الجزء الرابع نزيلة المصحه
بنسمات الفجر البارده وأتمنيت إنها تبرد كل الأحاسيس الحارقه اللي حاسس بيها دي.
وأخدتني رجليا لغاية الكورنيش.. وقعدت علي السور بتاعه وشويه ولقيت واحد جه قعد جنبي بصيتله بعدم إهتمام ومكلمتهوش شويه ولقيته بيمدلي إيده بسچاره.. بصيتلها وبصيتله ومتكلمتش ولا مديتله أيدي.. لقيته بيلح عليا وبيقولي
قولتله بعد مابصيت بعيد عنه
ومين قالك إني عندي هم!
ضحك بخفه وهو بيولع سچاره واخد منها نفس ونفخه وبعدها قالي
بيبان ياصاحبي.. يعني واحد سايب بيته وفرشته وهاجج بالليل في الشوارع وجاي للنيل يقعد عنده.. هيكون ليه يعني! أكيد مهموم زي حلاتي وجاي تفضفض للنيل شويه.. ياااه دا النيل دا شايل أسرار وهموم من الناس ياجدع لدرجة إنه لو بيتكلم كان صړخ وقال كفايه ارحموناااي..
بصيتله وإستغربت علي كلامه اللي طالع بحرقه كأنه شايل هموم الدنيا إبتسملي ومد أيده ليا بالسچاره مره تانيه.. أخدتها منه.. وأنا حاسس إني عايز أجرب الراحه والمواساه بتاعتها اللي بيوصفها دي.
وحطيتها فبوقي وهو ولعهالي وأخدت منها أول نفس أشربه لسچاره فحياتي.. كان صعب وموجع لكني حسيت بعد التجربه بمتعه من نوع خاص.. متعه متخيلتش إن سچاره تديهاني!
فضلنا لغاية مالنور بدأ ينور وإنتبهت يومها إني فاتتني صلاة الفجر فقمت من جنبه وبوشي علي أقرب جامع صليت ودعيت ربنا إنه يقدرني.. علي اللي جاي ويصبرني علي إحساسى دا ويبعده عن قلبي وعقلي وروحت بعد ماأخدت معايا فطار للكل.
خرجت أصلي الفجر وإتمشيت شويه.. وبعدها صحيت أمي وصبحت علينا وبصتلي وفهمت اللي بيا من غير ماأتكلم.. وجات قعدت جنبي وطلبت من ود إنها تحضر الفطار ودا عشان تدينا مجال نبقي لوحدنا وفضلت تخفف عني وتواسيني وقالتلي إن اللي أنا عملته مع بنت عمي دا هو قمة الرجوله وإن عمي زمانه دلوقتي فرحان بيا وفخور باللي بعمله مع بنته وإني بكده حققت وصية مېت ودا هيخليه ينام مرتاح فقپره.
وعدت الساعات وأبتدت أمي تجهيزات الفرح والفستان اللي أشترته لود وصل وأخدتها وديتها الكوافير بالعربيه وفآخر النهار رحت جبتها بعد ماجهزت نفسي انا كمان.. وعملنا الحفله وخلصت وأخدتها ومشينا علي بيتنا الجديد اللي هنفضل فيه لوحدنا.. بعيد عن كريمه وعمايلها وأعمالها.. وحتي بعيد عن أمي.. اللي قررت تتحمل بعدي عنها وكل دا عشان تفضل سجانه لكريمه وتخلي عينها عليها عشان متعملش أي حاجه تأذينا بيها.. بالظبط زي اللي بيفضل حابس وحش وماسك الباب بأيده عشان الۏحش ميطلعش ياكل حبايبه.
وإنها متقبلاني بكل جوارحها عكس الفتره اللي كانت بتصدني فيها بكل قوتها ومش بس كده.. دي هي كمان اللي فاللحظه دي بتسعي لقربي.
أخدتها فحضني وعشت معاها أجمل اللحظات ونسيت كل حاجه وهي بين إيديا نسيت ماضيها ونسيت ۏجع قلبي ونسيت نفسي ونسيت الدنيا..ودوبت فاللي محت كل ذرة زعل من قلبي وروحي بقربها.
ومن يومها عشنا مع بعض أسعد أيام حياتنا إحنا الإتنين والحياة إستقرت.. لغاية ماحصل اللي قلب كل الموازين..
