الجزء الخامس نزيلة المصحه
المنطقه وقد أنير جزء من بلورة قصة حسام ولابد أن يواصل إكتشافه لباقي الحقائق لكي تنير باقي الجوانب المظلمه.
وتوجه بعد ذلك مباشرة الي مشفاه. فتفقد مرضاه. وإطمأن علي أحوالهم من زملائه. وإستأذن من مديره في مد أجازته الى ثلاث أيام أخرى فهو بحاجة ماسه الى ذلك.
وتحجج له بأنه لم يطيب بعد.
ولأن حمزه عند المدير شخص إستثنائي.. وافق علي مد أجازته.
فمد له الاجازه كما أراد. وإستأذن منه حمزه وغادر المشفي. وقد قرر أنه لن يعود الي المنزل مرة أخري..الأ وهو ممسك بجميع خيوط الحقيقة في يده.
فغادر القاهره متوجها الي الأسكندريه بعد أن سلك عدة طرق ملتويه كي يتأكد أنه غير مراقب. وليس هناك من يتبعه.
ومن بعدها توجه لمحطة القطار فإستقله الي الإسكندريه حيث تقطن حيرته العظمي.
مرت ساعات السفر وفي هذه الأثناء قد هاتفه عبدالله عشرات المرات.
وسماح مثله أيضا وكل هذا بهدف ألإطمئنان عليه. وفي كل مره يخبرهم بأنه بخير وألا يقلقا.
لم يتبقي علي وصول القطار غير القليل من الوقت. وكلما إقتربت المسافه إزداد توتر حمزه وهو يفكر في الحيله التي سيكشف بها كريمه والتي يجب أن تكون في منتهي الذكاء والأ سيكشف نفسه هو أمامها بدلا عن ذلك. ويشعرها إنه قد كشفها.
وصل إمام المبني الذي يسكنونه. وصعد إليهم ووقف أمام باب الشقه يضرب جرس الباب.
ومع سماعه لصوت كريمه مجيبا تعالت دقات قلبه كمن على وشك أن يخوض إختبارا فارقا لتحديد مستقبله بعد قليل.
فتح الباب وظهرت من خلفه كريمه وبمجرد رؤيتها لحمزه..تبسمت بسعاده وهي ترحب به بحرارة
فأجابها حمزه وهو يبحث بعيناه بفضول داخل الشقه
معلش أصلي مقدرتش أسيبكم لوحدكم أكتر من كده من غير ماأجي بنفس وأطمن عليكم.
قالها ثم تثبتت أنظاره على من لاحت من بعيد بطلتها الأخاذه وماأن رأته حتى تبسمت. وهو أيضا بادلها الإبتسام. وقد بدت أحسن حالا من ذي قبل.
فتقدم منها وألقي عليها التحية وهو يردف في قرارة نفسه.. بأن حسام معذور في تعلقه بها إلي هذا الحد. إن كان هو بمجرد إبتسامة من ثغرها يتخبط عقله. فمابال من أدخلته جنتها ونهل من نهر أنوثتها حتى إرتوي!
تقدم حمزه بعد أن جاهد حتي إستعاد توازن عقله أمامها. وجلس علي الأريكه محافظا على هدوئه.
وعقبته ود بالجلوس. ومن ثم كريمه. وبدأت الأسئله منهم والإجابه منه عليها. وكل الأسئله كانت حول مافعله معه حسام. وما قاله له.
وإلي أي مدي هو أكيد من أن حسام لم يتبعه اليهم بطريقة أو بأخري.
وحمزه ألقي علي مسامعهم مايودون سماعه بالضبط.
وجعلهم يشعرون بالطمأنينه حتي زال الخۏف تماما من أعينهم.
وبدأ حمزه في التدقيق في كل حرف ينطق من فم الإثنتين. ويحلل كل كلمة كي يكتشف جميع أبعادها.
أخبرته ود بعدها بأنها تريد مساعدته في تحويل الشركه والفيلا والسياره من ذمتها لذمة كريمه.
وماأن أنهت جملتها هذه حتي نظر حمزه إلي كريمه التي غزت شفتيها شبه إبتسامة نصر. أخفتها سريعا. ولكنه إقتنصها قبل أن تختفي. وقد أوحت إليه شبه إبتسامتها هذه بالكثير.
فأجاب ود بالقبول. وأنه حتما سيساعدها. وأنه سيبذل قصارى جهده إن لزم الأمر.
