رواية أنا لها شمس بقلم روز أمين
لون البيجامة الزيتي لون جسدها الابيض مما جعل الأخر بحالة يرثى لها إبتلع لعابه
هو إنت عاوزة إيه بالظبط
حركت أهدابها بشكل سريع غير مدركة لمقصده ليتابع وهو يصعد ويهبط بعينيه عليها
إمبارح جننتيني بشكلك في البورنس لدرجة إني طول الليل بحلم باللحظة اللي هاخده منك فيها
فتحت فاهها ببلاهة ليسترسل وهو يتمركز بمقلتيه فوق شفتيها
والنهاردة كملتي على حبة الصبر والعقل اللي فاضلين بالبيچامة
خجلت من كلماته ليقترب عليها لتهمس وهي تشير بجانب عينيها إلى الفراش كي تنبهه
يوسف
ماله...نطقها بتيهة ومازال مثبتا مقلتيه على ثغرها ببلاهة وكأنه مغيب لتجيبه بشكل أوضح عله يستفيق من حالة الوله تلك التي استحوذت عليه
قاعد على السرير
ليجيبها مسحورا غير مدركا لما يحدث من حوله أو يقال
هو مين
يوسف...نطقتها وهي تشير بسبابتها باتجاه الفراش ليتابع بعينيه أصبعها ليباغته ذاك المتطلع عليهما بعيني مسلطة وفاه مترجل تحمحم وابتعد سريعا بعدما اكتشف أمر الصغير زفر بقوة عله يخرج ڼار قلبه المستعيرة ليضع أنامله في حركة تلقائية يتخلل بها شعر رأسه الكثيف بلونه الفحميوعى على حاله ليتحرك صوب الصغير وهو يقول بحرج
يوسف باشا صباح الخير
صباح النور...قالها بهدوء ليجاوره فؤاد التمدد فوق الفراش ويميل بجزعه على ذاك الجالس ليطبع قبلة حنون بوجنته قبل أن يهتف بنبرة حماسية
إيه الريحة الحلوة دي على الصبح
لسة واخد شاور... قالها يوسف بتلقائية ليسترسل وهو يشير على المنشفة الملفوفة حول كامل جسده
بس مش لبست هدوم
أخذ نفسا عميقا ليتمكن من ضبط حاله ولملمت كيانه المبعثر ثم أجابه
عزة جاية في الطريق ومعاها كل هدومكأنا لسه مكلمها حالا وقالت لي عشر دقايق بالظبط وهتكون هنا
ابتسامة رائعة خرجت من ذاك البرئ أسعدت قلب فؤاد جعلته يميل طلقائيا على كفه الرقيق الموضوع فوق الفراش ليطبع به قبلة حنون جعلت من إيثار تتطلع عليه باستغراباستمعت لصوت طرقات على الباب فارتبكت بوقفتها ليشير لها بأن تهدأ وتحرك صوب الباب ليواربه ليجد تلك البشوشة تجاورها إحدى العاملات الحاملة لحقيبة كبيرة جمعت بها بعض الثياب الهامة التي ستحتاج لها إيثار ويوسف طيلة مدة إقامتهما بالقصرتجاورها حقيبة أخرى بها بعض الاحذية وحقائب اليد وبعض المستلزمات الاخرىصاحت بصوت حماسي وهي تتطلع إليه وكأنهما تربيا معا منذ الصغر
إزيك يا سيادة المستشار
حمدالله على السلامة يا عزة... نطقها بترحيب لتجيبه وهي تتطلع برأسها لاستكشاف الداخل تحت استشاطة فؤاد من أفعال تلك الفضولية التي أثارت حفيظته
الله يسلمكامال فين إيثار ويوسف!
