بقلم سيهام العدل
يوسف وهترجعي شغلك تاني بس مفيش نبطشيات بالليل
ظن أنها ستسعد لذلك ولكنها التفتت له وعيونها امتلأت بالدموع وقالت پخوف هو أنت خلاص قررت تسيبني
حزن لذلك ودخل قائلا بحنان إيه يابت العبط ده اسيبك فين أنتي مش كان نفسك ترجعي شغلك
ردت بخفوت أيوة
مسح على شعرها وقال بتفهم طب مانا عملتلك اللي كنتي عاوزاه وكمان الفترة الجاية هبقي مشغول ف تجهيزات المطعم الجديد مع على وكمان فرح يمنى لسه عليه ١٠ أيام وهبقي مشغول معاها قولت بدل ما تقعدي لوحدك
انحنى وقال بمزاح عدي بقى الجمايل دي تصبحي على خير
ردت وأنت من أهل الخير فتركها وخرج ذاهبا للنوم.
اما
هي فبدلت ملابسها وذهبت إلى فراشها مقررة النوم ولكن عقلها رفض ذلك بالإتفاق مع قلبها الذي ظل ينبض بحبه وهي تتذكر مواقفه معها فتنها بعينيه وسامته كما أسر روحها وقلبها بحنانه وعطفه مازالت إبتسامتها عندما تذكرت تلك الصفراء التي سلمت عليه اليوم بحرارة وهو وقف يبتسم لها الغيرة تأكلها وتنهش في قلبها فماذا كانت تنتظر من ذلك الوسيم لابد أنه كان متعدد العلاقات النسائية ولكن هل مازال كذلك!!!... تلك الخاطرة جعلتها تنزع الغطاء وتقف تدور في الغرفة كالدجاجة المذبوحة هل حقا مازال كذلك ولم لا.. وهو رجل ويعيش في فراش منفصل عنها يخرج كل يوم ويعود مساء ويقول لها أنه بالعمل لابد وأنه يذهب هنا وهناك.
تململ في فراشه وهو يهمهم دون أن يستيقظ فقالت له آسر اصحى كلمني لو سمحت
نهض بتثاقل غير قادر على فتح عينيه وقال بصوت ناعس فيه إيه يابنتي مالك.. بتصحيني كده ليه
فتح عينيه ونظر لها بتعجب ثم سألها بت مين
احتدت ملامحها وقالت البت الصفرا اللي اسمها سارة دي
رد عليها كانت صاحبتي ثم شد الغطاء عليه وأولاها ظهره وقرر النوم مرة أخرى.
نزعت الغطاء وقالت بإنفعال آسر قوم كلمني أنا لسه مخلصتش كلامي
مطت شفتيها وسألته برهبة داخلها من رده كانت صاحبتك إزاي.. كنت بتحبها
اعتدل وزفر بملل ثم رد عليها لا يا سدرة عمري ما حبيتها
سألته أمال إيه
وجهه منها وقال بجرأة كان بقابلها كده كل فترة ف شقة واحد صاحبي
زفرت بإحباط وازداد عبوس وجهها ثم رفعت يدها وضړبته في كتفه فتأوه محل لکمتها وقال آه إيه يا بت مالك
فاجأها بقوله يابنتي عايز انام ممكن تسيبيني انام بقى
التفتت له وسألته والدموع تتحجر في مقلتيها وأنت لسه على علاقة بها
تعجب من السؤال وقال هي مين دي أساسا ياسدرة لا هي ولا غيرها دي كانت فترة ف حياتي والحمد لله توبت ومستحيل ارجع للطريق ده تاني
غمز لها بمشاغبة وقال إيه خاېفة ليكون بعط من وراكي
مطت شفتيها وهزت رأسها بطفولة وقالت خاېفة أوي.
وقال لها مټخافيش أنا مستحيل أرجع للعك ده تاني أنا كنت بهرب ليه من الدنيا وقرفها بس اكتشفت اني كنت غلطان لاني وقتها عمري ما حسيت بسعادة بالعكس قلبي ما ارتحش وربنا ما كرمني الا اما بعدت عن القذارة دي
أحست بإطمئنان وصدق كلامه من قبل أن يتكلم فقد أخبرتها دقات قلبه التي تسمعها الآن أذناها بمدى صدقه وطهارة قلبه فرفعت وجهها له وتأملته في ذلك الضوء الخاڤت وابتسمت وهي شاردة في جمال عينيه.
