الجزء الاول نزيلة المصحه
وكمان جوز الحاله ١٠٣ كلمني امبارح واستشفيت من كلامه ان كون الحاله تخف او لا دي متفرقش معاه ولو اتأخرت مش هيعملنا مشاكل..
حمزه باعتراض شديد دكتور على فكره مش هينفع اني اتابع كل حالات المستشفي بنفسي وكمان بعد مالدكاتره يكونوا استخدموا معاهم وعليهم طرق بدائيه فالعلاج خلت حالتهم تسوء وتتدهور اكتر وتعالي ياحمزه أصلح ماافسده زملائك وتطلع عين امك مش اشكال ! وكمان مين قال لحضرتك اني هسيب الحاله ١٠٣ اسيبها لحد من الزملا المبجلين وهي حالتها متدهوره اصلا ويوصل بيها لمرحلة يستحيل عندها العلاج وتعالا بعد كده يادكتور حمزه بعصايتك السحريه عالجها ازي ملناش فيه.. اسف يادكتور المريضه بتاعتي مش هسيبها حتي لو اهلها مش عايزينها تخف ومش هاخد مرضي حد اتصرفوا بعيد عني.
حمزه محترمه بس مش هنفذه.
المدير دكتور حمزه!!
حمزه مفيش حمزه فيه ان حالتي هكمل علاجها بنفسي غير كده انا هضطر آسفا اني اسيب الشغل فالمستشفي دي وامشي خالص .
المدير پعنف اتفضل يادكتور حمزه.
حمزه ايه امشى
المدير لأ اتفضل علي شغلك.. وحاله ١٠٦ تتابع مع دكتور جورج فعلاجها وتوجهه وانا هديله اوامر يسمع كلامك وينفذه وبنفسك تديني تقرير الحاله سامع.
المدير بغيظ اتفضل.
خرج حمزه من مكتب المدير شاقا طريقه الي تلك التي ظلت تراوده في احلامه طيلة الليل وتطالبه بالقدوم اليها سريعا وها هو اتاها ملبيا
فتح قفل باب الغرفه وفتح الباب بعد عدة طرقات متتاليه تنبه المريضه بقدوم شخص ما اليها ثم دخل ونظر لها ومد يده يعدل نظارته وهو يراها ممددة علي فراشها بهدوء وعيناها متعلقة بباب الغرفه كمن تنتظر دخول شخص معين وخاب ظنها بدخوله هو فخفضت عيناها سريعا بخيبة امل..
ياتري ود الجميله عامله ايه النهارده
صبر لحظات ولم يتلقي اجابة ولكنه اكمل علي اي حال.. طيب مأكلتيش اكلك ليه قالها وهو ينظر الي الطعام الموضوع بجانبها ومن الواضح انها لم تقربه واكمل بدون انتظار لاي اجابة منها...
قالها وانتظر ردة فعل ود التي تمثلت في نظرة عابره من عينيها اليه استطاع ان يري من خلالها ۏجع دفين في اعماق ود يكاد يعادل طوفان ان تركت له العنان يخرج ويدمر كل شيئ يحيط بها
استمر بعدها فالتحدث اليها حتي وان لم تجبه فيكفي انه تيقن انها تستمع جيدا وكلماته تعطي التأثير المطلوب حتي وان كان مفعوله بطيئا فهو افضل من العدم..
جلس معها حوالي الساعة تقريبا وهو يتحدث ويتحدث لا يعلم كم مر عليه من الوقت ولكنه لم يشعر به فهو لاول مره يكون في وضع المتحدث لا المستمع ويجد من يسمعه بانصات دون مقاطعه مثلما يفعل هو ووجد ان في هذا الشيئ راحة حقيقيه لدرجة انه نسي نفسه وتطرق لحياته الشخصيه يحكي لها متاعبه ..