رمقها بنظرة لم تستطع تفسيرها ولولا ما فعلته لأجل إنقاذ أميرته لتصرف معها بطريقة أرعبتها فلتحمد الله أن تصرفها قد يشفع لها أية تصرفات غريبة قامت بها وربما ستقوم بها بالمستقبلفتح الباب ليشير لها بصمت لتلج سريعا بعدما رأت إيثارهرولت إليها ثم وضعت كفيها تتفحص بهما وجهها لتسألها بنبرة حنون وكأنها أمها التي أنجبتها
إنت كويسة يا قلبي
أنا بخير يا حبيبتي...نطقتها إيثار بعيني مشتاقة لتسترسل بنبرة صادقة
وحشتيني
جذبتها عزة داخل أحضانها لتقول وهي تشدد من ضمتها
إنت اللي وحشتيني يا نور عيني عملوا فيك إيه يا نضري
وحشتيني يا عزة
دخلي الشنط وساعدي عزة في توضيبها
ثم قطب جبينه ليتسائل
باقي الشنط فين يا عزة!
تلبكت وهي تنظر إلى إيثار التي فاقت عند صلاة الفجر وبعد تأدية الصلاة اتصلت بعزة وطلبت منها جلب حقيبة واحدة فقط وأخبرتها أن مكوثهم بهذا القصر لن يطيلانتفض جسدها حين تحدث إليها بصوت جاد
مش بكلمك!
ابتلعت لعابها من نظراته التي تشبه نظرات الصقر لتجيبه بتخبط
إيثار هي اللي اتصلت بيا وقالت لي متجبيش حاجات كتير علشان قعدتنا هنا مش هتطول
لا والله...نطقها وهو يركز بنظراته بعيني حبيبته لترفع حاجبها الأيسر بتأكيد جعله يضغط على شفته السفلى بغيظ ليزيد الصغير من استشاطته حين صاح بصوت حماسي
مامي قالت لي إننا هنقعد عند شرشبيل كام يوم وهنرجع تاني لبيتنا
هز رأسه عدة مرات قبل أن يبتسم بخبث لينطق وهو يتفحص ملامحها بلؤم وتوعد
ده شرشبيل طلع مش مسيطر خالص يا چو بس بسيطةكل اللي محتاجه يغير الخطة اللي بيلعب بيها والدنيا هتظبط بعدها
ابتسمت لتنظر له بتحدي بادلها إياها بتوعدفتحت العاملة الحقائب وبدأت بمساعدة عزة كان يتطلع لقطع الثياب بتمعن وفضول تحت خجل إيثار الشديدلاحظ عزة وهي تحمل رداء الحمام الخاص بأميرته وتتجه به إلى الحمام الملحق بالغرفة ليسرع الخطى وهو يمنعها من الدخول
ثواني يا
عزة فيه حاجة جوة تخصني
افسحت له الطريق ليختفي بالداخلتفحص الحمام باحثا بعينيه حتى وجده معلقا بالمكان المخصص لهأسرع الخطى ليجذبه ويضمه بكفاه مقربا إياه من أنفه ليغمض عينيه وهو يشم رائحتها بين ثنايا خيوطه وبات يقبل الرداء وكأنها بداخلهأما إيثار فقد ضيقت عينيها متعجبة تصرفه مع عزة لتتسع حدقيتيها حين رأته يخرج وهو يضع الرداء الخاص به على ذراعه باحتواءابتسمت بخجل وهي تتذكر كلماته الوقحة عن إنتظاره لذاك الرداء خرجت العاملة لتتجه للأسفل بعدما انتهت من وضع الأشياء بأماكنها ولجت عزة بصحبة يوسف لداخل الحمام لكي تساعده بارتداء ثيابه تحرك إليها ليقول
أنا في أوضتي لحد ما تغيري هدومك لما تخلصي خبطي عليا علشان ننزل نفطر مع بعض... قالها بهدوء لترتبك بوقفتها ثم أجابته وهي تفرك كفيها ببعضيهما
هو أنا لازم أنزل
آه طبعا لازمالعيلة كلها مستنياك على الفطار...قالها بجدية واعتزاز ليسترسل بنظرات مطمأنة وكلمات أراد بها أن يزرع الثقة بداخلها
دي الدكتورة عصمت أخدت أجازة مخصوص علشان ترحب بيك
هو إنت هتروح شغلك وتسيبني هنا لوحدي... نطقتها ك طفل صغير يخشى ابتعاد ملاذه عنه لينتفض قلبه فرحا ويجيبها سريعا كي يبث داخل قلبها كامل الإطمئنان
لا يا بابا مش هسيبك
نطقها بطريقة أذابت قلبها ونهت عليه ليسترسل بصوت يشع حنانا ويحمل بين طياته عشق جارف
حد بردوا يسيب حبيبه وحده
ذابت روحها وسرت إرتعاشة لذيذة بجسدها لتداعب فراشات العشق معدتها بعدما أخبرها بأنه اتخذ اليوم أجازة لأجلهااقترب على أذنها ليهمس قبل أن يخرج
هستناك في أوضتي لما تخلصيمتنسيش تجيبي لي البيچامة بتاعتي معاك.