فنظر لها بحب وقال تعرفي ان إبتسامتك دي بتنور الدنيا
ردت عليه وما زالت تتأمله بهيام أنا بحبك.. بحبك أوى
ابتسم ونظر لها بتأمل ثم مال برأسه هادئة ثم رفع رأسه وابتلع ريقه وقال بمقاومة مدعيا المزاح طب قومي يالا خليني أنام ولو عاجبك السرير خليكي بس سيبيني أنام
ردت عليه بإصرار ولم تتحرك عاجبني وهنام هنا
وضعها على الوسادة ثم أولاها ظهره وهو يقول خليكي طالما عاجبك تصبحي على خير
ظلت تنظر له وهو موليها ظهره تعلم جيدا أن علاقتهم على المحك هي تحبه وتتمنى جواره حتى تخرج روحها من جسدها أما هو فيحسن معاملتها وكأن لها الأخ والصديق ولكنه غير قادر على معاشرتها كزوجة مازال جرحه لم يلتئم بعد وهي تلتمس له ذلك فإن كتب الله لها البقاء معه ستصبر
ردت عليه بهدوء مش عايزة بس غير إني أكون قريبة منك أنا عارفة اللي أنت فيه وحاسة باللي جواك ومش بلومك والله كل اللي عايزاه منك إني تخلينى جمبك
تنهد بحيرة فهو حقا يتمناها ولكن ما زال قلبه يأن من عظم جرحها
رغم أنه نفس القلب الذي يعشق سعادته الآن تتمثل في سعادتها مجرد ابتسامة كفيلة تجعل يومه مبتهجا حتى نهايته تستجديه ألا يتركها ولا تعلم أنه لا يستطيع العيش بدونها بحنان وقال مبقاش ينفع تبعدي عني يا سدرة حياتي مبقتش تنفع من غيرك
بسعادة فقد ارتاحت بعدما سمعت ذلك منه فاعتدل هو واستقام على ظهره وقال نامي بقى وأنتي ساكتة وبطلي غلبة عندي يوم طويل بكرة
رفعت وجهها المبتسم له ونظرت له بحب وقالت حاضر ثم أخفضت بصرها وأغمضت عينيها.
استيقظت اليوم وهي تشعر أنها قد ولدت من جديد تملك سعادة الدنيا فقد تم عقد قرانها على تميم أصبح المستحيل واقعا وهاهي الآن ترتدي محبس الخطبة في إصبعها وإسمها أصبح مقترنا بإسمه.
جلست تضع يدها على قلبها محل إقامته وهي تبتسم تتذكر الليلة الماضية بتفاصيلها تتذكر نظرات الحب التي أغرقها بها منذ أن صحبها للحفل تتذكر الذي كان عالما لدقائق وكم الدفء الذي شعرته وهي تمنت لو كانت تملك أن تظل فيه ماكانت خرجت منه أبدا.
نهضت من فراشها وألقت نظرة على اللوحة التي ظلت ترسم فيها طوال الليل منذ عودتها من الحفل حتى أوشكت الشمس على البزوغ رسمتها بكل سعادة بعدما من الله عليها وأنعم عليها بعائلة جديدة.
اتجهت إلى المرآة ونظرت لنفسها وابتسمت لأول مرة تجد نفسها بكل هذا القدر من الجمال حتى أنها رأت أن التشوه الذي كان يوصمها من قبل أصبح طفيفا مقبولا كيف لأحد أن يرى نفسه بعيون محبيه فلقد رأت نفسها جميلة كما يراها تميم قلبها نقي وكبير كما وصفتها أمه سعادتها الحقيقة اكتملت برضا أمه عنها واعتذارها لها حينها شعرت حقا بالإنتماء لتميم وعائلته فهي على الرغم من قبولها الزواج منه وسعادتها به لكن كان هناك شئ يؤرق تلك السعادة وهو شعورها أنها غير مرغوبة من أمه ولكن بعدما حدث بالأمس تستطيع أن تقول أن الله عوضها بعد كل هذا العڈاب بتميم وعائلته.
خرجت واتجهت إلى الحمام وبعد ساعة كانت جاهزة للخروج حملت اللوحة بعدما غلفتها بشياكة واستأذنت والدها وخرجت من المنزل.
