الجزء الثاني نزيلة المصحه
هذا زاد عليه انه قلب بطاريته كي لا يعمل ثم اعطاهم لها وهو يقول
سهل جدا يوصلكم حسام عن طريق التليفونات والخطوط بتاعتكم
كده انتوا فأمان
قالها ثم تلفت حوله وهو يفرك وجهه بإجهاد واضح واردف متأكدا
اكيد مفيش بن هنا صح انا نازل اجيب واشتري حاجه ناكلها
قالها وتحرك مسرعا الى خارج الشقه نزولا للشارع
فتحرك حمزة ذاهبا
ولكنه لم يستطع ان يواصل السير الي هناك وهو يري كوفي شوب فى طريقه دون ان يدخله ويطلب قدحا من القهوة من النادل بإستعجال
لانه شعر ان عقله يكاد ان يتوقف كليا عن العمل معطيا الامر لباقي اعضاء جسده بإتباعه مالم يأخذ جرعته من القهوة فورا
واخيرا وبعد طول انتظار هاهو النادل يأتي بقدح قهوة حمزه من بعيد فتراقص قلب الطبيب فرحا ولم لا ومحبوبته قادمة اليه وسيسعد بها بعد الفراق..
وصل النادل اليه ومد اليه القدح واختطفه الطبيب حمزه اختطافا
فينتشي ويعلم أن قربان هدوئه قد اصبح بين يديه ويهدأ ثورانه
فإبتسم الطبيب حمزه ومع ابتسامته ابتسم النادل المستغرب مما يفعله حمزه قبل ان ينصرف تاركا له المجال للاستمتاع بقدح قهوته كما لم يرى احد يفعل من قبل.
اما حمزه ففتح عيناه ببطئ وارتشف اولي قطرات ادمانه فتعدل ميزاجه فورا وتحسنت جميع احواله.
ولكنه اعدل عن مغادرته حين تذكر شيئا مهما
المشفي ومن فيها ومديره وعمله
فهو لا يعلم ان كان سيعود الليله ام سيضطر ان يبيت هنا معهم ويطمئن عليهم جيدا قبل مغادرته لهم..
اخرج هاتفه و كاد ان يجري مكالمة مع مديره ويطلب يوم الغد عطلة.
ولكنه تراجع عن رغبته هذه بعد ان حسبها جيدا ورأي ان بذلك كل اصابع الاتهام ستتجه اليه هو في حاډثة اختفاء ود من المشفي وبذلك سيخسر عمله ومستقبله كله.
ضړب الجرس الباب وفتحت له كريمه على الفور بعد ان نظرت من العين السحريه ووجدته هو..
دخل وقامت بأخذ مااحضر معه بعد شكره ومحاولة جديه منها ان تعطيه بعض النقود ثمنا للاشياء التي قام بشرائها
فردت عليه كريمه بأنه ماعاش ولا كان من يفكر ان يهينه وامطرته بوابل من الدعوات جعلت حمزه يقول لها مبتسما ان هذه الدعوات عادلت ثمن مااشترى بل وذادت عليه ايضا اي انه اصبح مديونا لها هكذا
فضحكت كريمه وضحك هو معها ثم تركته ودلفت الي المطبخ لتري ماسوف تفعله اما حمزه فتلفت حوله ولم يخفي عليه ان كريمه بدأت في تنظيف المكان برغم انه كان نظيفا الي حد ما وعلي مايبدوا ان هناك من كان يهتم به
نظر بعدها الي غرفة ود وتقدم اليها وفتح الباب رويدا رويدا ووجدها لازالت نائمة كغزال برى يستريح بعد ان نجا من المۏت بعد مطاردة اسد جائع له وأفلت من بين مخالبه بإعجوبه..
فتقدم نحو النافذه ف وفتح ستائرها ثم فتحها لتتسلل من خلالها نسائم الهواء التي اسرعت لتداعب خصلات شعر ود
فجعلتهم يتراقصون فوق وجهها بمرح مما ادى الي جعل ود تحرك وجهها اعتراضا من صخبهم المفاجئ
فتبسم الطبيب حمزه وهو ينظر اليها ويري ان مفعول المخدر بدأ في الزوال عنها.
وها هي تحرك اطرافها وماهي الا دقائق وتستعيد كامل وعيها
وانتظر تلك الدقائق وهو يستند الي النافذه ويراقبها حتي يكون بجانبها حين تفيق لانه من المحتمل ان تدخل في نوبة هلع حين تجد نفسها في مكان غريب..