ابتعد واستدار ليخرج تاركا إياها بحالة يرثى لها لتنظر عليه بقلب هائم قبل أن يباغتها باستدارته ليتطلع عليها من جديد وهو يقول بنبرة جادة وعيني بها تحذيرا نابعا من غيرة رجلا عاشق
متنسيش تلبسي فستان محتشم وعليه حجاب يداري صدرك علشان ماجد هيفطر معانا
ثم غمز بعينيه وتابع بمداعبة
شرشبيل بيغير على مراته مۏتومراته لازم تتحمل جنون غيرته وعشقه
ابتسم ليستدير من جديد ويخرج من الغرفة تاركها بحالة هيام كاملظلت تتطلع على الباب بنظرات ولهة لتعي على صوت عزة التي خرجت من الحمام ممسكة بيد الصغير بعدما ارتدى جميع ثيابه
كده لبسنا واتشيكناتعالى بقى نسرح شعرنا علشان الشياكة تكمل
تطلعت على تلك الواقفة تنظر لهما ببلاهة لتسألها باستغراب
مالك يا إيثارواقفة مبلمة كدة ليه
نطقت بتيهة
هامفيش ياعزة
ابتسمت لتقول بمداعبة
على عزة بردواإلا قولي لي يا إيثار
قالتها بلؤم لتسألها
شيفاك واقفة قدام وكيل النيابة كده وواخده راحتكمترسيني وتقولي لي اللي حصل!
قطبت إيثار جبينها لتسألها مستفسرة
واخدة راحتي إزاي يعني
ضحكت لتجيبها بغموض
بصي لنفسك في المراية وشوفي اللي لبساه وواقفة بيه قدامه وإنت تعرفي قصدي
فهمت مقصدها الخبيث لتهتف بحدة تتوارى خلفها لعدم ڤضح مشاعرها
وانا كان عندي حاجة ألبسها وقولت لاوبعدين ده بيته ومن حقه يدخل في اي مكان فيه
ابتلعت لعابها وباتت تفرك يدها ببعضيهما لتتابع بعينين زائغتين من شدة الخجل وهي تهمس
وجوزي
ابتسمت عزة لتتحدث بفرحة عارمة ظهرت بعينيها
ما أنا عارفة يا ست البنات وعارفة إن الجدع من حقه يشوف اللي اكتر من كده كمان بس كنت بنكشك
إنت سخيفة يا عزة... قالتها بصياح غاضب لتدخل الاخرى بنوبة من الضحك جعلت الاخرى تتذمرأمسكت عزة بفرشاة الشعر الخاصة بالصغير وبدأت بتشيط شعره لتقول لتلك المتسمرة بوقفتها كي تحثها على الإسراع
إدخلي غيري هدومك علشان تلحقي تنزلي قبل الفطارأخرج لك أنهي فستان
تنهدت بعمق حين تذكرت رحيل والدها الحبيبفقد دخلت في دوامة كثرة الأحداث لتلهيها عن القوقعة والبعد عن الناس لكي تعطي حزنها على غاليها قدرهلكن انظر ماذا حدثفقد انقلبت حياتها رأسا على عقبنطقت بنبرة حزينة لتذكرها للألوان
خرجي لي أي حاجة لونها إسود
حزنت ملامح عزة لتنطق وغشاوة الدموع قد تكونت بعينيها
الله يرحمك يا عم غانم كنت راجل طيب
عبست ملامحها وتحركت إلى الخزانة لتنتقي ثوباباتت تتفحص الثياب لتهتف عزة وهي تمسك بثوب رائع كلاسيكي ناعم ذو أكمام طويلة تنتهي بأساور مغلقتين بزرارين من اللون الذهبيأما قصة الصدر تبدأ بياقة كلاسيكية من القماش الستان على شكل Vيلتف فوق خصره حزاما ايضا باللون
