الإثنين 25 نوفمبر 2024

الجزء الثالث نزيلة المصحه

انت في الصفحة 19 من 24 صفحات

موقع أيام نيوز


تعب هو نفسيا من مجرد الإستماع لهذا الكم من الألم  
فما باله بحسام الذي ربما قد يكون اختبره وقاسى منه بالفعل 
وإنه لربما يكون صادقا في كل ماتفوه به.
ومع هذا الاحتمال الذي فرض نفسه الآن داخل عقل حمزه بعد أن رأي الشهادة بأم عينيه.
افاقت الشفقه بداخله من ثباتها العميق وقررت أن تحارب الفضول القاسې بكل قوتها.

فإنتصرت عليه واردته جريحا 
وسيطرت هي علي تلافيف عقل حمزه مطالبة له بالرحمه لذلك المسكين الذي سقط كليا في مستنقع ذكريات مؤلمة نفسيا.
وبالتأكيد سيجد صعوبة في الخروج منها كمن سقط في بحر من الرمال المتحركه.
فأردف حمزة لحسام الذى كان يفرك وجهه في هذة اللحظه بتعب
انا شايف أن كفاية كده النهاردة ياحسام ونكمل بكره شايفك تعبت ومش قادر تواصل.
وهنا صړخ عبدالله معارضا
لأ مفيش بكره.. هو يرتاح شويه وهيبقي تمام ويكمل. 
قوم ياحسام مدد شويه جنب حمزه علي السرير وخدلك غفوة عشان تستعيد نشاطك وتعرف تكمل.
قوم ياحبيبي قوم..
قالها وأمسك بيده محاولا جره ناحية السرير فضحك حسام وربت علي يد عبدالله وهو يردف له
لأ معلش ياأستاذ عبدالله انا محتاج أني أرجع الفيلا عايز اقعد مع قاسم ابني وأمي ومراتي أطول وقت ممكن
حاسس انهم بقوا بيوحشوني اوي اليومين دول.
انهي جملته وسحب يده من بين ايدي عبدالله برفق ولم يمانع عبدالله ترك يده وزفر بإستسلام ثم اردف له محذرا
ماشي روح بس بشرط
تعمل حسابك إنك بكره هتيجي علي هنا أول ماتفتح عينك. 
ومتروحش لأي مكان تاني عشان الحكايه المعقربه دي لازم تخلص بكره.
وانا هقعد بالعيال يوم كمان وأمري لله مع ان الغياب مش فمصلحتهم وهيتخلفوا عن زمايلهم في الدروس.
لكن يلا مش مشكله حتي لو سقطوا السنادي.
بتضحك علي ايه بس  
بص اصل انت مش فاهم. 
العيال دي لو سقطت هتعيد السنه وتنجح انما انا لو مشيت ودماغي بتلف كده والفضول بياكل فيها هفضل علي حالي دا طول العمر. 
فأنا اضحي بالاسهل في سبيل اني اتجنب الاصعب.
قالها وضحك بخفه وضحك معه حسام ايضا. 
ونظر حسام لحمزه واردف له بعبارات مختصرة
نتقابل بكره يادكتور. 
واستعد عشان اللي جاي اصعب من اللي فات ومحتاج تركيز واستيعاب اكبر.
فأردف عبدالله سريعا بالاصالة عن نفسه وعن حمزه
مستعدين من دلوقتي بس تعالى انت وهتلاقينا قاعدين مستنيينك و كلنا آذان صاغية.
فتبسم حسام ونقل عينيه بين الاثنين. 
وغادر الغرفه بعد أن اومأ له الطبيب حمزة ايمائة مصحوبة بإتكائة من عينيه سامحا له بالمغادره.
أنثى بمذاق القهوة٩
غادر حسام ومن بعده ترك عبدالله الحجرة لحمزه واغلق بابها عليه من الخارج مثلما طلب منه كي يحظي بوقت خاص مع قهوتة. 
بعد أن أعدت له سماح قدحا آخر منها.
فأبي أن يشربه هذة المره الا بعد أن يمارس عليه طقوسه المعتادة. 
فقد شعر اليوم انه اهدر حق قهوته كثيرا وأهانها حين لم يعطها حقها من الاستمتاع بها. 
ولم يبجلها كما يجب أن تبجل القهوة. وتملكه إحساس بالتقصير في حق معشوقته.
قرب القدح من فمة فشم الرائحة وتنفسها حتي تغلغلت داخل روحه. ثم اغمض عيناه وهو يرتشف القليل منها. ثم همهم بإستمتاع بالغ.
فما بغير هذة الطريقة تشرب القهوة.
انهي قدح قهوته وترك الكوب الفارغ من يده. وهو يشعر أن إحساسه بالتقصير نحو محبوبته بدأ يتلاشى الآن حين اعطاها حقها كاملا. 
وعاد لاستئناف رحلة عڈابه المرهقة مع عقله وتساؤلاته. 
وأول شيئ قرر حمزه الرد عليه من تساؤلات عقلة ويبحث عن تفسيرا له هو شهادة حسام الجامعية!
فقام بفتح لاب توبه وادخل جميع بيانات حسام وطلب المزيد وظهرت امامة صورة حسام وكافة التفاصيل عنه. 
