رواية أنا لها شمس بقلم روز أمين
بصوت صارم وكأنها تحولت
لأخرى
ياريت اللي حصل في دار الأوبرا أول إمبارح ما يتكررش تاني لانه لو إتكرر هزعل منك وانا زعلي وحش
وإنت
لسة مجربتيهوش واتمنى إنك متجربهوش أبدا
قطبت جبينها متعجبة لهجة نيللي الحادة والتي تراها لأول مرة لتسألها بتوجس
حضرتك تقصدي إيه أنا مش فاهمة حاجة وإيه اللي أنا عملته زعلك مني بالشكل ده!
رفعت رأسها لتتحدث بكبرياء وتعالي
غلطة كبيرة
قوي منك إنك تعرضي بنت أيمن الاباصيري على المستشار فؤاد علام
ابتلعت لعابها وانتابتها حالة من الخجل من حدة نيللي لتقول بدفاع عن حالها
أنا مقصدتش خالص من تصرفي المعنى اللي وصل لحضرتك يا طنط
كلامك ملوش تفسير عندي غير كده يا سالي أنا كنت في منتهى الحرج الراجل يقول علينا إيه قالتها بنبرة غاضبة لتسترسل بتنبيه
ثم أنت ناسية الحالة النفسية اللي لارا بتمر بيها
وإلى هنا قررت مصارحتها لتقول مبررة تفكيرها
بصراحة يا طنط انا مش هكذب عليك أنا فعلا فكرت إننا ممكن نقربهم من بعض علشان لارا تحاول تخرج من اللي هي فيه
واسترسلت وهي تهز كتفها
وبعدين أنا شيفاه مناسب جدا ليهاوكمان هيبقى إضافة لإسم عمو في السوق
هتفت بحدة واعتراض
إسم أيمن الأباصيري مش محتاج حد يسنده ده أولاثانيا لارا لازم اللي يختارها يكون بإرادته ويتعب علشان نوافق عليه كمان مش إحنا اللي نرمي بنتنا ونعرضها عليه بالشكل المهين اللي عملتيه ده
واستطردت بنبرة جادة
وبعدين مناسب ل لارا من أي إتجاه ده عمره ضعف عمرها واصلا تلاقيه متجوز
بلهفة أجابتها بنفي
لا مش متجوز أنا شفت إيديه الإتنين مفهومش دبلة
قالت نيللي بنبرة حاسمة
إنسي الموضوع ده خالص وخرجيه من دماغك يا سالي وإوعي تفتحيه قدام لاراالبنت مش ناقصة إنتكاسات في حياتها كفاية اللي حصل لها من الزفت اللي إسمه بسام
أنا شايفة إن عامل السن مش مهم وخصوصا إنه مش باين عليه خالص بالعكس ده غير وضع عيلته ومنصب بباه الكبير وكمان ثروتهم قالتها بمحاولة لإقناع الاخرى لتستطرد بانبهار
ده أنا لما سألت عنهم لقيت ثروتهم كبيرة جدا يعتبر من أكبر أثرياء البلد
رفعت كفها لتخبرها بما لاحظته بخبرة إكتسبتها عبر سنوات عمرها الطويلة
طب ريحي نفسك وبطلي تدعبسي وراه لأن الراجل عقله مشغول وشكله كده بيفكر يرتبط
فتحت فاهها لتسألها بفضول
يرتبط حضرتك عرفتي منين
اجابتها بذكاء
مهو لو سيادتك ركزتي شوية كنتي عرفتي إنه مهتم ب إيثار ومعجب بيها
فتحت عينيها باتساع وفغر فاهها لتقول بذهول
نعم حضرتك بتقولي إيه يا طنط فؤاد علام هيبص لواحدة زي إيثار!