الاسودولجت للحمام وبعد قليل خرجت لتشهق عزة وهي تقول بانبهار من إطلالتها المبهرة
قمر يا ست البنات
ابتسمت لتتحرك صوب طاولة الزينة لتقف أمام المرآة التي عكست صورتها مما جعلها تتطلع برضابدأت بلف الحجاب وإحكامة برتابة لتجلب لها عزة حذاءا جلدي باللون الاسود ذو كعب عالي مما أعطاها مظهرا خلابا وزاد طولها لعدة سنتيمتراتاستمعت عزة لصوت هاتفها فنظرت بشاشته لتنطق قائلة
ده أيهم أخوك كلمني وانا جاية في الطريق وكان عاوز يكلمك علشان يطمن عليكوقالي إنك عاملة له حظر
صاحت بنبرة غاضبة
مش عاوزة أكلم حدهما عاوزين مني إيه تانيمش كفاية اللي حصل لي من راهم
هرولت عليها لتقول في محاولة منها لتهدأة روعها
إهدي يا إيثار أيهم ملوش دعوة بيهمده هو اللي كلمني وقالي أكلم أيمن بيه علشان يلحقك وكلمني إمبارح بالليل وقال لي إن أمك وعزيز رفضوا يرفعوا القضية
وبدأت تقص عليها ما حدث تحت استغراب إيثار من موقف أيهم الرجولي بالنسبة لها
نزلت عصمت من فوق الدرج لتتطلع بأرجاء بهو القصر بتمعن تبحث يعينيها عن ابنتها وحفيديها فلم تجدهما بمكانهم المعتادفبكل يوم تفيق فريال باكرا هي وابنتها وصغيرها الرضيع ليجلسوا بالردهة يتابعون مسلسل الرسوم المتحركة التي تتابعه الصغيرة عبر شاشة التلفاز المعلقة لحين موعد التجمع العائلي على طاولة الفطور الصباحي وبعدها تذهب الفتاة إلى مدرستها مستقلة الحافلة الخاصة بالمدرسة تعجبت عصمت لعدم وجود نجلتها لتصيح بصوت رزين وهي تستدعي كبيرة العاملات
سعاد سعاد
أتت السيدة الأنيقة وهي تمشي برقي لتجيبها بعدما وضعت كفيها فوق بعضيهما واحنت رأسها قليلا كنوعا من التوقير
أفندم يا دكتورة
سألته مستفسرة
فريال والولاد فين
أجابتها بإبانة
مدام فريال طلبت الفطار يطلع لها هي وبيسانفوق
تطلعت أمامها بتركيز ثم أخرجت تنهيدة عميقة قبل أن تنظر إلى العاملة لتقول بهدوء
مطلعيش حاجة لحدجهزي الفطار زي كل يوم ومتنسيش تعملي حساب مدام إيثار معاناحطي لها طبق جنب فؤاد باشا وإعملي حساب إبنها مع بيسان
تحت أمرك يا دكتورة... قالتها المرأة بوقار لتتحرك عائدة إلى المطبخزفرت عصمت باستياء إستنكارا لأفعال نجلتها العنيدة ثم نظرت للدرج وتحركت صوبه لتصعدة مرة أخرىبعد قليل دقت فوق باب الجناح الخاص بصغيرتها لتستمع إلى صوت ماجد الذي نطق بوقار
إدخل
فتحت الباب لتجده واقفا أمام المرآة يعقد ربطة عنقه بعدما ارتدى ثيابه استعدادا للذهاب إلى الجامعةأما فريال