لكنه تدارك. نفسه اخيرا واردف ضاحكا والله القعده دي ماكان ناقصها غير فنجانين قهوة مظبوط وكانت الدنيا بقت تمام.. الا قوليلي ياود بتحبي القهوة صمت قليلا امام نظرتها المفاجئه اليه واردف سريعا سؤال مش المفروض يتسأل صح اصل مفيش حد مبيحبش القهوة فالدنيا دي غير لو كان عنده مشكله ولازم يعالجها بالتأكيد..
قالها ثم هم واقفا وعدل نظارته وامسك حقيبته ونظر لها نظرة اخيره وهمس لها مطمئنا راجعلك تاني كمان شويه
وكمان هجيبلك معايا مفاجأه هتعجبك اوي.. كان يتمني ان يري لهفة الفضول في عينيها ولكنه لم ير بدلا عن ذلك سوي نظرة قاتمة خالية من المشاعر تخبره بان لاشيئ فالعالم الان يستطيع ان يجعلها سعيدة.
خرج حمزه متوجها الي غرفة المړيض ١٠٦ ليلقي عليه نظرة عابره ويري مدي سوء حالته التي وجدها مثلما توقع وظل يلعن الطبيب جورج في سرة الاف المرات ثم وضع خطة لعلاجه وقرر ان ينفذها بنفسه مهما كلفه هذا من مشقة وتعب لأن حياة انسان وعودته الي رشدة تستحق.
خرج بعدها متوجها الي حديقة المشفي وهو يطالع ساعته التي شارفت عقاربها علي الاشارة للساعة الحادية عشر واوشك لقائه قريبا بمن ستكشف له الغاز حالة ود امامه كأوراق التاروت...
يتبع
انثي بمذاق القهوة ٤
اسرع الطبيب حمزه خطواته الي حديقة المشفي بعد ان جابها بعينيه ذهابا وايابا
ولم يجد سوى امرأة في العقد الثالث تقريبا من عمرها تجلس بجوار رجل عجوز وهو نزيل بالمشفي يعرفه حق المعرفه
فهو المشرف على حالته وسيدة حوالي في الخمسين من عمرها متشحه بالسواد يظهر عليها الوقار تجلس على كرسي خشبي رافعة رأسها للأعلي تتأمل في بنيان المشفي بشرود فذهب اليها على الفور وقلبه يحدثه بأنها هي الشخص المنشود..
وتأكد من صحة احساسه حين اقترب منها فأنتبهت له ووقفت وهي تطالعه وابتسامة حنونه شقت محياها واتسعت حين تحدث اليها سائلا
حضرتك ام ود
فأجابته بصوت حنون تقدر تقول كده يابني.
ضم حمزه حاجبيه متعجبا وقام بعدل نظارته ولم يخفي عليها استغرابه فاردفت مكمله
متستغربش يابني انا اللي كلمتك فالتليفون وقولتلك اني ام ود بس الحقيقه اني مش امها ود معندهاش ام ولا اب ود يتيمه لكن لو باعتبار ان الام هي اللي بتربي وبتحب وتصون وتكبر مش الام اللي بتولد فأنا امها..
انا الداده بتاعتها واللي ربيتها من وهي حتتة لحمه حمره واعتبرتها بنتي وحته من روحي
ويشاء السميع العليم اني اكون عاقر ومخلفش زي مايكون رصدني ليها هي وبس وعوضني بيها وعوضها هي كمان بيا عن امها اللي اتحرمت منها قبل الاوان.
تبسم الطبيب حمزه قائلا ربنا عوضه كبير وله في شئونه حكم..
طيب اتفضلي اقعدي يام ود احنا هنفضل واقفين ولا ايه احنا ورانا كلام كتير اووي وقعدتنا هتطول.. وسامحيني اسألتي هتبقي كتيره ومرهقه.
ردت عليه وهي تجلس انا تحت امرك فاللي عايز تسأله ومعاك الوقت اللي تعوزه..