ومن ضمنهم شهادته الجامعيه والتي كانت صحيحة مائة بالمائه ومعتمده وتأكد من ذلك بعد دخوله علي موقع الجامعه والبحث عنها وسط دفعته وبتاريخ تخرجة..
وها هو عقله يسجل أول نقطة لصالح حسام جعلت كفته تنزل قليلا عن كفة ود وكريمه..وباتت صورة كريمه التي اخذها عنها حمزه تتذبذب أمام عينيه. 
فمن ضمن قناعات حمزه أن الذي ېكذب كڈبة صغيرة ېكذب الكبيرة. 
ومن يزيف في أحد الحقائق لا يؤخذ كلامه علي محمل الجد مرة اخري نهائيا وتتغلف كل حرفه بالشك.
وهذة ماكانت الا البداية ومن بعدها بدأ 
عقلة يطالب بالمزيد من التفسير والبحث والتنقيب عن باقي الحقيقة.
ولكن حمزة قرر أن يفصل زر الباور عن جسدة وعقلة تماما. 
وأن يخلد للنوم قليلا كي يشحذ طاقته ويستيقظ في الغد اكثر نشاطا واستعدادا للقادم 
والذي نبهه حسام الي مدي صعوبة استيعابه وخطورته علي عقله.
فقام بوضع رأسه علي الوسادة ونظر للساعة التي شارفت علي التاسعة مساء ولا يعلم كيف انقضي الوقت سريعا هكذا!
اغمض عيناه اخيرا وهو يشعر بأن الغد آت بسرعة الريح لأنه يحمل في طياته مالا يحمد عقباة. 
اما لو كان ينتظر اخبارا ساره
لكان تأخر اليوم سنة كاملة بأيامها بشهورها بفصولها الاربع.
وأثناء مداعبة النوم لجفونة فتح عيناه مرة واحدة وبحركة سريعه قام بإغلاق المنبة ثم عاد للنوم وهو مبتسم كمن باغت خصمه في غفلة منه وتغلب عليه للمرة الأولي.
اما عند حسام فحين عاد الي الفيلا 
وجد عائلته الصغيره فى إنتظارة وبمجرد دخوله الكل استقبله بلهفة واشتياق.
فالقي التحية علي الجميع وحمل عصفورة الصغير بين ذراعيه واخذ يوزع القبل علي وجهه الناعم والآخر يردها له.
وجلس بينهم قليلا يستمع الي تفاصيل يومهم والي تفاصيل يوم ذلك المشاغب الصغير تحديدا. 
فهو محور جميع الاحداث الهامة والغريبه التي تحدث في الفيلا.. اما باقي الاحداث فهي عبارة عن روتين يومي لا يذكر.
وكالعادة طوال الوقت كانت سعاد هي من تقص علي مسامع حسام نوادر وطرائف قاسم الصغير وحسام ينظر الي قاسم ولا يصدق أن كل هذه الافعال خرجت من هذا الشبر ويضحك بإستمتاع.
وسمر كعادتها تظل غارقة تتأمل في جمال ضحكاته الرنانه وصوتها الرجولى.
ويرتفع داخلها سقف الامنيات ككل مرة تنظر له فيها. 
ومع أول صد منه لها يتهاوى السقف فوق رأسها. ليعيد لها توازن عقلها من جديد ويخبرها أن ماكانت تتمناه ماهو الا امرا نكرا مستحيلا.
وكالعادة حسام كان يرصد جميع نظراتها اليه ولكنه لا يكشف لها ذلك ويعلم مابنفسها نحوه وماذا تتمنى الآن.
فخفتت صوت ضحكاته رويدا رويدا وهو يضع نفسه في نفس موضعها او لنقل انه رأي بحالتها تطابق لحالته من حيث العڈاب والتمني خائب الرجاء.
فأغمض عيناه وقرر أن يفعل معها اليوم الذي طالما تمني ان تفعله ود معه. 
وأن يعاملها مثلما اراد دوما أن تعامله متحجرة المشاعر تلك.
وأن يقرض قلبها قرضا حسنا من مشاعرة البخيله 
متمنيا أن يردة الله لقلبة اضعاف ويرد له لحظة السعادة التي سيمنحها لهذة المسكينه بعشر امثالها.
فنظر اليها طويلا قبل أن ينهض ويلقي علي مسامعهم تحية المساء ويخبرهم أنه ذاهب لأخذ حماما دافئا 
وسيبقي بغرفته قليلا فلديه بعد المهام المعطله في عمله ويجب عليه انهائها.
وصعد الي غرفته واخذ حمامه وخرج الى الشرفة وكان وقت الغروب 
فأخذ يتأمل الشمس وهي ټغرق في جوف الأفق البعيدة رويدا رويدا. 
وكأنها حبيبة تغوص فى احضان حبيبها الليل. وتذوب فيه عشقا. ويخفيها هو بعبائته السوداء عن العيون ويلملم خيوط شعرها الذهبي تحت جناحة.
فيحجب نورها عن الجميع.
كأنه يخبرها بأنها اصبحت ملكه
 

18  19  20 

انت في الصفحة 19 من 24 صفحات