وبعد ساعة أخرى قضتها في التنقل بين وسائل المواصلات كانت تقف أمام منزله صعدت بتوتر ووقفت أمام شقة أسرته تدق الجرس لم يمر كثيرا حتى فتح الباب وأطلت منه والد تميم مرحبا أهلا أهلا إيه المفاجأة الحلوة دي
ابتسمت له بخجل وردت بأدب تسلم ياعمي
أزاح لها الطريق قائلا اتفضلي يا بنتي نورتينا
دخلت سدن بخجل وهي تخفض بصرها بينما نادى والد تميم يا تميم.. يا أم تميم.. ثم نظر لها وقال اقعدي يا بنتي فجلست سدن على الأريكة في الصالة.
خرجت أم تميم من المطبخ تسأله فيه إيه ياحاج بت تفاجأت بوجود سدن فابتسمت وقالت سدن أهلا يا بنتي إيه النور ده
نهضت سدن بخجل وقالت إزيك يا ماما عاملة إيه
في تلك اللحظة خرج تميم من غرفته وهو يفرك عينيه ويتساءل فيه إيه يا جماعة.. إيه الدوشة دي
حينها خرجت سدن من والدة تميم فتفاجأ بها تميم وقال بعدم تصديق سدن!!
ابتسمت سدن بخجل وأخفضت بصرها ولم ترد تميم يسألها أنتي في بيتنا بجد
ضحكت والدته وقالت بجد ياتميم
مد تميم يده وهو ينظر لها بسعادة إزيك يا سدن أحلى مفاجأة والله
مدت يدها له ونظرت لعينيه وقالت بخفوت أنا مش جاية عشانك
نظر لهما بسعادة والد تميم ثم قال لزوجته ياللا ياأم تميم تعالي نجهز الفطار عشان سدن تفطر معانا
ردت عليه ياللا ياخويا
استوقفتها سدن استنى ياماما ثم حملت اللوحة المغلفة وسارت نحوها حتى وصلت إليها وقالت وهي تنظر في عينيها النهاردة أول عيد أم يجي عليا وأمي مش موجودة بس ربنا كرمني بأم تانية حنونة وجميلة زيك عشان كده أنا جيت النهاردة عشان أقولك كل سنة وأنتي طيبة ثم رفعت اللوحة لها وقالت وأتمني إن الهدية البسيطة زي تعجبك
أخذت أم تميم منها اللوحة ووضعتها جانبا ثم سدن وقالت بعيون دامعة أنا اللي ربنا كرمني بيكي وبقي عندي بدل البنت بنتين كل يوم بتثبتيلي عن اليوم اللي قبله إنك بنت أصول وإن ربنا بعتك لنا أجمل هدية وإني كنت غلطانة يوم مافكرت إنك متنفعيش إبني
خرجت سدن بعيون دامعة هي الأخرى ثم قالت طب مش هتشوفي الهدية
حملت أم تميم اللوحة وأزالت الغلاف ونظرت لها بإنبهار فقد كانت اللوحة عبارة عن أم تميم وزوجها يجلسان وخلفهما يقف تميم وتغريد بينما تجلس تمارا على رجل جدها كانت اللوحة مرسومة بإحترافية شديدة انبهر بها تميم ووالده اللذان لينظران هما الأخريان.
قال والد تميم ما شاء الله إيه الجمال ده
سألت أم تميم بإنبهار هي دي حد رسمها
نظر لها تميم بإعجاب وفخر وقال سدن يا أمي اللي رسماها
أخفضت سدن بصرها بخجل
بينما قال والد تميم ربنا يحميكي يا بنتي مكنتش اعرف انك موهوبة كده
قالت لها أم تميم ربنا يبارك فيكي يا سدن أحلى هدية جاتلي في حياتي عشان إنتي تعبتي فيها ورسمتيها بإيدك أنا والله ما عارفة اقولك إيه
ردت سدن أنا متعبتش فيها عشان رسمتها بحب عشان كده محستش بأي تعب لحد ما خلصتها
أم تميم سدن وقالت طب اقعدي بقى مع تميم في البلكونة لحد ما اخلص تجهيز ونفطر سوى واعملي حسابك انك معايا طول اليوم النهاردة
ابتسمت لها سدن بحب