبتها عقدا يجمع مجموعة حبات اللؤلؤ الحمراء ويستر شعرها حجابا باللون الأحمر وتضع بعض الزينة الخفيفة على وجهها لتخفي شحوب وجهها والهالات التي حاوطت عيناها...فسألها بجدية أنتي مش شايفة إني البلوزة دي ضيفة شوية
رد عليها بحدة لا ضيقة وادخلي غيريها مش هتنزلي كده
زفرت بإختناق وصمتت قليلا ثم قالت إحنا كده هنتأخر
هو لا يريدها حزينة بل شعر بإرتياح كبير أنها منذ صباح اليوم وهو نشيطة تتحدث وتأكل وعادت لطبيعتها بعض الشىء هو يعلم أن سبب ذلك هو سعادتها من أجل سدن حتى أنها طلبت منه أن تذهب لها منذ الصباح ولكنه رفض وأصر أن تنتظره حين عودته وتذهب معه ولكن جاءت بعض الأمور المعقدة في عمله من جعلته عاد متأخرا وهاهو الآن يطلب منها أن تبدل ثيابها وسيزداد الأمر تعقيدا لذا أراد عليها تسهيل الأمر حتي لا تحزن فقال خلاص اعدلي الطرحة وطوليها شوية تغطي ده
وبعد أقل من الساعة كانت تدلف إلى القاعة الصغيرة وهي تتأبط ذراع ذلك الوسيم حنون القلب الذي أصبح لها أبا وأخا وصديقا منذ أن عادت من المستشفى وهو يعاملها بسمو لم تتوقعه حتى أنها أصبحت تخجل من ذلك تخجل من نفسها فهي التي خدعته وجرحت رجولته يقابلها بكل هذه الأخلاق الطيبة كل يوم يمر عليها يثبت لها فيه كم هو رجل عاقل حكيم خلوق حنون طيب القلب لذا فهي مستعدة أن تفنى تحت قدميه حتى تجازيه عن كل ما فعله من أجلها.
سار بها حتى اقتربت من أختها بين أنظار الجميع ولم يخفى عليها نظرات الإعجاب التي تنظر له بها الفتيات المتواجدات ولكنها سحبت إيدها من تحت إبطه وشبكتها في كفه وكأنها تعلن ملكيتها له أمام الجميع.
حين وصلت لأختها التي تجلس كالأميرات وسعادة قلبها تنير وجهها الجميل وبجوارها تميم مبتسما تشع من عينيه أشعة حب وهيام تبعثها نبضات قلبه.. أختها بحب وسعادة لها وقالت ألف مبروك يا سدن.. ربنا يسعدك ياحبيبتي ويتم لك على خير
ردت عليها سدن بعتاب أنتي لسه فاكراني.. جاية زي المعازيم وأنا بطلبك من يوم قراية الفاتحة
ابتسمت لأختها وقالت معلش يا سدن والله كنت تعبانة شوية
تحمست سدن وسألتها بإبتسامة حامل
تعجبت سدرة ونفت سريعا وقالت لا مفيش حمل ولا حاجة بس كنت مرهقة شوية
هزت سدن رأسها وقالت بإحباط ألف سلامة عليكي
بينما سلم آسر على تميم بإبتسامة ومال على سدن يسلم عليها ويقول بمجاملة مبروووك يا أحلى عروسة
ابتسمت له سدن وقالت بخجل الله يبارك فيك
ابتسم لهما وأمسك يد سدرة مرة أخرى وسار بها حتى رأي غصون تجلس على إحدى الطاولات فذهب إليها وبعد السلام جلس معها على الطاولة.
امتعض وجه تميم من مدح آسر جمال سدن وقال متذمرا مع إحترامي لشخصه بس مش من حقه يقولك كده
ابتسمت بسعادة على غيرته عليها ولكنها لم ترد أن تزيد الأمر سوءا وقالت آسر إنسان مجامل وبيقولها من باب المجاملة ومتنساش إن هو يبقى جوز أختي
نظر لها بحب وقال مش ناسي بس مش من حق حد يمدح جمالك غيري يا سدن
ابتسمت وأخفضت بصرها خجلا منه ومن ذلك الحب الذي تبعثه عيناه قبل لسانه فابتسم هو الآخر على خجلها وقال هو المأذون اتأخر ليه
رفعت بصرها لوجهه وردت بهدوء زمانه جاي
تجلس غصون بإبتسامة مرسومة فقط على وجهها ولكنها ليست من قلبها فقلبها مازال ېنزف ومن الصعب أن يسعد بعد قسۏة ما عاشه تلك الليلة الماضية هي حقا سعيدة من أجل سدن فكم تمنت أن تخرج من مدفنها وتعيش كأي فتاة لها الحق في الحب والزواج وها هي أخيرا وجدت من أحبها ولكنها للأسف فقدت السعادة للأبد.