نطقتها باستنكار لتجيبها الاخرى باستغراب
ومالها إيثار! إيه اللي ناقصها علشان واحد زي فؤاد يفكر فيه
على عجالة تراجعت لعلمها محبة تلك المرأة لهذه الفتاة وما تكنه لها من غلاوة
ملهاشولعلم حضرتك أنا بحب إيثار جدا وبحترم كفاحهاأنا حتى جبت لها هدية عيد ميلادها فستان من نفس الأتيليه اللي بشترى منه لنفسي
واستطردت بأيضاح
بس ده إبن علام زين الدين بجلالة قدره والإسم لوحده يخض واكيد يوم ما يفكر يختار هيختار إسم عيلة يناسب عيلته قبل أي حاجة تانية
وضعت نيللي كفها فوق فكها وهي تقول بدهاء
وتفسري بإيه وقوف إبن علام زين الدين بجلالة قدره وهو واقف قدامنا كلنا وبيعتذر ل إيثار
زاغت عينيها لتقول وهي تمط شفتيها بلامبالاة
عادي إنسان محترم وشكله غلط في حقها وإعتذر لها الموضوع بسيط ومش محتاج يتفسر بطريقة تانية
ابتسمت نيللي لتسألها من جديد
طب ونظرات الإشتياق اللي كانت بتنط من عنيه وهو بيبص عليها دي
عنيه كانت بتمر على كل ملامح وشها وكأنه بيصورها علشان يحتفظ بيها ذكري في دماغه
باذبهلال نطقت
معقولة يكون كلامك صح!
واسترسلت ببعضا من الكبرياء
ده يبقى الزمن جاب أخره على رأي مامي
قالتها بشرود لتتطلع سريعا إلى نيللي وهي تسألها بتمعن لردها
طب تفتكري لو كلامك صح واحد زي
علام زين الدين هيوافق بالمهزلة دي
ده شيء ميخصناش اللي يخصنا قولتهولك وياريت دي تكون أخر مرة نتكلم في الموضوع ده بنتي خط أحمر بالنسبة لك يا سالي قالتها بلهجة حادة شبه ټهديدية لترد الأخرى بخجل
اوك يا طنط اوعدك
وقفت أمام خزانة ملابسها كي تنتقي ثوبا يليق برؤياهفمنذ مكالمة الأمس وقد تغيرت لتصبح أكثر إهتماما بحالهاابتسمت بحياء حين وقعت عينينها على ثوبا رقيقا باللون النبيذي يختلف عن سابقهتذكرت كلماته الجريئة عندما أخبرها عن طلتها الهائلة وبأن هذا اللون يليق بها وعليها الإكثار من إرتدائهوضعت يدها تتلمس هذا الثوب وبعد قليل كانت ترتديه وتقف أمام مرأتها تتطلع على الثوب برضا كاملفقد كان مفصلا بأناقة من الأعلى حيث ياقته العريضة والمصنوعة بدقة مرور بتجسيم خصره المحاط بحزاما باللون الأسود تتوسطه حلقة مرصعة بحبات من اللون الأسود لينتهي بذيل واسع ليعطيها مظهرا خاطف لفت حجابا باللون البيچ ليضفي لمسة أنوثة جذابة على مظهرها ابتسمت وخرجت من غرفتها ممسكة بحقيبة صغيرة وضعت داخلها علبة الإسوارة لتشهق عزة من جمالها اللافت وهي تقول
بسم الله ماشاء اللهشوفتيكنتي مخبية الجمال ده كله تحت بدلة الرجالة اللي لازقة لي فيها
وبعدين معاك يا عزة نطقتها بجدية وهي تزوغ بعينيها متهربة من تفحص الاخرى لها لتأخذ صغيرها وتهرول للخارج دون أن تتناول فطارها لتنأى من محاصرة عزة لها
ظهرا
بمنزل نصر البنهاوي
الجميع يجتمع على الطاولة
الممتدة بطول الغرفة بأكملها كي تكفي هذا العدد المهول من الابناء والاحفاد هتفت إبنة طلعت الصغيرة وهي تسأل جدها ببراءة
هو يوسف هييجي يوم الخميس يا جدي