أتاري الست كريمه رجعت تتواصل مع ود من تاني عن طريق التليفون وملت دماغها من ناحيتي وأفتكرت انها رجعت لجأت للطرق القذره بتاعتها..
اللي حصل.. إن ود إتغيرت معايا ١٨٠ درجه.. دا بالنسبه للمعامله لكن مش دا كل حاجه دأنا كمان إكتشفت عن طريق الصدفه.. إن الهانم دخلت مجال الإعلانات! عن طريق وحده صاحبتها وبتعمل إعلانات من ورايا!
ودا عرفته وانا قاعد علي القهوه مع اصحابي وجه إعلان للهانم علي التلفزيون..
يومها رجعت البيت وانا دمي فاير وعامل زي البركان وأول ماشفتها إنفجرت فيها.. فالأول بالشتيمه.. ولما لقيتها بتردلي الكلمه بكلمتين ومش مغلطه نفسها ولا معترفه بغلطها ومقتنعه إن معاها كل الحق فاللي عملته دا..
أنا هنا فقدت السيطره علي عقلي بالكامل ولجأت لحاجه كنت عاهدت نفسي إني مش هلجألها مره تانيه.. واللي هي الضړب..لكن أحيانا اللي قدامك بيجبرك بتصرفاته إنك تنقض عهودك.
واديتها علقة مۏت وكل ماافتكر منظرها في الإعلان وبصة الرجاله ليها في القهوة وتعليقاتهم علي جمالها.. دمي يفور أكتر واضرب فيها أكتر وأكتر.
وسبتها وهي چثه هامده في الأرض وقفلت عليها وروحت لأمي.. حكيتلها علي كل حاجه وقولتلها إني ضړبتها لما لقيتها بتبجح في الغلط..
وأمي يومها لامتني وعاتبتني علي ضربها وقالتلي كنت إتصلت بيا وانا كنت فهمتها غلطها.. عمر الضړب مابيفهم ولا يعلم
ولبست ونزلت معايا راحت لود.. وكل دا كانت كريمه بتسمع مني ومن أمي ومنطقتش بكلمه وحده ولا شفت فعنيها الخۏف اللي بشوفه كل مره علي ود لما تكون مضړوبه أو فيها حاجه كأن خۏفها دا كان تمثيل ودلوقتي مبقاش له داعي عشان الاطراف المعنيه بالتمثيل مش موجوده.
وسبناها انا وامي وخرجنا وكانت دي غلطه مننا وسهوا نسينا فيها إننا ساجنين كريمه.
ورجعنا لشقتي وفتحنا ودخلنا ولقينا ود فاقت وقاعده فالصاله.. راحت امي وقعدت جنبها وبمجرد مانطقت إسمها ود إنفجرت فيها وإبتدت ټشتم عليها وعليا بأقذر الألفاظ واتهمتنا بإننا ظلمه وطالبتني بعربية أبوها وبكل الفلوس اللي عملتها من شغلي عليها وقالتلي إن اي قرش كسبته من عربية ابوها.. مش من حقي
وإن كفايه بابا طول العمر بيصرف عليا وعلي أمي من فلوس ملناش فيها اي وجه حق وطالبتني بالعربيه.. ومش بس كده.. دي خيرتني بين إنها تشتغل في الإعلانات ياكده يإما أطلقها وكل واحد يروح لحاله ويشوف مصلحته بعيد عن التاني.
كل دا وانا واقف ومش مصدق اللي أنا بسمعه ولا قادر أستوعب إن اللي بتتكلم دي هي نفسها ود..
ود اللي نسيت كل حاجه وحشه عملتها وإديتها حب وحنان وإحتواء من غير حدود.. ومستغرب إزاي تردلي كل اللي اديتهولها فهيئة جحود بالشكل دا!
وحتي أمي إستغربت ثورة ود لكنها بصتلي بنظره فيما معناها إنها مش فوعيها ومش مدركه هي بتقول أيه وأكيد دي حاجه من عمايل كريمه اللي إبتدت في الفتره الأخيره تمسك تليفونها وتنفرد بيه وأمي إدتلها الأمان وإفتكرت إن أذاها كف عننا عند المرحله دي وببعادنا عنها.
سكت وحطيت الإحتمال دا فحسباني فعلا.. وروحت للشيخ بود وأخدتها ڠصب عنها عشان يشوف فيها أيه.. لكن العجيب إن الشيخ قالي إنه مفيش أعمال ولا حاجه من دي معمولالها!
وروحت يومها وانا محتار من سر تحولها العجيب