فاجأتها سدرة تسألها أمال فين الدكتور ياسر والولاد
ردت غصون بهدوء ملوش في جو الحفلات والكلام ده وكمان كان واعد الولاد يخرجهم النهاردة
تدخل آسر قائلا أنتي هتقوليلي عليه دا بيحضر مناسباتنا بأعجوبة بس كان عندي عشم أشوف يزيد ويزن النهاردة
ردت غصون و متجيش تشوفهم ليه أنتي عارف يزيد بيحبك إزاي وهيفرح اما يشوفك
رد عليها آسر هو كمان واحشني اوي والله خلاص إن شاء الله بكرة ابقى أجيب سدرة ونيجي نقعد معاكم شوية ثم نظر إلى سدرة التي تنظر إلى مكان بسعادة وسألها ولا إيه رأيك يا سدرة
زادت إبتسامتها وقالت طبعا مفيش مشكلة شوفت يا آسر المأذون جه هناك أهوه
دقائق مرت وانتهى المأذون من إجراءات عقد القران الذي مر علي سدن كأنها ساعات طويلة وقلبها يخفق بشدة منذ أن وضع تميم يده في يد أبيها ولكنه نظره وقلبه معها بكل حب حتى انتهى المأذون بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير
أخيرا يا سدن أخيرا
أنتي عارفة انا استنيت اد إيه عشان اللحظة دي انت عارفة انا كام مرة حلمت باللحظة دي
أكيد أنا مش بحلم ياتميم صح
ل لا مش حلم يا قلب تميم أنتي خلاص بقيتي بتاعتي لآخر العمر وياريت النهاردة كان فرحنا بدل خطوبتنا وكنت رجعت بيكي على بيتنا ومفترقتش عنك لحظة
ابتسمت له بسعادة
اجتمع حولهما الجميع مباركين لهما بسعادة حتى جاءت غصون بحبف مبروك ياسدن مش هقولك انا فرحانة لك اد إيه
حينها أدمعت غصون هي الأخرى وقالت الله يرحمها مفيش حد بحنانها
كانت قريبة منهم سدرة التي أدمعت هي الأخرى وقالت خلاص ياجماعة احنا عايزين نفرح
وأنا فرحتي بوجودكم معايا
ردت غصون ربنا يسعدكم ياحبايبي أنا همشي انا عشان الولاد زمانهم محتاجيني
ردت سدن بتعجب تمشي إزاي يا غصون لسه تلبيس الدبل
ردت غصون بإرهاق معلش يا سدن ابقى ابعتيلي الفيديو وأنا هبقي اكلمك
استسلمت سدن وردت بحزن ماشي يا غصون بس ابقى طمنيني عليكي
هزت غصون رأسها وسارت تغادر المكان فهي ليس لديها طاقة حاليا على مجاملة احد بكلمة او إبتسامة كل ما تحتاجه أن تبتعد عن الجميع وتنفرد بنفسها ولو قليلا وقبل أن تخرج استوقفها صوت سدرة تناديها غصون. غصون
وقفت غصون والټفت لها متعجبة فاقتربت منها سدرة تسألها بهدوء فيه حاجة يا غصون
تعجبت غصون من ذلك وسألتها هي الأخرى حاجة إيه يا سدرة
ردت عليها سدرة بملامح قلقة شكلك تعبان او مضايقة من حاجة
هزت غصون رأسها نافية وقالت مفيش حاجة أنا كويسة
رفعت سدرة يدها ومسكت ذراع غصون بحنان وقالت إحنا إخوات يا غصون لو احتجتي أي حاجة انا موجودة
ابتسمت لها غصون وقالت طبعا ياسدرة متحرمش منك أبدا
طب اقول لآسر يجي يوصلك
هزت غصون رأسها نافية وقالت لا ياحبيبتي ملوش لزوم ارجعي لجوزك شكله بيدور عليكي
أومأت لها سدرة وسارت غصون أمام عينيها فجاءها صوت آسر سدرة
التفتت له وتنهدت بحزن وردت عليه أيوة يا آسر
سألها بإهتمام مالك إيه مزعلك ومشيتي ليه
ردت عليه بأسى غصون عينيها حزينة أوي حاسة إن فيها حاجة صعبانة عليا اوي
أمسك ياسر كفها بحنان وقال متقلقيش غصون إنسانة قوية وحمولة وبتقدر تتخطى أي صعب بطيبة قلبها وأنا هبقي اكلم آسر أشوف لو فيه حاجه
ثم نظر لها بإبتسامة وقال شوفتي بقى إنك قلبك كبير وبتهتمي باللي حواليكي إزاي مش زي ماانتي شايفة نفسك
تاهت في جمال عينيه وردت بشرود فيها أنت اللي غيرت فيا كل حاجة خليتني اشوف الدنيا بشكل مختلف
القسۏة دي كان قناع كنتي بتخبي طيبة قلبك وضعف مشاعرك وراه إنما مكنتش خصلة فيكي
قاطع تلك اللحظة الحانية بينهما صوت انثوي آااااسر!!!
الټفت كل منهما على ذلك الصوت لتجد سدرة فتاة تقاربها في العمر بجسد نحيل ترتدي فستانا باللون الأصفر يتعلق في كتفها الأصفر بحبل رفيع ويعلو ركبتها ببضع سنتيمتراات يكشف ذراعيها بشكل مستفز كما يظهر ساقيها بالإضافة إلى الزينة الكثيفة التي وضعتها على وجهها وشعرها الأصفر المصبوغ المتحرر حول وجهها بشكل فوضوي.
رد عليها آسر بإبتسامة باهتة سارة ازيك
اقتربت منه من وجنتيه في