صمت مطبق من بعدها خيم عليهم إستغله حمزه بمطالعة ود التي كانت تبدو كملاك هادئ.
شكلها لا يوحي أبدا بانها تقوى على فعل شيئا واحدا مما سرده حسام!.. ولكنه عاد تذكر أن المظاهر دائما خداعه.
إستأذن منهم للدخول إلي المرحاض ودخل وهو يخبئ في جيب بنطاله شيئا حرص ألا تراه واحدة منهم.
وحين أصبح بالداخل وفور إغلاقه للباب أخرجه من جيبه.
وقد كان البخاخ الخاص بكريمه وفعل ذلك لأنه وجدها هذه المره تتنفس وتتكلم بصورة أكثر من طبيعيه! ولا يبدوا عليها أنها قد عانت من نوبة ربوا لمرة واحده حتي طوال حياتها.
فتحه وقربه من أنفه ليشم مابه من سائل.
وتعجب كثيرا حين وجد السائل لا لون له ولا رائحة! ويشبه في تكوينه الماء كثيرا! وحتي ملمسه كان يوحي بذلك!
فسكب مابه داخل الحوض وقام بإعادة تعبئته من صنبور المياه وأعاده داخل جيبه مرة أخري. وغسل وجهه ويداه وخرج بعد ذلك.
جلس على الأريكة مرة أخرى وأعاد البخاخ لمكانه وبدأ يتصرف طبيعيا. ويتجاذب أطراف الحديث مع ود..حول طبيعة عملها كي يجبرها على الإنسجام معه في الحديث.
أما كريمه فذهبت الي المطبخ لإعداد الغداء حيث سيشاركهم الطبيب حمزه الطعام اليوم.
ساعة ونصف الساعه مروا لم يصمت فيها حمزه عن الحديث مع ود وبرغم أن إجاباتها كانت مختصره إلا أنها كانت كافية جدا بالنسبة إليه.
أما كريمه فإنتهت من إعداد الطعام. وبدأت في غرفه.
وأخبرتهم بأن الطعام قد جهز.
فقام حمزه وود بإنصياع. وجلسا علي البار كي يتناولا الطعام.
أما كريمه فجلست في الجهة المقابلة لهم من داخل المطبخ.
وشرع الجميع في تناول الطعام.
وبمجرد تذوق حمزه للطعام ضم حاجبيه بغرابه! فقد كان مذاق الطعام سيئا. ولا يتناسب مع سن كريمه أو خبرتها الطويله بالتأكيد في أعداد الطعام!
أما كريمه فلاحظت رد فعله وأردفت موضحه
الأكل معجبكش يادكتور مش كده معلش هو فعلا طعمه ممكن يكون مش مقبول بالنسبه ليك. بس دا عشان أكل صحي.
وفور نطقها لهذه العباره تبسم حمزه وهز رأسه لها بتفهم. وقد كانت هذه الحقيقه الثانيه لليوم التي تاكدت لحمزه من حديث حسام.
أكمل حمزه الطعام وظل ينقل عيناه بين كريمه وود وأردف بهدوء
ود هو إنتي شلتي الرحم فعلا زي ماقال حسام
وهنا رفعت الإثنتان رأسهما من الأطباق وتلاقت أعينهم في نظرة قد تجلت فيها الصدمه. وإرتعشت شفاه كريمه وهي تحاول أن تجد لها مخرجا من هذا المأذق بكذبة جديده.
ولكن حسام أعفاها من ذلك.. حين أردف مكملا وهو ينظر في طبقه مرة أخري ويواصل تقطيع طعامه
أصل حسام وراني تقرير بيقول إن دا حصل.
وأنا قولتله إن التقارير سهل جدا إنها تتزيف. لكن الإحساس عمره مايتزيف.
وأنا إحساسي بيقولي إن حسام كداب.
أنهي جملته ونظر إلي كريمه بطرف عينه وقد بدت أنها بدأت تتنفس الصعداء بعد كلامه هذا.
وأجابته في ثوان
صدقني ياحمزه حسام دا أبعد مايكون عن الصدق. وكلامه أبعد مايكون عن الحقيقه.
إياك يابني تسمعله في يوم
أو تصدق
أي حرف يقولهولك.
فهز الطبيب حمزه رأسه لها مؤيدا كي يطمئنها أن هذا لن يحدث.
وعم الصمت مرة أخري لفترة وجيزه. قاطعته كريمه حين أردفت بعد تفكير
حمزه ياريت بكره تخلصلنا موضوع