استشاط داخله حينما ذكرته الصغيرة بما فعلته إبنة غانم التي أصبح ما
يبغض أحدا بقدر ما يحمل لها من ضغينة داخل قلبه المليء بالشړ ليهتف من بين أسنانه متوعدا بشړ ظهر بعينيه
واستطرد وهو ينظر لعين الصغيرة
وأمه هتبقى خدامة للكل مرمطون البيت للصغير فيه قبل الكبير
تبسمت پشماتة وهي تستمع لما يطرب أذنيها ويبرد ڼار قلبها الشاعلة تجاه تلك الإيثار فبرغم انها حصلت على مرادها وتزوجت من عمرو بل وتخلصت من إيثار إلى الأبد إلا انها مازالت عالقة بذهن ذاك المعتوه بعشقها وتقف حائلا بينها وبين سعادتها من جميع الجهاتفبرغم ثروة عمرو التي كونها إلا أنه لا يعطيها المال إلا للضرورة القصوى كنوعا من العقاپ لها كي لا تتنعم وهي التي منعت حبيبته بالتنعم بماله وعزهوأكثر ما جعلها تحقد عليها هو وقوفها حائلا بينها وبين الطفل التي تتمناه كي تتملك به وتقف على أرض صلبة في هذا المنزل الذي يحبذ جميع من به الذكور ويفضلوهم على الإناث والثالث وهذا الاضعف لديها وهو عزوف عمرو عن الوقوع بعشقها كما فعل مع الاخرى
لتفيق من سعادتها على صوت مروة الشامت وهي تقول بابتسامة لإغاظتها أثناء تطلعها عليها
برغم كلمات والده التي أوقدت
بقلبه ڼارا مستعرة غيرة على المرأة التي لم يعشق غيرها بحياته إلا أن كلمات مروة نزلت على قلبه ك قطرات من ندى الصباح على الزهور بينما أشعلت النيران بقلب الأخرى حين
هترجع في نفس اليوم اللي هتظهر فيه النتيجة واخد الكرسي نصر البنهاوي مبيقولش كلمة إلا لما يكون متأكد منها
رمقته إجلال بابتسامة ساخرة منه ليتحدث حسين لتهدأت الأوضاع قائلا بصوت يتغلب عليه العقل
خلينا نتفاهم معاها بالعقل يا حاج في النهاية هي أم إبننا ومش عاوزين نخسره خليني اروح لحد عندها اكلمها وأشوف إيه اللي مزعلها
برعونة هتف ذاك الأبله متناسيا أمر والده ليقول
إحمرت عيني سمية المستعيرة لتهتف بنبرة ساخطة
وإنت إيه اللي بيوديك عند
العقربة دي تاني
لتخرسها لهجة إجلال الغاضبة حيث صاحت وهي ترمقها بنظرات ساخطة
إنت إتجننتي يا بت شكلك نسيتي نفسك وأصلك الواطي وقاعدة تتكلمي وعملالي فيها ست وفين على سفرة ستهم قالت كلماتها الأخيرة وهي تدق الطاولة بكفها لتهز ما عليها من صحون مما أحدث ضجيجا أرعب الجميع لتبتلع الاخرى ريقها بړعب لينقذها صياح نصر الذي هتف ناهرا نجله
هي اللي إتجننت بردوا ولا البقف إبنك اللي ناوي على مۏتي بجلطة
ليسترسل بتوبيخ
إنت إيه اللي وداك عندها تاني يا بني أدم مكفكش اللي حصل المرة اللي فاتت!
ولا ناسي إن بنت غانم عاملة لك محضر بعدم التعرض يا بيه
ليستطرد صارخا بندب
أنا عارف إن خروجي من المجلس ونهايتي هتكون على أديك
ليكمل على حديثه طلعت الذي استغل الوضع ليثور ويوبخ مدلل أمه
هو أنت يا ابني ما بتتعلمش ده انت اتحبست وكلت علقة مۏت على إيد شوية بلطجية مايساووش وبرده محرمتش
هتف نصر متسائلا باستفهام
وروحت لها ليه يا خلفة الشوم!