وبالفعل هاقد حدث ما توقعه الطبيب حمزه وحين فتحت ود عيناها وتلفتت حوالها اعتدلت سريعا وهي تجوب بهم ارجاء الغرفه تتفقدها پخوف
وكادت ان تبكي خوفا فملامح وجهها قد اوحت بذلك
ولكن سرعان ما هدأت ملامحها وهي تستوعب اين هي وتتعرف على المكان
وانفرج ثغرها عن ابتسامة صغيره وهي تري الطبيب حمزه يقف هناك فى الزواية يطالعها ولا تعلم لم شعرت بكل هذا الكم من الامان وهي تراه وكأنها تعرفه منذ زمن بعيد..
الطبيب حمزه حمداله عالسلامه
ود انا ايه اللي جابني هنا وجيت هنا ازاي!!
حمزه ايه اللي جابك وجيتي ازاي
اجابة السؤالين هو انا
انا اللي جبتك وجبتك بعربيتي هربتك من المستشفي لما لقيتك فخطړ وعرفت ان حسام ناويلك علي شړ..
جلست ود باعتدال وهي تمسك برأسها وظن الطبيب حمزه ان سؤالها هذا هو آخر ماستنطق به ولكنها سرعان مااخلفت ظنه حين اردفت بصوت متعب
وهو من امتا حسام كان بيجيلي من وراه غير كل شړ
قالتها ثم رفعت عيناها عليه بلهفة وكانها نسيت شيئ ما وسألته في خوف شديد ماما كريمه ماما كريمه فين حسام هيم.. وقبل ان تكمل تسارع إلى مسامعها صوت كريمه مطمئن
انا هنا ياود انا هنا ياحبيبتي مټخافيش خلاص ياقلبي احنا اتجمعنا تاني وبعدنا عن حسام ومش هيقدر يعرف طريقنا ولا يعرف احنا فين..
انسي حسام ياود واللي جرالك منه وانتبهي لنفسك ولصحتك وارجعى تاني ود بنتي بتاعة زمان.
لم تجبها ود ولكنها زفرت بتعب ونزلت بوهن من فوق السرير متوجهة إلى النافذه ووقفت فى مواجهتها بجوار الطبيب حمزه واغمضت عيناها وارجعت رأسها للخلف للخلف مستسلمة لنسمات الهواء لكي تحمل خصلات شعرها فتداعبها وتطبع مثل قبلات منعشه على وجهها
فإبتسم الطبيب حمزه وابتعد قليلا عن ود كي يهرب من بعض الخصلات التي حملها الهواء والقي بها علي وجهه.
كاد ان يتحرك ويترك لها المكان حين احس بانها لن تدخل في سجن عقلها الانفرادي هذه المره
وانها فقط تتأمل الماره والسيارات فبؤبؤ عينيها يتحرك وليس ثابت على نقطه معينه دون غيرها وهذا جعله يطمئن قليلا
ولكن ما ان خطت قدمه خطوة واحدة نحو باب الغرفه وكان لايزال يطالعها
فتفاجأ بها تلتفت اليه ونظرت له نظرة امتنان لم يخيبها الطبيب حمزه وقام بردها بإتكائة من عينيه يخبرها انه لا بأس..
وبعد شكر وعفو بالعيون
خرج الطبيب حمزه واغلق خلفه باب الغرفه معطيا لها مساحتها الخاصه كي تقوم بترتيب افكارها فربما يزول كل عرض لديها بعد ان يطمئن قلبها وعقلها ان لا حسام بعد اليوم..
خرج وجلس فى غرفة المعيشه والتي كانت مصممة علي الطراز الامريكى مفتوحة علي باقى الشقه كلها ويطل عليها المطبخ الذي صمم على نفس الطراز الامريكي
وماأن جلس حتي تسللت الى انفه رائحة طبخ جميله!!
فنظر فى اتجاه المطبخ القادمة منه هذة الرائحه التي داعبت معدته وجعلتها تصرخ بلا توقف تريد من هذا الطعام فقد اعلنت الجوع التام توا ولم تعد تطق صبرا على الانتظار..
فأخذ عقله يحدث معدته بأن الطعام قادم لا محالة وامرها بالصبر
ولكن هيهات فقد اطلقت نفير ابواقها احتجاحا وظلت تخرج اصواتا مستغيثه لكي يطعمها احد ما.. فعند الجوع لا سلطة