روحت علشان أحاول اتفاهم مع إيثار علشان تخليني أشوف إبني بالنظام اللي ماشيين بيه يا
لا عشت ولا بقيت لو بنت غانم إتحكمت فيك وحرمتك من يوسف
أدارت وجهها لنصر لترمقه بڼار مستعرة ستحرق الأخضر واليابس
ولو سيادة النايب مش عارف يتصرف أنا اللي هتصرف وهجيب لك إبنك في حضنك وهرجع لك بنت منيرة زاحفة وأرميها لك تحت رجليك
ابتسم ساخرا ليقول بتهكم
روحي هاتيها للمحروس علشان تبردي ڼار قلبه وتولعي فينا كلنا
أمال عاوزني أشوف بنت منيرة قاعدة تبيع وتشتري فينا وأعمل زيك واقف أتفرج
لو على بنت منيرة كنت فعصتها تحت جذمتي هي وعيلتها كلها بس الخۏف من الشوشرة اللي هيعملوها الكبرات اللي البت بتتحامي فيهم قال كلماته بإبانة ليسترسل بحدة
والكلام ده قولته قبل كده ييجي خمسين مرة كبري دماغك بقي وإهدي لحد ما اظبط دنيتي
إنتهت من ساعات الدوام الرسمية لتلج إلى الحمام الخاص بها داخل العمل واعادت ظبط حجابها والتأكد من كامل هيأتها وبعد مدة كانت تستقل سيارتها متجهة للعنوان الذي اتفق معها على أن يلتقيا أمامهنظرت على الحقيبة الموضوعة بالمقعد
المجاور وابتسمت لتعود بنظرها لمتابعة الطريقإنتابها بعض الإرتياب والتلبك حين شارفت على الوصول للمكان لكنها تنفست بعمق لطرد ذاك الشعور السلبي كي تقوي حالها بتلك الكلمات
ما بك إيثار لما كل هذا الإرتيابالامر
بسيط ولا يحتاج لكل هذا التعقيدستلتقين به وتسلمينه هديته وأنتهى الامر إهدأي يا فتاة
بالكاد انتهت من حديثها مع النفسلتجد نفسها أمام المكانصفت سيارتها وحملت حقيبة الهدية وما أن ترجلت حتى تفاجأت به يترجل من سيارته الفخمة ويغلق بابهاوما أن اعتدل لينظر عليها حتى تسمر كلاهما
هي تسمرت بوقوفها وباتت تتطلع على هيأته الرجولية بأنفاس متقطعة فقد كان وسيما للغاية ببذلته ونظارته الشمسية التي ضاعفت وسامته
سابقا بأنه عشقه عليهاإذا فقد إرتدته خصيصا لأجل إرضائه هكذا
حدثته نفسه ليشعر بتفاخر
نطقها بمشاكسة لتبتسم وتجيبه بمراوغة
بيقولوا
ابتسم ونظر لها كالمسحور ليبتلع لعابه وهو ينطق بكلمات أشعلت كامل حواسها
إنت حلوة قوي النهاردة
ده ميمنعش إنك حلوة على طول بس النهاردة جمالك زايدمميز شويتين
تطلعت إليه لتقول
بإبتسامة
متشكرة
واستطردت وهي تناوله هديته قائلة باحترام
ميرسي بجد على ذوقك وأسفة مرة تانية
مش هتراجعي نفسك قالها برجاء مفتعل ليتابع
ده أنا منقيها على ذوقي وأول ما شفتها حسيت إنها إتعملت لك مخصوص
تطلعت بعينيه وهي تقول بلوم ممتزج برجاء
ابتسم ليمد يده متناولا منها الهدية وهو يقول
لا وعلى إيه
تنهدت لتقول بنبرة تحمل الكثير